موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من شروح أئمة أهل السنة لحديث النزول
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 20, 2010 6:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14712
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
- قال الإمام ابن حبان عقب روايته لحديث النزول في صحيحه : [قال أبو حاتم رضي الله عنه : صفات الله جل وعلا لا تكيف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين فكما أن الله جل وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات والله جل وعلا يتكلم كما شاء بلا آلة كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال : الله يبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا وتقدس من أن تشبه صفاته بشيء من صفات المخلوقين]اهـ

- قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم المعروف بالمنهاج : [قوله صلى الله عليه و سلم ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق ايضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أن أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق والثاني مذهب أكثرالمتكلمين وجماعات من السلف وهو محكى هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما تأويل مالك بن أنس وغيره معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره والثاني أنه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالإجابة واللطف والله أعلم ]اهـ

- وقال الإمام ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري : [قال ابن فورك : حجة أهل البدع هذا الحديث وشبهه ، وقالوا : لا يمكن حمل شىء منه على تأويل صحيح من غير أن يكون فيه تشبيه ، أو تحديد ، أو وصف للرب تعالى بما لا يليق به ، وقد ورد التنزيل ، بمعنى هذا الحديث وهو قوله : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) [ الفجر : 22 ] ، (و هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة ) [ البقرة : 21 ] ، (وأتى الله بنيانهم من القواعد ) [ النحل : 26 ] . ولا فرق بين الإتيان والمجئ والنزول إذا أضيف جميع ذلك إلى الأجسام التى يجوز عليها الحركة والنقلة التى هى تفريغ مكان وشغل غيره ، فإذا أضيف ذلك إلى من لا يليق به الانتقال والحركة كان تأويل ذلك على حسب ما يليق بنعته وصفته عز وجل . فمن ذلك أنا وجدنا لفظة النزول فى اللغة مستعملة على معان مختلفة ، فمنها النزول بمعنى الانتقال والتحويل كقوله : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) [ الفرقان : 48 ] ، ومنها النزول بمعنى الإعلام كقوله : ( نزل به الروح الأمين ) [ الشعراء : 193 ] ، أى أعلم به الروح الأمين محمدا ، ( صلى الله عليه وسلم ) . ومنها النزول بمعنى القول فى قوله تعالى : ( سأنزل مثل ما أنزل الله ) [ الأنعام : 93 ] ، أى سأقول مثل ما قال ، ومنها النزول بمعنى الإقبال على الشىء ، وذلك هو المستعمل فى كلامهم الجارى فى عرفهم ، وهو أنهم يقولون : نزل فلان من مكارم الأخلاق إلى دنيها ، أى أقبل إلى دنيها ، ونزل قدر فلان عند فلان ، أى انخفض . ومنها النزول بمعنى نزول الحكم ، من ذلك قولهم : كنا فى خير وعدل حتى نزل بنا بنو فلان ، أى حكمهم ، وكل ذلك متعارف عند أهل اللغة ، وإذا كانت هذه اللفظة مشتركة المعنى فينبغى حمل ما وصف به الرب تعالى من النزول على ما يليق به من بعض هذه المعانى . إما أن يراد به إقباله على أهل الأرض بالرحمة والتنبيه الذى يلقى فى قلوب أهل الخير منهم ، والزواجر التى تزعجهم إلى الإقبال على الطاعة ، ويحتمل أن يكون ذلك فعلا يظهر بأمره ، فيضاف إليه ، كما يقال : ضرب الأمير اللص ، ونادى الأمير فى البلد ، وإنما أمر بذلك ، فيضاف إليه الفعل على معنى أنه عن أمره ظهر ، وإذا احتمل ذلك فى اللغة لم ينكر أن يكون لله ملائكة يأمرهم بالنزول إلى السماء الدنيا بهذا النداء والدعاء ، فيضاف إلى الله . وقد روى هذا التأويل فى بعض طرق هذا الحديث ، روى النسائى ، قال : حدثنا إبراهيم ابن يعقوب ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبى ، عن الأعمش ، حدثنا أبو إسحاق ، حدثنا أبو مسلم ، عن الأغر ، قال : سمعت أبا هريرة ، وأبا سعيد الخدرى يقولان : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن الله يمهل حتى يمضى شطر الليل الأول ، ثم يأمر مناديا ينادى يقول : هل من داع يستجاب له ، هل من مستغفر يغفر له ، هل من سائل يعطى ) . وقد سئل الأوزاعى عن معنى هذا الحديث ، فقال : يفعل الله ما يشاء . وهذه إشارة منه إلى أن ذلك فعل يظهر منه تعالى . وقد روى حبيب ، عن مالك ، أنه قال فى هذا الحديث : ينزل أمره ورحمته ، وقد رواه غير حبيب عنه ، روى محمد بن على البجلى بالقيروان ، قال : حدثنا جامع بن سوادة ، قال : حدثنا مطرف ، عن مالك بن أنس ، أنه سئل عن هذا الحديث ، فقال : ذلك تنزل أمره . وقد سئل بعض العلماء عن حديث النزول ، فقال : تفسيره قول إبراهيم حين أفل النجم : ( لا أحب الآفلين ) [ الأنعام : 76 ] فطلب ربا لا يجوز عليه الانتقال والحركات ، ولا يتعاقب عليه النزول ، وقد مدحه الله بذلك وأثنى عليه فى كتابه ، فقال : ( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ) [ الأنعام : 75 ] ، فوصفه لأنه بقوله هذا ، موقن .]اهـ

- وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري : [قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك وقد اختلف في معنى النزول على أقوال فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزله وهو مكابرة والعجب إنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وانكروا ما في الحديث أما جهلا وأما عنادا ومنهم من اجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفيه والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريبا مستعملا في كلام العرب وبين ما يكون بعيدا مهجورا فأول في بعض وفوض في بعض وهو منقول عن مالك وجزم به من المتأخرين بن دقيق العيد قال البيهقي واسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد الا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم وسيأتي مزيد بسط في ذلك في كتاب التوحيد أن شاء الله تعالى وقال بن العربي حكى عن المبتدعة رد هذه الأحاديث وعن السلف امرارها وعن قوم تأويلها وبه أقول فأما قوله ينزل فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عباره عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه والنزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني فإن حملته في الحديث على الحسي قتلك صفة الملك المبعوث بذلك وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة فهي عربية صحيحة انتهى والحاصل أنه تأوله بوجهين إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره وإما بأنه استعاره بمعني التلطف بالداعين والاجابة لهم ونحوه وقد حكى أبو بكر بن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر منادياً يقول هل من داع فيستجاب له الحديث وفي حديث عثمان بن أبي العاص ينادي مناد هل من داع يستجاب له الحديث قال القرطبي وبهذا يرتفع الاشكال ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : لا يسأل عن عبادي غيري لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور وقال البيضاوي ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز أمتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه فالمراد نور رحمته أي ينتقل من مقتضى صفة الجلال التي تقتضي الغضب والانتقام إلى مقتضى صفة الإكرام التي تقتضي الرافة والرحمة]اهـ

- وقال الإمام السيوطي في شرحه على صحيح مسلم المعروف بالديباج : [ينزل ربنا في كل ليلة قال النووي : هذا من أحاديث الصفات وفيها مذهبان للعلماء أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أن يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا نتكلم في تأويلها مع اعتقادنا تنزيهه سبحانه عن صفات المخلوقين وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق الثاني مذهب المتكلمين وبعض السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما تأويل مالك وغيره ومعناه تنزل رحمته وأمره أي ملائكته الثاني أنه على الإستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف حين يبقى ثلث الليل الآخر]اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط