سئل بعض المشايخ عن المحب فقال قليل الخلطة كثير الخلوة دائم الفكر ظاهر الصمت لا يبصر إذا نظر ولا يسمع إذا نودي ولا يفهم إذا كلم ولا يحزن إذا أصيب بمصيبة وإذا أصيب بجوع فلا يدرى ويعرى ولا يشعر ويشتم ولا يخشى ينظر إلى الله في خلوته ويأنس به ويناجيه ولا ينازع أهل الدنيا في دنياهم .وقد قال أبو تراب التخشبي في علامات المحبة أبياتا : [poet font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] لا تخدعن فللحبيب دلائل= ولديه من تحف الحبيب وسائل منها تنعمه بمر بلائه = وسروره في كل ما هو فاعل فالمنع منه عطية مقبولة =والفقر إكرام وبر عاجل ومن الدلائل أن ترعى من عزمه=طوع الحبيب وأن ألح العذل ومن الدلائل أن يرى متبسما =والقلب فيه من الحبيب بلابل ومن الدلائل أن يرى متفهما=لكلام من يحظى لديه السائل ومن الدلائل أن يرى متقشفا=متحفظا من كل ما هو قائل
[/poet] حكاية: مر عيسى عليه السلام بشاب يسقى بستانا فقال الشاب لعيسى سل ربك أن يرزقني من محبته مثقال ذرة فقال عيسى لا تطيق مثقال ذرة فقال نصف ذرة فقال عيسى عليه السلام:يا رب أرزقه نصف ذرة من محبتك فمضى عيسى عليه السلام فلما كان بعد مدة طويلة مر بمحل ذلك الشاب فسأل عنه فقالوا: جن وذهب إلى الجبال فدعا عيسى عليه السلام الله أن يريه إياه فراّه بين الجبال فوجده قائمة على صخرة شاخصا طرفه إلى السماء فسلم عليه عيسى فلم يرد عليه فقال أنا عيسى فأوحى الله تعالى إلى عيسى كيف يسمع كلام الآدميين من كان في قلبه مثقال ذرة من محبتي فوعزتى وجلالي لو قطعته بالمنشار لما علم بذلك .
_________________ ذكر المحبة يا مولاى اسكرنى
وهل رأيت محبا غير سكران
|