بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى ءاله وصحبه ومن والاه
معنى الوجه إذا أضيف إلى ذات الله
يعتقد بعض الناس متوهمين أن لله وجها كوجوهنا وقد روجت لهذا الفهم فرقة ضالة وهي الوهابية أذيال محمد بن عبد الوهاب النجدي عملت على نشر الضلال بين الناس وأشاعت بينهم عدم جواز تأويل النصوص متسترة بما تزعم أنها طريقة السلف زاعمين أن السلف لم يؤولوا الآيات وإنما حملوها على ظاهرها ، والسلف منهم براء ..
والحقيقة أن السلف ورد عنهم التأويل الإجمالي لأنه لم تكن لهم حاجة للتفصيل وقتذاك ومع ذلك فإن الإمام أحمد أوّلَ قول الله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فقال قدرته أي جاء أثر من آثار قدرته يوم القيامة وهو جمع الناس كلهم في موقف عظيم والملائكة كلهم في صفوف .
وكذا الإمام البخاري رضي الله عنه وهو من السلف أوّل قول الله تعالى : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) فقال مُلكُه
بل إن ابن عباس أحد أجلّ الصحابة وأكثرهم علما ـ ترجمان القرءان ـ رضي الله عنه وأرضاه أوّل قول الله تعالى ( يوم يُكشف عن ساق ) قال : " عن شدة ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له فقال : " اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب " ولو كان التأويلُ مُحرَّما والأخذ بالظاهر في كل النصوص واجبا لما لما دعا النبي لابن عمه بذلك ، هذا كان منهج السلف رضوان الله عليهم وأما من لم يؤوّل منهم كقول الشافعي رضي الله عنه وأرضاه في المتشابه : " تفسيره تلاوته والسكوت عليه " فليس معناه السكوت عليه مع اعتقاد الجسمية والتشبيه لله بل السكوت عليه مع اعتقاد أن الله ليس جسما . قال الإمام أحمد رضي الله عنه من قال إن الله جسم لا كالأجسام كَفَرَ
منهج الخلف في التأويل
ثم الخلف وهم من جاء بعد القرون الثلاثة الأولى كان منهجهم التأويل التفصيلي للنصوص ولم يتوقفوا عند ظاهر النص لوجود الحاجة لذلك ومن أجل حماية عقيدة المسلمين التي جاء بها الأنبياء جميعا ، وذلك بسبب انتشار فرق الضلال ومحاولات التحريف إلى معانٍ تدعو إلى التجسيم والتشبيه لذا انبرى العلماء من أهل السنة والجماعة للتصدي والذود عن العقيدة ففصّلوا في تأويل النصوص حتى بلغت مؤلفاتهم مدا عظيما فكانوا جدار الأمان لهذا الدين القيِّم .
الوجه إذا أضيف إلى الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري :
" ..فإن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " رواه البخاري .
معنى الحديث
من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله أي إن قال ذلك معتقدا في قلبه لا منافقا ليرضي المسلمين و هو في قلبه غير راض بالإسلام إما بشكه في الوحدانية أو بتكذيبه في قلبه محمدا صلى الله عليه و سلم .
و معنى " يبتغي بذلك وجه الله " أي يبتغي القرب إلى الله تبارك و تعالى ، و الوجه في لغة العرب يأتي بمعان عديدة منها القصد كما قال الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه و العمل
و كذلك ورد حديث رواه بن حبان و غيره : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان و أقرب ما تكون المرأة من وجه ربـها إذا كانت في قعر بيتها " و معنى وجه الله هنا طاعة الله .
و من اعتقد أن الوجه إذا أضيف إلى الله في القرآن أو في الحديث معناه الجسد الذي هو مركب على البدن فهو لم يعرف ربه لأن هذه هيئة الإنسان و الملائكة و الجن و البهائم فكيف يكون خالق العالم مثله .
والحمد لله رب العالمين
_________________ غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان
|