الشيخ الجليل محمد سعيد رمضان البوطي
لا يمر يوماً من الأيام الا ونقرأ كلمات التهجم السوقية في مجملها والبعيدة عن المنطق السليم في كليتها على الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وهذا أمر قد لا يستغرب إذا علمنا أن المهاجمين بمجملهم من أحد معسكرين إما جاهل قد أثارته كلمات من يراه قائد له أو زعيم وإما نصف عالم قد أخذ من هذا وذاك ليرد على حقيقة أظهرها العالم الكبير الدكتور البوطي
حتى أن الكثير من المواقع قد منعت عن أعضائها وضع وصلات لموقع الدكتور البوطي خشية أن يقرؤوا في كلماته الحقيقة الناصعة التي تكذب ادعاءاتهم جميعا هذا عدا عن أن القائمين ممن يدعون الاسلام والاسلام منهم براء هم من يجيشوا الأفكار المبتذلة للطعن والاسفاف بحق عالم متمكن وأول قاعدة اسلامية تقول (( ولا تنابذوا بالألقاب ))
وقد تعرض هذا العالم الجليل للهجوم من كل الفئات الا الفئة التي حملت الاسلام الحقيقي الأبيض الناصع والذي يلزم أن يكون المرء فيه في المكان الوسط حيث لا إفراط ولا تفريط - من المتطرفين والعلمانيين واللادينيين وأنصاف العلماء المسلمين والرعاع والأحزاب بكاملها وكم استدعاه الحكم في سوريا للتحقيق معه ؟ - ولكن فلننظر موقفه عندما عرض عليه قيادة حزب اسلامي في سورية ينشئه بنفسه فقد عبر عن هذه الفكرة بجلاء في كتابه الذي أشعل نفوس الجهال " الجهاد في الإسلام " ، حيث انصبّ بنقد صارم لاذع للجماعات الإسلامية السياسية التي انصرفت عن الإصلاح الإسلامي المتمثل في دعوة التائهين والجانحين والفاسقين والواقعين في شباك الغزو الفكري ، انصرفت إلى أنشطة حركية خاصة بها ، لا علاقة لها بالدعوة إلى الله وإنما هي دعوة إلى نصرة (حزب) يسعى إلى سدّة الحكم فهو أبعد ما يكون عن الاهتمام بإصلاح القلوب وإقناع العقول وتهذيب النفوس. حزب همه محصور في أن يقنع الناس بضرورة وصوله إلى سدة الحكم والقيادة.إن هؤلاء الدعاة يتحولون في النهاية إلى حزب مزاحم منافس لا هم له سوى البقاء فيما وصل اليه... وعُرض على الدكتور البوطي يوماً أن ينشئ ويترأس كتلة إسلامية داخل الجبهة فرفض رفضاً قاطعاً على اعتبار أن ذلك إقرار منه أن الإسلام قد (تقاسم) مع أعضاء الجبهة النفوذ والسلطان في القطر ومعنى ذلك أنه قد فاز بنصيب الخمس أو السدس ؟ وأن علاقة الإسلام مع بقية أعضاء الجبهة قد غدت علاقة تنافس سياسي، وهذا تقليص لسلطان الإسلام ثم تحجيم له بل سعي للقضاء عليه. بينما الأمر عنده هو :
(((إن الإسلام في الواقع الملموس هو القدر المشترك الذي يجب أن يجمع بين أعضاء هذه الجبهة تماماً كالهوية المشتركة، فإذا كان الإسلام يؤلف بينهم جميعاً ، كما يؤلف المِعصم الواحد بين الأصابع الخمس المتعددة فمن ذا الذي يرضى أن يرجِع ثم يرجع إلى الوراء ، فيجعل من هذا المِعصم الجامع إصبعاً مجاورة أخرى. من ذا الذي يرضى أن يحيل القدر المشترك إلى ند وقسيم. أما الآن وأنا البعيد عن مزاحمتهم على المطامع والمغانم القريب من مشاعرهم الإيمانية وفطرتهم الإسلامية فإن بوسعي أن أحاور فيهم هذا القدر المشترك دون أن يكون بيني وبينهم أي فجوة فاصلة أو جسور مقطعة ولكن أي خير من حواري معهم ودعوتي إياهم عندما أجدني أجلس منهم مجلس الند من الند والجاذب معهم القضايا مجاذبة المتربص الذي يسعى إلى تطفيف أرباحه على حساب الآخرين بل لن يكون هناك وقت للدعوة والتعريف بحقائق الإسلام في غمار هذه المنافسات.. "الجهاد في الإسلام ص 65، 66، 67 )))
ولننظر في فكر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي جعل من أقزام الامم يتطاولون عليه بإيحاء من أعداء الاسلام والمسلمين ؟
