اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
يقول الفقير مريد الحق :
هذا تعليق سريع على حديث ( رأيت ربى فى صورة شاب ) .
روت أم طفيل امرأة أبي بن كعب رضي الله عنهما أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ( أنه رأى ربه عز وجل في المنام في أحسن صورة .. شابا موفرا .. رجلاه في خضرة .. عليه نعلان من ذهب .. على وجهه فراش من ذهب ) . أخرجه الطبرانى .
قال ابن الجوزى فى دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (1/152) :
هذا الحديث يرويه نعيم بن حماد بن معاوية المروزي . قال ابن عدي : كان يضع الحديث وقال يحيى بن معين : ليس نعيم بشيء في الحديث . وفي إسناده مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر . قال أبو عبد الرحمن النسائي : ومن مروان حتى يصدق على الله عز وجل .
وقال مهنى بن يحيى : سألت أحمد عن هذا الحديث فأعرض بوجهه وقال : هذا حديث منكر مجهول .. يعني مروان بن عثمان .. قال : ولا يعرف أيضا عمارة
وقد روى عبيد الله بن أبي سلمة قال : بعث ابن عمر إلى عبد الله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه فأرسل إليه أن نعم .. قد رآه .. فرد الرسول إليه : كيف رآه ؟ قال : رآه على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة في صورة رجل .
قلت : وهذا الحديث تفرد به ابن إسحاق .. وكذبه جماعة من العلماء
وفي رواية عن ابن عباس :رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ
قلت : وهذا يرويه إبراهيم بن الحكم بن ابان .. وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره
وفي رواية ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رأيت ربي أجعد أمرد عليه حلة خضراء )
قلت : وهذا يروى من طريق حماد بن سلمة .. وكان ابن أبي العوجاء الزنديق ربيب حماد يدس في كتبه هذه الأحاديث .. على أن هذا كان مناما والمنام خيال .
ومثل هذه الأحاديث لا ثبوت لها ولا يحسن أن يحتج بمثلها في الوضوء وقد أثبت بها القاضي أبو يعلى المجسم لله تعالى صفات فقال قوله شاب وأمرد وجعد وقطط والفراش والنعلان والتاج . انتهى كلام ابن الجوزى . وانظر : المنتخب من علل الخلال (1 / 43)
وطعن فيه كل من الإمام المناوى فى فيض القدير(4 / 9) .. حيث قال :
وجاء في بعض الروايات المطعون فيها ( رأيت ربي في صورة شاب ).
وأيضا .. العلامة الإمام السبكى .. كما فى كشف الخفاء (1/436) .. حيث قال :
حديث ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد ) هو دائر على ألسنة بعض المتصوفة ، وهو موضوع مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والحافظ ابن حبان .. كما فى مجمع الزوائد (7/370) .. حيث قال :
حديث منكر .. لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل .
وقال ابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/36) :
هذا الحديث لا يثبت .. وطرقه كلها على حماد بن سلمة . قال ابن عدي : قد قيل إن ابن ابي العوجاء كان ربيب حماد .. فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث .
تنبيه :
هذا الذى ذكرته من أقوال العلماء وتخريج الحديث .. إنما هو مخصوص بحديث ( رأيت ربى فى صورة شاب أمرد ) . والله أعلم . أما من حيث فهم وفتوح مولانا الشيخ الأكبر لهذا اللفظ .. وأنه من عالم الصور والمثال .. فشأن آخر .
|
|