كتبت صحيفة الواشنطن بوست عن الرابطة بين العائلة المالكة في السعودية والجماعة الإسلامية المتشددة المعروفة لدى العالم الغربي ب "الوهابية"، وقد أصبحت الوهابية- التي هي ضد معظم تعاليم القرآن حول التسامح بالنسبة للأفراد والديانات الأخرى- تتفق والقاعدة. وذكرت الصحيفة عن العائلة المالكة في السعودية قدمت للوهابية البلايين من الدولارات منذ أوائل الستينات.
بدأ تصدير ما يُعرف بالإسلام الوهابي في عام 1962 كرد على القومية العربية التي قادها الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر الذي كان يؤيد الإطاحة بالنظام الملكي في السعودية. ومنذ ذلك الوقت شهدت العائلة المالكة في السعودية تصدير هذا النوع من الإسلام على أنه " واجب مقدس" عرف ب " الدعوة".
يُشبه الدبلوماسيون الغربيون المتواجدون في مدينة الرياض حماس آل سعود بحماس الجماعات المتعصبة في الولايات المتحدة. فقد قال السفير البريطاني في المملكة العربية السعودية شيرارد كوبر كولز: "إن وقف الدعوة بالنسبة للمملكة العربية السعودية هي بمثابة إنكار لوجودها، كما لو أن الرئيس بوش يقول للمسيحيين البروتستانت أن يوقفوا عملهم التبشيري في الخارج".
في هذه الأثناء نقلت صحيفة الغارديان البريطانية أن المسؤولين الأمريكيين في أوائل الثمانينات لم يجدوا مشكلة في إنفاق المال السعودي في جوامع أمريكا. وقد اعتبروا ذلك على أنه "حاجز دفاعي" ضد " الشيعية الراديكالية" لزعيم إيران في ذلك الوقت آية الله الخميني.
وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست في شهر آذار: "طلبت العديد من الدول الغربية تدخل المملكة العربية السعودية في هذه المراكز [الإسلامية] لأن السعودية اُعتبرت في ذلك الوقت معتدلة". وأضاف "شعر الأمريكيون بالراحة لوجود السعوديين".
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأسبوع الماضي أن المسلمين المعتدلين في الولايات المتحدة بدأوا بالتحدث علانية ضد المواقف المتطرفة التي تؤيدها الوهابية، ويعملون مع المسؤولين عن تطبيق القانون في الولايات المتحدة.
كما بدأ مجلس العلاقات العامة الإسلامي ببرنامج من خمس خطوات لتعليم المسلمين كيفية "الاتصال بالسلطات عند الاشتباه بنشاط إرهابي في أحد الجوامع. وأكدوا أن الإرهاب ليس وسيلة شرعية للصراع في الإسلام، وطوروا مهارات لتتبع النشاطات الإجرامية".
كما ذكرت الصحيفة أيضاً أن المسلمين أصبحوا جزءاً من الاتجاه السائد في المجتمع الأمريكي، ولم يعد من المحتمل أن يستخدم المتطرفون الجوامع على أنها "أرض خصبة لإنتاج الإرهاب"
يقول إحسان بغبي بروفيسور الدراسات الإسلامية في جامعة كنتاكي ومؤلف مشارك في دراسة أُجريت مؤخراً للمواقف والتوجهات في جوامع منطقة ديترويت: "لقد حث هجوم 11 أيلول الجالية الإسلامية لتصبح أكثر مشاركة في المجتمع الأمريكي، وقد حوّلت الشعور بالمرارة من السياسة الخارجية الأمريكية إلى مشاركة بنّاءة أكثر."
كما بحثت دول أخرى عن طرق لتعزيز وجهات نظر أكثر اعتدالاً. وذكرت الهيرالد تريبيون مؤخراً أن إسبانيا قد بدأت بمناقشات حول اقتراح لتقوم الحكومة بتمويل الجوامع بهدف تحريرها من الاعتماد المالي على مصادر "خارجية".
يقول المفتشون الاسبان أن الإرهابيين الذين فجروا القطارات في مدريد في الحادي عشر من آذار وقتلوا 191 شخصاً كانوا "يحضرون إلى جوامع لها علاقات مع الوهابية".