((( ليست المصيبة في أن يكون هنالك جاهل يهذي، وفي أن يكون هنالك جاهل يتكلم دون علم، ذلك لأن من المفروض أن كل مسلم يتمتع بوعي. والوعي الإسلامي لدى المسلمين يبدد ظلام الجهالة عند هؤلاء، فيضع كلام الجهال سُدى دون أن يعلق بذهن إنسان، لكن الخطر أين يكمن؟ يكمن الخطر في أن في العالم اليوم قوى عالمية تتربص بالإسلام، أنا من أعلم الناس بذلك، العالم الغربي اليوم مع العالم الشرقي قد جند نفسه لمحاربة إسلامكم، بالمال، بالسلاح، بالعلم، بهذه الوسيلة التي أحدثكم اليوم عنها، بكل الوسائل، والأقنعةُ كثيرة، إذا اقتضى الأمرُ قناعَ الإلحاد وُضِعَ هذا القناع، إذا لم يُجْدِ هذا القناع؛ وضع قناع الإسلام والدين والغيرة على الدين، إذا اقتضى الأمر قناع العلم، ومحاربة الإسلام باسم العلم وضع هذا القناع. وينبغي أن أقول لكم: قبل أكثر من عشرين عاماً جاء من يَجُسُّ نبضي هل يمكن أن أجَند لمثل هذا العمل؟! هل يمكن أن أُجنَّد للكيد للإسلام تحت قناع الدعوة إلى دين الله عز وجل؟! مع المغريات، مع كل ما يمكن أن أناله مما أبتغيه، ولكن الله هو الذي حماني، وله الفضل الذي لا أستطيع أن أشكره عليه. وكما أن هنالك من جاء يحاول أن يوظفني، فهؤلاء كم وكم وكم وظّفوا أناس كثيرين؟!! )))
((( ولكني أقول أيها الإخوة جواباً عن سؤال يتطارحه كثير من النّاس: أحقاً أن هذه الأمة شلّت فاعليتها فلم تعد تستطيع أن تسدَّ ثغرات الخلافات المصطنعة فيما بينها؟ أحقاً أن الأعداء من حولها استطاعوا أن يمزقوها شرّ ممزق؟ وأن يجعلوها أشبه ما تكون بفريسة تحولت إلى أشلاء مبعثرة؟ أحقاً أنها لا تستطيع لو شاءت أن تعود إلى سابق تضامنها الحقيقي ووحدتها النابعة من نبضات قلب متّحد؟ لا، أيها الإخوة؛ إنها تستطيع. السبل مفتحة، والأبواب إلى الرجوع لوحدتها العزيزة المعزّة لا تزال مفتحة، أجل. ولكن المسألة تحتاج إلى شرط واحد هي أن تعود فتصطلح مع الله سبحانه وتعالى، هي أن تعود القيادات العربية فتصطلح مرة أخرى مع الله عز وجل، أن تتجاوز هذا الإسلام التقليدي الانتمائي الذي تجتره بكلامها ولسانها في المناسبات، وأن تنتقل إلى الإسلام الفعّال، إلى الإسلام المهيمن، إلى الإسلام الذي يتجلّى عبودية لله عز وجل في أعماق القلب، ثم يتحول من ذلك إلى سلوك، يتحول من ذلك إلى تجنيد للدنيا في سبيل الآخرة ومرضاة الله، لا إلى إعراض عن الآخرة، واستغراق في حمأة هذه الدنيا لأنها الدنيا. هذا هو الشرط الوحيد )))
((( نحن نرى أيها الإخوة أن الباطل يحدق بالحق من كل الجهات، ويبدو للناظر لأول وهلة أن خطط المبطلين تثمر، وتؤتي أكلها، وأنهم الأقوى وأنهم هم الأكثر منالاً، كل هذا يتراءى للإنسان لدى النظرة الأولى، ولكن دققوا في الأمر على ضوء ما قدذكرت لكم،وعلى ضوء ما قد بينه لنا كتاب الله عز وجل، هذا الذي تلاحظونه من أين جاء؟ لم يأت من خطط دقيقة ماكرة كانت هي الأقوى، ولم تأت من عُدَدٍ كانت هي الأكثر، ولكنها جاءت بسبب أخطائنا نحن في أنفسنا، بل في حق مولانا وخالقنا عز وجل، هذا الباطل الذي استشرى وهيمن بحسب الظاهر إنما كان ذلك نتيجة لانحرافاتنا، لعدم إخلاصنا لربنا لعدم صدقنا في إسلامنا، للتبديل والتغيير الذي خضنا مخاضته ثم لم نَعُدْ منه إلى الله عز وجل قط، للأخلاقيات الإسلامية التي ألقيناها ورائنا ظهرياً، واستبدلنا بها ما عند الآخرين من الذين نسميهم الكائدين للإسلام أمرنا الله سبحانه وتعالى أن لانتنازع، أمرنا أن نتحد، قال لنا: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال:8/46] )))
ربما تكفي هذه الأفكار التي يجاهد في سبيلها هذا الشيخ الجليل لكي تهب عليه رياح السموم التبشيرية وليس بشكل مباشر انما عن طريق ثلة من الأغبياء والحمقى وشذاذ الآفاق والمغفلين ؟ ورحم الله ابن تيمية إذ يقول : والله يعلم إنني ما رددت على أحد إلا وأنا أعلم بأصول مذهبه منه فهل يفهم الناس هذا المعنى الدقيق من اصول الخطاب وتوجه الكلمات قبل الوصول الى درجة السفه في مهاجمة سيدهم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ؟
ربما كان السبب وراء هذا القصور [ أننا لا نملك المعلومات ولا نواكب المتحركات ]
إما عجزاً ظاهراً أو مبطناً بورع كاذب
أو غياب فقهي وربما كان تلاعب فقهي
وأياً كان فتلك علة تحتاج إلى دواء
فإن لم يكن فالبتر وربما فهم المقصودون بالبتر أنفسهم !!؟
أخيراً
اليك أيها الدكتور الطيب الغيور على الاسلام والمسلمين
اليك اوجه تحياتي وكل محبتي وفائق شكري وتقديري
فامضي على بركة الله وبحفظه ورعايته
فإن الجنة حفت بالمكاره
إن الجنة حفت بالمكاره
رعاك الله وأخذ بيدك يا سيدنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
_________________
إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...