موقع د. محمود صبيح

(حديث مرفوع)

قَالَ الْفَقِيهُ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدُّورِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَنْزِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حِبَّانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي أَسْلَمْتُ فَأَرِنِي شَيْئًا أَزْدَادُ بِهِ يَقِينًا . قَالَ : " مَا تُرِيدُ ؟ " قَالَ : ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَلْتَأْتِكَ . قَالَ : " اذْهَبْ فَادْعُهَا " . فَذَهَبَ فَقَالَ : أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَالَتْ عَلَى جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِهَا فَقُطِّعَتْ عُرُوقُهَا ، ثُمَّ مَالَتْ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ ثُمَّ أَدْبَرَتْ فَقُطِّعَتْ عُرُوقُهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَجُرُّ عُرُوقَهَا ، وَفُرُوعَهَا حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : حَسْبِي حَسْبِي ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ فَدَلَّتْ عُرُوقَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، ثُمَّ اسْتَوَتْ ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأُقَبِّلْ رَأْسَكَ ، وَرِجْلَيْكَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ؟ قَالَ : " لَا تَسْجُدْ لِي وَلَا يَسْجُدُ أَحَدٌ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ أَحَدًا بِذَلِكَ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا تَعْظِيمًا لِحَقِّهِ " .


فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأُقَبِّلْ رَأْسَكَ ، وَرِجْلَيْكَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأُقَبِّلْ رَأْسَكَ ، وَرِجْلَيْكَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ؟


هل سبق لك ان قبلت راسه ورجليه ...ام هل تمنيت يوماان تقبل اطراف قدميه .....ام هل فكرت يوما كيف يكون السجودله

السجود من اولى الحضرات التى زج فيها بادم.....كان ذلك فى حضرة الرب الملك فكانت انى جاعل فى الارض خليفة ........فقعوا له ساجدين فكان السجود اولى الدروس فى التربيه فى حضرة اسم الله الرب الملك كانت تعليم وعلم ادم الاسماء كلها كانت من اولاها اسم الملك كانت الخلعة على ادم لتاهيله للخلافة لان سبب التعليم هو التجهيز للخلافة فكانت له من الحضرات الربانية ما يجعله مؤهلا ....فسجد الملائكة لهذه الخلعة الملكية التى كانت لادم من سلطان العلم فكان العلم ياتيك من بعده الملك..... فكان للصديق من هذه الحضرة انى ارى احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لى ساجدين ...فمنعه الاب العليم الاتقصص رؤياك على اخوتك فينازعونك الملك ....فما ان تحقق حتى قال رب قد اتيتنى من الملك وكان السجود اشارة لهذه الخلعة وعلمتنى من تاويل الاحاديث اى علمه من الاسماء الالهية مااهله لخلعة الملك فكان الشمس والقمر له ساجدين ....وخروا له سجدا
فكان السجود دائما فى حضرة الرب الملك......

وكل انسان ماهو الا ادم فى كل سلوكياته تجليات الحضرات التى تتجلى عليه ليسير فى جنبات السبع الطباق
فتجده سبحانه وتعالى الملك يتجلى على عباده فيخرون للاذقان سجدا ...ويزيدهم خشوعا ....فلما تجلى الرب للجبل باسم الله الملك تفككت جزيئاته وانهارت صلابته فدك اى خر ساجدا....
السجود هى حضرة المقربين فيها يشهدون لمن الملك اليوم ......يشهدون الملك يرون علوه فى الملكوت فيسبحون من اثر الشهود سبحان ربى الاعلى ومن حضرة السجود راى ابراهيم ملكوت السوات والارض من اطلاة هو الله الذى لا الله الا هو الملك..... فالملك هو الاعلى هو صاحب الرؤية الكاملة......فالسجود هو اعلى المقامات فقيل فاسجد واقترب ولهذا كان الحبيب الفرد فى المقام المحمود ساجدا يقال له سل تعطى ...فمن مقام السجود انت فى القرب ..انت فى الاجابة ...انت فى المنح والخلع والعطايا .....فكان دائما متقلبا فى الساجدين ...الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين ....فمامن ساجد الا بنورانية الحبيب فيه لانه يتقلب فى كل ساجد ...فمامن احد فى مقام القرب الاوبه الذرة المحمدية النورانية تقلب هذا الساجد فى الساجدين لان مقام واسجد واقترب كان بالاصل له صلى الله عليه وسلم ..وبالانابه لامته جمعاء ...الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين ...حتى قيل ان الملائكة سجدت للنور المحمدى الذى يحمله ادم ...وابى ابليس ان يكون من المقربين فاصبح ابليس اى من المبعدين ..اقسم ان يتحايل بكل شدة ليخرج بنى ادم من تجليات اسم الله الملك على الساجدين ....بل جعل ابليس هذا التجلى فى ملوك الدنيا الذين ينازعون الملك الحق رداءه وازاره .....فكان السجود للاكاسرة والاباطرة .....ليكون النظر فقط فى ملك الدنيا دون الملك الربانى......
والسجود مصحوب بالعلم الذى يأتى من القرب فكان الكشف للملكوت الاعلى فكان سبحان ربى الاعلى ...سبحان ربى الاعلى .....سبحان ربى الاعلى ..لما عاينت من كشف الغطاء فى حضرة الرب الملك ......فكان العلم من اثر السحود فالذى يسجد بحق يقوم عالما .......كلما اقترب .....فاسجد واقترب ....فكان يقوم اى يسجد حتى تتورم قدماه .......يردد افلا اكون عبدا شكورا على مافتح لى فى جما ل السبحات محفوظ على البصر ارى واسمع فسبحان الذى اسر ى بعبد ه.........ليريه .......لقد راى من ايات ربه الكبرى بدءا من مقام السجود فى المسجد الحرام وصولا الى مقام السحود فى المسجد الاقصى ........

فلما راى الاعرابى الشجرة تاتيه صلى الله عليه وسلم ...كوشف هذا الاعرابى بان الكل تحت الملك المحمدى وكأن المملكة الشجرية تحت امرته فراى تجلى الله الملك على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ......فباسم الله طلب منه ان ياذن له فى تقبيل راسه وقدميه محبه وايمانا .......الرأس التى حوت النور الايمانى والقدم التى سارت فى الطريق لتتبعها اقدام رضيت به رسولا....اما طلب السجود رأى الاعرابى ملك الدنيا ممثلا فى إذعان الشجرة ينتهى عند القدم المحمدى فلم يملك الا ان طلب السجود له لماراى من تجلى حضرة الملك.....الذى لا بد وان يسجد له...........

فاسجد واقترب