وقدم الاقتراح أساساً على أنه إجراء مساوٍ يهدف إلى تقديم نفس المعاملة لجميع الديانات في اسبانيا المعطاة للكنيسة الكاثوليكية التي تستلم تمويلاً حكومياً بموجب اتفاق مؤقت تم التوصل إليه مع الفاتيكان عام 1979، لكن يقول المسؤولون في وزارتي العدل والداخلية أن هدف الاقتراح هو الرغبة بتحصين الجوامع الإسبانية من تأثير المتطرفين في بلدان أخرى.
وأوردت صحيفة كريستيان سيانس مونيتور الشهر الماضي جهود الحكومة المغربية ل " كبح" العظات الوهابية الراديكالية وتعزيز " تطوير التعليم الديني". لكن الذين ينتقدون هذه الخطة يقولون أنها لن تنجح على الأرجح.
يقول السيد ظريف:" ليس كافياً أن تسيطر على الجوامع لتسيطر على الوهابية، إن مشكلة الجوامع مشكلة مزيفة. لو أمكننا وضع نهاية لصعود هذه الحركة الإسلامية من خلال التحكم بالجوامع، لفعلنا ذلك منذ زمن بعيد".
يقول محمد توزي وهو أستاذ في الجامعة وخبير في الإسلام السياسي:" إن المسألة المهمة اليوم هي كيف تسيطر على رجال الدين بدون إضعاف كلمتهم الموافق عليها من قبل الدولة ودون إحباط الجمهور. إذ لو طبقنا الرقابة أكثر مما ينبغي سنخسر الالتزام والقدرة على جذب الجماهير. إنها مشكلة تواجه جميع الديانات. يجب إيجاد توازن".
كتب ستانلي ويس رئيس مجموعة رجال الأعمال لأجل الأمن القومي (مجموعة مدنية تدعم تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة) في صحيفة انترشيونال هيرالد تريبيون عن إندونيسيا التي يعتقد أنها موقع هام في معركة " الأفكار" بين المعتدلين والمتطرفين في الإسلام. إندونيسيا أكبر ديموقراطية مسلمة في العالم، وهي أحد البلدان التي أنفقت فيه السعودية ملايين الدولارات لتعزيز الوهابية.
يناقش ويس بأن التعليم الذي يساعد على خلق وظائف في البلدان الإسلامية الفقيرة هو من أفضل الطرق التي يمكن أن تحارب بها الولايات المتحدة انتشار الأفكار الإسلامية المتطرفة، وهو اقتراح ورد في تقرير لجنة الحادي عشر من أيلول. لكن ويس يقول أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنفق ما يكفي لمساعدة البلدان في هذا الشأن.
يجب على الأمم الإسلامية أن تتخذ التعليم كأولوية من أولوياتها وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد. دعا التقرير النهائي للجنة الحادي عشر من أيلول واشنطن ل" تقديم برنامج للفرص يتضمن دعم التعليم العام والانفتاح الاقتصادي" لكن لا تتطابق المصادر الأمريكية حالياً مع الخطاب. يقول ويليام فريج مدير في الوكالة الأمريكية للتطوير في إندونيسيا:" يعتقد الأمريكيون أنهم أنفقوا عشرة بالمئة من ميزانيتهم على المساعدة الخارجية في حين أن الرقم الحقيقي هو أقل من واحد بالمئة".
صنفت صحيفة الانديبندنيت المملكة العربية السعودية على أنها " بلد يُثقل كاهله التعصب والاضطراب السياسي". لكن جريدة التايمز ذكرت أن هناك أمل يلوح في المستقبل نتيجة الضغوط التي تمارسها مصادر أجنبية على الحكومة السعودية، والحاجة إلى " إنقاذ الاقتصاد ومواجهة تحديات العالم المتطور" التي رفعت صوت الإصلاحيين مؤخراً. يقول هؤلاء الإصلاحيون بأن أفضل طريقة ل" تهميش المتطرفين" هي منح السعوديين مساحة أكبر للتعبير عن رأيهم في كيفية إدارة بلدهم.
_________________
إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...