موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أدلة الذين يحرمون الاستغاثة والرد عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 01, 2004 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 23, 2004 9:42 pm
مشاركات: 366
مكان: هلسنكي ـ فنلندا
أدلة الذين يحرمون الاستغاثة والرد عليها

أخي المسلم بعد أن ذكرنا الأدلة التي تثبت جواز الاستغاثة . لابد لنا أن ننصف ونعدل في هذه المناقشة ولا بد لنا أن نذكر أدلة الذين لا يجيزون الاستغاثة ونناقشها حتى يتبن الحق لكل من يقرأ هذا الموضوع ، وقد استدل الذين يمنعون الاستغاثة بعدة أحاديث وحجج وآيات وإليك أدلتهم :

1- استدل من يمنع الاستغاثة( بالحديث الذي يرويه الطبراني عن عبادة بن الصامت أنه كان في زمن النبي منافق يؤذى المؤمنين فقال أبو بكر الصديق قوموا بنا لنستغيث برسول الله من هذا المنافق فقال النبي إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله) لقد فهم من أنكر الاستغاثة من هذا الحديث حرمة الاستغاثة

هذا الحديث أظهر بوضوح أن الاستغاثة ليست كفراً وليست شركاً بالله فلو أنها كذلك لبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ذكرها ولكن اكتفى بمنعها وإسنادها إلى الله وتركها من باب الأدب وليس لأنها كفر وشرك فإن أبا بكر كان من أعلم الناس بالكفر والشرك فكيف به يطلب من رسول الله أمرا يكون كفراً أو شركاً

لن نرد عليهم ولكن سنترك الرد عليهم لإمامهم وشيخهم ابن تيمية ونذكر له فهمه لهذا الحديث فقد جاء في الجزء الأول من الفتاوى ص110وإليك قوله(وقد يكون في كلا م الله ورسوله عبارة لها معنى صحيح لكن بعض الناس يفهم من تلك غير مراد الله ورسوله فهذا يرد عليه فهمه كما روى الطبراني في معجمه الكبير أنه كان في زمن النبي منافق يؤذى المؤمنين فقال أبو بكر الصديق قوموا بنا لنستغيث برسول الله من هذا المنافق فقال النبي إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله فهذا إنما أراد به النبي المعنى الثاني وهو أن يطلب منه مالا يقدر عليه إلا الله و إلا فالصحابة كانوا يطلبون منه الدعاء ويستسقون به كما في صحيح البخاري عن ابن عمر قال ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه سلم يستسقى فما ينزل حتى يجيش له ميزاب

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول عمه أبى طالب

لقد بين ابن تيمية بشكل واضح وجلي لا يخفى على احد أن النبي إنما أراد المعنى الثاني وهو الاستغاثة بما لا يقدر عليه إلا الله وهذا يتفق بما ذكرناه في تعريف الاستغاثة وضوابطها الشرعية، فلو أجريناه على ظاهره كما يفهمه البعض فكيف يتفق مع استغاثات الصحابة به كما سيمر معنا فقد كانوا يستسقونه ويطلبون منه الدعاء ، إنما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الاستغاثة المطلقة الكاملة التي لا تكون إلا لله

هذا الحديث ليس فيه أي دلالة على التفريق بين الحياة والموت في الاستغاثة ولو افترضنا جدلا أن الحديث مراده منع الاستغاثة أبداً بما سوى الله وليس فيه دلالة على التفريق بين الحياة والموت فإنها لا تجوز بحال من الأحوال وعلى هذا فإن فعل الصحابة باطل (حاشاهم ) في التجاءهم إلى رسول الله في من أجل المطر والغيث وسؤاله أموراً لا يقدر عليها إلا الله كما سيمر بعد قليل

2- استدل من يمنع الاستغاثة بالحديث الذي يرويه الترمذي وأحمد عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ثم يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) حديث حسن صحيح

ذهب من أنكر الاستغاثة إلى أن هذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن الاستغاثة لا تجوز ومحرمة ومن فعلها فقد أشرك بالله والحقيقة التي بينها كل العلماء أن ليس في هذا الحديث أي دليل أو إشارة إلى قولهم وهو أنه لا يجوز أن يسأل غير الله ولا يستعان إلا بالله مطلقاً ومن سأل غير الله فقد كفر وهذا خطأ كبير ، فالمقصود بالحديث والمراد منه هو الاستغناء عما في أيدي الناس والتعفف والزهد فيما عندهم والقناعة بما يسر الله واللجوء إلى الله بدل اللجوء إلى العباد ، وأليك الأمثلة الكثيرة من حياة الصحابة كيف سألوا رسول الله أموراً كثيرة منها من لا يقدر عليها إلا الله وإليك هذه الأدلة والشواهد :

* سؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أمورا لا يقدر عليها إلا الله تعالى

1- أبو هريرة يشكو النسيان،روى البخاري ومسلم وغيرهما (عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديث كثيرا أنساه؟ قال: (أبسط رداءك). فبسطته، قال: فغرف بيديه ، ثم قال: (ضمه) فضممته ، فما نسيت شيئا بعده).

والشاهد من هذا الحديث هو طلب أبو هريرة عدم النسيان وهذا أمر بيد الله ليس بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم ينكر عليه رسول الله بل أجابه لما يريد ولم يقل له إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن باللهولم يدعو له من اجل هذا وإنما غرف له من الهواء وألقاه في الرداء ونال أبو هريرة المطلوب

2- قتادة يطلب من رسول الله رد عينه

(عن جابر بن عبد الله أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد حتى سالت على خده فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانها فكانت أحسن عينيه وأحدهما وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى) رواه البغوي أبو يعلى وأخرجه الدارقطني وابن شاهين والحافظ بن حجر في الإصابة والهيثمي في الزوائد والسيوطي في الخصائص الكبرى والشاهد هو أن قتادة طلب من رسول صلى الله عليه وسلم أمراً لا يقدر عليه إلا الله ومع هذا أجاب طلبه ورد العين بعدما قلعت ولم يق له إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله أو ادع الله أن يجيب طلبك

3- صحابي يطلب من رسول الله زوال سلعته (دملة)

عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد الرحمن عن أبيه قال: أتيت رسول صلى الله عليه وسلم وبكفي سلعة فقلت: يا نبي الله هذه السلعة قد أورمتني تحول بيني وبين قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادن مني". فدنوت منه ثم قال: "افتح يدك". ففتحتها ثم

قال: "اقبضها". فقبضتها قال : "ادن مني". فدنوت ، فنفث في كفي ثم وضع يده على

السلعة فما زال يطحنها حتى رفع عنها وما أرى أثرها)رواه الطبراني والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد والحافظ بن حجر في الإصابة

4- ربيعة بن كعب الأسلمي يسأل الرسول مرافقته في الجنة

عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ومن أهل الصفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال: كنت أبيت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فآتيه بوضوئه وحاجته. فقال: (سلني) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: <أو غير ذلك؟> قلت: هو ذاك. قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) رَوَاهُ مُسْلِمٌ والترمذي وأبو داوود شاهدنا من هذا الحديث هو أن ربيع بن كعب

يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم مرافقته في الجنة وهذا لا يملكه إلا الله فأجابه رسول الله ولم يقله اسأل الله واستعن بالله بل قال له(سلني)

5- سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة في بدء الحساب

والشاهد في هذا هو أن كربة يوم القيامة لا يملك تفريجيها إلا الله وحده وهو الذي يقول في ذلك اليوم(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) فلماذا لا يلجأ الناس في ذلك اليوم إلى الله بل إنهم يلجئون إلى الأنبياء والرسل لتفريج ذلك الكرب



أخي المسلم :

بعد كل هذا ألا يتبين لنا أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) لا يدل على ما فهمه من أنكر الاستغاثة وليس المقصود به النهي عن السؤال والاستعانة بما سوى الله كما يفيد ظاهر الحديث وإنما المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله

3- استدل من أنكر الاستغاثة بقول الله تعالى(( وإذا سألك عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ))

يستدلون من هذه الآية على أن الله قريب وليس بينك وبينه حجاب فلماذا لا تسأله بدل أن تسأل غيره فهم يحصرون السؤال لله فقط

والرد عليهم هو أن الكثير من الصحابة الذين نزلت عليهم هذه الآية لم يفهموها كما فهمها هؤلاء فلا أدري هل الصحابة لم يفهموها على حقيقتها أم أن هؤلاء يجوز لهم أن يستدركوا على رسول الله والصحابة . فلقد ذكرنا كيف أن الصحابة سألوا رسول الله أموراً لا يقدر عليها إلا الله وأكثرهم كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الدعاء ويلجئون إليه في كل الأمور ولم يرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد أحد منهم وقال له اسأل الله فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه والسبب في ذلك هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن أصحابه إنما يتقربون به إلى الله ولو علم أن أحد منهم يعتقد فيه الضر والنفع من دون الله لنهاهم عن ذلك ولقد جاءت الكثيرمن النصوص والقصص والوقائع التي صرحت بالتجاء الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليك هذه الأمثلة:

1- روى البخاري ومسلم وغيرهما عن سيدنا انس بن مالك رضي الله عنه :

أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغثنا. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا). قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت. قال: والله ما رأينا الشمس ستا. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة - يعني الثانية - ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا. قال: فرفع رسول الله يديه، ثم قال: (اللهم حولينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر). قال: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس.قال شريك: فسألت أنسا: أهو الرجل الأول؟ فقال: لا أدري.

2- روى البيهقي في دلائل النبوة والهندي في كنز العمال وابن كثير في البداية والنهاية عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فقال يا رسول الله والله لقد أتيناك وما لنا بعير يبسط ولا صبي يصطبح وأنشد:

أتيناك والعذراء يدمي لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

وألقى بكفيه الفتى لاستكانة من الجوع ضعفا قائما وهو لا يخلي

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم رفع يديه نحو السماء وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحيي به الأرض بعد موتها

وكذلك تخرجون قال فوالله ما رد يده إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطانة يصيحون يا رسول الله الغرق الغرق فرفع يديه الى السماء وقال اللهم حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه من ينشد قوله فقال علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله كأنك أردت قوله


وأبيض يستقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

كذبتم وبيت الله يبري محمد ولما نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل

قال وقام رجل من بني كنانة فقال :

لك الحمد والحمد ممن شكر سقينا بوجه النبي المطر

دعــا الله خالق دعـوة إليه وأشخص منه البصر

فلم يك إلا كــلف الرداء وأسرع حتى رأينا الدرر

رقــاق العوالي عم البقاع أغاث به الله عينا مضر

وكــان كما قاله عمه أبو طالب أبيض ذو غرر

به الله يسقي بصوب الغمام وهذا العيان كذاك الخبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد ومن يكفر الله يلقى الغير

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت

أخي المسلم إن في هذين الخبرين دلالة واضحة على أن فهمهم لقول تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) هو فهم خاطىء ولو كان معناها كما فهمه من أنكر الاستغاثة لكان الأولى برسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهم وأن يصرفهم إلى سؤال الله تبارك وتعالى لكنه أقرهم في قولهم ولو تتبعت الحديث الأول لوجدت كيف أن العرابي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مايجب أن يشكيه إلى الله فهو المغيث

أما الحديث الثاني بين أن الفرار إلى الرسل والله يقول (ففروا إلى الله) ومع ذلك لم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الحقيقة فهي واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار

_________________
صورة

إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط