اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلمة موجزة فى الرد على تعريف ابن تيمية للعبادة :
ـ فبعد أن قسّم ابن تيمية ـ عامله الله بعدله ـ كلمة التوحيد إلى أقسام ثلاثة ـ ليكفّر بها أمة الإسلام كما بينا فى الرد عليه فى كلمة سابقة ـ بقيت له مسألة واحدة وهى تعريف العبادة حتى يستطيع أن ينظر لما سبق وأن قسمه فعرف العبادة بأنها (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ) انظر الفتاوى (10\249) وعنه انظر : فتح المجيد (31) وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (20) .
ـ وعلى التعريف السابق صارت جميع الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة من العبادة وبما أن العبادة قسم من أقسام التوحيد فقد دخلت في العقائد فمن صرف أي عبادة كانت ظاهرة أو باطنة صار من جملة المشركين فمن استعان بغير الله أو استغاث أو توسل أو تشفع صار من المشركين لا ينفع معه إقراره بلا إله إلا الله لأنه صرف العبادة لغير الله فهو كمشركي الجاهلية الذين قاتلهم رسول الله وأوجب لهم الخلود في النار .
ـ وهكذا اتضحت الصورة كاملة وهكذا صار الصبي الغرّ من أطفالهم يحدد من يدخل التوحيد ومن يصير من جملة المشركين عباد الأوثان فما عليه إلا أن يحفظ تلك الأصول المتقدمة ثم يطبقها كما يشاء وعلى من يشاء ولا بأس أن يبدأ بوالديه ثم ينطلق بعد ذلك كما شاء فقد صار إماما في التكفير أعني توحيدهم .
ـ قال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد : ص: 44) : وقد أوضح الله ذلك وبينه في قصص الأنبياء والمرسلين في كتابه المبين فما أجهل عباد القبور وما أعظم ما وقعوا فيه من الشرك المنافي لكلمة الإخلاص لا إله إلا الله فإن مشركي العرب ونحوهم جحدوا لا إله إلا الله لفظا ومعني وهؤلاء المشركون أقروا بها لفظا وجحدوها معني فتجد أحدهم يقولها وهو يؤله غير الله بأنواع العبادة كالحب والتعظيم والخوف والرجاء والتوكل والدعاء وغير ذلك من أنواع العبادة بل زاد شركهم علي شرك العرب بمراتب فإن أحدهم إذا وقع في شدة أخلص الدعاء لغير الله تعالي ويعتقدون أنه أسرع فرجا لهم من الله بخلاف حال المشركين الأولين فإنهم كانوا يشركون في الرخاء وأما في الشدائد فإنما يخلصون لله وحده كما قال تعالي : "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذا هم يشركهم " (العنكبوت :65)فبهذا يتبين أن مشركي أهل هذه الأزمان أجهل بالله وبتوحيده من مشركي العرب ومن قبلهم . اهـ
مناقشة هذه القاعدة التيمية الرد عليه ، فنقول وبالله تعالى التوفيق :
ـ إن مبنى هذا الأصل هو تعريف العبادة والذي من خلاله انطلق ابن تيمية كالسهم في تطبيق ما وصل إليه من نتائج المقدمات السابقة من دعوى عدم وقوع الشرك في الربوبية ثم إقرار مشركي العرب بالربوبية ثم دعوت الرسل لم تكن إلى الربوبية ولكن لمعنى آخر هو الألوهية ثم هذه الألوهية هي العبادة ثم وصل إلى ما نحن بصدد مناقشته من تعريفه للعبادة فقد عرفها بأنها ( اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ) ثم قال فالحب عبادة والخوف عبادة والرجاء عبادة فمن صرف شيئا من ذلك لغير الله فقد أشرك بالله …الخ
ـ وهذا التعريف من الخطورة بمكانٍ وما رتبه عليه ابن تيمية أخطر فهو قد يكون معقولا في حق المشركين من غير أمة التوحيد لكن أن يطبق هذا التعريف وما ترتب عليه على أمة التوحيد فهذه مسألة لا يقبلها أهل الحق والإنصاف .
ـ أما بالنسبة إلى تعريفه للعبادة ووصفنا له بأنه تعريف خطير فلأن هذا التعريف غير جامع ولا مانع كما هو المشترط في التعريفات أن تكون جامعة مانعة ومعنى كونها جامعة مانعة أن لا تصح الزيادة فيها ولا يجوز لها أن تهمل قيدا وإلا صار التعريف لاغيا كما هو معلوم عند العلماء من أهل الأصول وهذا الذي تحقق في تعريف ابن تيمية فإن قلت وكيف ذلك؟ قلت : لأن قوله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والظاهرة والباطنة يرد عليه الأفعال الجبلية فإن حب الرجل لزوجته وما يقوله لها وما يفعله معها مما يحبه الله ويرضاه سواء كانت هذه الأقوال أو الأفعال ظاهرة أو باطنة وهذا الحب الجبلي يشترك فيه المؤمن والكافر فإن الله يحب هذا الحب ويرضاه ولا يسمى هذا الحب عبادة .
ـ ومثله التعظيم فالله يحب أن يعظم الرجل والديه وما يصدر عنه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة في حقهما من التعظيم والتوقير لا يسمى عبادة وكذلك الخوف الجبلي والرجاء الجبلي..الخ ومما يرد أيضا علي تعريفه السابق التوسل السببي والشفاعة السببية والاستغاثة السببية والتوكل السببي كما قال سبحانه (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) وقال صلي الله عليه وسلم (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )وهي دائرة بين الخلق جميعا يشترك فيها المؤمن والكافر فالله سبحانه يحب ويرضى ما يصدر من العباد من الأقوال الأفعال ظاهرة كانت أو باطنة مادامت تؤدي إلي تمام مصالحهم ودوام عيشهم وكما قيل قديما (دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ) لأن الله لا يرضى بالظلم وإن صدر من الموحدين ويرضى بالعدل وإن صدر من أكفر الكافرين . فتأمل ذلك جيدا ولا تسمى هذه الأشياء عبادة وهي واردة علي تعريفه فإن قيل إن ابن تيمية قصد المعنى الشرعي لا الجبلي ولا السببي ؟ قلنا كما سبق وأن عرفت أنه يشترط في التعريف أن يكون جامعا مانعا وإلا صار مهملا لاغيا فلا يصح أن يهمل القيد الأصلي في التعريفات ثم يلزم به الناس وهذا ما حدث في تعريفه للعبادة وهذا أمر عجيب علي من يلقب بشيخ الإسلام !!! فإن قلت فما هو القيد الذي يلزم إضافته للتعريف ليصح به قلت : هو أن يزاد فيه (والتي لا تنصرف بحقيقتها شرعا إلا إلى الله ) ليكون التعريف هكذا ( العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة والتي لا تنصرف بحقيقتها شرعا إلا إلي الله )
فيخرج بهذا القيد الأمور الجبلية والسببية الدائرة بين الخلق من حب وتعظيم وتوقير وإجلال ورجاء واستعانة وتوسل واستغاثة وشفاعة …الخ . من الأمور الواردة علي تعريفه السابق ومن إهمال هذا القيد سقط من سقط في تكفير أمة التوحيد ورميها بالشرك وهو محض غفلة من فاعله نسأل الله لنا وله الهداية والرشاد . فإنه عندما يرى الموحد يزور الصالحين ويتوسل إلى الله بهم يسقط فيما أشربه وحفظه من نعومة أظفاره بلا عناية فيما يلقيه ولا فيما ينسبه إلى أمة التوحيد فتراه يطبق ما سبق الرد عليه فيقول إنهم يحبون الولي أو النبي ويعظمونه أكثر من تعظيمهم لله والحب والتعظيم عبادة فلا تصرف إلا لله ومن صرف العبادة إلى غير الله فقد أشرك بالله ومن أشرك بالله فقد حبط عمله وإن صلى وصام وشهد الشهادتين فلا تنفعه لأن هذا إقرار بربوبية الله دون ألوهيته وقد كان مشركي الجاهلية يقرون بما يقربه هؤلاء فلم يشفع لهم ولم ينفعهم لا في الدنيا ولا في الآخرة كما قال أحد كبرائهم عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص44(وقد أوضح الله ذلك وبينه في قصص الأنبياء والمرسلين في كتابه المبين فما أجهل عباد القبور وما أعظم ما وقعوا فيه من الشرك المنافي لكلمة الإخلاص لا إله إلا الله فإن مشركي العرب ونحوهم جحدوا لا إله إلا الله لفظا ومعني وهؤلاء المشركون أقروا بها لفظا وجحدوها معني فتجد أحدهم يقولها وهو يؤله غير الله بأنواع العبادة كالحب والتعظيم والخوف والرجاء والتوكل والدعاء وغير ذلك من أنواع العبادة بل زاد شركهم علي شرك العرب بمراتب فإن أحدهم إذا وقع في شدة أخلص الدعاء لغير الله تعالي ويعتقدون أنه أسرع فرجا لهم من الله بخلاف حال المشركين الأولين فإنهم كانوا يشركون في الرخاء وأما في الشدائد فإنما يخلصون لله وحده كما قال تعالي (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذا هم يشركهم ) العنكبوت 65 فبهذا يتبين أن مشركي أهل هذه الأزمان أجهل بالله وبتوحيده من مشركي العرب ومن قبلهم . اهـ
فقد تبين لك ما هو حال من يتتبع زلات العلماء فقد غفل ابن تيمية عن القيد الواجب في تعريف العبادة كما ظهر لك فهل تكون النتيجة ما وصل إليه من يدعي إتباعه من تكفير وتشريك الأمة كما رأيت والله ما أحسب ابن تيمية إلا متبرئا منهم يوم القيامة ومن رميهم أمة التوحيد بالشرك والكفر الصريح . وحسبنا الله ونعم الوكيل
وهل يجوز لرجل ليس من أتباع ابن تيمية أن يطبق ما طبقوه علي أمة التوحيد فيقول لهم أنتم تعظمون ابن تيمية وتحبونه كما نرى ونسمع منكم أكثر من تعظيم الله وحبه ومن عظم أحدا أو أحبه أكثر من حبه لله وعظمه أكثرمن تعظيمه لله فقد أشرك بالله لأن التعظيم عبادة وأنتم تصرفون العبادة لغير الله ومن صرف العبادة لغير الله فقد أشرك بالله وحبط عمله وإن صلى وصام وحج وأنفق في كل أوجه الخير لأن هذا من توحيد الربوبية وهو ما يقربه المشركون فلم ينفعهم ذلك لا في الدنيا ولا في الآخرة !!هل يقبل أي عاقل غيور علي أمة التوحيد أن يصير أهلها فرقا وأحزابا يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا ؟ ولاحول ولا قوة إلا بالله .
|
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
