اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm مشاركات: 170
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يعرف كل مسلم محب لسيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن الله تعالى أعطاه ما لم يعط نبى قبله من أسمائه تعالى ومن صفاته عز وجل ما لا ينكره إلا معاند مترع بالمحافظة على جناب التوحيد
وإذا كان الله تعالى هو الأول والأخر ، فقد أعطى رب العزة سبحانه وتعالى نبيه وحبيبه حظه من هذين الإسمين الكريمين ، فكان سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هو الأول فى النبوة الآخر فى البعثة
كما أعطى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لأمته حظها مما أعطاه الله تعالى من هذين الإسمين والوصفين ، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : نحن الأخرون الأولون .
ـ أقول : دعونا نتأمل فى قول الله تعالى " وإذا أخذ الله ميثاق النبين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين
تقرر هذه الآية الكريمة أن الله تعالى قد أخذ على جميع الأنبياء والمرسلين الميثاق بنبوة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ورسالته ، وقد أخذ عليهم العهد والميثاق : لئن ظهرجسد رسولى وحبيبى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فى حياتكم لتؤمنن به ولتنصرنه
ـ ولا يكون هذا إلا أن يكون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نبيا قبل نبوتهم ورسولاً قبل رسالتهم ، غير أنه لم يظهر بجسده الشريف بعد
ومن هنا نفهم أو نستحضر قول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد ، أو بين الماء والطين ، فقد كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رسولاً قبل تكوين آدم عليه السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم
ومنه صلى الله تعالى عليه وسلم نال آجم ما ناله من نبوة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فهو الأصل لنبوة ونبوة كل الأنبياء بعده ، غير أنه تأخر فى ظهور جسده الشريف صلى الله تعالى عليه وسلم
إذا \فهمت هذا الحديث الشريف وربطته بالآية الكريمة السابقة ، علمت أن نبوة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هى الأصل فى نبوة كل الأنبياء ، وأنه رسول صلى الله تعالى عليه وسلم قبل رسولة كل الرسل أجميعن ، ورسالته مقررة ومعلومة وموجودة ، غير أنه لم يحن وقتها بعد للظهور ، أو لجسده الشريف للإشراق على الدنيا
ـ وإذا علمت هذا ، علمت أن كل نبى أن يعلم بنبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وأنه كان بنتظر طهوره فى زمانه ، وأنه إذا ظهر فى زمن أى نبى كان كسيدنا موسى أو عيسى أو إبراهيم عليهم الصلاة والسلام كان المطلوب منهم أن يؤمنوا بهذا النبى والرسول الكريم ، واتباعه وددعوة قومهم إلي الإيمان به واتباعه
ويكون سيدنا موسى مثلا نبياً لبنى إسرئيل ، ويكون سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم نبياً لسيدنا موسى عليه السلام !!!
ـ وكذلك مع كل نبى ، ولذلك أجدك قد استحضرت قوله صلى الله تعالى عليه وسلم " لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعى ، صلوات ربى وسلامه عليك يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله .
ـ إذا علمت كل ما تقدم تبي لك معنى جديداً فى فهم قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فى معرض بيان خصائصه التى اختصه الله تعالى بها دون سائر الأنبياء والرسل " كان النبى يُبعث إلى قومه خاصى وبُعثت إلى الناس كافة أو عامة
ـ فتعلم أن تفسير هم لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم " وبعثت إلى الناس كافة أو عامة " ليس المراد به كل من يأتى بعده صلى الله تعالى عليه وسلم إلى يوم القيامة ، بل ظهر لنا معنى جديا وهو أنه صلى الله تعالى عليه وسلم مبعوث إلى الناس كافة أو عامة من لدن سيدنا آدم عليه السلام وإلى قيام الساعة ، فهو نبى ورسول كل الأمم السابقة .
هذا والله تعالى ورسوله أعلم
كأنه شمس فضل هم كواكبها يظهرون أنوارها للناس فى الظلم
وصلى الله تعالى على خير البشر وسيدهم ونبيهم ورسولهم حبيب رب العالمين سيدنا محمد الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم
|
|