علاء كتب:
سبحان من سخر الخلق للخلق ..
وسبحان من سخر ذلك الخلق المسخر للخلق تسخيرا كاملا أصيلا لسيد الخلق ..
الخلق كل الخلق فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. علمه من علمه وجهله من جهله
الكل مسخر لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ..
سخر الله له السموات والارض تسخيرا اصيلا أوليا ..
( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) ..
وسخر الله له الشمس والقمر ..
( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين )
وسخر له الليل والنهار .. يسري ويعرج كيفما شاء
( وسخر لكم الليل والنهار )
سخر له القلوب والأفئدة تهوي إليه ..
سخر له أنفسهم ..فصار أولى بهم من انفسهم ..
سخر له ألسنتهم يصلون ويسلمون عليه صلى الله عليه وسلم ..
الله يصل عليه .. منذ متى يصل الله عليه ؟ من الأزل ؟ وهل يصل الله على غائب ؟ وهل يصل الله على عدم ؟
سخر له كل الخلق من عرش وقوائمه وسرادقاته وسكانه .. وكرسي وما تكرس فيه من عوالم .. وسدرة المنتهى وما غشيها وسكانها .. وملائكة عالين وسيارين وموكلين .. وجن صالحين ودون ذلك .. وجمادات ونباتات .. وكثير من الناس .. كلهم يصلون ويسلمون عليه ..
سقف المخلوقات ( عرش الرحمن ) .. سخره الله لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم !
إذ ( الرحمن ) على العرش استوى وسيدنا النبي هو ( رحمة الرحمن ) !
اختار الله العرش ليكتب عليه اسم النبي صلى الله عليه وسلم .. اسم حضرة النبي مكتوب على كامل قوائم العرش .. وهل تدرك مدى حجم العرش وحجم قوائمه ؟!!!
هل فكرت يوما ما .. ما هو حجم كلمة اسم ( محمد ) المكتوبة على العرش ؟!!!!!
إذا كان العرش أضخم المخلوقات اطلاقا .. ومما هو مكتوب عليه ( محمد ) .. فما هو مقدار ضخامة هذه الكلمة ؟!!
أقول لك بفضل الله .. كلمة ( محمد ) المكتوبة على العرش أكبر حجما ومساحة من كل المخلوقات ومن كل العالمين !!
مجرد حروف اسمه الشريف .. أكبر من العالمين
أكبر حجما ..
أكبر قدرا ..
( محمد ) أكبر ...
اختار الله حمارا .. فسعد الحمار ..
سمعت عن حمار رسول الله ؟
اسمه يعفور أو عفير ..
سأل النبي صلى اللهُ عليه وسلم الحمار ..
ما اسمُك ؟
قال : يزيدُ بنُ شهابٍ ولقد أخرج اللهُ من نسلِ جدي ستينَ حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي .. ولم يبق من نسلِ جدي غيري ، ولا من الأنبياءِ غيرُك .. بأبي أنت وأمي .. إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صُلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ... قال عفير : فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار" .
فقال له النبي صلى اللهُ عليه وسلم : قد سميتك يعفوراً ..
نقل لنا آباءنا من أهل البيت الطاهر كابرا عن كابر بأن هذا الحمار لم يكن يرفع صوته في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. خافض الطرف .. طيب الريح
.. يغلب على حاله تواصل الأحزان .. يسجد للنبوة تعظيما وإجلالا ..
لما انتقل رسول الله للرفيق الاعلى.. صار حمار رسول الله يصول ويجول بالمدينة وحيدا حزينا..
وكان أصحاب رسول الله اذا مر بهم حمار رسول الله وهم جلوس .. وقفوا ..
واذا مر بجانبهم حمار رسول الله وهم يمشون وقفوا حتى يمر حمار رسول الله أولا !!
واذا دخل حمار رسول الله بستان أحدهم او نفش في زرع أحدهم تركوه يأكل ويصنع ما بدا له لا يكلمه أحد .. يقولون ( حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .. حبا وكرامة
بأبي وأمي حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم
اصحاب الرسول الكبار .. يقفون لما يمر بهم حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وحده حمار رسول الله مقدم ..
نعم وكيف لا يقدم ؟!
ولو عاش هذا الحمار لاصطحبوه في غزواتهم وحروبهم ولقدموه على الخيول.. يستفتحون به !!
نعم يستفتحون به .. يا أخي هذا حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم .. دابته .. مركوبه .. إستوت رحمة الرحمن للعالمين على ظهره !!
كم خدم رسول الله ( ولم أخدمه أنا !!) ..
كم أراح رسول الله ( وكم أحزنته أنا ؟) ..
لا تتعجب فهناك من يتوسل الى الله بجبل أحد !!
فكيف بحمار رسول الله ؟ ..
وحده حمار رسول الله يصنع ما بدا له بين اهل الله اهل المدينة انصارا ومهاجرين ..
حمار واحد .. ريحه أطيب من بعض البشر !
ابن رواحة غار على حمار رسول الله ..
يغار على الحمار !!
يقول ابن رواحة لابن سلول :
( لريح حمار رسول الله أطيب من ريحك )..
لسان حال هذا الحمار يقول ( ليس البراق بأعلى وأرقى شأنا مني أنا !!
أنا حمار رسول الله .. ولئن كان البراق إصطحبه في ليلة واحدة .. فقد لزمته ليالي وخدمته !! ..)
أحباب رسول الله ..
والله ما حب الحمار شغفن قلبي ... ولكن حب من ركب الحمارا ..
لو ظفرت بشعرة من حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ما تصنع بها ؟!
السامري الضال المضل.. قبض قبضة من الارض التي داس عليها فرس جبريل وليس قبضة من فرس جبريل نفسه حتى !!.. بل من أثر ما داس عليه فرس جبريل ..
فنبذها ...
فدبت نوع من انواع الحركة او الحياة في عجل جامد.. فكان الخوار !!!
وهل فرس جبريل كحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! أجب أنت
حمار العزير ( آية ) .. طيب وحمار رسول الله ؟!
في المقابل ...
المؤمن المهتدي الهادي.. اذا قبض قبضة من أثر حمار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ونبذها على صدره.. كان لقلبه خوااار .. خار قلبه نبضا ..
واذا نبذها على عينيه.. خارت عيناه دمعا ..
إذا أردت أن تعرف بعض من مقام مخلوق .. فانظر أين أقامه الله وسخره .. ( فانظر فيما أقامك )
لو أردت ان تعرف شيء من مكانة يعفور ..
فانظر وتأمل أين أقامه الله! .. لمن خلقه الله ؟!
ولمن سخره الله ؟!
للتسخير أسرار وعلوم وحكم من لدن حكيم عليم..
الله عز وجل خلق الصحابة وسخرهم لرسول الله .. لينصروه ويثبت الله بهم كلمته ودينه ..
خلق الله المدينة لتكون مهاجرا له ومقاما ..
للتسخير سر .. وسر..
للصحابة المثل الاعلى والمقام الارفع.. لكن مع ذلك احترموا رضي الله عنهم سر التسخير ..
سر التسخير ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) ..
العمامة الشريف مثلا .. نالت شرف الاتصال والتسخير لرأس وشعر سيدنا النبي.. حماية وعناية وجمالا ..ونالت ما نالته من شرف لاتصالها وارتباطها بشعره الشريف..
والشعر النبوي الشريف.. هو إنما نبت من داخل الجسد المحمدي الانور ..
والجسد المحمدي الشريف غذاؤه الروح المحمدية الطاهرة روح محمد بن عبد الله ( أحمد الأرواح )..
و( أحمد الأرواح ) هي ( الروح الأحمد )
و( الروح الأحمد ) غذاؤها ( عند ربي يطعمني و يسقين ) ..
ولعل قائل يقول لي : قد بالغت في وصفك وكلامك
أقول : سبحان الله ..
امرأة بغي .. رأت كلبا عطشا .. فخالط قلبها شيء من الرأفة والرحمة والمحبة .. فسقته .. فغفر الله لها .. فدخلت به الجنة ..
( كلب عطشان ) مش حمار سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم !
ولقد نادى أهل الحب من قبلنا ناقة النبي القصواء ب ( ستنا القصواء )
ختاما ..
ليتني كنت عفيرا لك يارسول الله ...
وصلى الله على من قال ( فرب دابة مركوبة خير من راكبها وأطوع لله وأكثر ذكرا ) وعلى اله وسلم
الله الله الله
كم خدم رسول الله ( ولم أخدمه أنا !!) ..
كم أراح رسول الله ( وكم أحزنته أنا ؟) ..
ياالله ياالله
سخر له القلوب والأفئدة تهوي إليه ..
سخر له أنفسهم ..فصار أولى بهم من انفسهم ..
سخر له ألسنتهم يصلون ويسلمون عليه صلى الله عليه وسلم ..
الله يصل عليه .. منذ متى يصل الله عليه ؟ من الأزل ؟ وهل يصل الله على غائب ؟ وهل يصل الله على عدم ؟
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام و سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا
ماشاء الله لا قوة إلا بالله و الله أكبر حفظك الله أخى الكريم الفاضل و أكرمك دنيا و دين