موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: لفتح الوهبي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 04, 2015 3:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 5:10 pm
مشاركات: 483

والفتح الوهبي لا يأتي إلا لقلب من الخلق خلى, ومن الحول والطول برى، لا يرى لنفسه عملاً ولا أملاً,

وإنما جاهد نفسه حتى رأى فضل الله, وتوفيق الله هو الذي يحيط به من كل الوجهات,

وهو الذي يحركه في كل الأحوال والسكنات, ويقول كما كان يقول الإمام أبو العزائم عندما يريد الصلاة,

كان يقول عندما يقف بين يدي الله: "بِك لكَ أصلي" أي أنا ليس معي شيء وإنما بمعونتك وبتوفيقك وبحولك وطولك بك أصلي.

لكن من الذي معه حول أو طول؟

هذه أحوال العارفين, ولا يزال أحدهم على ذلك حتى يصل إلى حال يقول فيه الإمام أبو العزائم:

علِمت نفسي أني كنت لا شيئ ... فصرت لا شيئ في نفسي وفي كلي

به تنزه صرت الآن موجوداًً ... به وجــودي وإمدادي به حــولي

ومن أنا ..عدم الله جملني ... فصرت صــورته العليا بلا نيــل

إخلاص القصد لله

هذه بداية المريدين, يقول فيها الإمام أبو العزائم في أول سطر يكتبه في لوح النفس يطالعه فيه المريد:

"على السالك أن يتمرن على تفريد الله في بدايته ليصل إلى توحيد الله في نهايته"

ومعنى يتمرن على التفريد, أي يتمرن أن يفرد الله بالقصد عند كل عمل فيجعل همه عند كل عمل ونيته عند كل عمل هي وجه الله،

وهذه هي البداية لأهل مشاهد النهاية، أن يمرن نفسه على أن يجعل كل عمله وكل قوله لله.

إذا أراد أن يتدرب على ذلك السالك, لا بد أنه يقلل من المهالك, يقلل من الكلمات,

لأنه لا يتكلم إلا إذا وزن الكلام, ونظر إلى الوجهة في باطنه التى من أجلها ينطق بهذا الكلام,

ولا يتحرك حركة إلا إذا وزنها بميزان نيته ، لمَ هذه الحركة؟ لله أو لغير الله؟ ، فإذا صار هكذا يكون كما قال صلى الله عليه و سلم لسيدنا معاذ بن جبل :

{{ أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْعَمَلُ الْقَلِيلُ }} ( )
وفى روايه أنه صلى الله عليه و سلم قال لأبي ذر:


{{ يَا أبَا ذَر أَخْلِصْ يَكْفِكَ قَليلُ الْعَمَل }}


فلا تهتم بالعمل الكثير ولكن المهم الإخلاص فيه:

مَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ. [الآية(5) البينة]

والإخلاص أن يخرج كل شهوات نفسه, وكل شهوات حظه من الباعث أو الغرض الباطني عند العمل,

فيكون العمل خالصاً لله, فإذا كان العمل خالصاً لله, فالقليل عند الله كثير.

أما إذا لم يلاحظ ذلك, فإن الأعمال وإن كانت كثيرة في نظره, ربما تغره وتسره فتضره,

لأنه ربما يعجب بها, أو يدل على غيره بها, أو يباهي غيره بفعلها, أو يفتخر بلسانه بين الأقوام ويتحدث بشأنها,
وتتلمس نفسه له الأسباب وتقول:

و اما بنعمة ربك فحدث[سورة الضحى]

فلا يستطيع أن يلج إلى أحوال الصالحين, ولا أن يدخل في رحاب المقربين, لأن رحاب الصالحين, ومواهب المقربين,

لا يدخلها إلا قلب صفى من كل كدورات الدنيا, ومن كل شهوات النفس, ومن كل الحجب الظاهرة والباطنة, وأصبح صاحبه لا يقصد إلا وجه الله عز وجل.




الأستاذ فوزى محمد أبوزيد

_________________
في كل رواق للحسين يوجد سيف و بطلين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط