موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تاريخ كسوة الكعبة المشرفة فى الجاهلية والاسلام .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 22, 2014 9:34 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 3169
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ كسوة الكعبة المشرفة فى الجاهلية والاسلام


تاريخ كسوة الكعبة المشرفة فى الجاهلية :


روى الحافظ بن حجر العسقلاني في فتح الباري من رواية عبد الرزاق عن ابن جريج قال: «بلغنا أن تُبّعا أول من كسا الكعبة (الوصائل) فسترت بها، قال وزعم بعض علمائنا أن أول من كسا الكعبة إسماعيل عليه السلام، وحكى الزبير بن بكار عن بعض علمائهم أن عدنان أول من كسا الكعبة أو كسيت في زمانه، وحكي البلاذري أن أول من كساها الانطاع عدنان بن أد، وروى الفاكهي عن وهب بن منبه أنه يقول: زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سب أسعد وكان أول من كسا البيت الوصائل. ورواه الواقدي عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، ومن وجه آخر عن عمر مرفوعا. قال الحافظ بن حجر عقب ما تقدم: فحصلنا في أول من كساها مطلقا على ثلاثة أقوال: إسماعيل وعدنان، وتُبّع وهو أسعد المذكور في الروايات الأولى، ولا تعارض بين ما روى عنه أنه كساها الانطاع والوصائل. وهي ثياب حبرة من عصب اليمن، ثم كساها الناس بعده في الجاهلية، ويجمع بين الأقوال الثلاثة، إن كانت ثابتة، أن إسماعيل أول من كساها مطلقا، وأما تبع فأول من كساها ما ذكر، وأما عدنان فلعله أول من كساها بعد إسماعيل.


وقد روى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق المطلبي أنه قال: كان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها فتوجه إلى مكة حتى إذا كان بين عسفان وأمج أتاه نفر من هذيل فقالوا له: أيها الملك ألا ندلك على بيت مال دائر أغفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ، والزبرجد، والياقوت، والذهب والفضة، قال بلى، قالوا بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده. وإنما أراد الهذليون هلاكه بذلك لما عرفوا عن هلاك من أراده من الملوك وبنى عنده، فلما أجمع لما قالوا أرسل إلى الحبرين فسألهما عن ذلك فقالا له: ما أراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك. ما نعلم بيتا لله اتخذه في الأرض لنفسه غيره ولئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكن من معك جميعا، قال: فماذا تأمرونني أن أصنع إذا أنا قدمت عليه، قالا: تصنع عنده ما يصنع أهله تطوف به وتعظمه وتكرمه وتحلق رأسك عنده وتذلل له حتى تخرج من عنده، قال: فما يمنعكما أنتما من ذلك، قالا، أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم وإنه لكما أخبرناك ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوها حوله، وبالدماء التي يهرقون عنده، وهم نجس أهل شرك، أو كما قالا له. فعرف تبع نصحهما وصدق حديثهما فقرب النفر من هذيل فقطع أيديهم وأرجلهم، ثم مضى حتى قدم مكة فطاف بالبيت ونحر عنده وحلق رأسه وأقام بمكة ستة أيام فيما يذكرون ينحر بها للناس ويطعم أهلها ويسقيهم العسل، ورأى في المنام أن يكسو البيت فكساه (الخُصف). قال السهيلي في روض الأنف: هو شيء ينسج من الخوص والليف، ثم قال أيضا: والخصف أيضا هي ثياب غلاظ. قال ابن إسحاق: ثم أُرِيَ تبع أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافير، ثم أُرِيَ أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملاء والوصائل، وكان تبع في ما زعموا أول من كسا البيت.


وروى الأزرقي عن النوار بنت مالك بن صرمة أم زيد بن ثابت رضي الله عنه، قالت رأيت على الكعبة قبل أن ألد زيد بن ثابت وأنا به نسيء مطارف خز خضراء وصفراء وكرادا وأكسية من أكسية الأعراب وشقاق شعر - الكرار الخيش الرقيق واحدها كر - وروى الأزرقي عن عمر بن الحكم السلمي قال نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت، وجللتها شقتين من شعر ووبر، فنحرت البدنة وسترت الكعبة بالشقتين، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة لم يهاجر فنظر إلى البيت يومئذ وعليه كسا شتى من وصايل وانطاع، وكرار، وخز، ونمارق عراقية، كل هذا قد رأيته عليه، وروى الأزرقي عن ابن أبي مليكة أنه قال: بلغني أن الكعبة كانت تتم كسوتها في الجاهلية كسا شتى، كانت البدنة تجلل الحبرة، والبرود، والأكسية وغير ذلك من عصب اليمن.



وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح»: روى الفاكهي في كتاب مكة من طريق مسعر عن جسرة قال أصاب خالد بن جعفر بن كلاب لطيمة في الجاهلية فيها نمط من ديباج فأرسل به إلى الكعبة فنيط عليها، قال الحافظ فعلى هذا هو أول من كسا الكعبة الديباج ثم قال: وروى الدارقطني في المؤتلف أن أول من كسا الكعبة الديباج نتيلة بنت حبان والدة العباس بن عبد المطلب كانت أضلت العباس صغيرا فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة الديباج. وذكر الزبير بن بكار أنها أضلت ابنها ضرار بن عبد المطلب شقيق العباس فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فرده عليها رجل من جذام فكست الكعبة ثيابا بيضا. قال الحافظ وهذا محمول على تعدد القصة. فعلم من ذلك أن العرب كانت تهتم بكسوة الكعبة وترى ذلك من الواجبات، والفضائل، والمفاخر، وكان ذلك مباحا لكل من يريد أن يكسو الكعبة متى شاء، ومن أي نوع شاء، وكانت الكسوة توضع على الكعبة فوق بعضها، فإذا ثقلت أو بليت أزيلت عنها.


كسوة الكعبة في الإسلام



* أما كسوة الكعبة في الإسلام فقد أخذت شكلا ألطف من شكلها في الجاهلية، فروى الحافظ بن حجر في «الفتح» من رواية الواقدي عن إبراهيم بن أبي ربيعة قال: كسا البيت في الجاهلية الانطاع ثم كساه رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساه عمر وعثمان القباطي، ثم كساه الحجاج الديباج. وقال: روى الفاكهي بإسناد حسن عن سعيد بن المسيب قال: لما كان عام الفتح أتت امرأة تجمر الكعبة فاحترقت ثيابها، وكانت كسوة المشركين، فكساها المسلمون بعد ذلك، وروي من طريق ابن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق عن عجوز من أهل مكة قال: أصيب عثمان بن عفان وأنا بنت أربع عشرة سنة، ولقد رأيت البيت وما عليه كسوة إلا ما يكسوه الناس الكساء الأحمر يطرح عليه، والثوب الأبيض. قال وروى الفاكهي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يكسو بدنه القباطي والحبرات يوم يقلدها فإذا كان يوم النحر نزعها ثم أرسل بها إلى شبيبة بن عثمان فناطها على الكعبة. قال الحافظ ابن حجر وهذا يدل على أن الأمر كان مطلقا للناس. ويؤيده ما رواه عبد الرزاق عن أبي علقمة عن أمه قالت سألت عائشة رضي الله عنها أنكسوا الكعبة؟ قالت الأمراء يكفونكم، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج: أخبرت أن عمر رضي الله عنه كان يكسوها القباطي، وأخبرني غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم كساها القباطي والحبرات، وأبو بكر، وعمر، وعثمان قال: أول من لبس الكعبة القباطي النبي صلى الله عليه وسلم.



