قوله تعالى: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج " في الكلام حذف، أي حتى إذا فتح سد يأجوج ومأجوج، مثل " واسأل القرية " [يوسف: 82]. " وهم من كل حدب ينسلون " قال ابن عباس: من كل شرف يقبلون، أي لكثرتهم ينسلون من كل ناحية. والحدب ما ارتفع من الأرض، والجمع الحداب، مأخوذ من حدبة الظهر، قال عنترة:
فما رعشت يداي ولا ازدهاني تواترهم إلي من الحداب
وقيل: " ينسلون " يخرجون ، ومنه قول امرىء القيس:
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وقيل: يسرعون، ومنه قول النابغة:
عسلان الذئب أمسى قارباً برد الليل عليه فنسل
يقال: عسل الذئب يعسل عسلاً وعسلانا إذا أعنق وأسرع. وفي الحديث: " كذب عليك العسل " أي عليك بسرعة المشي. وقال الزجاج : والنسلان مشية الذئب إذا أسرع، يقال: نسل فلان في العدو ينسل بالكسر والضم نسلا ونسولاً ونسلانا، أي أسرع. ثم قيل في الذين ينسلون من كل حدب: إنهما يأجوج ومأجوج، وهو الأظهر، وهو قول ابن مسعود وابن عباس. وقيل: جميع الخلق، فإنهم يحشرون إلى أرض الموقف، وهم يسرعون من كل صوب. وقرىء في الشواذ وهم من كل جدث ينسلون أخذا من قوله: " فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون " [يس: 51]. وحكى هذه القراءة المهدوي عن ابن مسعود و الثعلبي عن مجاهد وأبي الصهباء.