اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am مشاركات: 8042
|
4 ـ أقوال العلماء في النور المحمدي وأنه أول خلق الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ( وقال ابن المِبْرَد الحنبلي (المتوفى: 909 هـ): "قيل: إن الله خلق نورَ محمدٍ قبل العرشِ والكرسيِّ والسماوات والأرضِ، فقام شخص من نور محمد، فجعل يقول: سبحانَ العليِّ، سبحانه وتعالَى، ثُمَّ أَذِنَ الله تعالَى لذاك الشخص أن يغتسل في بحر النور، فاغتسل، فقطر منه مئة ألف قطرة، وأربع وعشرون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة نبياً من الأنبياء، وطاف بهم حول العرش، وهو يقول، وهم يقولون معه: سبحان مَنْ هو حليمٌ لا يعجَل، سبحان مَنْ هو كريمٌ لا يبخل، سبحان مَنْ هو ملكُه لا يزول، سبحان من له الحمد، سبحان ذي العرش المجيد، سبحان الفعَّال لما يريد ". وقال الإمام العلامة القسطلاني (923 هـ): "الفصل الثانى فيما خصه الله تعالى به من المعجزات وشرفه به على سائر الأنبياء من الكرامات والآيات البينات اعلم نور الله قلبى وقلبك، وقدس سرى وسرك، أن الله تعالى قد خص نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم بأشياء لم يعطها لنبى قبله، وما خص نبى بشئ إلا وكان لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم مثله، فإنه أوتى جوامع الكلم، وكان نبياً وآدم بين الروح والجسد، وغيره من الأنبياء لم يكن نبياً إلا فى حال نبوته وزمان رسالته. ولما أعطى هذه المنزلة علمنا أنه صلى الله عليه وآله وسلّم الممد لكل إنسان كامل مبعوث ويرحم الله الأديب شرف الدين الأبوصيرى فلقد أحسن حيث قال: وكل آى أتى الرسل الكرام بها ... فإنما اتصلت من نوره بهم فإنه شمس فضل هم كواكبها… يظهر أنوارها للناس فى الظلم
قال العلامة ابن مرزوق: يعنى أن كل معجزة أتى بها كل واحد من الرسل فإنما اتصلت بكل واحد منهم من نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وما أحسن قوله:فإنما اتصلت من نوره بهم فإنه يعطى أن نوره صلى الله عليه وآله وسلّم لم يزل قائماً به ولم ينقص منه شئ، ولو قال: فإنما هى من نوره لتوهم أنه وزع عليهم وقد لا يبقى له منه شئ. وإنما كانت آيات كل واحد من نوره صلى الله عليه وآله وسلّم لأنه شمس فضل هم كواكب تلك الشمس يظهرن أى تلك الكواكب أنوار تلك الشمس للناس فى الظلم. فالكواكب ليست مضيئة بالذات وإنما هى مستمدة من الشمس فهى عند غيبة الشمس تظهر نور الشمس. فكذلك الأنبياء قبل وجوده صلى الله عليه وآله وسلّم كانوا يظهرون فضله، فجميع ما ظهر على أيدى الرسل عليهم الصلاة والسلام سواه من الأنوار فإنما هو من نوره الفائض ومدده الواسع من غير أن ينقص منه شئ. وأول ما ظهر ذلك فى آدم عليه السلام، حيث جعله الله خليفة وأمده بالأسماء كلها من مقام جوامع الكلم التى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم فظهر بعلم الأسماء كلها على الملائكة القائلين: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) (البقرة 30)، ثم توالت الخلائف فى الأرض إلى أن وصل زمان وجود صورة جسم نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم الشريف لإظهار حكم منزلته، فلما برز كان كالشمس اندرج فى نوره كل نور، وانطوى تحت منشور آياته كل آية لغيره من الأنبياء، ودخلت الرسالات كلها فى صلب نبوته، والنبوات كلها تحت لواء رسالته، فلم يعط أحد منهم كرامة أو فضيلة إلا وقد أعطى صلى الله عليه وآله وسلّم مثلها". وقال العلامة محمد بن عمر الحضرمي الشافعي، الشهير بـ «بَحْرَق» (المتوفى: 930 هـ) في كتابه حدائق الأنوار (ص:231): "قلت: ومعلوم أنّ الجبل وجميع المخلوقات جزء من نور محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم، فلا عجب أن يطيق من التّجلّي ما لا يطيقه الجبل". وقال العلامة الديار بكري (966 هـ) بعدما تكلم عن كلام العلماء في أول المخلوقات: "وجه الجمع بين الأحاديث المختلفة المذكورة على تقدير صحة الكل أن يقال الأوّل الحقيقى نور نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم وأوّلية العقل والقلم إضافية يعنى أوّل مخلوق من المجرّدات العقل ومن الأجسام القلم، أو يقال أوّل العقول العقل الذى لما خلقه الله تعالى أمره بالإقبال والإدبار فأطاع ففاز من رب العزة بأنواع الإعزاز والإكرام وأوّل الأقلام القلم الذى أثبت بأمر الله تعالى تقديرات الأشياء فى اللوح المحفوظ وأوّل الأنوار نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، وأهل التحقيق على أن المراد من هذه الأحاديث شئ واحد لكن باعتبار نسبه وحيثياته تعدّدت العبارات كما أن الأسود والمائع والبرّاق عبارة عن الحبر لكن باعتبار النسب، وفى شرح المواقف قال بعضهم: إن المعلول الأوّل من حيث إنه مجرّد تعقل ذاته ومبدئه يسمى عقلاً، ومن حيث إنه واسطة فى صدور سائر الموجودات ونقوش العلوم يسمى قلماً، ومن حيث توسطه فى إفاضة أنوار النبوّة ومن حيث إن الكمالات المحمدية من أثر نور سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلّم من حيث إنه سبب لحياته يسمى روحه وسيجئ لهذا زيادة بيان". وبعد ذكر حديث جابر: «إن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» قال العلامة ابن حجر الهيتمي (974 هـ): "واختلفوا فى أول المخلوقات بعد النور المحمدى، فقيل: العرش لما صحّ من قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء»، وصح: «أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شئ»، لكن صحّ فى حديث مرفوع: «أن الماء خلق قبل العرش» فعلم أن أول الأشياء على الإطلاق النور المحمدى، ثم الماء، ثم العرش، ثم القلم لما علمت من حديث «أول ما خلق الله القلم».وتعليقاً على تحديد أول المخلوقات قال العلامة ملا على القاري (1014 هـ): "فالأولية إضافية، والأول الحقيقي هو النور المحمدي على ما بينته في المورد للمولد". وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: "أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة" قال القاري: «لأنه أول ما خلق الله روحه أو نوره» وقال العلامة إسماعيل حقي (1127 هـ): "وسمى الرسول نوراً لأن أول شئ أظهره الحق بنور قدرته من ظلمة العدم كان نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم كما قال: «أول ما خلق الله نورى» ثم خلق العالم بما فيه من نوره بعضه من بعض فلما ظهرت الموجودات من وجود نوره سماه نوراً ... ". وقال العلامة ميارة (1072 هـ): "فقد ورد أن الله تعالى قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ونزل القرآن وأخبرت السنة أن يقدر مقامهم بعد إخراجهم من قبورهم إلى أن يصير كل واحد منهم إلى دائرة بقائه من الجنة أو النار ذلك المقدار خمسون ألف سنة، وكان أول ابتداء دائرة خلقهم النور المحمدي فدار بهم شكله الكريم المقدس في دوائر التكليف دهوراً وقروناً متنقلين أحوالاً فأحوالاً فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه إلى أن كان آخر منزلة انتقالاتهم من حكم إلى حكم ومن مستقر إلى آخر (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (مريم 39) .. حين ينادون ليلزم كل واحد مكانه لا انتقال ولا حالة تنبيك أيها العلوي ولا نفحة تسر بها أيها السفلي لمثل هذا فليعمل العاملون. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً " انتهى.العلامة الأمير ففي فتاوى الشيخ عليش (1217 - 1299 هـ): "وسئل رضي الله عنه عن النور المحمدي (أي أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَمِيرُ) هل هو جسم أم لا؟ فقال: النُّورُ الْمُحَمَّدِيُّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ السَّابِقُ فِي الْإِيجَادِ قَبْلَ جَمِيعِ الْمُمْكِنَاتِ لَا تُطْلَقُ عَلَيْهِ الْجِسْمِيَّةُ ... إلى آخر ما قال". وقال العلامة السفاريني الحنبلي (1188 هـ): "وقد قال وهب بن منبه: أول ما خلق الله العرش ثم خلق الكرسي من نور يتلألأ, وقيل أول ما خلق الماء، ولعل المراد بعد نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم "وقال العلامة البجيرمي (المتوفى: 1221 هـ): " .... وإلا فهو أول جميع المخلوقات، فإن النور المحمدي أول ما خُلِقَ ... " وقال العلامة ابن عجيبة (1224 هـ): "والتحقيق في المسألة: أنَّ أول ما خلق اللهُ العرش من القبضة النورانية المحمدية".
وقال محمد عبد الحي اللكنوي (1304 هـ): "ومنها: ما يذكرونه في ذكر المولد النبوي أن نور محمد خلق من نور الله بمعنى أن ذاته المقدسة صارت مادة لذاته المنورة وأنه تعالى أخذ قبضة من نوره فخلق منها نُورَهُ، وهذا سفسطة من القول، فإن ذات ربنا تبارك وتعالى من أن تكون مادة لغيره، وأخذ قبضة من نوره ليس معناه أنه قطع منه جزءاً فجعله نور نبيه فإنه مستلزم للتجزيء وغير ذلك مما يتبعه في ذاته تعالى الله عنه. والذي أوقعهم في هذه الورطة الظلماء هو ظاهر رواية عبد الرزاق في مصنفة عن جابر قال: «قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء، فقال: يا جابر! إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنس». الحديث المذكور بتمامه في المواهب اللدنية وغيره. وقد أخطأوا في فهم المراد النبوي ولم يعلموا أن الإضافة في قوله من نوره كالإضافة في قوله تعالى في قصة خلق آدم: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (الحجر 29)، وكقوله تعالى من قصة سيدنا عيسى: (وَرُوحٌ مِنْهُ) (النساء 171)، وكقولهم بيت الله الكعبة والمساجد وقولهم روح الله لعيسى وغير ذلك. قال الزرقاني في شرح المواهب عند شرح قوله من نوره: إضافة تشريف وإشعار بأنه خلق عجيب، وأن له شأناً له مناسبة ما إلى الحضرة الربوبية على حد قوله تعالى: (وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ) (السجدة 9)، وهي بيانية أي من نور هو ذاته لا بمعنى إنها مادة خلق نوره بل بمعنى تعلق الإرادة به بلا واسطة شيء في وجوده. انتهى". ثم قال بعدها بصفحة "قد ثَبت من رِوَايَة عبد الرَّزَّاق أولية النُّور المحمدي خلفاً وسبقته على الْمَخْلُوقَات سبقاً".
وقال الكتاني (1345 هـ): "ورد في بعض الأحاديث أن أول ما خلق الله النور المحمدي وفي بعضها العرش في بعضها اليراع أي القصب ... وأجيب عن التعارض الواقع فيها بأن أولية النور المحمدي حقيقية وغيره إضافية نسبية وأن كل واحد خلق قبل ما هو من جنسه". اهـ مختصراً. ومن القائلين بالنور المحمدي غير من تقدم ذكرهم ممن يثبتون رواية جابر بن عبد الله: شهاب الدين الخفاجي (1069 هـ) في حاشيته على تفسير البيضاوي (4/ 143) الصاوي (1241 هـ) في بلغة السالك لأقرب المسالك (4/ 778) محمد بن يوسف الحيدري التونسي في الأجوبة الكافية (ص:7) أحمد بن يوسف القرماني (1019 هـ) في أخبار الدول (1/ 42) الصالحي الشامي (942 هـ) في سبل الهدى والرشاد (1/ 81 ـ 83) نور الدين الحلبي (1044 هـ) في السيرة الحلبية (1/ 240) الزرقاني (1122 هـ) في شرحه على المواهب (1/ 54) يحيى بن أبى بكر العامري الحرضي (893 هـ) في بهجة المحافل (ص:15) العجلوني (1162 هـ) في كشف الخفاء (1/ص 311 ـ 312) محمد معظم شاه الكشميري (1353 هـ) في العرف الشذي (3/ 394) محمَّد الخَضِر الشنقيطي (1354 هـ) في كوثر المعاني (1/ 57) نور الدين الشبراملسي (1087 هـ) كما في كشف الخفا العَيْدَرُوس (المتوفى: 1038 هـ) في النور السافر (ص:  والخادمى الحنفي (1156 هـ) في بريقة محمودية (1/ 21) الألوسي (1270 هـ) في تفسيره روح المعاني (1/ 54) قبل أن أفرغ من جزئية النور المحمدي, والحقيقة المحمدية والإنتقال إلى جزئية القسمة من النور أحب لفت نظر الأحباب إلى نقطتين هامتين: ) يتبع ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|
|