وروى الأزرقي عن خالد بن المهاجر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم عاشوراء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا يوم عاشوراء، يوم تنقضي فيه السنة، وتستر فيه الكعبة». وروى عن ابن جريج قال: كانت الكعبة في ما مضى إنما تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر الحاج، حتى كانت بنو هاشم، فكانوا يعلقون عليها القمص يوم التروية والديباج، حتى يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمال، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الأزر، وروي عن نافع قال: كان ابن عمر يكسو بدنه إذا أراد أن يحرم القباطي، والحبرة، فإذا كان يوم عرفة ألبسها إياها، فإذا كان يوم النحر نزعها ثم أرسل بها إلى شيبة بن عثمان فناطها على الكعبة. وروي أيضا عن أبي حبيب قال: كسا البيت في الجاهلية الانطاع ثم كساه النبي صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساه عمر وعثمان القباطي، ويقال: أول من كساه الديباج ابن الزبير، وأول من خلق جوف الكعبة ابن الزبير، وأول من دعا على الكعبة عبد الله بن شيبة، ويلقب الأعجم، فدعا لعبد الملك بن هشام وكان خليفة، وروى الأزرقي عن حبيب بن أبي ثابت قال: كسا النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وكساها أبو بكر، وعمر، رضي الله عنهما، وروى أيضا عن موسى بن عبيدة الربذي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الكعبة القباطي من بيت المال. وروى عن أبي نجيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الكعبة القباطي من بيت المال، وكان يكتب فيها إلى مصر تحاك له هناك، ثم عثمان من بعده،.


وروى الأزرقي عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: «كسوة البيت على الأمراء» وروى عن هشام بن عروة بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كسا الكعبة الديباج. وروي عن أبي جعفر محمد بن علي قال: كان الناس يهدون إلى الكعبة كسوة ويهدون إليها البدن عليها الحبرات فبيعت بالحبرات إلى البيت كسوة ، ، فإنْ كان ما يحاك بمصر أجود مما يحاك بخراسان أتوا بالكسوة من مصر، وإذا كان ما يحاك بخراسان أجود أتوا بها منها، وهذا دليل على جواز عمل الكسوة في أي محل كانوهم الذين يسترون البيت. هكذا جاءت الرواية ولم يصرح فيها عن الخدم هل هم العبيد، أم هم الأغوات. وروى الأزرقي عن جده قال: كانت الكعبة تكسى في كل سنة كسوتين؛ كسوة ديباج، وكسوة قباطي، فأما الديباج فتكساه يوم التروية فيعلق عليها القميص ويدلّى ولا يخاط، فإذا صدر الناس من منى خيط وترك الإزار حتى تذهب الحجاج لئلا يخرقونه، فإذا كان عاشوراء علق عليها الإزار فوصل بالقميص فلا تزال هذه الكسوة الديباج عليها حتى يوم 27 من شهر رمضان فتكسى القباطي للفطر. فلما كانت خلافة المأمون رفع إليه أن الديباج يبلى ويتخرق قبل أن يبلغ الفطر ويرقع حتى يسمج، فسأل ابن مبارك الطبري مولاه وهو يومئذ على بريد مكة وصوافيها في أي كسوة الكعبة أحسن، فقال له في البياض، فأمر بكسوة من ديباج أبيض، فوصلت فعلقت سنة 306 فأرسل بها إلى الكعبة فصارت الكعبة تكسى ثلاث كسا: الديباج الأحمر يوم التروية، وتكسى القباطي يوم هلال رجب، وجعلت كسوة الديباج الأبيض التي أحدثها المأمون يوم 27 من شهر رمضان للفطر، وهي تكسى إلى اليوم ثلاث كسا. ثم رفع إلى المأمون أيضا أن إزار الديباج الأبيض الذي كساها يتخرق ويبلى في أيام الحج من مس الحجاج قبل أن يخاط عليها إزار الديباج الأحمر الذي يخاط في عاشوراء، فبعث بفضل إزار ديباج أبيض تكساه يوم التروية، أو يوم السابع، فيستر به ما تخرق من الإزار الذي كسيت إياه للفطر إلى أن يخاط عليها إزار الديباج الأحمر في عاشوراء، ثم رفع إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله أن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل هلال رجب من مس الناس وتمسحهم بالكعبة، فزادها إزارين مع الإزار الأول فإذال قميصها الديباج الأحمر وأسبله حتى بلغ الأرض - ومعنى «إذال» أسبل. قاله الأزرقي. ثم جعل فوقه في كل شهرين إزار، وذلك في سنة 240 لكسوة سنة 241 ثم نظر الحجية «آل الشيبي» فإذا الإزار الثاني لا يحتاج إليه فوضع في تابوت الكعبة وكتبوا إلى أمير المؤمنين أن إزارا واحدا مع ما أذيل من قميصها يجزيها، فصار يبعث بإزار واحد فتكساه بعد ثلاثة أشهر ويكون الذيل ثلاثة أشهر: قال الأزرقي: ثم أمر أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله عز وجل بإذالة القميص القباطي حتى بلغ الشاذروان الذي تحت الكعبة في سنة 243هـ .





