لهِ كمْ من عِبرةٍ مُهَرَاقَةٍ ...وأخرَى على آثَارِهَا تَتقدَّمُ
وَقَدْ شَرِقَتْ عَينُ المُحِبِّ بِدَمْعِهَا.... فينظرُ من بَيْنِ الدُّمُوعِ، وَيُسْجِمُ
إذا عَايَنَتْهُ العَينُ زَالَ ظَلامُهَا.... وَزَالَ عن القَلبِ الكَئِيْبِ التَّألُّمُ
ولا يَعرِفُ الطَّرفُ المُعاينُ حُسنَهُ.... إلى أن يَعُودَ الطَّرفُ والشَّوقُ أعظَمُ
ولا عَجبٌ من ذَا فَحِيْنَ أَضَافَه.... إلى نفسهِ الرَّحمنُ، فهو المُعظَّمُ
كَساهُ من الإِجلالِ أعظمَ حُلَّةٍ.... عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مُعلَمُ
فَمِنْ أَجْلِ ذَا كلُّ القُلُوبِ تُحِبُّهُ.... وَتَخْضَعْ إِجْلالاً له وَتُعَظِّمُ
ورَاحُوا إلى التَّعريفِ يَرجُونَ رَحْمَةً... وَمَغفرةً ممنْ يَجُودُ ويُكْرِمُ
فَللهِ ذاكَ المَوقفُ الأعظمُ الذِي... كَموقِفِ يوم العَرضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ
وَيَدنُو بِهِ الجَبَّارُ جلَّ جَلالُهُ ....يُباهِي بهم أَمْلاكَهُ فهو أَكْرَمُ
يقولُ: عِبادِي قد أَتَونِي مَحَبَّةً.... وإنِّي بهم بَرٌّ أَجودُ، وَأَرحمُ
فَأُشهِدُكُم أنِّي غَفَرتُ ذُنُوبَهُم.... وَأَعْطَيْتُهُم مَا أَملُوهُ وأَنْعَمُ
فَبُشرَاكُم يا أَهلَ ذَا المَوقفِ الذي .... بهِ يَغفرُ اللهُ الذُّنُوبَ، وَيرحمُ
المصدر: https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7%D8%B0% ... 8%AD%D8%AC