{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، لكنه جعل جزاء التوكل عليه كفايته لعبده، فقال: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، ولم يقل نؤتِه كذا وكذا من الأجر، بل جعل نفسه سبحانه كافي من توكل عليه، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له ربُّه من بين ذلك فرجا ومخرجا.
وأما محله وموقعه في العبد فيشير إليه الإمام القشيري: "اعلم أن التوكل محله القلب، وأما الحركة بالظاهر فلا تنافي التوكل بالقلب، بعدما يحقق العبد أن الرزق من قبل الله تعالى، فإن تعسَّر شيءٌ فبتقديره، وإن تيسَّر شيء فبتيسيره"[3].
والتوكل درجة عالية من درجات الإيمان، وثمرة من ثمراته الزكية الشهية، فقد جعله سعيد بن جبير في مرتبة عليا: "التوكل على الله جماع الإيمان"[4].
ومن العجب أن الدواب تعرِف إلى من تلجأ عند الحاجة، وبعض الناس لا يهتدي لمن يلتجئ، وقد قالها حاتم الأصم في موعظة موجعة وسوط من سياط حِكَمِه يضرب به قلوب الغافلين: "الحمار يعرف طريق المعلف، والمنافق لا يعرف طريق السماء!"[5].
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|