1 ـ "إذا كانت السنة إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا سنة، وإذا كانت الشيعة حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا شيعة"
2 ـ "الداعي إلى الله طبيب لا قاضٍ"
3 ـ المسلمون الأول بكتاب واحد ومعلم واحد فتحوا نصف العالم القديم
4 ـ جل الله القائل: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}سورة الأنبياء: [الآية: 92] الإسلام دين الوحدة والتوحيد، فالله واحد والدين واحد والمصير واحد.
5 ـ من الأسباب التي فرقت جمع المسلمين التعصب المذهبي، ونقصد بهذا الاصطلاح اتخاذ الناس مذهباً عقائدياً أو فكرياً أو فقهياً، وإتباعه والتعصب له، واعتبار ما عداه باطلاً.
وعلى هذا الأساس صارت المذاهب العقائدية والفقهية وسيلة للتفرقة بعد أن كانت - ولا تزال - مدارس فكرية عظيمة رفدت الفكر الإسلامي بموارد لا تنضب على مدى الأيام.
وصار المذهب ديناً، وأصبحت مخالفته كفراً وفسوقاً، وانقسمت جموع المسلمين ما بين سنة وشيعة، والسنة إلى مالكية وحنفية وشافعية وحنبلية... والشيعة إلى إمامية وزيدية وإسماعيلية... وبين هؤلاء وهؤلاء فرق كثيرة كثيرة لا يعلم تعدادها ومآلها إلا الله.
6 ـ والمشكلة أن كل فرقة من الفرق تدعي أنها على ما كان عليه رسول الله وأصحابه.
وكل يدعي وصلاً بليلىوالمشكلة أن كل فرقة من الفرق تدعي أنها على ما كان عليه رسول الله وأصحابه.
وكل يدعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاك
7 ـ ومن مظاهر هذه المذهبية البغيضة ما كنا نراه قبل خمسين عاماً من تحريق البعض مساجد البعض الآخر، والاعتداء على أموالهم، ونعتهم بالضلال والكفر.... حتى لقد رأيت في بعض الكتب الفقهية سؤالاً: هل يجوز لأتباع مذهبنا الزواج من أتباع المذهب الفلاني، ثم يأتي الجواب: نعم قياساً على الكتابية ؟! ومن ذلك ما كنا نراه في مساجدنا من أن الحنفي لا يقتدي بالشافعي، والمالكي لا يأتم بالحنبلي، حتى لقد وصل بهم الأمر إلى إقامة أربع جماعات في مسجد واحد، ومن أراد أن يتأكد فليزر مسجد بني أمية في دمشق فسيرى فيه أربعة محاريب، لكل مذهب محراب.
هذه بعض مظاهر المذهبية المقيتة التي فرقت المسلمين، وجعلتهم شعوباً وقبائل ليتقاتلوا ويتباغضوا بدل أن يتعاونوا ويتكاملوا.
ومرد كل ذلك إلى الجهل بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}(سورة آل عمران: [الآية: 105].).
وقال أيضاً: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}(سورة النساء: [الآية: 59].).
ورحم الله الشافعي الذي قال: ((لا يتعصب إلا جاهل، وما رأيت عالماً متعصباً)). فالذين اتخذوا المذاهب أدياناً هم أبعد الناس عن فكر أصحاب هذه المذاهب، فهذا الشافعي يقول: ((إذا صح الحديث فهو مذهبي)).
وأبو حنيفة يقول: ((إذا خالف كلامي كلام رسول الله فاضربوا بكلامي عرض الحائط)).
وكان رأيهم رضي الله عنهم بأن لكل مجتهد نصيب.
لقد تعلموا أدب الاختلاف، فبقي اختلافهم فكرياً ثقافياً، هو للتكامل أقرب منه إلى التناحر والتباغض.
هذه بعض أسباب الاختلاف الفكرية الرئيسة، وهناك غيرها الكثير من الأسباب الفكرية والأخلاقية، التي يمكن القضاء عليها بالحب والتعاون والتآلف، وبتعلمنا لأدب الاختلاف.
8 ـ إن الوحدة الإسلامية ضرورة ملحّة تمليها الظروف الدولية والسياسية الراهنة، وتستدعي عملاً جاداً مخلصاً من كل قادر ؛ للقضاء على بذور الفرقة، والعودة إلى نهج المصطفى القائل: ((إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي))(الحاكم عن أبي هريرة.).
حتى نعود أمة واحدة كما كنا، وكما أراد الله لنا أن نكون - كل في مجاله وبالإمكانية والقدرة المتوفرة.
بذلك نلتزم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم))(متفق عليه.)
9 ـ الخلق كلهم عيال الله، خلقهم من نفس واحدة، وألهمهم طبائع شتى، أصلهم من تراب، وفي عقولهم آفاق ورؤى لا يحيط بها إلا الله.
{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}(سورة الروم: [الآية: 22].).
هذا التنوع الذي خلق الله الناس فيه، لا ينبغي أن يكون سبباً للشقاق والخصام والتنازع، ويمكن للعقلاء أن يجعلوا من الخلاف سبباً للتكامل والتعاون فيما فيه مصلحة الخير والحق.
وهذه الحقيقة التي نجدها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أتم مثال، هي التي ينبغي أن نلتمس فيها اليوم أسباب وحدتنا وجماعتنا.
فاليوم يمتلئ هذا العالم بأديان ومذاهب مختلفة، وعلى المستوى الإسلامي، فثمة فرق مختلفة تنتشر في بلدان العالم الإسلامي وفي الجاليات المنتشرة في العالم الغربي.
ولكن.... هل تمكن المسلمون من معرفة طرق التعاون والحوار والتفاهم على الرغم من اختلاف الرأي ؟....
إن الواقع المؤلم الذي نجده اليوم في أفغانستان والجزائر وغيرها من بلدان العالم الإسلامي، يعكس حقيقة مرة؛ وهي أن تحقيق الوفاق بين التيارات الإسلامية لا ينهج سبيل الحوار والتفاهم الذي كان يلتزمه المسلمون في عهد السلف الصالح
10 ـ وختاماً: إني آمل أن يدرك المسلمون معنى قوله سبحانه: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}(سورة آل عمران: [الآية: 103].)، وأن يتخذوا من القرآن العظيم نبراساً لجمع كلمتهم ووحدتهم، وأختم كلمتي بأني أتطلع إلى يوم ينعقد فيه لقاء إسلامي جامع، تحت ظلال قول الله سبحانه: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً}(سورة النساء: [الآية: 94].).
وأنا موافق على كل ما تفضل به سيدي الدكتور محمود صبيح..مع تعهد الأخ الشيعي بعدم طعن الصحابة..والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته العبد الفقير الذليل إلى الله الغني الحميد صلاح الدين المقدسي
_________________
إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...