.
العثمانيون وكسوة الكعبة :


لم يحل سقوط دولة المماليك في مصر وخضوعها للدولة العثمانية دون استمرار مسيرة مصر في كساء الكعبة المشرفة؛ ففي العام التالي للفتح العثماني وفي يوم الإثنين (12 من رمضان) عرض والي مصر كسوة الكعبة المشرفة وقد تناهوا في زركشة برقع كسوة الكعبة المشرفة وملحقاتها على خلاف المعتاد، وأقيم احتفال كبير بالقلعة من أجل هذه المناسبة.
وفي أثناء إقامة السلطان "سليم الأول" في مصر اهتم بإعداد كسوة الكعبة، وكسوة الحجرة النبوية الشريفة، وكسوة مقام إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد بالغ في زركشتها.
وكان السلطان سليم الأول قد أقر وقف السلطان الصالح إسماعيل بن قلاوون المخصص لكسوة الكعبة، أما السلطان سليمان القانوني فقد رأى عدم وفاء هذا الوقف بالتزامات الكسوة فقرر وقف سبع قرى أخرى عليها، ليصير بذلك إجمالي القرى الموقوفة على كسوة الكعبة تسع قرى.
وبعد عصر "السلطان سليمان القانوني" كان كل سلطان يتولى عرش الدولة العثمانية يقوم بإهداء كسوة جديدة للكعبة المشرفة، وفضلا عن الكسوة المهداة من السلاطين ظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
وكان الباشا (حاكم مصر) يفتش على الكسوة ويعاد وزنها في حضوره لكي يتأكد من قيمة المواد التي وضعت فيها، ولكي يوازن بين ما صرف عليها وبين ما هو مرصود لها بالخزينة، وفي الواقع كان ريع هذه الأوقاف لا يجاري أبدا ارتفاع قيمة المواد المستخدمة في صناعة الكسوة؛ لذلك فقد رصدت الدولة في سنة (1177هـ=1763م) مبلغا ضخما لمواجهة زيادة أسعار الكسوة الشريفة، وبحلول عام (1157هـ=1744م) تم وقف قرى أخرى جديدة على الكسوة، فدرت ريعا سنويا كبيرا، وكان ريع أوقاف الكسوة لا يكفي لتغطية تكاليفها، ولهذا لجأت الخزانة إلى فرض ضرائب زائدة على هذه القرى لمواجهة هذه التكاليف.
وعموما فقد اختصت مصر بكسوة الكعبة المشرفة الخارجية، في حين انفردت الدولة العثمانية بكسوة الكعبة المشرفة الداخلية، وبقيت مصر تصنع أقمشة الكسوتين الداخلية والخارجية كلها إلى عام ( 1118هـ=1706م) حيث أمر السلطان العثماني أحمد بحياكة كسوة الكعبة الداخلية التي ترسل من قبل السلطان عند توليه الملك في إستانبول، فصنعت فيها وأرسلت في العام التالي إلى مكة المكرمة عن طريق مصر، فاختصت إستانبول منذ ذلك الوقت بحياكة الكسوة الداخلية.
واستمر سلاطين الدولة العثمانية في إرسالها إلى عهد السلطان "عبد العزيز" بن السلطان محمود الثاني"، حيث انقطعت الدولة العثمانية عن إرسال الكسوة الداخلية، وبقيت الكسوة التي كان أرسلها السلطان المشار إليه عام 1227هـ..



محمد علي.. وكسوة الكعبة :


وعندما تولى محمد علي باشا حكم مصر قام بإرسال أول كسوة للكعبة في عهده في (ذي القعدة 1220هـ= يناير 1806م)، ثم توالى إرسالها حتى حدث الاصطدام بين الوهابيين في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام (1222 هـ=1807م) حيث توقفت مصر عن إرسال الكسوة مدة ست سنوات حتى استقرت الأمور في الحجاز، ولم ترسل للكعبة المشرفة كسوة من مصر إلا في (شوال عام 1228هـ=1813م)، على الرغم من عملها كسوة في عام (1223هـ) ولكنها لم ترسلها، وظلت محفوظة طيلة هذه المدة إلى أن قرر (محمد علي) السفر إلى الأراضي الحجازية بنفسه.
وكانت كسوة الكعبة قد انتهى أمر صناعتها إلى دار كسوة الكعبة المشرفة في حي الخرنفش بالقاهرة، وذلك بعد أن طافت بأماكن كثيرة نالت شرف صناعة الكسوة الشريفة بها، مثل دمياط والإسكندرية، والقلعة ودار الخرنفش، وأيضا المشهد الحسيني بالقاهرة.


السعوديون وكسوة الكعبة :

ظل خلفاء محمد علي من بعده محافظين على إرسال الكسوة إلى مكة كل عام، ولم تتوقف مصر عن إرسال الكسوة سوى مرات قليلة كانت بسبب الحرب العالمية الأولى، ومرة ثانية بسبب أزمة نشبت بين مصر وحكومة السعودية، خلال الفترة من 1926 و1936م.
وبحلول عام 1962م، بدأ الدور السعودي في كسوة الكعبة المشرفة، حيث عادت في ذلك العام آخر كسوة مصرية للكعبة بعد رفض السعودية استلامها كما جرت بذلك العادة السنوية.
وكان الملك "عبد العزيز آل سعود" قد كلف ابنه الأمير فيصل في عام 1927م بأن يشرف بنفسه على إنشاء مصنع لصناعة كسوة الكعبة، فتم إنشاء مصنع "أجياد" كأول مصنع سعودي لكسوة الكعبة المشرفة، وكان أغلب العاملين به من الفنيين الهنود مع بعض السعوديين.
وفي عام (1352هـ=1934م) غادر الفنيون الهنود المصنع، وكسيت الكعبة المشرفة في هذا العام بأول كسوة سعودية.
وفي عام (1397هـ=1977م) أنشأت السعودية مصنعا جديدا لكسوة الكعبة بمنطقة "أم الجود" بمكة المكرمة، وزودته بأحدث الإمكانيات اللازمة لإنتاج الكسوة، مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي لما له من قيمة فنية،
ومصنع "أم الجود" ما زال مستمرا حتى الآن في نيل شرف صناعة الكسوة المشرفة..



وتبلغ تكلفة كسوة الكعبة أكثر من 20 مليون ريال وتستهلك نحو 670 كيلوغراما من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود، ويبلغ عدد طاقات القماش المستخدمة فيها 47 طاقة، ويتم تأمين الحرير اللازم للكسوة من أعلى المستويات ومن كبرى الشركات المختصة، وتستغرق عملية تجهيز الكسوة بالتزامن مع العمل اليدوي والميكانيكي في حدود عشرة أشهر، لكنها تتم في وقت مناسب وكاف قبل تسليمها.


وتتغير كسوة الكعبة الخارجية كل عام، وتتكون من مواد خام منها الحرير والقطن وأسلاك الذهب والفضة، ويتم تحويل هذه المواد إلى منتج متكامل وملموس، في حين أن هناك كسوة داخلية للكعبة يعكف المصنع على صنعها ونسجها، وتصنع من الحرير المصبوغ باللون الأخضر ومنقوش عليها آيات قرآنية تشابه النقش الموجود على الكسوة الخارجية، والكسوة الداخلية للكعبة المصنوعة من الحرير لا تتغير إلا عندما تدعو الحاجة إلى ذلك بعكس الكسوة الخارجية.


ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضة 95 سم وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من زخارف إسلامية، كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية؛ كل منها مكتوب داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، الحمد لله رب العالمين»، والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها، وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، وهي معمولة من الحرير بارتفاع 6 أمتار ونصف وبعرض 3 أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية من الذهب.

وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع بعضها مع بعض.


فديو تغير كسوة الكعبة :




_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط