والذي غاب عن نظر الناس, لكن لم يغب عن أهل الله : ــــــــــــــــــــــــــــ (وراثة الأمانات : الأمانات قدرات وأسرار لا يعلمها إلا الله, ورثها الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وورثها النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لأهل بيته, ولأصحابه, ولأمته حتى من لم يكن في زمن الصحابة, توريث الأمانات ذكرناه في كتابنا خصوصية وبشرية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في كلامنا عن نقل الأحوال, وفي أدلة الصوفية في المسائل الخلافية, الجزء الخاص بالخليفة والقطب الغوث والوارث المحمدى وصاحب الوقت والأفراد والأوتاد والأبدال وغيرهم من أهل الله. تبحث الأمم والحضارات وأصحاب الديانات ومراكز الاستخبارات في شعوبهم عن أصحاب الأسرار والقدرات, لاستغلال ذلك في حشد كل القوى المادية والغيبية التى لا تسمح لأحد بأن يقهرها, كما تبحث عن أصحاب الأسرار والقوى في غيرهم, إما للاستفادة منهم أو التخلص منهم, وفي المنتدى الخاص بي وصفحتي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على شبكة الإنترنت مواضيع هامة جداً في هذا الشأن. وأنت عليم ببحثهم المكثف عن رجل يخرج من العرب على يديه رجوع عز العرب والمسلمين مرة أخرى, وهو من نسميه الإمام المهدي. هذا الباب غير مخصص بآليات نقل الأمانات والأسرار والقدرات, ولا كيف تنزع, ولا معنى السلب والعياذ بالله, ونعوذ بالله من السلب بعد العطاء, لكن نلقي بصيصاً من الضوء, فنقول: الأمانات منها ما هو مستقر, ومنها ما هو مستودع, فالمستقر هو حظك أنت ورزقك وتنزل به قبرك, وأما المستودع فما وضع فيك مؤقتاً وأنت مؤتمن عليه لتسليمه لغيرك أو سينتقل منك إلى أحد من ذريتك ومن كان على درجة من الدرجات كالأبدال مثلاً فعنده جزء مستقر وجزء مستودع, فأما المستقر فتجلٍ خاص به في البدلية يكون رزقه وحده, وأما المستودع فعند تأديته لواجبه فإنه يسلم الدرجة لأحد من بعده, كما استلمها. الانتقال من درجة لدرجة يحتاج وراثة, فالنظام أشد من الكواكب السيارة حول شموسها, فعدد الأوتاد ثابت, ومراكز الأبدال لا تكون إلا بعد أن يموت أحدهم, فيصعد آخر إلى مركزه. كلما مات أحد منهم أبدل الله مكانه ... (راجع كتاب أدلة الصوفية) الانتقال من مرحلة إلى مرحلة يقتضي أمانة ووراثة ... كما يقال في الأعمال الدنيوية: درجة شاغرة, أي خلت من صاحبها بموت أو سلب والعياذ بالله (عقوبة أو حكم) , فليس هناك فوضى ولا عبث, ولا شيء على غير مراد الله, فإن فهمت ما جاء عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ». أن معنى ذلك لا إيمان كامل لمن لا يؤدي الأمانات إلى أهلها, وليس نفي أصل الإيمان, قلنا لك: قولك حق وصدق وصحيح مائة في المائة, وإن فهمت أن الإنسان لا يرتقي من الإسلام إلى الإيمان, ومن الإيمان إلى الإحسان, ومن الإحسان إلى ما هو فوقه إلا بشرط. والشرط هو أن تكون له أمانة لا بد أن يستلمها (يرثها) حتى يصل إلى هذه الدرجة, قلنا: الحمد لله, ابتدأت الفهم الذي لا يتوفر لمن كان في مراحل الإسلام ولم يتعدها, وهو ما عبرنا عنه في جزئية الإحسان بالعقل, أي تعقل عن الله. هذا الكلام لا يتفهمه أي أحد, أو قد يكون جديداً على أكثر الناس, لكنه حقيقة معروفة عند العلماء بالله والعارفين, المأذون لهم بالتسليك والتربية وما فوق ذلك, وكذلك من عندهم قدرات على التوريث وأهل العطاء من أصحاب المقامات العلا, وكان أهل الله القدامى يديمون النظر في المريد, لا لشيء غير أنه ينظر إلى النور المحمدي في المريد, فيظهرهذا النور بعد ما كان خافياً مستتراً, لا يدري به صاحبه, فيخرجه من باطن إلى ظاهر, ومن غيب إلى شهادة, فيتغذى المريد من نورانية شيخه, ومن نورانية ذاته التي كانت بمثابة الذهب تحت طبقات الأرض, الذهب تحت التراب, وكان المشايخ يقولون: نحن كالحيات, نربي أولادنا بالنظر. ومقصودهم الحية فيها السم والترياق, فيتعلم من له نصيب العِلمين, وكانوا يعلمون الناس الفناء في المؤتمنين من أهل الله, فمن فنى فيهم فنى في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فانٍ في الله, باقٍ به, قالوا: ولا بد للسالك العابد من مصاحبة العارف الرباني حتى تتحد الذاتان في عين المعصوم صلى الله عليه وآله وسلّم
