موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه زمان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

( أ ) عند تدبر قول الله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ الحديد : 3 ‏‏} ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ ‏، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شيء ، وأنت الباطن فليس دونَك شيء)) [ أخرجه مسلم] ، وقوله صلى الله ‏عليه وسلم : (( كان الله ولم يكن شيء غيره )) [ البخاري ( 3020 ) ].

نعلم يقيناً أن الله تعالى له ‏الكمال المطلق في وجود ذاته سبحانه ، كمال أكبر وأعلى من الوجود الزماني ، وكمال أكبر وأعلى من ‏الوجود المكاني ، ليس كمثله شيء وليس كمثل وجوده وجود ، له كمال الوجود الأعلى من الزمان ، إذ هو ‏الأول بلا ابتداء ، وهو الآخر بلا انتهاء ، فوجوده قبل الزمان ، ووجوده بعد انقضاء الزمان ، إذ هو خالق ‏الزمان ، أزلي أبدي فلا يجري عليه زمان ، وله كمال الوجود الاعلى من المكان ، إذ هو الظاهر فليس فوقه ‏شيء ، وهو الباطن فليس دونه شيء ، فوجوده قبل المكان ، إذ هو خالق المكان ، فكيف يحويه المكان وهو ‏بكل شيء محيط ،وإذا لم يكن قبل ( الله ) تعالى شيء ولا بعده شيء ولا فوقه شيء ولا دونه شيء ، وهو ‏بكل شيء محيط ، لم يكن له شبيه ولا مثيل في وجود ذاته ،وعلى ذلك :

فالله موجود ولكن وجوده تعالى ‏ليس كمثله شيء ولا له كفء ولا شبيه وليس له مثال يقاس عليه ،وعلى ذلك فإن لله تعالى كمال الوجود ‏المطلق المنزه عن المكان فلا يحويه مكان ، والمنزه عن الزمان فلا يجري عليه زمان.

( ب ) كل موجود سوى ‏الله تعالى مخلوق حادث ، كان قبل خلقه عدما ثم خلقه الله بقدرته ومشيئته ، وكل مخلوق حادث تحكمه ‏قوانين الوجود من الكون في مكان وأنه لابد وان يجري عليه زمان ، فليس مخلوق إلا محتاج إلى مكان يحيزه ‏ويحيط به من كل جهة وليس ثمة مخلوق إلا ويجري عليه زمان إذ المخلوق محكوم بقوانين ونواميس الوجود لا ‏مناص له عنها لأنه حادث سبق وجوده وجود المكان والزمان فهو مرتبط بهما محكوم بقوانينهما عاجز عن ‏الانفكاك عنهما.

( ت ) أما الله عز وجل فهو الخالق لكل شيء في الوجود قال تعالى : { الله خالق كل ‏شيء} ، وقال تعالى : { هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه } ، ومن جملة خلقه المكان والزمان ، ‏فهل يحل الخالق في المخلوق أم هل تجري على الخالق قوانين المخلوق ، سبحانه كان قبل خلق المكان والزمان ‏وهو على ما عليه كان ، منزه عن المكان تنزيه الخالق عن المخلوق ، ولا يجري عليه زمان تنزه سبحانه تنزيه ‏الخالق أن تحكمه نواميس المخلوق كيف وهو الذي أوجد المكان وهو الذي أدار الزمان لا يلحقه تغيير بخلقه ‏لأن الكمال صفته سبحانه والكمال لا يقبل الزيادة أو النقصان فإن قبل الزيادة كان قبلها نقصا وإن قبل ‏النقصان كان كفرا وإنما التغيير من صفات النقص والله منزه عن الحدوث والنقصان.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

( ث ) قوله تعالى { قل لمن ما في السماوات والأرض * قل لله } مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملكاً لله تعالى ‏وقوله تعالى : { وله ما سكن في الليل والنهار } يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى ومجموع ‏الآيتين يدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنزيهه عن ‏المكان والمكان.

( ج ) وجود الله تعالى قبل خلق المكان ووجوده سبحانه بعد فناء المكان فلا يحويه مكان ، ‏تنزه عن المكان وتعالى عن الجهات والأركان كان قديم السلطان قبل خلق المكان ثم خلق المكان وهو على ما ‏عليه كان قبل خلق المكان.

( ح ) وجود الله تعالى قبل خلق الزمان ووجود الله تعالى منزه عن الزمان لا ‏يجري عليه زمان ولا تحكمه قوانين الزمان إذ هو الخالق والحاكم المهيمن على كل مخلوق ليس كمثله شيء ‏وليس كوجوده وجود تنزه عن الزمان والمكان تنزه الخالق على المخلوق وتنزه القاهر على المقهور ، { وهو ‏القاهر فوق عباده }.

( خ ) من الدلائل الواضحة على تنزه الله تعالى عن المكان والزمان أن المكان يحيط ‏بالكون من كل جانب والله تعالى بكل شيء محيط وأن المكان أكبر من المتمكن فيه والله اكبر من كل كبير ‏وأن المكان أعلاه الظاهر وأدناه الباطن أما الله تعالى فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه ‏شيء وليس شيء من خلقه أقرب إليه بالمسافة من شيء فهو من كل شيء قريب وهو بكل شيء محيط وهو ‏على كل شيء قدير سبحانه ليس كمثله شيء ولا نعلم له سميا.

( د ) من الدلائل الواضحة على تنزه الله ‏تعالى عن الوجود في جهة معينة من جهات الكون : أن جهات الكون محدودة لأنها مخلوقة مقدَرة ( بضم الميم ‏وفتح الراء مع تشديدها ) والله تعالى خالق مقدِر ( بضم الميم وكسر الراء مع تشديدها ) تنزه سبحانه عن ‏الحيز والحد والمقدار لأنها علامات المخلوق الناقص ، لأن ما له حد ينتهي إليه يجوز تصور الأكبر منه والله ‏تعالى أكبر من كل شيء وهو الكبير المتعال له الكمال المطلق الذي ليس بعده كمال ، فيستحيل وجود المنزه ‏عن الحد والمقدار في الحيز المحدود [ سياتي الحديث عن تنزيه الله تعالى عن الحيز والحد والمقدار في الباب ‏التالي ( تنزيه الله تعالى في ذاته ليس كمثله شيء ) ].

وحاصل الأمر أن الله تعالى لا تحويه جهة من جهات ‏الكون ولا سائر الجهات ورحم الله الطحاوي حيث يقول " تعالى عن الحدودِ والغاياتِ والأركانِ والأعضاءِ ‏والأدوات ، لا تحويهِ الجهاتُ الستُّ كسائرِ المبتدعات " اهــ


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

( ذ ) ومن الادلة على تنزيه الله تعالى عن المكان : أنّ الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وليس كوجوده ‏وجود فليس وجوده كوجود الأجسام التي تتحيز في مكان كيف وهو الذي كان قبل خلق المكان ثم خلق ‏المكان.

وإذا كانت القاعدة تقول أن كل متحيز فهو محدود يحتاج إلى مكان يحيزه ويحيط به والله تعالى منزه ‏عن الحد والمقدار إذ كل محدود مخلوق مقدر والله تعالى هو الخالق المقدر لها ، ومنزه عن أن يحيط به شيء لأنه ‏بكل شيء محيط ، فتحتم من ذلك تنزيهه عن أن يحيزه شيء من خلقه وكل ما في الوجود سواه فهو خلقه ‏الفقير إليه وهو الغني عنهم.

( ر ) عدم تنزيه الله تعالى عن المكان يعني أن هناك مكان ما يحيز الله ، والمكان ‏الذي يحيز أي شيء لاشك أنه أكبر منه ، وهذا يخالف القطعي والضروري من الدين من كون الله تعالى أكبر ‏من كل شيء.

( ز ) عدم تنزيه الله تعالى عن المكان يستلزم ذلك احتياج الله إلى المكان ، لأنّ الكائن في ‏مكان محتاج إلى المكان ، ولكنّه تعالى هو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء ، والاحتياج من صفات المُحدَث ‏المخلوق الفقير لا من صفات الخالق الغني الحميد.

( س ) عدم تنزيه الله تعالى عن المكان يعني إنّ المكان ‏الذي يكون الله فيه لا يخلو من أمرين : الأوّل : قديم ، فيستلزم ذلك تعدّد القدماء ، وهذا باطل ، الثاني : ‏حادث ، والحادث محدود ، ولكنّه تعالى غير محدود ، والشيء المحدود لا يسعه إحاطة الشيء غير المحدود ، ‏فيثبت بطلان وجوده تعالى في مكان.

( ش ) قوله تعالى ( الله الصمد ) فالصمد هو السيد المصمود إليه في ‏الحوائج وذلك يدل على أنه ليس في مكان ، وأما بيان دلالته على أنه تعالى منزه عن المكان ، أنه سبحانه ‏وتعالى لو كان مختصاً بالحيز والمكان لكان ذاته تعالى مفتقراً في الوجود والتحقق الى ذلك الحيز المعين وذلك ‏الحيز المعين يكون غنياً عن ذاته المخصوص لأن لو فرضنا عدم حصول ذات الله تعالى في ذلك الحيز المعين لم ‏يبطل ذلك الحيز أصلاً وعلى هذا التقدير يكون تعالى محتاجاً إلى ذلك الحيز فلا يكون صمداً على الإطلاق.

‏‏( ص ) قوله تعالى ( والله الغنى وأنتم الفقراء ) دلت هذه الآية على كونه تعالى غنى ولو كان في مكان لكان ‏محتاجا إلى ذلك المكان وذلك يقدح في كونه غنياً على الإطلاق.

( ض ) قوله تعالى ( لا إله إلا هو الحى ‏القيوم ) والقيوم مبالغة في كونه غنياً عن كل ما سواه ، وكونه مقوماً لغيره : عبارة عن احتياج كل ما سواه ‏إليه ، فلو كان في مكان لكان هو مفتقراً الى ذلك المكان فلن يكن قيوماً على الإطلاق.

( ط ) قوله تعالى ( ‏هل تعلم له سمياً ) قال ابن عباس رضى الله عنه هل تعلم له مثلاً ولو كان متحيزاً في مكان لكان كل واحد ‏من الأجسام مثلاً له في احتياجه إلى المكان وغيره.

( ظ ) ومن الأدلة على تنزيه الله تعالى عن الزمان أنّ ‏الزمان هو عبارة عن أثر الحركة الحادثة في المكان ، ولولا الحركة في المكان لما كان هناك زمان ، وإجماع أهل ‏الأصول على أن المكان متقدم على الزمان ، وإذا كان الله تعالى كان قبل المكان ثم خلق المكان فمن الضرورة ‏أنه كان قبل الزمان ثم خلق الزمان ، وإذا كان الله تعالى غني عن المكان غنى الخالق عن مخلوقه فإن الله تعالى ‏غني عن الزمان فلا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان.

كما أنّ الزمان متعلق بالتغير والحدوث والحركة ‏والسكون والله تعالى منزه عن ذلك كله فلا يجري عليه زمان وإنما يجري الزمان على مخلوقاته التي من أهم ‏سمات نقصها الحدوث والتغير والحركة والسكون.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

( ع ) قد يقول غير الدارس لعلم الأصول لا يعقل إلا الحركة أو السكون والحي ينبغي أن يتصف بالحركة ‏كما أن الجماد متصف بالسكون ، فهذا نقول له رويدك فهذا الذي تقوله على وفق المحسوس الذي تشاهده ‏والمخلوق الذي لا ترى غيره ،ثم قست الغائب عنك على الشاهد الذي تراه ونسيت أن الخالق سبحانه ليس ‏كمثله شيء في وجوده فكل موجود إما ساكن في مكان أو متحرك في غيره.

أما المنزه عن المكان والذي لا ‏يحويه مكان لأن المكان محدود والله لا حد له فكيف يسكن في مكان أو يتحرك في غيره وهو الذي لا يغيب ‏عنه شيء ولا يغيب عن شيء وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ليس كمثله في قربه شيء منزه عن الحلول ‏والتحيز وعن الأفول والتغير ،والحاصل أن القسمة ثلاثية ساكن ومتحرك لهما أمثال كثيرة ومنزه عن ‏السكون والحركة ليس كمثله شيء.

( غ ) الله تعالى كان ولا مكان ولا زمان ثم خلق المكان والزمان ، وهذا ‏معتقد أهل التنزيه وهو موافق للمكتشفات العلمية عن حقيقة الكون ، وأن الزمان هو مقياس للحركة ومن ‏صفات الأجسام ، والنظرية النسبية الحديثة تقول أن الزمان نسبي تبعا لسرعة الحركة وعلاقتها بسرعة الضوء ‏وأثبتت تلك النظرية أن مرور الزمان نسبي وليس بمطلق فثبت بذلك أن الزمان من خصائص الأجسام ‏وصفاتها وأن قول أهل التنزيه أن المكان والزمان مخلوقان لله هو القول الصحيح الذي يؤيده قوله عليه الصلاة ‏والسلام ( كان الله ولم يكن معه غيره ) أخرجه البخاري.

( ف ) الجاهل بأصول علم التقديس لا يفهم ‏الأصول ولا يحترم المتخصص فيها فهو يهجم على العلم بلا ورع ويبدع أهله وهم سواد العلماء الأعظم ثم ‏هو أبعد الناس عن التنزيه والتسبيح الاعتقادي الذي عليه أهل الأصول فيحد الله تعالى بحد ثم يجعل له مكانا ‏ثم يجري عليه زمانا تعالى الله تعالى عن جهلهم وقولهم علوا كبيرا.

( ق ) أخطأت الطائفة المتمسلفة المعاصرة ‏خطأ جسيما عندما كيفوا وجود الله وقاسوا وجود الله تعالى على وجود المخلوق ، ولما لم يروا مخلوقا إلا في ‏مكان لا مناص له منه قالوا لا نعلم موجودا إلا في مكان وأن العدم وحده هو الذي يستغني عن المكان ، ‏ونسوا إن الله ليس كمثله شيء وليس له مثيل وليس كوجوده وجود ، فهو الموجود بذاته وصفاته وافعاله ‏ولكنه في وجوده منزه عن المكان والزمان المخلوقين تنزيه الخالق عن المخلوق وتنزيه المنزه عن الحد عن ‏الكون في المحدود.

( ك ) وأخطأت الطائفة المتمسلفة المعاصرة خطأ جسيما أيضاً : عندما قاسوا الخالق على ‏المخلوق - وتناسوا قواعد التسبيح والتقديس والتنزيه وانه ليس كمثله شيء وليس له مثيل ولم يكن له كفوا ‏أحد - فتخيلوا الخالق المعبود في جهة واحدة من جهات الكون هي جهة العلو الحسي المقاس بالأبعاد وتخيلوه ‏جالسا على عرش عظيم سبحانه وتعالى عما يصفون.

واختلفوا - بفهم سقيم بعيد عن التقديس - هل هو ( ‏سبحانه ) بقدر العرش أم أكبر أم أصغر بمقدار أربعة أصابع وهل إذا نزل في الثلث الأخير من الليل يخلوا منه ‏العرش أم لا ، كل ذلك بما قاسته أوهامهم للخالق على المخلوق وبموجب جهلهم بقواعد التنزيه فأضروا ‏بعقيدة المسلمين أيما ضرر وصدوا عن سبيل الله من حيث لا يشعرون.

( ل ) وهم يدعون التمسك بكتاب ‏الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الكرام وأكرم بذلك من طريق ، وأعظم به من ‏منهاج ، ولكن لم يكن لهم توسع في دراسة أدلة تنزيه الذات من الكتاب والسنة ، ولهذا نرى بعضهم يجيز ‏على الله تعالى الكون في المكان ويجوزون عليه الحد والمقدار ويجوزون عليه التغير والانتقال وهم لا يعلمون أن ‏هذا كله من سمات الخلق والنقصان.

ولو تواضعوا للعلم ودرسوا ( علم توحيد الذات ) وقواعد التسبيح ‏والتقديس والتنزيه على يد المتخصصين لما كانوا على هذه الحالة التي بها صاروا أدنى مرتبة من العوام ، لا ‏يحترمون تخصصات أهل العلم بخاصة أهل الأصول.

بل صاروا قطاعا للطريق إلى الله وقفوا على طريق ‏المسلمين يكفرون ويبدعون ويفسقون من حيث لا يعلمون ، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية ، ومن يرد الله به ‏خيرا يفقه في الدين.

( م ) وهم مع ذلك متناقضون يفسرون الآيات وفق ما رسخ في أذهانهم من الحشو والتمثيل ، يؤولون آيات ‏الإحاطة في مثل قوله تعالى ( والله بكل شيء محيط ) وقوله تعالى ( وكان الله بكل شيء محيطا ) بالعلم ‏والقدرة يؤولون آيات القرب في مثل قوله تعالى ( فإني قريب ) وقوله تعالى ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا ‏تبصرون ) وقوله تعالى ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) بالعلم والقدرة تارة وبالملائكة تارة وذلك صحيح ‏ولكن إذا أتوا إلى آيات الاستواء قالوا مستو على العرش بذاته ( سبحانه ) فمن أين جاءوا من كتاب أو سنة ‏أنه ( بذاته ) ، ولم لا يكون استواء ربوبية وقهر كما أن القرب قرب علم وقدرة ، وقد قال الله تعالى - مرشدا إياهم أن الأماكن كلها ملك لله - ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم ‏‏).

( تنبيه ): تنزيه الخالق سبحانه عن المكان ليس معناه أن الله في كل مكان إذ المكان مهما كبر فهو محدود ‏والله تنزه عن الحدود ، والإحاطة في قوله تعالى { والله بكل شيء محيط } ليس معناها أن الكون كله داخل في ‏ذات الله ( سبحانه ) إذ تنزه الخالق عن معاني الحلول والاتحاد ومعاني المماسة والاتصال ليس كذاته ذات تنزه ‏عن كل ما خطر بقلوب البشر له الكمال والتنزيه المطلقين في ذاته وصفاته وافعاله ليس كمثله شيء ولا نحيط ‏به علما ، نعجز عن ادراك ذاته ، ولا نستطيع ان نقدره قدره ، لا نحصي ثناءً عليه ، هو كما أثنى على نفسه.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

(ن ) من أقوال علماء أهل السنّة والجماعة في تنزيه الله تعالى عن المكان والزمان :

علماء أهل السنة ‏والجماعة المتخصصون في علم العقيدة متفقون على تنزيه الله تعالى عن المكان والزمان ، فلا يحيط به مكان ولا ‏يجري عليه زمان ، ومن أقوالهم في ذلك :

قول الإمام الطحاوي - وهو من كبار أئمة السلف وهو أعلم ‏بأقوالهم ومذاهبهم - قال :(هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة والدين أبي ‏حنيفة النعمان وصاحبيه أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني.. ، وتعالى عن الحدود والغايات ‏والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)اهــ [متن العقيدة الطحاوية‏‏].

وقال الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي : ( وأجمعوا- أي أهل السنة- على أنه - أي الله ‏تعالى - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان) اهـ [الفرق بين الفرق صـ 333].

وقال الإمام أبو المظفر ‏الإسفراييني : (الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة : وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث ‏شيء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة ، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانهوتعالى ، لأن ‏ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث " اهـ [التبصير في الدين ص161].

وقال ‏الإمام الشهرستاني الشافعي: (فمذهب أهل الحق أن الله سبحانهلا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء ‏منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [ سورةالشورى : 11 ] ، ‏فليس البارئ سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان )اهــ [الملل والنحل ‏للشهرستاني].

وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره: (انعقد الإجماع على أنه سبحانه ليس معنا بالمكان ‏والجهة والحيز) اهــ [تفسير الرازي 29 :216].

وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 ‏هـ) :( إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، ‏وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة) اهـ ، [كتاب التوحيد (ص/ 69)].

وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي : (ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان ، لأن الله ‏تعالى كان ولا مكان ، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان ) اهـ.[الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز ‏الجهل به (ص/65)].

وقال الإمام أبو بكر ابن فورك : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن ‏لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا ) اهـ ،[ مشكل الحديث (ص/ 57)].

وقال ‏الإمام ابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري : (غرض البخاري في هذا الباب الرد ‏على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر ، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، ‏فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه- أي تعاليه- مع ‏تنزيهه عن المكان ) اهـ ،[فتح الباري (13/ 416)] .

وقال أيضاً : (لا تعلق للمجسمة في إثبات ‏المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان" اهـ [فتح الباري (13/ 433)‏‏].

وقال الحافظ محمد بن حبان (453هـ) صاحب الصحيح المشهور بصحيح ابن حبان : (الحمد لله الذي ‏ليس له حد محدود فيحتوى ، ولا له أجل معدود فيفنى ، ولا يحيط به جوامع المكان ، ولا يشتمل عليه تواتر ‏الزمان) اهـ.[الثقات (1/ 1)].

وقال ابن حزم الأندلسي (456 هـ) : (وأنه تعالى لا في ‏مكان ولا في زمان ، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة ، قال تعالى : {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } ، ‏وقال { الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } ، والزمان والمكان هما مخلوقان ، قد كان تعالى دونهما ، ‏والمكان إنما هو للأجسام اهـ ، [أنظر كتابه علم الكلام : مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)]


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 5:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

وقال الحافظ البيهقي (458هـ) : (والذي روي في ءاخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى ‏، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء ، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة ، الباطن ‏فلا يصح إدراكه بالكون في مكان ، واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه ‏وسلم : (( أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء)) ، وإذا لم يكن فوقه شيء ولا ‏دونه شيء لم يكن في مكان) اهـ. [الأسماء والصفات (ص/ 400)].

وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي ‏‏(476 هـ): (وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، ‏والرب عز وجل قديم أزلي ، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان " اهـ.[‏شرح اللمع : ج 1 : 101].

وقال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (478 هـ) : (البارئ سبحانه وتعالى ‏قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله) اهـ [الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص/ 53)‏].

وقال أيضاً: (مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات)اهـ [الإرشاد (ص/ 58)].

وقال أيضاً : (واعلموا أن مذهب أهل الحق : أن الرب سبحانه وتعالى ‏يتقدس عن شغل حيز ، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ‏آراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة ، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من ‏العرش وهو مماسه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا ‏من فضائح مذهبهم فيما تقدم" اهـ [الشامل في أصول الدين : ص : 511].

وقال الإمام أبو حامد ‏الغزالي (505 هـ) : (تعالى [ الله ] عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن ‏خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان)اهـ.[إحياء علوم الدين : كتاب قواعد العقائد،(1/ ‏‏108)].

وقال أيضاً : (الأصل السابع : العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن ‏الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف ، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها ‏بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا ، والأخر يقابله ويسمى ‏رأسا ، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل ، حتى إن النملة التي تدب ‏منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا ، وخلق للإنسان اليدين ‏وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب ، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة ‏التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا ، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام ‏للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها ، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان ، ثم قال : "فكيف ‏كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة ؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له ؟ أبأن خلق العالم فوقه ، ‏ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس ، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس ، أو خلق ‏العالم تحته ، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل : ‏وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو ‏مختص بالجواهر اختصاص العرض ، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة : ‏وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان ‏محاذيا له ، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى ‏مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر ، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء ‏، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد ‏والعلاء ، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء" اهـ [إحياء علوم الدين:(1/ 128)].

وقال القاضي عياض المالكي (544 ) : (اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله او إلى الله ‏فليس بدنو مكان ولا قُرب مدى ، بل كما ذكرنا عن جعفر بن محمد الصادق : ليس بدُنو حد ، صفة المجد ‏والعلاء ، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء ) اهـ [ الشفا : ج1 : 205].

وقال الإمام ‏الشهرستاني (548هـ) : ( فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء ‏منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ، فليس البارئ سبحانه ‏بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان ) اهـ [نهاية الأقدام ص/ 103].

وقال الإمام ‏الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597هـ) : ( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا ‏يوصف بالتغيّر والانتقال) اهـ.[دفع شبه التشبيه (ص/58)].

وقال في صيد الخاطر : ( فترى أقوامًا ‏يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس ، كقول قائلهم : ينزل بذاته إلى السماء وينتقل ، ‏وهذا فهم رديء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان ، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه ، ويلزم منه ‏الحركة ، وكل ذلك محال على الحق عز وجل) اهـ [صيد الخاطر : ص/ 476 ].

وقال في الباز الأشهب : ‏‏( كل من هو في جهة يكون مقدَّرًا محدودًا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها ‏أجرام تحتاج إلى جهة ، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان" اهـ. [الباز الأشهب ص 57].

وقال ‏الحافظ ابن عساكر (620 هـ):(موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ‏، ولا فوق ولا تحت ، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض ، ولا يقال متى كان ، ولا ‏أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص ‏بالمكان ) اهـ [طبقات الشافعية (8/ 186)].

وقال سلطان العلماء عبد العزيز بن عبد السلام (660 ‏هـ) : (ليس [ الله تعالى ] بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شيء ، ولا ‏تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ، وهو الآن ‏على ما عليه كان) اهـ [طبقات الشافعية : (8/ 219)].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 5:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

وقال الإمام المفسّر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي (671هـ) : ( و"العليّ" يراد به علو القدر ‏والمنزلة لا علو المكان ، لأنَّ الله منزه عن التحيز)اهـ [الجامع لأحكام القرءان : (3/ 278)].

وقال أيضًا : ‏‏( والقاعدة تنزيهه سبحانه وتعالى عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة )اهـ.[المصدر السابق : (6/ ‏‏390)].

وقال أيضًا : ( ومعنى :{فوق عباده} [سورة الأنعام/18] فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ، ‏أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان" اهـ.[المصدر السابق : (6/ 399)].

وقال أيضًا عند تفسير أية ‏‏: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ} [سورة الأنعام/158] : (وليس مجيئه تعالى حركةً ولا انتقالاً ‏ولا زوالاً لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسمًا أو جوهرًا ) اهـ.[المصدر السابق : (7/ 145)].

وقال أيضًا : في تفسير آية {وجاء ربّك والملك صفًّا صفًّا} : ( والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان ‏إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لأن في جريان ‏الوقت على الشيء فوت الأوقات ، ومن فاته شيء فهو عاجز" اهـ.[المصدر السابق:(20/55)].

‏وقال أيضًا عند تفسير قوله تعالى : {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} [سورة المُلك/16] : ( ‏والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها ‏صفات الأجسام ، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ‏ومعدن المطهرين من الملائكة ، وإليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قِبلةً ‏للدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا ‏مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان )اهـ.[المصدر السابق : (18/216)].

وقال الإمام ‏الحافظ أبو زكريا محيي الدين النووي (676هـ) : (إن الله تعالى ليس كمثله شيء ،وإنه منزه عن ‏التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق)اهـ.[شرح صحيح مسلم 3/19].

وقال الإمام البيضاوي (685 هـ) : (ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه ‏النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه )اهـ [فتح الباري (3/ 31)].

وقال الإمام ‏المفسر النسفي (710 هـ) : (إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان ، لم يتغير عما ‏كان) اهـ. [تفسير النسفي : (ج2/2 ،48)].

وقال العلامة ابن منظور (711 هـ) : (وفي الحديث ‏‏: (( من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا )) المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل ‏الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس) [لسان ‏العرب ، مادة : ق رب (1/ 663- 664)].

وقال الإمام القاضي بدر الدين ابن جماعة (733هـ ) : (‏كان الله ولا زمان ولا مكان ، وهو الان على ما عليه كان) اهـ.[إيضاح الدليل (ص/ 103- 4 ، ‏‏1)].
وقال أيضاً : (فإن قيل : نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة ، " قلنا : ‏الموجود قسمان : موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال ، وموجود يتصرف ذلك فيه ‏ويقبله ، فالأول ممنوع لاستحالته ، والرب لا يتصرف فيه ذلك ، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر ، فصح ‏وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه ، فوجب تصديقه عقلا ، وكما دل الدليل ‏العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له ، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز ‏مع بُعد فهم الحسّ له ) اهـ [إيضاح الدليل (ص/ 104- 105)] .

وقال المفسِّر النحوي أبو حيان ‏الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :{ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ‏عَنْ عِبَادَتِه } : ( وعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان ، بل المعنى شرف المكانة وعلو ‏المنزلة ) اهـ[البحر المحيط (6/ 302)].

وقال أيضاً : (قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في ‏جهة ) اهـ.[البحر المحيط : 16- 8/ 302)].

وقال الإمام الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة أحمد بن ‏عبد الرحيم العراقي (826 هـ): ("وقوله أي النبي- "فهو عنده فوق العرش "لا بد من تأويل ظاهر لفظة ‏‏"عنده " لأن معناها حضرة الشيء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة ، فالعندية ليست من حضرة ‏المكان بل من حضرة الشرف ، أي وضع ذلك الكتاب في محل مُعظّم عنده ) اهـ [طرح التثريب (8/ ‏،84)].

وقال إمام الدنيا في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ) : (ولا يلزم من كون جهتي ‏العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو ، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى ، والمستحيل كون ذلك ‏من جهة الحس ، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ، ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل ‏شىء علما جلّ وعز ) اهـ [فتح الباري(6/ 136)].

وقال الإمام العَيْني أحد شراح صحيح البخاري ‏‏(855 هـ): (ولا يدل قوله تعالى :{وكان عرشه على الماء } على أنه - تعالى- حالّ عليه ، وإنما أخبر ‏عن العرش خاصة بأنه على الماء ، ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه ، تعالى الله عن ذلك ، لأنه لم يكن له ‏حاجة إليه " اهـ. [عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 111)].

وقال أيضاً : (تقرر أن الله ليس بجسم ، ‏فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان)اهـ [عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 117)].

وقال ‏الحافظ السخاوي (902 هـ ) : (قال شيخنا- يعني الحافظ ابن حجر- : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ‏، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن ، فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن )اهـ.‏‏[المقاصد الحسنة (رقم 886 ،ص/ 342)].

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي (911 هـ)عند شرح ‏حديث : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) : ( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا ‏بالمسافة ، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان ، وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : في الحديث إشارة ‏إلى نفي الجهة عن الله تعالى) اهـ. [شرح السيوطي لسنن النسائي (1/ 576)].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تنزيه ذات الله تعالى عن أن يحيط به مكان أو أن يجري عليه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 5:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

وقال الإمام القسطلاني (933هـ) في شرحه على صحيح البخاري : (ذات الله منزه عن المكان والجهة )اهـ.[إرشاد الساري (15/ 451)].

وقال الإمام القاضي أبو زكريا الأنصاري (926 هـ):(إن الله ‏ليس بجسم ولا عَرَض ولا في مكان ولا زمان) اهـ [حاشية الرسالة القشيرية (ص/ 2)].

وقال أيضاً : (‏لا مكان له - سبحانه - كما لا زمان له لأنه الخالق لكل مكان وزمان)اهـ [المصدر السابق : (ص/ 5)‏‏].

ومن أقوال العلماء في تنزيه الله تعالى عن الزمان :

ذكر عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي رحمه ‏الله في كتابه الفرق بين الفرق صـ333إجماع علماء أهل السنة على تنزيه الله تعالى عن الزمان فقال رحمه الله ‏‏: "وأجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان "اهــ.

وقال إمام ‏أهل السنة الماتريدي :(ولا يوصف شيء بالقرب إلى الله من طريق المسافة والمساحة ولا هو بالقرب إلى ‏شيء من ذلك الوجه إذ ذلك جهة الحدود والتقدير بالأمكنة وقد كان ولا مكان فهو على ما كان يتعالى عن ‏الزمان والمكان إذ إليهما ترجع حدود الأشياء ونهايتها ولا قوة إلا بالله)اهـ [التوحيد للماتريدي ج : 1 ‏ص : 106].

وقال ابن حزم : (الله تعالى لا في مكان ولا في زمان أصلا وهو قولالجمهور من أهل السنة ‏وبه نقول وهو الذي لا يجوز غيره لبطلان كل ما عداه ولقوله تعالى :{ألا أنه بكل شيء محيط} ، فهذا وجب ‏ضرورة أنه تعالى لا في مكان إذ لو كان في المكان لكان المكان محيطا به من جهة ما أو من جهات وهذا منتف ‏عن الباري تعالى بنص الآية المذكورة والمكان شيء بلا شك فلا يجوز أن يكون شيء في مكان ويكون هو محيطا ‏بمكانه هذا محال في العقل يعلم امتناعه ضرورة وبالله تعالى التوفيق وأيضا فإنه لا يكون في مكان إلا ما كان ‏جسما أو عرضا في جسم هذا الذي لا يجوز سواه ولايتنكل في العقل والوهم غيره البتة وإذا انتفى أن يكون ‏الله عز وجل جسما أو عرضا فقد انتفى أن يكون في مكان أصلا وبالله تعالى نتأيد) اهـ ][الفصل في الملل ج ‏‏: 2 ص : 98][/light].

وقال حجة الإسلام الغزالي ر حمه الله : (أنه ( سبحانه ) في ‏ذاته واحد لا شريك له فرد لا مثيل له صمد لا ضد له منفرد لا ند له وأنه واحد قديم لا أول له أزلي لا ‏بداية له مستمر الوجود لا آخر له أبدي لا نهاية له قيوم لا انقطاع له دائم لا انصرام له لم يزل موصوفا ‏بنعوت الجلال لا يقضى عليه بالانقضاء والانفصال بتصرم الآباد وانقراض الآجال بل هو الأول والآخر ‏والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ، وأنه ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر وأنه لا يماثل ‏الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام وأنه ليس بجوهر ولا تحله الجواهر ولا بعرض ولا تحله الأعراض ‏بل لا يماثل موجودا ولا يماثله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء وأنه لا يحده المقدار ولا تحويه ‏الأقطار ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات وأنه مستوي على العرش على الوجه الذي ‏قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل ‏العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش والسماء وفوق كل شيء إلى ‏تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء كما لا تزيده بعدا عن الأرض والثرى بل هو رفيع ‏الدرجات عن العرش والسماء كما أنه رفيع الدرجات عن الأرض والثرى وهو مع ذلك قريب من كل ‏موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد إذا لا يماثل قربه قرب الأجسام كما ‏لا تماثل ذاته ذات الأجسام وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن ‏يحده زمان بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان " اهــ [الغزالي قواعد العقائد‏‏].

وجاء في مناهل العرفان : (فالعمدة عندنا في أمور العقائد هي الأدلة القطعية التي توافرت على أنه تعالى ‏ليس جسما ولا متحيزا ولا متجزئا ولا متركبا ولا محتاجا لأحد ولا إلى مكان ولا إلى زمان ولا نحو ذلك ‏ولقد جاء القرآن بهذا في محكماته إذ يقول ليس كمثله شيء ويقول قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم ‏يولد ولم يكن له كفوا أحد ويقول إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه ‏لكم ويقول يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد وغير هذا كثير في الكتاب والسنة فكل ما ‏جاء مخالفا بظاهره لتلك القطعيات والمحكمات فهو من المتشابهات التي لا يجوز اتباعها كما تبين لك فيما سلف ‏‏"اهــ [مناهل العرفان : ج2 ص 210] .

وقال ابن الجوزي الحنبلي في الباز الأشهب : (واعلم أن ‏من يتصور وجود الحق سبحانه وجودا مكانيا طلب له جهة كما أن من تخيل أن وجوده وجودا زمانيا طلب له ‏مده في تقدمه علي العالم بأزمنة وكلا التخيلين باطل) اهـ [الباز الأشهب ص 57].

وقال القرطبي في ‏التفسير : ( المكان لا يصح إطلاقه على الله تعالى بالحقيقة إذ الله تعالى منزه عن المكان كما هو منزه عن ‏الزمان) [تفسير القرطبي ج18 ص 315 تفسير سورة تبارك] .

وجاء في الفواكه الدواني : (قوله ‏تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم وقوله تعالى وهو معكم أينما كنتم فإن المراد الإشارة إلى إحاطة ‏علمه بجميع الأمكنة وما احتوت عليه والمراد بالمعية المصاحبة بالعلم لا المصاحبة في المكان لتنزهه عن الزمان ‏والمكان ) هـ [الفواكه الدواني ج : 1 ص : 49].

وجاء فيه أيضاً :(وعلم الله بما توسوس به النفس ‏أقرب من علم صاحبه فالمراد بالقرب هنا قرب علم لا فهو مثل في لأنه تعالى لما كان مطلعا على معلومات ‏العباد وسرائرهم ولا يخفى عليه شيء بالحق ذاته المساجد منه كما يقال الله تعالى في كل مكان وقد جل الله ‏تعالى عن الأمكنة والأزمنة )اهـ [الفواكه الدواني ج : 1 ص : 50] .

وجاء في أقاويل الثقات : (باب في ‏ذكر الوجه والعين واليد واليمين والأصابع والكف والأنامل والصورة والساق والرجل والقدم والجنب ‏والحقو والنفس والروح ونحو ذلك مما أضيف إلى الله تعالى مما وردت به الآيات والأحاديث مما يوهم التشبيه ‏والتجسيم تعالى الله عن ذلك علو كبيرا اعلم أن الله سبحانه مخالف لجميع الحوادث ذاته لا تشبه الذوات ‏وصفاته لا تشبه الصفات لا يشبهه شيء من خلقه ولا يشبه شيئا من الحوادث بل هو منفرد عن جميع ‏المخلوقات ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله له الوجود المطلق فلا يتقيد بزمان ولا ‏يتخصص بمكان والوحدة المطلقة لقيامه بنفسه واستقلاله في جميع افعاله وكل ما توهمه قلبك أو سنح في مجاري ‏فكرك أو خطر في بالك من حسن أو بهاء أو شرف أو ضياء أو جمال أو شبح مماثل أو شخص متمثل فالله ‏تعالى بخلاف ذلك واقرأ ليس كمثله شيء )[أقاويل الثقات ج : 1 ص : 134].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط