مَنْ أَفْسَدَ عَيْنَيْهِ الْبُكَاءُ
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " كَانَ زِيَادُ بْنُ مَطَرٍ الْعَدَوِيُّ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِيَ وَبَكَى ابْنُهُ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ بَعْدَهُ حَتَّى عَشِيَ بَصَرُهُ قَالَ: وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَوْ يَقْرَأَ، جَهِشَ بِالْبُكَاءِ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، قَالَ: " قُلْتُ لِأُسَيْدٍ الضَّبِّيِّ: قَدْ أَفْسَدَ الْبُكَاءُ عَيْنَيْكَ قَالَ: فَمَهْ قُلْتُ: لَوْ قَصَّرْتَ قَلِيلًا. قَالَ: وَلِمَ؟ أَأَتَانِي أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ مِنْ دُخُولِ النَّارِ؟ قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: «كَانَ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَدْ بَكَى حَتَّى فَسَدَتْ عَيْنُهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا يَبْكِي»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ بَهِيمًا أَبَا بَكْرٍ الْعِجْلِيَّ، وَكَانَ قَدْ بَكَى حَتَّى سَقَطَتْ أَشْفَارُهُ، وَكَانَ رَطْبَ الْعَيْنَيْنِ جِدًّا فَقُلْتُ لِابْنِ أَخٍ لَهُ: مَا شَأْنُهُ يَمَسُّ عَيْنَيْهِ كَثِيرًا؟ قَالَ: قَدْ فَسَدَتْ مِنَ كَثْرَةِ مَا يَبْكِي، فَهِيَ تَحُكُّهُ وَتَضْرِبُ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: بَكَى مَنْصُورٌ حَتَّى جَرِدَتْ عَيْنَاهُ. وَكَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَكَانَتْ أُمُّهُ تَرَى بُكَاءَهُ وَمَا يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ، فَتَقُولُ لَهُ: يَا بُنَيَّ لَوْ كُنْتَ قَتَلْتَ قَتِيلًا لَمَا زِدْتَ عَلَى هَذَا "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ قَبِيصَةَ، قَالَ: " كَانَتْ عَيْنَا مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ رَطْبَةً جِدًّا وَكَانَ يُقَالُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ: إِنَّهُ طَوِيلُ الْبُكَاءِ قَالَ: وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يُحَدِّثُ وَالدُّمُوعُ عَلَى لِحْيَتِهِ جَارِيَةٌ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ كِلَابَ بْنَ جُرَيٍّ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ شَابًّا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَدْ عَمِشَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا فَتَى كَمْ تَكُونُ الْعَيْنُ سَلِيمَةً عَلَى هَذَا؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: كَمَا شَاءَ رَبِّي فَلْتَكُنْ، وَإِنْ شَاءَ سَيِّدِي فَلْتَذْهَبْ , فَلَيْسَتْ بِأَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْ بَدَنِي إِنَّمَا أَبْكِي رَجَاءَ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ فِي الْآخِرَةِ؛ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَهُوَ وَاللَّهِ شَقَاءُ الْآخِرَةِ , وَحُزْنُ الْأَبَدِ، وَالْأَمْرُ الَّذِي كُنْتُ أَخَافُهُ وَأَحْذَرُهُ عَلَى نَفْسِي، وَأَنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ غَفْلَتِي عَنْ نَفْسِي , وَتَقْصِيرِي فِي حَظِّي. ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ "
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ زِيَادٍ التَّمِيمِيَّ، يَذْكُرُ أَنَّ فَتًى، مِنَ الْأَزْدِ بَكَى حَتَّى أَطْلَعَ بَصَرُهُ فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:
[البحر الوافر]
أَلَمْ يَرِثِ الْبُكَاءَ أُنَاسُ صِدْقٍ ... فَقَادَهُمُ الْبُكَا خَيْرَ الْمَعَادِ؟
أَلَمْ يَقُلِ الْإِلَهُ: إِلَيَّ عَبْدِي ... فَكُلُّ الْخَيْرِ عِنْدِي فِي الْمَعَادِ؟
وَاللَّهِ لَأَبْكِيَنَّ دَائِمَ الدُّنْيَا، فَإِذَا جَاءَتِ الْآخِرَةُ فَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فِي تَقْصِيرِي "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، قَالَ: «بَكَى هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَتَّى فَسَدَتْ عَيْنُهُ، فَكَانَتْ مَفْتُوحَةً، وَهُوَ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ بِهَا»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: بَكَى بُدَيْلٌ الْعُقَيْلِيُّ حَتَّى قَرِحَتْ مَآقِيهِ، فَكَانَ يُعَاتَبُ فِي ذَلِكَ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَبْكِي خَوْفًا مِنْ طُولِ الْعَطَشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: بَكَى يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ أَرْبَعِينَ عَامًا حَتَّى تَسَاقَطَتْ أَشْفَارُهُ، وَأَظْلَمَتْ عَيْنَاهُ، وَتَغَيَّرَتْ مَجَارِيَ دُمُوعِهِ "
_________________ اللهم افردنى لما خلقتنى له ولا تشغلنى بما تكفلت لى به ولا تحرمنى وأنا أسألك ولا تعذبنى وأنا أستغفرك
|