ولد القديس ملاخي st malachie سنة 1095م وتوفي سنة 11(4)8م، ولقد استطاع أن يمثل الكنيسة البابوية في منطقة سيلتية التي لم تكن تهيمن عليها الكاثوليكية، مع ذلك تمكن من تسلق السلالم بسرعة هائلة إلى أن وصل إلى أعلى المراتب في السلم الكهنوتي. شخصية غامضة تحيط بها الكثير من الأسرار، ونحن اليوم نعرفها فقط من خلال السيرة الذاتية التي كتبها عنه صديقه والمعجب به القس برنارد دو كليرفو (1) الذي أخبرنا أن ملاخي كان رجلاً مولعاً بالتنبؤات حتى أنه تنبأ بيوم وبمكان موته.
إنه لشيء مذهل وغريب أن يتمكن هذا المطران الذي تم تطويبه قسا من طرف الشعب، وليس من طرف الكنيسة جرياً على العادة آنذاك، من التنبؤ هكذا بتاريخ البابوية وإلى غاية سقوطها النهائي، خاصة أن هذه النبوءة لم تأت من طرف عراف هامشي، بل من رجل دين تابع للكنيسة، غير أن هذه الأخيرة لم تعترف مطلقاً وإلى الآن بهذه النبوءة، بحيث لا تشير إليها ضمن تعاليمها الدينية رغم أن مخطوطتها الأصلية موجودة في أرشيف مكتبة الفاتيكان. فنبوءة ملاخي، بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، غير موجودة، لكن هذا الصمت في حد ذاته له دلالته، فالنبوءة مرعبة بالنسبة للكنيسة ولكل متتبعي تاريخها، وفي كل مرة يتم انتخاب بابا جديد يتم البحث في مدى تطابقه مع الأوصاف التي ذكرها ملاخي.
قد يقول قائل إنها مجرد ضربة حظ، لكن ضربات الحظ لا يمكن أن تصدق 112 مرة، فالصدفة إذا تكررت تصبح ضرورة كما يقول الفلاسفة، وثمة من يعتقد أن القديس ملاخي وهب عطاء إلهياً، أو كرامة كما نقول نحن المسلمين، جعلته يرى مستقبل الكنيسة على بعد حوالي 9 قرون.
لم يسمّ ملاخي هؤلاء البابوات بالاسم، بل وصفهم في عبارات قصيرة ملغزة ومشفرة على عادة القرون الوسطى، لكن تحليل هذه العبارات يتطابق تماماً مع صاحبها. فالجمل الكشفية تعتمد على الإشارة لأسماء الأماكن التي ولد فيها البابوات، أو تواريخ أو علامات فلكية وقعت في حياتهم إلى غير ذلك من المعطيات. ولأن من المستحيل استعراض لائحة البابوات كاملة، حيث تضم 112 بابا، لذلك سنكتفي فقط بذكر بعض الأمثلة:
تتحدث إحدى النبوءات عن البابا سيليستان الثاني فتقول عنه إنه ساكن قصر التيبر، وقد ولد بالفعل في مدينة القصر (citta di castello). وتتحدث نبوءة أخرى عن المنحدر من مونتيمانيو (Issu de Montemagno) وقد كان البابا يوحنا الثالث (Eugene) يسمى قبل أن يصبح بابا برنارد باغانيلي دي مونتيمانيو.
أما البابا رقم 104 في لائحة النبوءة فقد تم وصفه بكونه بابا الديانة الفارغة (Religio depopulata ) وقد كانت الكنائس في عهد البابا بيندكتوس 15 شبه فارغة، أولاً بسبب الحرب العالمية الأولى وثانياً بسبب الثورة البلشفية. و بالنسبة للبابا رقم 110، فقد نعت من قبل النبوءة بكونه عمل الشمس (De labore solis ) وهو نعت ينطبق تماماً على يوحنا بولس الثاني الذي ولد ودفن في يوم كسوف الشمس. أما البابا الذي خلفه (رقم 111 ) وهو بنيدكتوس 16 فقد وصف في النبوءة بعبارة مجد الزيتون Gloria olivae، وهو وصف ينطبق عليه كذلك، لأنه ينتمي إلى تيار مسيحي يسمى بالزيتونيين نظراً لاهتمامهم بقضية السلام العالمي.
وتنتهي اللائحة الطويلة للنبوءة بالرقم (112) وهو البابا الحالي الذي تسميه بوتروس الروماني وتقول عنه بالحرف: «في الاضطهاد الأخير للكنيسة الرومانية سيتربع بوتروس الروماني الذي سيرعى خرفانه في الكثير من المحن، وبنهاية ذلك ستدمر مدينة التلال السبع {اسم قديم لروما} والقاضي المهيب سيحاكم الناس على أعمالهم».
إذن، هل سيكون البابا الحالي هو البابا الأخير في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية؟
لقد كان أول شيء قاله هذا البابا بعد اعتلائه شرفة كنيسة القديس بطرس: «صلوا من أجلي». وهي كلمة علق عليها المتتبعون بأنها غير مسبوقة، فهي إشارة إلى إحساسه بالثقل الكبير للمسؤولية الملقاة على كاهله وللمنعطف الكبير الذي ستعرفه مرحلة بابويته.
علامات شؤم
ثمة مجموعة من العلامات التي وقعت مؤخراً والتي تم تفسيرها على أنها نذير شؤم على ما هو قادم، منها:
مباشرة بعد إعلان البابا بيندكتوس 16 استقالته ضربت الصاعقة مرتين كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، أي بمقر البابوية. كما تم تسجيل هزة أرضية بلغت 5 درجات على مقياس ريختر، وهزت روما كاملة. بالإضافة إلى أن استقالة البابا نفسها كانت مثار شكوك كبيرة، فنحن لم نعتد أن يستقيل بابا من منصبه باستثناء سيليستينو الخامس سنة 128(4، كما أن المبرر الصحي الذي قدمه بنيدكت 16 غير مقنع تماماً، فسابقه جان بول الثاني كان لا يستطيع حتى الحركة، ومع ذلك ظل في كرسي البابوية إلى أن وافته المنية، فضلاً عن أن خلفه الحالي يعيش برئة واحدة فقط. إذن ألا يمكن أن تكون هنالك دوافع أخرى خفية وراء هذه الاستقالة؟
من الأمور الغريبة التي ذكرها البابا الحالي أن: «الكنيسة في الماضي كانت قاسية اتجاه الأشياء الخاطئة من الناحية الأخلاقية التي تدخل في باب الخطيئة. أما اليوم فنحن بمثابة الأب المحب. إن كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع: ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسياً ومؤيدي الإجهاض والليبراليين والشيوعيين الذين هم وضع ترحيب، نحن جميعاً نحب ونعبد الإله نفسه». إنه قول غريب لم يستطع أن يتلفظ به أي رجل دين فبالأحرى أن يكون هو الحبر الأعظم للديانة الكاثوليكية، خاصة أن البابا فرانسوا ينتمي إلى طائفة الجيزويت وهي الطائفة المعروفة بتشددها الديني وبطابعها المحافظ. هل يمكن أن تكون هذه إذن علامات على بداية انهيار الكنيسة؟
شكوك
ولكن ما مصداقية هذه النبوءة، ماذا لو كانت مزيفة. نحن نعرف أنها كتبت في القرن 12 ولكنها لم تظهر إلا خلال القرن 16 في كتاب الراهب البيندكتي آرنولد دو فيون، وهو الراهب الذي قام بتلفيق بعض النبوءات حتى تخدم مصالحه الدنيوية. ثم إن البعض يقول إن البابا الحالي لا يتطابق مع النبوءة الأخيرة لأن اسمه فرانسوا وليس بتروس، وبالتالي قد يكون هو ما قبل الأخير، فالأوصاف التي قدمها ملاخي تنطبق على الكاردينال الغاني بيتر تيركسون (peter turkson) أو الكاردينال الآخر تارسيسيو بيترو بيرتوني
( tarcisio pietro bertone) أكثر من انطباقها على فرانسوا. كما يشك أغلب الدارسين للشأن الديني المسيحي أن يكون ملاخي هو صاحب هذه النبوءة المدهشة، فكاتب سيرته الذاتية برنار دو كليرفو لم يذكر عنها أي شيء، لذلك يرجعها البعض إلى نوستراداموس ذاته الذي نسبها لغيره حتى يتجنب غضب الكنيسة.
بعض المتتبعين يردون على هذه الشكوك بالتأكيد على أن البابا رغم كونه أرجنتينياً فأصوله الأولى تعود لروما، كما أنه قدم نفسه دائماً باعتباره مطراناً خاصاً بروما، أما مسألة الاسم فتعود إلى اللقب الذي اختاره لنفسه، والذي يعود للقديس فرانسوا الآسيزي ( st francois d›assise)، حيث إن هذا الأخير له اسم ثانٍ وهو بوتروس.
ولكن سواء كان ملاخي هو صاحب هذه النبوءة أو غيره، فإن ما هو مهم هو الرسائل المدهشة التي تتضمنها، فالنبوءة تقول بصريح العبارة إن الكنيسة الرومانية باتت على وشك السقوط، وهذا في حد ذاته قد يزلزل الكيان الروحي للغرب.
شيفرة دا فينشي
من سيدمر الكنيسة الكاثوليكية إذن ولماذا؟ هذا السؤال، أجاب عنه الروائي دان براون في روايات شهيرة.
يقوم دان براون في روايته هذه «شيفرة دا فنشي» باللعب على حبلي الواقع والخيال من أجل تقديم حقائق جديدة، يكشف عنها بطريقة مذهلة، بحيث لا نعرف هل نحن أمام مجرد رواية خيالية أم أمام رواية واقعية تنقب في التاريخ بطريقة بحثية توثيقية. من بين هذه الحقائق الغامضة، أن السيد المسيح كان متزوجاً من مريم المجدلية، وهي الشخصية التي تعتبرها الكنيسة رمزاً للخطيئة، وأن زواجهما هذا أفرز عبر التاريخ سلالة هربت إلى فرنسا، وأنه فيما بعد تأسست (جمعية سيون أو صهيون) لحماية هذا السر المقدس أو الكأس المقدسة، هذا السر الذي نجد رموزه في لوحة دا فنشي الشهيرة «العشاء الأخير».
ما تثيره روايات دان براون في العمق هو وجود حرب خفية تجري وراء الكواليس منذ قرون بدأت قديماً على يد الماسونيين والمتنورين، وتستمر حالياً بأشكال أخرى على يد الصهيونية والمحافظين الجدد، هدف هذه الحرب هو الوصول إلى الكرسي الرسولي والقضاء على الكنيسة الكاثوليكية، والسبب في ذلك هو أن الكنيسة لم تعد تقوم في نظرهم بالمهام الروحية المنوطة بها، فالناس هجرت كنائسها ولم يعد لها أي تأثير روحي عليهم، لذلك آن الأوان لكي تحل عقيدة أخرى محلها، وهذه لن تكون سوى العقيدة الماسونية ذاتها وفرض النظام العالمي الموحد.
كما هو معروف، طلبت الكنيسة من المؤمنين التابعين لها مقاطعة روايات دان براون وعدم شرائها، لكنها مع ذلك ترجمت إلى أكثر من خمسين لغة، وأصبحت بذلك من أكثر الروايات مبيعاً في العالم.
ولا يخفى على أحد أن المؤسسة الكنسية ينخرها الفساد الإداري والمالي، فالبنك المركزي للفاتيكان يعيش أزمة خانقة، وربما هذه واحدة من الأسباب التي دفعت البابا السابق إلى تقديم استقالته. ألَم ينتقد البابا بول السادس الكنيسة، فتم اغتياله مباشرة في ظروف ما زالت غامضة إلى الآن؟ إضافة إلى الوفاة الغامضة أيضاً للبابا جان بول الأول الذي اغتيل هو بدوره عقب 33 يوماً بعد اعتلائه الكرسي الرسولي. هذا دون الحديث عن اغتيال قائد الحرس السويسري المكلف أمن الفاتيكان ككل، وبالسلامة الشخصية للبابا بشكل خاص.
من يقوم إذن بهذه الاغتيالات الغامضة وبهذا الفساد الإداري الكبير في قلب الكنيسة؟ هل يتعلق الأمر بتلك الجماعات السرية الشيطانية التي ذكرها دان براون في رواياته مثل الماسونية والمتنورين وغيرهم.
أسرار كنسية
يعتبر يوحنا الثالث والعشرون (1958 - 1963) أحد أكبر البابوات الذين مروا على تاريخ الكاثوليكية بسبب النبوءات العديدة التي قالها، على سبيل المثال تحدث عن البابا جان بول الثاني فقال عنه: (جرحك الوحيد سيلتئم)، وبالفعل تعرض البابا جان بول الثاني لمحاولة اغتيال غير أنه نجا منها والتأم جرحه. هكذا تنبأ بابا بمقدم بابا آخر بعد 34 سنة. وهو أيضاً واحد من الذين يتقاطعون مع نبوءة ملاخي. لقد حاول هذا البابا تجديد الكنيسة، وهو التجديد الذي أشار إليه بالمجمع الفاتيكاني الثاني، وهي المرحلة التي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا. والمجمع هو طريقة يعمد إليها البابوات من أجل إصلاح العقيدة المسيحية وإدخال تغييرات على الكنيسة بما يتلاءم والمرحلة الجديدة. لكن البابا يوحنا الثالث والعشرين لا يتوقف عند هذا الحد، بل هو يتحدث عن إيطاليا الثالثة، فبعد إيطاليا الرومانية وإيطاليا الكاثوليكية ستأتي في نظره إيطاليا جديدة، غير أن هذا لن يحدث إلا بعد دمار كبير يصيب أوروبا برمتها. هنا نلاحظ تطابقاً بين نبوءة ملاخي ونبوءة هذا البابا، فكلاهما يتفق على نهاية البابوية وسقوط الكنيسة الرومانية. مع ذلك، لم تعلق الكنيسة على هذه النبوءة وتجاهلتها كما تجاهلت سابقتها. أكثر من هذا يمكن القول إن النبوءة تتماشى مع المعتقد المسيحي ذاته، ففي كل الأناجيل نجد حديثاً عن رفع الكنيسة
(L’enlèvement de l’église) كعلامة سابقة على عودة المسيح على الأرض، كما هو الأمر في نبوءات حزقيال ودانيال.
لكن رغم كل هذا، تم تطويب البابا يوحنا 23 من طرف الفاتيكان رغم أنه تنبأ بانهياره. فهل هذا اعتراف ضمني بقيمة ما كتبه وتنبأ به هذا البابا؟ هل كان مشروعه حول الفاتيكان الثاني هو محاولة تجنيب الكنيسة القدر الذي ينتظرها، والتي استحق بسببها التطويب؟
لا يتوقف الأمر فقط عند هذا البابا، بل هناك العديد من النبوءات التي يوردها لومبيرتي باكوني (3 ) والتي تعود لبعض الرهبان أو المنجمين مثل نوستراداموس الشهير وجين ديكسون jean dixon وغيرهما، وهي كلها تدور حول المضمون نفسه تقريباً: سقوط روما ونهاية البابوية. ويبقى ما يصطلح عليه في التراث المسيحي بـ «السر الثالث لقرية فاطمة»، وهو واحد من أكبر هذه الأسرار التي حاولت الكنيسة طويلاً جعلها طي الكتمان. وقرية فاطمة هي قرية برتغالية صغيرة يقال إن مريم العذراء تجلت فيها لثلاثة أطفال صغار سنة 1917م، أخبرتهم في المرة الأولى بقرب نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي الثانية ببداية الحرب العالمية الثانية، أما في التجلي الثالث فقد أخبرتهم بما سيحدث في المستقبل البعيد، حيث سيتمكن الشيطان من التسلل إلى قلب الكنيسة، وسينشر خراباً كبيراً فوق الأرض، وما لم تستطع البشرية أن تصلح من حالها، فإن نهاية كل النهايات ستحل بها (4).
في نقد العقل القيامي
كيف يمكننا أن نفهم هذا الصعود الكبير للفكر المأساوي وللنزعات المهدوية التي تتنبأ بنهاية العالم، فقد كثرت بشكل ملحوظ هذه النبوءات القيامية (Apocalyptiques) منذ بداية الألفية الثالثة: نبوءة المايا، نبوءة ملاخي، نبوءة نوستراداموس؟
في اعتقادنا أن مثل هذا الفكر ومثل هذه النبوءات بغض النظر عن حقيقتها أو كذبها فهي تعبر في نهاية المطاف، عن الشعور السيكولوجي الذي أصبحنا نعيشه في عالم فقدنا فيه الطمأنينة والسلام والخير، فماذا يمكن للإنسان أن ينتظر بعد سقوط هذه المثل غير نهاية العالم؟ ثم إن العناية بمثل هكذا نبوءات تنجيمية ينبغي ألا تتم على حساب النبوءات العلمية المؤسسة على دراسات استراتيجية موضوعية، والتي تخبرنا عن تهديدات محققة تحيط بالكرة الأرضية والجنس البشري بصفة عامة ما لم يكن هنالك تدخل سريع للعثور على حلول ناجعة. من هذه النبوءات العلمية، نذكر تلك التي تخبرنا بقرب الانهيار البيئي العام، وبالأخطار الكبيرة التي يحملها الانفجار الديموغرافي. إن ما تقوله نبوءة المايا مثلاً هو أن العالم سيصل في 2012م إلى مرحلة فاصلة، حقبة زمنية تسمى بلغتهم «الباكتون»، وهي مرحلة سيولد فيها العالم من جديد، وطبعاً كل ولادة تتطلب آلاماً وتضحيات كبيرة. بطريقة أخرى، من المفروض اليوم على الجنس البشري أن يقوم باختيارات صعبة، وقرارات مصيرية حول الانفجار الديموغرافي والتطور الصناعي والمشكلة الايكولوجية وغيرها. نبوءة المايا ونبوءة مالاخي أو غيرها من النبوءات تحمل إذن طابعاً تحذيرياً: إذا لم يكن هناك تدخل عاجل، فإن النهاية من الممكن أن تحل سريعاً. هذه المخاوف إذن لا تعبر سوى عن شيء واحد، وهو أن العالم الذي نعيش فيه أصبح خارج سيطرتنا. إن كشف النبوءات هو إذن دعوة للفعل وللتدخل من أجل إيقافها.
بلغة الدين تقول النبوءات القيامية إن المعركة بين الشر والخير قادمة، وبلغة العلم والفلسفة يمكن أن نقول إن المعركة هي بين الإنسانية والبربرية، فإما أن تنتصر الإنسانية وإما فإننا سنتراجع إلى ما هو أسوأ من الهمجية. في الأخير لا بد من التأكيد أن الانتقادات الموجهة إلى الكنيسة، تبقى في حقيقة الأمر موجهة إلى مؤسسة دينية، وإلى جهازها الإداري، أما المحتوى الروحي الذي تعبر عنه فهو ملك للمؤمنين التابعين لها.
الهوامش
1- Bernard de clairvaux Eloge de la nouvelle chevalerie vie de saint Malachie éditions du cerf 1990
2- pier carpi Les propheties du pape jean 23 listoire de lhumanite de 1935 2033 ED jean claude lattes 1976
3- A lamberti bacconi Les grandes propheties jusqu’en 2100 EDITIONS DE VECCHI 1994
(4) المرجع السابق ص 53
الماسونية تهدف إلى القضاء على الكنيسة الكاثوليكية والحلول محلها
....................النبوءة تتماشى مع المعتقد المسيحي عن رفع الكنيسة كعلامة تسبق ظهور المسيح
ضربة حظ!
تتعامل الكنيسة الكاثوليكية مع نبوءة ملاخي كما لو أنها غير موجودة، بيد أن للصمت في حد ذاته دلالته، فالنبوءة مرعبة بالنسبة للكنيسة ولكل متتبعي تاريخها، وفي كل مرة يتم انتخاب بابا جديد يتم البحث في مدى تطابقه مع الأوصاف التي ذكرها ملاخي.
قد يقول قائل إنها مجرد ضربة حظ، لكن، هل يمكن لضربات الحظ أن تصدق 112 مرة؟
الأب المحب
من الأمور الغريبة التي ذكرها البابا الحالي، أن: «الكنيسة في الماضي كانت قاسية تجاه الأشياء الخاطئة من الناحية الأخلاقية التي تدخل في باب الخطيئة. أما اليوم فنحن بمثابة الأب المحب. إن كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع: ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسياً ومؤيدي الإجهاض والليبراليين والشيوعيين الذين هم محل ترحيب، نحن جميعاً نحب ونعبد الإله نفسه».
المصدر :
http://www.alittihad.ae/details.php?id= ... ticle=full