4 ـ الدخول من باب السور هو أول الأعتاب : ـــــــــــــــــــــــــــ ( كل من دخل من باب السور وقف في الفناء المحيط بالسور. الدخول من باب السور هو أول الأعتاب. النطق والإقرار باللسان صعب عند بعض الخلق, النطق بحد ذاته يزيل حجاب العناد. الدخول من الفناء إلى الدور الأول من البيت يقيك الحر والبرد وحرارة الشمس والمطر والرياح والغبار, ويكون لك سكناً تأوي إليه. نودي كل الحاضرين: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» كما سبق فإن الطابق الأرضي (الدور الأول) يسمى: الإسلام. فالإسلام: أ ـ أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. ب ـ أن يكون عندك أصل الإيمان وهو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر حلوه ومره. ج ـ وأن تقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً المناداة خاطبت اللسان, ثم القلب, ثم الجوارح أي ثلاثة أقسام: القسم الأول: قول باللسان: وهما الشهادتان القسم الثاني: اعتقاد بالقلب ولا يطلع عليه إلا الله، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ويسمى هذا الاعتقاد بـ: عمل القلب وعمل الباطن. فكل ما ورد من آيات فيها مناداة بـ " يا أيها الذين آمنوا " إلا قليلاً من هذه الآيات فالمقصود منه: من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. والإيمان هنا مترامي المعاني والدرجات, فإيمان الإنسان العادي ليس كإيمان سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. القسم الثالث: عمل الجوارح وهو من السهل أن يراه الناس أو بعضهم، كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت؛ وهذه الأفعال تسمى أفعال الجوارح. فالمسلم هو من أقر بلسانه وتعبد الله بباطنه (عمل القلب) , وتعبد بظاهره (عمل الجوارح) , وينطبق عليه ما جاء في قوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذاريات 35 - 36)، وقوله تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ) (الحجرات 17)، وكما جاء في الأحاديث التى عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فيها الإسلام بما عرف به الإيمان. الشريعة هنا سمت الإسلام بمسمى الإيمان وسمت الإيمان بمسمى الإسلام, إلا أنه يجب معرفة شيئين: الأول: أن هذا الإسلام هو مرحلة من مراحل الترقي في الدرجة والرتبة (دور من الأدوار ـ طابق من الطوابق)، وهو أول المراحل, وليس الإسلام الذي هو البناء الكامل العظيم بما فيه من طوابق. هذا النوع من الإسلام يجوز أن يقول صاحبه أنا مسلم، وليس في ذلك أي غضاضة. أما الإسلام الذي هو عدة طوابق (يشمل الإسلام والإيمان والإحسان) فصاحبه يقول داعياً راغباً: ((تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف 101)؛ وهو قول سيدنا يوسف, ودعاء الأنبياء. الثاني: أن الإيمان في مرحلة الإسلام هو مجرد التصديق, وليس المقصود به هنا الترقي لدرجة ورتبة ومرحلة أعلى من الإسلام (الدور / الطابق الثاني). لذلك يجوز لك أن تقول "أنا مسلم"، لكن لا تقول "أنا مؤمن" ثم تقف عند هذه الجملة ... لأن " أنا مؤمن" تزكية للنفس وتزكية للقلب، أما من قال " أنا مؤمن وأكمل كلامه فقال: " أنا مؤمن بالإسلام أو مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر" وما شابه فكلامه صحيح منضبط جائز؛ ومصداق ذلك ما ورد عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ عِندَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَا مُؤْمِنٌ "، قَالَ: " قُلْ إِنِّي فِي الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّا نَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ» وكلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود معناه: إن قلت أنا مؤمن فكأنك تقول أنا في الجنة ... ولكن قل آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله, ولا تقف عند أنا مؤمن وتسكت. وعلقمة الراوي قال له رجل: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: " أَرْجُو إِنْ شَاءَ اللهُ " والمقصود بذلك الإيمان الذي هو أعلى من الإسلام كمرحلة ودرجة ورتبة, وليس الإيمان المعبر به بمسمى الإسلام، لذا قالوا إن الإيمان إيمانان؛ فقال الحسن البصري لمن سأله عن الإيمان: "الْإِيمَانُ إِيمَانَانِ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ، فَأَنَا مُؤْمِنٌ، وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنفال 2) الْآيَة قَرَأَ إِلَى قوله (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) (الأنفال 4) فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَا مِنْهُمْ أَوْ لَا ". ما سبق عرضه هو الإسلام في الشريعة ويتضح من خلال .... : 1 ـ الإسلام إسلامان: أ ـ إسلام بمعنى الدين, والدين يشمل كل ما ورد في حديث جبريل أي: الإسلام والإيمان والإحسان والحق به علم علامات الساعة. ب ـ وإسلام كدرجة وهو بداية الدخول في الدين, ويكفي النطق بالشهادتين للدخول في الإسلام كدين وكدرجة. 2 ـ من نطق بالشهادتين فهو معصوم الدم له ما لنا وعليه ما علينا أي له ما للمسلمين من حقوق وعليه ما على المسلمين من واجبات, وما أمرنا الله بشق الصدور حتى نعلم الصادق من غير الصادق, ولا يخرج من الإسلام إلا إذا خرج من الباب نفسه الذي دخل منه ألا وهو الشهادتان. 3 ـ الإسلام هنا مقصود به درجة أو مقام 4 ـ الإسلام يتطلب التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وهذا التصديق يسمى:" إيمان" وفي هذه الحالة يطلق الشرع على الإسلام: إيمان وعلى الإيمان: إسلام 5 ـ هذا الإيمان (إيمان بمعنى الإسلام) غير الإيمان كرتبة (أو درجة أو مقام). من كَفّر صاحب الكبيرة لم يشهد رحمة الله العامة والخاصة ولا شهد "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " , وما تعلم من الشهادتين حكم الخِلْقة من ماء وتراب وهواء ونار ثم حظ الخِلْقة من النور, سلطان الهوى على نفسه قد تحكم. بدرجة أقل منه في الخلل حال مَن قال أن صاحب الكبيرة إن لم يتب فهو مؤمن ولكن لن يدخل الجنة. وبدرجة أقل في الخلل مِن صاحب الحال السابق مَن قال أن صاحب الكبيرة إن لم يَتُب فهو مؤمن ولكن لن يدخل الجنة, إلا بعد أن يأخذ نصيبه من العذاب, هذا لم يشهد في الشهادتين اسم الله (الرحمن) , ولم يشهد من شهادته (محمد رسول الله): اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: (الشفيع) , أسقط هذا الاسم فأسقط الله منه فَهْم الشهادتين. سلطان العقل القاصر وهوى النفس مع نفخ الشيطان في الجزء الناري بنفخة هواء في الصدر أعمتهم عن مشاهدة لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولو رأيت كيف كانت الرؤية المنقوصة للشهادتين وتأثير ذلك على أفكار ومعتقدات كل صاحب بدعة أو مذهب هَدَّام لرأيت من ذلك العجب العجاب.ولرأيت من أين جاء الخلل في: رؤية الشهادتين , ثم رؤية الحضرات: رؤية أفعال الله وما يصدر من أفعال سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ثم رؤية صفات الله وأسمائه وما حباه من أسماء وصفات لأحب خلقه صلى الله عليه وآله وسلّم , ثم ذات الله عزّ وجلّ, وذات النّبي الكريم عبد الله المحض, محل نظر الله.) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|