لله دره حين قال في كتابه الماتع حتى لا تحرم من رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام(ص433):-
(( كان الأساس في خطته عدة نقاط لإسقاط اليهود من عين الله:
1-إسقاط توقير الرب عز وجل من أعين اليهود, فشبهوه وجسموه وصوروه ووصفوه بأعجب الأوصاف. ويعلم كثير من القراء كيف أنهم يحكون في توراتهم أن الله تعالى ظهر لموسى في صورة رجل, وصارعه ثلاثة أيام حتى غلبه موسى... إلى آخره.
2-تزيينه لبني إسرائيل قتل الأنبياء وتشويه صورتهم, قتلهم قتلاً حقيقياً أو معنوياً.
فما أشد عنادهم وطالما اهتز عند البشر توقير الله عز وجل وتوقير أنبيائه, فكل شيء يصبح سهلاً هيناً.
3-التلاعب في الشريعة, التحايل, التحريف, والحذف والكتمان, التضييق على أنفسهم, والتشديد في التحريم, وفي الوقت نفسه يحاربون الطاعات.
4-حظ النفس
فلن تتم الخطوات السابقة إلا بعد الإعتقاد الكامل بعقيدة " أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ" مع تعديل بسيط يصلح لحكم الزمن الذي كانوا فيه, فقالوا: " نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ".
تمت خطة إبليس, واكتسب خبرات ما بعدها خبرات, واختار الرجل المناسب الذي يقول من خلاله لله عز وجل: أنت اخترت آدم, وأنا اخترت المسيح الدجال.
إذاً حتى تسقط الأمة المحمدية من عين المولى يجب أن تُطَبَّقَ المحاور الأربعة باستراتيجية عالية, وتكتيك ممتاز, ومرونة في التنفيذ)).انتهى النقل من كتاب حتى لا تحرم من رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام للسيد الشريف مولانا الدكتور محمود صبيح حفظه الله.
والذي أريد أن أستشهد به من النقاط السابقة من كلام سيدنا ومولانا الدكتور محمود حفظه الله هي النقطة الثالثة وهي:-
3-التلاعب في الشريعة, التحايل, التحريف, والحذف والكتمان, التضييق على أنفسهم, والتشديد في التحريم, وفي الوقت نفسه يحاربون الطاعات.
فنحن نعلم أن الله قد حرم الكثير من الطيبات والأمور التي لها حكم الحلال في الشرع على اليهود بسبب ظلمهم وتشديدهم " شددوا فشدد الله عليهم"
نحن نعلم أن الله رخص أكل الميتة للمضطر إلا من كان بَاغٍ أو عَادٍ كالخوارج
فسبحان الله أصبحوا كاليهود شددوا فشدد الله عليهم وحرم عليهم الرخص التي رخصها سبحانه لسائر المسلمين.
تفسير ابن أبي حاتم (5/1408-1409)
قَوْلُهُ: غَيْرَ بَاغٍ
8021 - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ ثنا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ، يَقُولُ:«لَا قَاطِعًا لِلسَّبِيلِ وَلا مُفَارِقًا لِلأَئِمَّةِ، أَوْ فِي مَعْصِيَةٍ اللَّهِ: لَا رُخْصَةَ لَهُ وَإِنِ اضْطُرَّ إِلَيْهِ».
والخوارج فارقوا الأئمة وقطعوا السبيل وعصوا الله.
8022 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَ شَرِيكٌ عَنْ سَالِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: قَوْلِهِ: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ، قَالَ: الَّذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ، فَلا رُخْصَةَ لَهُ إِذَا جَاعَ أَنْ يَأْكُلَ الْمَيْتَةَ، وَإِذَا عَطِشَ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ.
8027 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُجَاهِدٍ: غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ، قَالَ:« الْعَادِي الْمُخِيفُ لِلسَّبِيلِ». وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
فمما سبق يتضح لنا أن الخوارج كاليهود شددوا فشدد الله عليهم