موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مســـألة الكلام ؟؟؟
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 17, 2007 1:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة أغسطس 10, 2007 1:00 pm
مشاركات: 50
مكان: الجزائر
[font=Traditional Arabic]
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد
مسألة الكلام ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه...وبعد:
اعلم أيدني الله وإياك وجعلنا إخوة متحابين في جلاله وسلطانه أن مسألة الكلام الذي هو صفة لله تعالى أي كونه متكلما قد كثر فيه الجدال قديما وما يزال النقاش في هذه النقطة إلى حد الآن بل في القديم قام قائمهم في هذه المسألة فأخذ الكل يبدع الآخر على حسب قوله ومعروف ماذا جرّت ورائها فتنة القول بخلق القرآن من تبديع وتكفير وتفسيق فذاك واقفي؟؟وذلك يقول مخلوق.. ودونك كتب التراجم والتاريخ لكي تملئ عينيك بما جرى والأمر لا يستدعي كل هذا ؟؟...ولقد أساء الكثير في فهم كلام أهل السنة والجماعة –الأشاعرة والماتريدية-وظنوهم أنهم ينفون كلام الله سبحانه وما هذا الجهل المركب الذي يقول به المخالف ناتج إلا عن طبيعته الحسية المعروفة لكل من قرئ في كتبهم وتفصيل الأمر:
لقد انقسم الفرق في هذه المسألة إلى ثلاث
01- المجسمة قالت أن المولى عز وجل متكلم بكلام من جنس الحروف والأصوات وانقسموا إلى ثلاث أقسام فمنهم من قال بحدوث الحروف والأصوات وقيامها بذاته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومنهم من ذهب إلى أنها حادث الأفراد قديمة النوع وما هو عن القول الأول ببعيد والأخيرة قالت بقدمها معه أي قدم الحروف والأصوات؟؟ وكلها أقوال دالة على قلة زاد وفقه الرجل في هذه المسألة وسيأتي الرد عليهم.
02- والمعتزلة قالت أن معنى كلام الله تعالى أي فعله فالمولى كلامه ليس قائم به بل قائم بغيره أي إذا أراد أن يتكلم خلق حرفا وصوتا أي أنهم ذهبوا لحدوثه ولكن ليس في ذاته بل بغيره ولم يثبتوا وراء ذلك شيء فكتفوا بما قالوا.
03- والقول الثالث وهو الذي ندين لله تعالى به وهو قول أهل السنة والجماعة أن المولى جل وعزّ متكلم بكلام نفسي أزلي ليس من جنس الحروف والأصوات آمر به ناه يدل عليه بالعبارة والإشارة فلقد تواتر النقل عن الأنبياء بأن المولى جل وعز موصف بالكلام وهذا لا خلاف فيه.
وآن الأوان في الرد على المخالفين في هذا المسألة فنقول بعون الملك المعبود:
الرد على المنكرين على أهل السنة في اعتقادهم :
الرد على المجسمة : لقد زعم المجسمة كما مر أن المولى جل وعز متكلم بالحرف والصوت الحادثين وما هذا الجهل عنهم ببعيد ففي ردنا عليهم نجعلهم يقرون بأنهم مشبهة ولا نزيد فالرد عليهم معروف
السؤال الموجه إليهم هل المولى جل وعز متكلم بكلام من جنس الحروف والأصوات التي نحن نتكلم بها
فإن قالوا نعم فلقد أقروا بأنهم مشبهة وإن قالوا نحن لا نقول إنه يتكلم بحرف وصوت من جنس الحروف والأصوات التي نتكلم بها بل حروفا لا كحروفنا وصوتا لا كصوتنا –لقلقوا ألسنتهم بما لا يعقلون- فالجواب إذا أين هو القرآن فالقرآن من جنس الحروف والأصوات التي نتكلم بها فلا جواب لهم ...
أما الجواب عن قولهم بقيام الحوادث في ذاته فلقد قلنا من قام بذاته حادث فهو حادث ودليله المشاهدة وبع عرفنا حدوث الأعراض والجواهر وبما أنكم قلتم أن المولى جل وعز قد قامت بذاته الحوادث فلقد نتجت أمورا قبيحة منها الحدوث والمحدودية والافتقار وليس من صفات الإله الحدوث والافتقار والحد ..
ومسألة قدم الحروف يستلزم قدم الحوادث وتسلسلها في القدم ومعلوم أن التسلسل محال لأنه يتوقف على تعطيل إرادة الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
أما المعتزلة فهم أذكى من المجسمة الأغبياء الدهماء فلقد قال المعتزلة بحدوث الكلام ولكن ليس في ذاته بل في غيره ولم يزيدوا على ذلك ووجه الإنكار عليهم ليس في الفقرة الثانية بل في نفيهم لصفة الكلام الذي أثبته الله تعالى لنفسه والتي تواتر النقل بها فإن كان إنكارهم علينا على أننا نقول بقيام الحوادث فقد ألزموا المجسمة ولم يلزمونا لأننا لم نقل أن المولى جل وعز له كلام من جنس الحروف والأصوات بل هو مغاير لذلك فهم المعتزلة أرجعوا صفة الكلام للفعل ونحن قلنا أنه معبر عنه بالفعل أما الكلام فهو صفة لله تعالى قائمة بذاته لا هي عين الذات ولا غير الذات مثل صفاته الثبوتية الأخرى ومن هنا نعلم أن المعتزلة خلافهم مع أهل السنة هو من حيث إثبات الكلام النفسي فهم-أي المعتزلة- لم يفهمو مقصود أهل السنة بالكلام النفسي ليس إلا ولعله سيأتي التفصيل في هذه المسألة في موضوع آخر والله الموفق.
وللفائدة أنقل لك كلام العلامة البحر الفهامة الفقيه الأصولي محمد بن علي السنوسي التلمساني الجزائري رضي الله عنه لأهميته قال مانصه في عقيدته المسماة أم البراهين المشهورة:
(( كلام الله تعالى القائم بذاته هو صفة أزليّ ليس بحرف ولا صوت ولا يقبل العدم، وما في معناه من السّكوت ولا التبعيض ولا التقديم ولا التأخير. ثمّ هو مع وحدته متعلّق، أي دالّ أزلا وأبدا على جميع معلوماته التي لا نهاية لها، وهو الذي عبّر عنه بالنّظم المعجز المسمّى أيضا بكلام الله تعالى حقيقة لغويّة، لوجود كلامه عزّ وجلّ فيه بحسب الدّلالة لا بالحلول، ويسمّيان قرآنا أيضا. وكنه هذه الصّفة وسائر صفاته تعالى محجوب عن العقل كذاته جلّ وعزّ، فليس لأحد أن يخوض في الكنه بعد معرفة ما يجب لذاته تعالى ولصفاته. وما يوجد في كتب علماء الكلام من التمثيل بالكلام النّفسيّ في الشّاهد عند ردّهم على المعتزلة القائلين بانحصار الكلام في الحروف والأصوات، لا يفهم منه تشبيه كلامه جلّ وعزّ بكلامنا النّفسيّ في الكنه تعالى وجلّ عن أن يكون له شريك في ذاته أو صفاته أو أفعاله، وكيف يتوهّم أنّ كلامه تعالى مماثل لكلامنا النّفسيّ، وكلامنا النّفسيّ أعراض حادثة يوجد فيها التقديم والتأخير وطروّ البعض بعد عدم البعض الذي يتقدّمه، ويترتّب وينعدم بحسب وجود جميع ذلك في الكلام اللّفظيّ، فمن توهّم هذا في كلامه تعالى فليس بينه وبين الحشويّة ونحوهم من المبتدعة القائلين بأنّ كلامه تعالى حروف وأصوات، فَرْقٌ. وإنّما مقصد العلماء بذكر الكلام النّفسيّ في الشّاهد النّقض على المعتزلة في حصرهم الكلام في الحروف والأصوات، فقيل لهم: ينتقض حصركم ذلك بكلامنا النّفسيّ فإنّه كلام حقيقة وليس بحرف ولا صوت، فقيل لهم: ينتقض حصركم ذلك بكلامنا النّفسيّ فإنّه كلام حقيقة وليس بحرف ولا صوت، وإذا صحّ ذلك فكلام مولانا أيضا كلام ليس بحرف ولا صوت، فَلَمْ يَقَعِ الاشتراكُ بينهما إلاّ في هذه الصّفة السّلبيّة، وهي أنّ كلام مولانا جلّ وعزّ ليس بحرف ولا صوت، كما أنّ كلامنا النّفسيّ ليس بحرف ولا صوت. أمّا الحقيقة فمباينة للحقيقة كلّ المباينة. فاعرف هذا فقد زلّت هنا أقدام لم تُؤَيَّدْ بنورٍ من الملك العلاّم.))أهـ
وقال الشيخ الأكبر العارف بالله الولي الصالح محي الدين ابن العربي رضي الله عنه في كتابه "رد المتشابه إلى المحكم" (( ومذهب أهل الحق أن لله كلاما قديما قائما بذاته واحدا في حقيقته مخالفا لصفة علمه وإرادته منزها عن الحروف المرتبة والأصوات المحدثة منزلا على نبيه مقروءا بالألسن مكتوبا في المصاحف مسموعا لموسى عليه السلام حقيقة غير مخلوق في الشجرة ولا قائم بالحوادث)) ففهم هذا فإنه مهم
وهو كلام من جواهر العلم.
تنبيه:
لقد ادعى البعض ممن لا يفهم كلام الإمام أحمد رحمه الله انه يقول بقدم الحرف والصوت وليس هو من القائلين بهذا القول القبيح وغاية ما يستدل به هؤلاء أنه يقول-أي الإمام أحمد- من قال "لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي " فلقد أغفل الناقل على أنه قائل أيضا"ومن قال لفظي بالقرآن ليس مخلوق فهو جهمي" لأنه كان يريد أن يحسم مادة الخلاف وأن يجعلهم يمسكون عن ذلك كله ولا إنكار في هذا المفهوم وهو القائل يوم احتجوا عليه يوم المناظرة قوله تعالى(ما يأتيهم مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ، إلاّ اسْتَمَعُوْهُ وَهُمْ يَلْعَبُوْنَ) فقال "محدث إلينا" فتأمل في عبارته محدث إلينا تعرف أن هذا الجبل كلامه تنزيهي قائل بما يقولون به أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية وإنما الإنكار على أتباعه الذين نسبوا إليه ما لم يقله أمثال أبي يعلى والفراء والزاغوني والبربهاري وابن تيمية وابن القيم وغيرهم فالله تعالى حسيبهم وأرجو المعذرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/font]

_________________
وصلى الله على النور الذاتي والسر الساري في سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط