موقع د. محمود صبيح

بشراك يامن سماك أباك بمحمد فان هذا الاسم الأقدس لم يتسمي به علي الحقيقة أحد قبله ولا بعده صلي الله عليه وسلم
وانما وقع للناس مشاركات في جهات من جهات لفظه لا من جهات معناه ,
إذ ما من مخلوق سواه إلا ويلحقه نقص ما ولو عدم التناهي في الكمال إلى رتبته صلي الله عليه وسلم
فلا يكون محمدا علي الإطلاق , فلا محمد إلا محمد صلي الله عليه وسلم .
وان كان اشتقاق اسم محمد من أسمه عز وجل محمود كما قال حسان رضي الله عنه أي في قوله :
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
فيقول الشيخ عبد الرحمن البسطامي رحمه الله في كتابه درة الظنون في رؤية قرة العيون :
يتساءل .. فلم بولغ في هذا دون ذلك ؟
فالجواب .. انه صلي الله عليه وسلم لما كان بشرا وليس من شأن البشر الكمال في الأوصاف ولا بلوغ الغاية فيها
احتيج إلى المبالغة في اسمه صلي الله عليه وسلم للإعلام بأنه ليس مثلهم في هذا الوصف
بل مرآته قابله لجميع حقائق الأسماء والصفات .
ويقول سيدي أبو المواهب الشاذلي رضي الله تعالي عنه في قوانين الإشراق :
قال الله تعالي : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا " فات قلت السجود لغير الله حرام فكيف جاز السجود .
قلنا هذا السجود معناه خضوع تواضع الأصغر للأكبر لا أنه سجود المر بوب للرب .
لأن آدم عليه السلام عبد لا رب .
ولكنه اكرم في الصورة الآدمية بظهور السمة المحمدية , فهذا الذي أوجب السجود في المحراب يا أولى الأذواق والألباب .
إذ .. لو ابصر الشيطان طلعه نوره في وجه آدم كان أول من سجد
وهو صلي الله عليه وسلم نور جميع الرسل والأنبياء وكل أهل الصلاح من الأتقياء كما قال :
.. عيسي وآدم والصدور جميعهم هم أعين هو نورها لما ورد " صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم
وذلك انه صلي الله عليه وسلم جمع الله تعالي له نور الأنبياء وارشاد الرسل وهداية الأولياء
ثم أختصه صلي الله عليه وسلم بنور الختم
وقال .. وليس علي الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
وقد ذكر هنا لطيفه لابد من ذكرها لنعلم المدد الموصول برسولنا صلي الله عليه وسلم حتى زماننا هذا وحتى قيام الساعة
وكيف تحذير الله تعالي لنا في الحديث القدسي " من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب " وكيف تكون هذا الحرب ؟
ولم هذا التحذير القوي ؟ وهي حرب من الله جل علاه لا للشيطان والكفره ولكن .. للمسلمين الموحدين اللذين
يعادون أولياء الله والصالحين من الأمة المحمدية .
فمن هم الأولياء ؟ وكيف وصلوا هذا الدرجة وبم ؟ ؟
يقول سيدي أبو المواهب الشاذلي : إذا عددت حروف اسمه صلي الله عليه وسلم كلها ظاهرها وباطنها
حصل لك من العدد ثلاثمائة وأربعه عشر .. الثلاثمائة وثلاثة عشر علي عدد الرسل الجامعين للنبوه
ويبقي واحد من العدد هو لمقام الولاية المفرق علي جميع الأولياء التابعين للأنبياء وله عليه وعليهم الصلاة والسلام
وهاهنا رقيقه وهي كونه لم يبق من العدد المفرق علي الأولياء إلا الفرد
لأن فيهم الأفراد اللذين اختصوا من التحقيق بالإفراد أولئك الواحد منهم يجعله الحق في كيانه ( جامعا لنور زمانه )
وهذه الدقيقة الفردانيه من الحقيقة الجامعة المحمدية " فنعيد قوله :
وليس علي الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
ونقل الشيخ شهاب الدين بن العماد الافقهسي في كتابه كشف الأسرار عما خفي من الأفكار :
ان لأسمه الشريف صلي الله عليه وسلم عشرة خصائص , إلى أن قال :
والرابع كتب اسمه صلي الله عليه وسلم علي ساق العرش
ويروي أن الله تعالي لما خلق العرش اضطرب فلما كتب عليه اسم محمد صلي الله عليه وسلم سكن .. وفيه تنبيه ..
علي انه صلي الله عليه وسلم هو المخلوق الأكبر ..
وقال في حروف اسمه صلي الله عليه وسلم :
أن الميم .. محو الكفر بالإسلام أو محو سيئات من أتبعه وقيل المقام المحمود
وأما الحاء .. فقيل حكمه بين الخلق بأحكام الله تعالي " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم "وقيل حياة امته صلي الله عليه وسلم
واما الميم الثانية .. فمغفرة الله تعالي لأمته صلي الله عليه وسلم وقيل الموحدين
وأما الدال .. فهو الداعي إلى الله تعالي : " وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا "
وهو صلي الله عليه وسلم دليلهم في الدنيا والآخرة الي الجنه " ذكره النيسابوري "
وبالله التوفيق ..
وللحديث بقيه في الترغيب في التسميه بأسمه صلي الله عليه وسلم وما جاء فيها من أحاديث . ..
__________
اجمع العلماء علي أن الحديث الضعيف الموصول
خير من رأي الرجال المعقول , ولي بحث اقرؤوه عسي أن يحظي بالقبول
__________
واللهم امددنا بالمدد المحمدي ياالله يا عزيز يا غفور