موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ***(الإسلام ووظيفة الإنسان على الأرض)***
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 07, 2007 8:24 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
[font=Arial]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ ثم أما بعد:


يمثل الوقت يا أحباب قيمة من القيم الثابتة في الإسلام .. فالحياة إنما تقوم بالزمن، وحياة الإنسان إنما تقاس بتوظيف الزمن توظيفاً منتجاً.. ولذلك لايمكن حساب عمر أي إنسان بمقدار ماعاش، وإنما بمقدار ما أنتج واستثمر من الزمن.. فهذا هو العمر الحقيقي للإنسان. وقد أعطى الإسلام للوقت أهمية قصوى، وأكد على وجوب استثماره وتوظيفه في العمل الصالح حسب الأولويات.

وإليكم هذا المقال للشيخ أكرم عقيل مظهر، بجريدة روزاليوسف الجمعة 7 ديسمبر 2007، والذي يحوي معاني ساميه حول هذا الأمر، والمقال بعنوان:

[align=center]***(الإسلام ووظيفة الإنسان على الأرض)***[/align]

أعود إلى هذا المسلك الروحى أتحسس فى ظلام هذا الزمان المادى معالم الطريق، محاولا إضاءة شمعة من نور البصيرة أهتدى على ضوئها للعروج فى عالم القرب الذى حلق فيه من قبلنا رجال ورجال من أهل المحبة وصدق التوجه مهتدين فى ذلك بأثار من سبقهم من الصالحين، ولنعود إلى هذا المسلك نتوقف اليوم مع محاولة فهم المهمة المنوطة بنا فى هذه الأرض.

إن إدراك المهمة التى وكلت إلينا فى هذه الأرض هو أول علامات أو فلنقل أسباب الهداية، إذ من يغفل أو يغيب عن هذه المهمة لابد له من أن يتوجه إلى غيرها بقلبه و قالبه، بحسه و معناه، بروحه وجسده، فيتخبط فى ظلمة هذه الحياه بعيدا عن المنهج القويم الذى وضع له ليسير عليه ويهتدى به ..

ويتفاوت الناس فى فهم هذه المهمة أو إدراكها، فمنهم من يدركها جزئيا و منهم من يغيب عنها كلياً وقليل من ينعم الله عليه فيستغرق فى أداء مهمته بعد فهمها ووعيها ومعرفة الطريق لأدائها والقيام بحقها
.

وتتلخص هذه المهمة والوظيفة للأنسان على الأرض فى ثلاثة محاور، عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس ..

وقد جاءت النصوص القرأنية تأمرنا بأداء هذه المهمة والقيام بهذه الوظائف فقال تعالى (يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 21]، مبينا للناس أنهم مأمورون بالقيام بحق العبادة لله إذ هو الخالق لهذا الكون وهذه أول وظائفنا أن نعبده وحده سبحانه.

وجاء النص يبين لنا أن الله لا يحب الفساد فيقول سبحانه قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَىَ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدّ الْخِصَامِ) [سورة: البقرة - الأية: 204]، قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلّىَ سَعَىَ فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الفَسَادَ) [سورة: البقرة - الأية: 205]

فبمفهوم المخالفة، فأن الله يحب العمارة والبناء فى هذه الأرض التى إستخلفنا فيها، وليس المقصد هنا أن يعمر الأنسان أو يبنى لنفسه فقط، ولكن المقصد أن يمشى الأنسان فى هذه الأرض بعلمه وعمله يصلح قدر استطاعته وأن يبذل وسعه فى هذا الأمر، ولذا يخبرنا الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه وعلى أله أن الذى يزرع شجرة مثمرة فيأكل منها إنسان أو حيوان أو طير يكون له بها صدقة، ثم يخبرنا فى موضع أخر أم مهمة العمارة هذه لا تتوقف إلا على الإستطاعة، فلا شأن للمسلم بما حوله من ظروف فساد و إفساد، وعليه ألا يستسلم لليأس أو الأحباط بل عليه المضى فى مهمته طالما أنه يستطيع ذلك فيذهب بنا المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام فيعلمنا ويرشدنا ويرفع من همتنا بأنه إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل.

فلا تنظر أيها المؤمن إلى حجم الفساد أو عدد المفسدين حولك، ولكن وجه نظرك وعلق قلبك بمهمتك، إذ أنك بها تقوم بحق الله فيما أقامك، فلا تجعلن الخلق يصدونك عن أداء ما كلفك به الحق .. حتى أنه لم يلزم الأنبياء بالنتائج بل ألزمهم بالمهمة وهى البلاغ قال تعالى: (مّا عَلَى الرّسُولِ إِلاّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) [سورة: المائدة - الأية: 99].

ويأتى القرأن مبيناً لنا الوظيفة الثالثة من وظائف الإنسان وهى وظيفة داخليه، يعمل فيها ويجتهد مع نفسه، فيجاهدها ويعيد صياغتها فيقول عز من قائل: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسّاهَا ﴿10﴾ ) سورة: الشمس.

تزكية النفس وتقويمها وتطهيرها، وظيفة من وظائف النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم فى هذه الأمة قال تعالى: (لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مّبِينٍ) [سورة: آل عمران - الأية: 164].

والتزكية هى تطهير النفس وتخليصها من كل دنى واكتسابها لكل خلق سنى، وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذا الأمر يسير، ولكن الممارسة تبين للسالك أن الأمر حقيقة يحتاج إلى مجاهدة ولذلك سميت مخالفة النفس فيما تريد، وما استقر فيها من طباع (جهاد النفس).

أضف إلى هذه المشقة، أى مشقة تغيير الطباع والعادات للترقى بالنفس والسمو بها، مشقة التعامل والتعايش مع مجتمع فقد كثيرا من قيمه، وتبدلت العديد من صفاته، فأصبح المتمسك بهذه القيم، الثابت على هذه الفضائل غريباً يسبح ضد التيار، أى تيار الفساد، والإنحلال الذى أصاب أهل زمانه .. إلا أننا لابد أن نعى كما ذكرنا فى وظيفة العمارة فى الأرض أنه لابد لنا أن نقوم بها ولو كثر الفساد والمفسدون، أننا يجب علينا أن نثبت على قيم التزكية وحسن الخلق ولو كنا أغرابا بين الناس فى زمن سميت فيه الأشياء بغير أسمائها لإضافة الشرعية عليها، فالرشوة الملعونة تحولت إلى إكرامية اشتقاقا من الكرم، وقس على ذلك.

ولما كان الإسلام هو الدين الخاتم، ولما كانت هذه الأمة أمة وسطا، جاء هذا الدين متوازناً بين هذه الوظائف الثلاثة، وكان الكمال فى اتباع المنهج أن يعيش المسلم متوازناً داخلياً أى فى نفسه، وخارجياً أى فى أداء مهمته بين هذه الوظائف .. ولكى يقوم المسلم بهذه الوظائف بشكل متوازن لا إفراط فيه ولا تفريط فإن عليه أن يعرف ويتعلم أولويات كل وقت ليقوم بحقه، وهو أمر يغيب عن كثير منا، فتجده يتعبد حيث يجب أن يعمل ويقول هل نترك الأخرة من أجل الدنيا .. وأخر يعمل حيث يجب أن يقوم بنسكه ووظائف عبادته ويقول العمل عبادة .. وأخر يلين حين تطلب الشدة، ويضعف حين تراد القوة، وهو يظن أنه بذلك يحسن خلقه وتتزكى نفسه.

والإحسان إنما هو وضع كل شىء فى موضعه، فالكفر مطلوب فى موضعه (فمن يكفر بالطاغوت) والإيمان فى موضعه (ويؤمن بالله)، والصفات المتقابلة تجتمع فى المؤمن وكل يحسن فى موضعه قال تعالى: (مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ )، قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ).

صفات متقابلة وأخلاق متعددة فى قلب المؤمن كل يحسن فى موضعه، فإذا وضع فى غير موضعه كان الخلل بعينه .. وكذلك فى أمر العبادة، إذ لما خرج الناس مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فى سفر صام البعض فأجهدهم السفر، وأفطر البعض فقاموا بخدمة إخوانهم فقال النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر، إذ أدركوا أولويات الوقت وقاموا بوظيفته..

كما جاء فى الأثر عن السيدة عائشة أن النبى صلَّى الله عليه وآله وسلم كان يقوم بخدمة أهل بيته وأهله أى أزواجه، فيعينهم على أمور البيت النبوى الشريف، ويقوم سيد الخلق بأشياء قد يترفع أكثرنا عن فعلها، فإذا حضرت الصلاه كان صلى الله عليه وآله وسلم كما تقول السيده عائشه كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه .. إنه يعلمنا القيام بوظائف الوقت والتوازن فى أداء مهمتنا فى هذه الأرض.

والكمال فى سلوك المسالك الروحية هى لمن فهم هذا وأدركه وقام به على الوجه الأكمل بحيث أنه فى أى من هذه الوظائف الثلاثة من عباده وعماره وتزكيه يكون مستشعراً العبودية والصلة بالله سبحانه وتعالى، قائماً فى مقام الإحسان الذى أخبر عنه المعصوم صلَّى الله عليه وآله وسلم ووصفه بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك).

وقد لا يظهر للقارىء صلة هذا الكلام بالمسلك الروحى الذى نحاول أن نلتمسه، فأقول له (أى القارىء)، أننا نحتاج إلى نور البصيرة لندرك به ما هو أولى للقيام به فى كل وقت، فلا يكفى فى ذلك حسن النية، ولكن نحتاج إلى هداية وإلى توفيق ولذا نحتاج إلى جلاء القلوب للعروج إلى موضع أقرب تكون فيه المشاهد أوضح لنتبين معالم الطريق إليه.


نقلاً عن شبكة قدوة السالكين

شبكة قدوة السالكين
[/font]

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 19 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط