بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام الكبير السيد احمد الرفاعي رضي الله عنه
يا أخي! لو أنك كلفت قلبك لباس الخشية, وظاهرك لباس الأدب, ونفسك لباس الذل, وأنانيتك لباس المحو, و لسانك لباس الذكر, وتخلصت من هذه الحجب, و بعدها تلبست بهذه الثياب, كان أولى لك ثم أولى. لكن كيف يقال لك هذا القول, و أنت تظن أن تاجك كتاج القوم, و ثوبك كثوبهم! كلا, الأشكال مؤتلفة, والقلوب مختلفة.
لم كنت على بصيرة من أمرك, خلعت أباك و أمك, وجدك و عمك, و قميصك و تاجك, و سريرك و معراجك, و أتيتنا بالله لله, و بعد حسن الأدب لبست.
وأظنك بعد الأدب, تقطع نفسك عن الثوب و العوارض القاطعة.
أي مسكين! تمشي مع وهمك, مع خيالك , مع كذبك, مع عجبك و غرورك, و تحمّل أنانيتك, وتظن أنك على كل شيء! و كيف يكون ذلك؟ تعلّم علم التواضع, تعلّم علم الحيرة, تعلّم علم المسكنة والانكسار.
أي بطّال! تعلّمت علم الكـبر, تعلّمت علم الدّعوى, تعلّمت علم التّعالي,ٍٍ ٍايش حـصل لك من كـل ذلك؟ تطلب هذه الدنيا الجايفة, بظاهر حال الآخرة, لـبئـس ما صنعت, ما ،أنت إلا كمشتري النجـاسـة بالنجاسة, كيف تغفل نفسك بنفسك, وتكذب على نفسك, وأبناء جنسك, لا يقرب المحب من محبوبه حتى يبعد من عدوه.
رمى بعض المريدين ركوته في بعض الآبار ليستقي الماء, فخرجت مملوءة بالذهب, فرمى بها في البئر و قال: و حقّك لا أريد غيرك.
من اثبت نفسه مريدا صار مرادا, من أثبت نفسه طالبا صار مطلوبا, من عكف على الباب دخل الرحاب, و من أحسن القصد بعد الدخول تصدر في غرفة الوصلة.
دخل علي, كرم الله وجهه ورضي عنه, مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى أعرابيا في المسجد يقول: ٍالهي أريد منك شويهة, ورأى أبا بكر الصديق, رضي الله عنه, في زاوية أخرى يقول: ٍالهي أريدك. شتان ما بين الهمتين.
تلعب الآمال بالعقول, تلعب بالهمم, كل يطير بجناح همته إلى أمله و مقصد قلبه, فإذا بلغ غاية همته وقف فلم يجاوزها, قال تعالى:"قل كل يعمل على شاكلته"سورة الإسراء, أي على نيته و همته.
أي أخي! لا تجعل غاية همتك و منتهى قصدك: أن تمر على الماء أو تطير في الهواء, يصنع الطير و الحوت ما أردت. طر بجناح همتك إلى ما لا غاية له.
و الحمد لله للكلام تتمة ان شاء الله
_________________
إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...
|