عند درجات الإسلام يتوقف دور فقهاء الظاهر, ويظهر دور فقهاء الباطن, وهم أشد تمسكاً بالشريعة والحقيقة على غير ما يروج له المحرومون وأصحاب الغيرة السيئة. فقيه الظاهر لا يستطيع السير والتسليك أكثر من أول درجات الإسلام, وحتى الإسلام نفسه فقد ضاع كثير من فقهاء الظاهر لما جهلوا حكم الوقت واتبعوا أصحاب الأفكار الهدامة والمذاهب غير السوية. الفكر الهدام - المشار إليه في كتابنا: حتى لا تضيع الهوية الصوفية بين الإخوان المسلمون والشيعة وبني أمية الجدد (المتمسلفة) - استطاع اختراق الكثير, سواء في الأزهر الشريف, أو الصوفية نفسها, بل وللأسف بعض المنسوبين لأهل البيت. الأمانة والوراثة أحد الأسرار العالية جداً, لا يعلمها المتشدقون بالكلام والمنادون بتنقية التصوف وهم مخترقون من أصحاب الأفكار الهدامة, متسترون بأنهم يريدون الدين الصافي, فهل سمعت عن أهل ديانة غير الإسلام يقولون تنقية الدين! ثم في الدين الإسلامي نفسه, هل سمعت عن متمسلفة يقولون تنقية التراث السلفي, أو الشيعة، أو الإخوان الذين يقولون اللهم أمتنا على الإخوان! لا أحد يتجرأ إلا على الصوفية, والكلام يطول, لكن قسماً بالله العلي العظيم لم أجد أحداً يقول بتنقية التصوف إلا وجدت أنه إما مخترق من التيارات المشار إليها سابقاً أو فرد مستتر من تيارات اخترقت الصوفية, وإن وصل إلى أعلى الدرجات في الأزهر أو غيره, والأيام بيننا, فبفضل الله العلي العظيم ما من شيء كتبناه في أي كتاب لنا منذ كتاب أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته وحتى الآن وما ذكرناه في منتدانا بعد أحداث صفر الموافق شهر يناير 2011 م, إلا وقد ظهر صدقه ومصداقه, حتى في الأمور الغيبية, والحمد لله صاحب الفضل والمنة, ونقول كما قال الشاعر: لا يكتم السر إلا كل ذي خطر ... والسر عند كرام الناس مكتوم والسر عندي في بيت له غلق ... قد ضاع مفتاحه والباب مختوم عوداً على بدء الأمانات شيء عظيم في يد النبي صلى الله عليه وآله يورثها بإذن الله من يشاء ألا ترى إلى ما جاء في آخر حديث الشفاعة والذي سبق أن قدمناه في باب الموازاة، وقول سيدنا إبراهيم: "إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ", قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: « ... فَيَقُولُ عِيسَى صلى الله عليه وآله وسلّم: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ (مَعَهُ) الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ" قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: "أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا"، قَالَ: «وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ» وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا». ركز في: «فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ (مَعَهُ) الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ» وَتُرْسَلُ (مَعَهُ) الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ وَتُرْسَلُ (مَعَهُ) الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ وَتُرْسَلُ (مَعَهُ) الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ. ترسل معه وحده صلى الله عليه وآله وسلّم: الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ وسنشرح المراد بالرحم إن شاء الله. وكذلك ما ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (وَالْفَجْرِ) (الفجر 1) قَالَ: "قَسَمُ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر 14) مُرُورُ الصِّرَاطِ ثَلَاثَةُ جُسُورٍ: جِسْرٌ عَلَيْهِ الْأَمَانَةُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِمُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ". إذا علمت ما شرحناه في حديث حذيفة وأبي هريرة علمت مغزى ما جاء عن أنس قال: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم: «أَوَّلُ مَا تَفقِدُونَ مِن دِينِكُمُ الأَمانَة» وفي رواية «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ، وَآخِرُهُ الصَّلَاةُ». وما جاء عن عبد الله بن مسعود, قال: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْهُ الصَّلاَةُ، وَسَيُصَلِّي قَوْمٌ وَلاَ دَيْنَ لَهُمْ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ كَأَنَّهُ قَدْ نُزِعَ مِنْكُمْ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يَا عَبْدَ اللهِ، وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا؟ قَالَ: يُسْرَى عَلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ فَتُرْفَعُ الْمَصَاحِفُ وَيُنْزَعُ مَا فِي الْقُلُوبِ، ثُمَّ تَلاَ: (وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) (الإسراء 86) إِلَى آخِرِ الآيَةِ». وقوله من قبيل المرفوع للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم؛ إذ لا يقال مثله من قبل الرأي. فكانت الأمانة هي عين وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , والذي غاب عن نظر الناس, لكن لم يغب عن أهل الله.) ـــــــــــــــــــــ من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|