موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تلميح لمذهب وحدة الوجود
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 25, 2007 10:51 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة أغسطس 10, 2007 1:00 pm
مشاركات: 50
مكان: الجزائر
[font=Traditional Arabic][align=justify]الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين من المبتدعة والمشركين ..وبعد:
اللهم صل على سيدنا محمد, نور الأنوار ,وترياق الأخيار, نبي له في حضرة القدس منزل،وحجابه الأملاك وهو مبجل،أتى لما أتى وعلم مندرس،والعلم منتكس،وكل من رسول الله ملتمس،غرفا من البحر أو رشفا من الديم
إن مسألة وحدة الوجود قد تجاذبت حقا فيها الأقوال قديما وكثر بل وصل الأمر إلى ان أطلق البعض الكفر على القائل بوحدة الوجود من بعض أهل العلم وله الحق في فهمه وكان له أن يتأكد قبل الحكم لما سمعوا القول بوحدة الوجود مباشرة أطلقوا حكم الكفر على غير ما فهمها أصحاب وحدة الوجود وعلى غير ما فهمها السادة الصوفية فهم فهموا المعنى الذي يجب ان ينزه الله عنه وكذا السادة الصوفية الشيخ الأكبر ابن العربي والجيلي وابن الفارض وصدر الدين القونوي وعبد الغني النابلسي وغيرهم ما كانوا يفهمون المعنى المنزه الله عنه بل هم أدرى بالمحال والواجب والممكن والقول بوحدة الوجود قديم جدا فالمسألة لم تعرف عند الشيخ الأكبر وانه هو أول واضع لمسألة وحدة الوجود أي أن ظهورها كان في المائة الخامسة نعم كان هو المؤصّل لها واضعا الحجج والبراهين التي يجب ان تفهم عليها مع ما في القواعد من تنزيه لله تعالى عن الإتصال و الإنفصال و الإتحاد و الحلول قال الإمام السرهندي "إنه-أي الشيخ الأكبر-وضع لها أبوابا وفصولا كما هو الشأن في علم النحو والتصوف"
وكذا قال الحافظ الذهبي في سيره وإن كان للحافظ الذهبي جرح واضح على السادة الصوفية والتعرض لهم كما ذكر ذلك الإمام اللكنوي في الرفع والتكميل وذكرها أيضا الإمام السبكي والحافظ السيوطي ومن طالع سير أعلام النبلاء علم صدق ما قالوا رحم الله الجميع فإن الشيخ الأكبر هو أول مؤصل ولكنه ليس أول من قال بوحدة الوجود بل نجد ذلك أيضا عند العارف الجنيد والسر سقطي ورابعة العدوية والحلاج والكثير وخاصة الأخير فبها اشتهر وحكم عليه بها أعداؤه من عملاء بلاط المملكة العباسية التي كانت في أوج سقوطها اقتصاديا وسياسيا على يد القرامطة وغيرهم ممن كانوا يتربصون بهم وهم في قصورهم غافلون فقد كان الشيخ الحلاج ولا ننفي عنه ذلك يود الإطاحة بالمملكة العباسية ومولاته لآل بيت النبي عليهم السلام الشديدة فلما علم أعداءه ذلك قاموا بعملهم قبل قيامه بفكرته وقتل بزعم أنه يقول بوحدة الوجود ولكن لسنا مغفلين فالاعتقاد السائد في ذلك الوقت كثير الدجل والشعوذة فإن كان الحلاج مثلهم فلما نقل إلينا خبره واشتهر فهم حكموا عليه بأنه يقول بالحلول والمزج والحقيقة أنها ألفاظ اصطلحوا عليها إنما قائل بما قال به قبله بوحدة الوجود وممن أثبت له القول بوحدة الوجود الشيخ سعيد فودة في أحد تعليقاته إذا القول بأن الشيخ الأكبر هو أول قائل بوحدة الوجود ضرب من المستحيل بل قال بها الجنيد وغيره وثبتت عنه ألفاظ توهم المزج والحلول ولكنه يعلم مذهبه في اللغة الصوفية وكذا كانت رابعة العدوية وغيرهم الكثير من النساك والعباد والزهاد والألفاظ التي استعملت في الزمن الأول هي عينها التي يستعملها ابن العربي رحمه الله في تأصيل مذهب وحدة الوجود كدرجة ومنزلة وإن الأتباع الذين لم يسلكوا ما سلك القوم بدوام الحضور مع الله في الجلوة والخلوة لم يكشف لهم كما كشف للسادة لذا وقع الإنكار ممن لم يسلم للسادة علمهم ومعرفتهم وهنالك من وقف عند ساحل البرهان المتين وسلم لهم ومنهم من شاهد الأمور بإيقان وعيان وليس بعد العيان برهان قال الإمام سعد الدين التفتزاني"إن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله وفي الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيث تضمحل ذاته في ذاته تعالى وصفاته في صفاته ويغيب عن كل ما سواه ولا يرى في الوجود إلا الله وهذا الذي يسمونه الفناء في التوحيد وإليه يشر الحديث الإلهي ''لا يزال عبدي يتقرب إلي...وبصره الذي يبصر به '' وحينئذ ربما تصدر عنه عبارات تشعر بالحلول والإتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال وتعذر الكشف عنها بالمقال ونحن على ساحل التمني نغترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان والله الموفق"أهـ من شرحه للمقاصد "
ولكل قبلة هو موليها فاستبقوا الخيرات فكل صوفي أشعري فهم في مرتبة العيان والإيقان فاعبد الله كأنك تراه وهي عبادة العارفين فشاهدوا ما لم نشاهده وعاينوا ما نحن عنه بعداء فمنهم من عرف ظاهر العلم والصوفي علم ظاهر العلم وزاد عليهم بالباطن فهو ليس يعلم الباطن دون الظاهر بل علم الظاهر وزاد بمعرفة الباطن ولاشك ان الباطن درجات كما أن الظاهر درجات "ورفع بعضكم فوق بعض درجات" والكلام في مثل هذا يطول ويطول لكثرة النقول عن أئمة الوصول في المنقول والمعقول.
تعقيب على الوهابية:
إن انكار الوهابية على السادة الأعلام ليس بأعجب من إلزامهم أنفسهم فهم قالوا بان الصوفية يقولون بالحلول والصوفية كلمة واحدة على نفي الحلول لكن الوهابية تثبت الحلول سواء اعلموا ذلك أم لا؟يقينا باعتقاد أن الله في السماء بذاته التي أخذوها من الحس فالسماء مكان وفوق السماء مكان والعرش حال في مكان والمكان لاشك أنه من جملة الممكنات فهو مخلوق والزمن كذلك فالزمن اعتباري لا وجود له في الخارج وإنما وجوده بوجود المكان كما هو مقرر في مقولة الكم والكيف في علم المنطق وهم الوهابية قالوا بأن الله في جهة الفوق لشرفها-قالوا- فالفوق والتحت كلها لا تخرج عن كونها مخلوقة ويلزمهم بذلك حلول الحوادث في ذاته سبحانه وتعالى عن قولهم وهذا أمر لازم لا انفكاك لهم عنه وبقي لهم إما أن يقولوا بقدم الحوادث فيه أو بحدوثها فيه وكلاهما كفر فإثبات المكان فيحقه أي انه حال فيه لا يخلوا من القول بقدم أو حدوثه سبحانه فإن قالوا بقدم المكان فقد قالوا بقدم الزمان أيضا وقالوا بحلوله تعالى الله عن قولهم فانظر أخي رحمك الله من الحلول لازم لهم في جميع ما ذهبوا إليه؟؟فأين هو إنكارهم ولكنهم ألزموا أنفسهم لكنهم يا ليت اعتقدوا وكفوا ألسنتهم بل مالوا لأهل السنة وزعموا أن أهل السنة يقولون بنفي وجود الله سبحانه وما دروا أنهم قالوا هو الذي أوجدكم وأوجد كل شيء من العدم إلى الوجود وحفظهم بوجوده الذي هم به موجودون ولازمان له ولا مكان له بل كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان وقال احدهم بأنهم بقولهم لا داخل ولا خارج تناقض منطقي الذي يدعون أنهم فرسانه والعجب منهم مادام شهد لهم وهذا المدّعي انطلق بأن لا داخل قضية ولا خارج قضية ؟؟ واو أسفاه كيف اعتبر ذلك وكان من الأجدر ان لا يذكر ذلك ؟؟ فما أغباه ؟؟فإن القضية الأولى لا داخل العالم نقيضها ليس لا خارج العالم بل نقيضها داخل العالم وكذلك لا خارج العالم نقيضها خارج العالم وداخل وخارج محال في حقه لتنزهه عن الحلول في الحوادث أو ان يحلّ في ذاته حادث فترجح وبقي لا داخل ولا خرج ففهموا ولا تتجاسروا لشيء لا تكسبوه.
زيادة بيان وإيضاح في مذهب وحدة الوجود:
إن القول بوحدة الوجود هو مرتبة يصل إليها الولي على حسب تألهه وتعبده ورياضته مع ربه فهي ممارسة لا فكر وذوق لا وصف إلا ان البعض ممن فضلهم الله تعالى وأكرمهم من عنده ومنهم خاتم الوراثة المحمدية سيدي ومولاي محي الدين والملة ابن العربي الحاتمي له لسان عجيب ومقام يتنزل ويصف في حالته التي مرّ بها والمقامات التي ارتقى إليها وضبط كل مقام وتقييد وتوضيح كل مقام مع إحكامه بالبرهان وهذا حاله ومن أنا حتى أصفه المهم أنها حالة شعورية وليست لا شعورية فإنه في حال وصوله يغيب عن حسه وينطمس رسمه ويرجع كما كان حتى أنه لا يرى شيئا إلا ورأى الله أمامه أو قبله أو بعده أو فيه على حسب مراتب الإيقان والمشاهدة والعيان والوضوح في المرآة المحمدية الصافية البهية السنية قال الشيخ العلامة المنيري" إن ما يظن وحدة الوجود وفناء كل موجود سوى واجب الوجود وعدمه عدما كاملا هو-في حقيقة الأمر-ليس إلا أفول الموجودات ازاء الوجود الحقيقي وغروبها" وقال الإمام السرهندي رحمه الله "إن التوحيد الذي يصل إليه الصوفية ينقسم إلى قسمين:التوحيد الشهودي والتوحيد الوجودي والتوحيد الشهودي عبارة عن رؤية واحد أي أن لا يكون شهود السالك إلا فرادا واحدا والتوحيد الوجودي عبارة عن اعتقاد وجود واحد وفناء كل ما سواه وعدمه" وقال العلامة الولي العارف التقي الورع الزاهد الصوفي الذائق الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد بقية السلف رضوان الله عليه في كتابه المواقف "1/10"مخطوطة ""...إن القدرة على الفعل والترك مشيئة وسائر الإدركات تابعة للوجود فلا وجود له لا فعل ولا ترك ولا إدراك له والإنسان وكل ممكن لا وجود له مستقلا قديما ولا حادثا برهانا وكشفا أما الكشف فالعارفون مجمعون على هذا وأما البرهان فلأن لو كان الممكن أي ممكن وان وجوده مستقل مباين لوجود الحق تعالى فوجوده عارض للماهية والفطرة السليمة قاضية بديهة بأن ثبوت كل صفة لموصوف فرع ثبوت الموصوف فنفي الممكن على هذا ممتنع الوجود إذ لو وجد لكان وجوده عارض لماهيته وعروض الوجود له متفرع على وجوده ولأنها الوجود السابق إما أن يكون عين اللاحق أو غيره والأول مستحيل وضرورة تقدم الشيء على نفسه والثاني مستحيل أيضا لأننا نحول الكلام إلى الوجود السابق فيلزم الدور والتسلسل وكلاهما محال"أهـ من كلام العارفين ونختم أيضا بقوله في بغية الطالب المأخوذ من المواقف وهو كتاب رائع أيضا لا يخولوا من أسرار وأنوار وللأسف فعندي المخطوطة صعبة القراءة قليلا قال ما نصه" الوجود الذي به الموجودات موجودة لا يوصف بالعدم ولا بالوجود من حيث ذاته فلا يقال الوجود موجود فيتصف بنفسه وإلاّ كان غير نفسه فيجتمع النقيضان بأنه هو ولا هو ولا يقال الوجود معدوم فيتصف بضده فيجتمع الضدان فالوجود لا موجود ولا معدوم كما لا يقال في البياض أبيض لا أسود لا يقال في ارتفاع النقيضين لأنا نقول نعم عما يقبلهما؟"أهـ
وبهذا أكون قد ذكرت بعض من مفهوم عقيدة وحدة الوجود وإن كنت لم أذق ذلك فعسى أن يكون أو أن يدركنا اللطف منه فهو القادر على ذلك اللهم تولنا ولا تضلنا وعليك بأعداء أوليائك فأنت وعدتهم بالجزر والطرد فاللهم يا رب اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وهذه آخرة مشاركة فيما يخص وحدة الوجود لأن الأخ ليس ذو فهم ولا يعلم الكثير من أًول الدين فكيف يطمع ان يلج مولج العارفين فعليك بنفسك فارعها ثم إن شئت وجه أقلامك ولسانك الذي ما شبع من أكل لحوم أولياء الله تعالى فاللهم اغفر لنا آمين. يونس الشاذلي البعطوشي.[/align]
[/font]

_________________
وصلى الله على النور الذاتي والسر الساري في سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط