الفاضل (المريد الصوفي) أكرمك الله وجعلك من سعداء الدارين.
اللهم آمين.
مسألة حذف وتدليس الوهابية في كتب التراث لهي مما ابتلي به أهل ذلك العصر الذي نعيش فيه.
ودونك ما على الرابطين التاليين :
حذف في حاشية الإمام الصاوي طبعة مصطفى البابي الحلبي.
viewtopic.php?f=8&t=4489&hilit=%D8%AD%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%88%D9%8A
تحريف وحذف فى كتب الوهابية.
viewtopic.php?f=2&t=313
ولكن لفت نظري في مشاركتك الأولى قوللك:
[فوجدت أحدهم ينقل من الكتاب فيما معناه ( ومما يؤكد وقيعة ابن تيمية في سيدنا علي وغيره من الصحابة, امير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة ج1/155 قال فيه :و منهم ( أي علماء عصره ) من ينسبه ( أي ابن تيمية ) الى النفاق لقوله في علي ما تقدم, ولقوله كان مخذولاً حيثما توجه. وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة.
وقد نص ابن تيمية على هذا الكلام في كتابه الذي سماه منهاج السنة النبوية ج2/203,2,214, ج3/156., ولقوله ان عليا كان يحب الرياسة, وقال عن سيدنا أبي بكر الصديق : أسلم شيخاً لا يدري ما يقول و قال عن عثمان كان يحب المال وقال عن علي أيضاً : أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول. انتهى )
بس يا أحباب . . و ما إن ذكرنا هذا الكلام حتى هاجوا و ماجوا . . و قعدوا بقى يقولوا لنا هاتو المصادر
قلتلهم من عينيا الأثنين . . هات منهاج السنة لإبن تيمية يا جدع . . و إذا بنا جمعياً لا نجد هذه النقول و قد أختفت جميعاً فى كل الطبعات الحديثة مع إختلاف دور النشر
حتى الدرر الكامنه لأبن حجر و كأن الكتاب أختفى.]اهـ
فأحببت أن أشير إليك أخي في الله إلى هذه النقاط :
- النقل بالمعنى له ضوابط وأصول – خاصة عند المحدثين – فيا حبذا لو تحريت الدقة عند نقلك لكلام السادة الأولياء أو العلماء بما لا يخل بمعنى أوبمبنى الكلام ، حتى لا ينسب إليهم ما لم يقولوه وذلك حفظاً لحرمتهم ولئلا يكون ذلك سبباً للبعض ممن استهوته الشياطين في الطعن في هؤلاء السادة.
- قول الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن تيمية في الدرر الكامنة – والذي سقته في كلامك – عندما رجعت إليه أنت والأحباب الذين كانوا معك ولم تجدوه إلى أي طبعة من طبعات الكتاب قد رجعتم ؟
فالمفترض أنك والأحباب كنتم تنقلون هذا الكلام كما تقول من كتاب الأخطاء لمولانا الشريف فضيلة الدكتور محمود أعزه الله .
وفضيلته أكرمه الله قد أورد في ثبت مراجع الكتاب (صـ 484 الطبعة الأولى 1423هـ 2003م – دار الركن والمقام – القاهرة – مصر) أن مصدر نقله من الدرر الكامنة هو طبعة : دار المعرفة – بيروت.
فهل رجعتم إلى تلك الطبعة حتى تقول أنك لم تجد هذا الكلام في الدرر الكامنة؟!!!
يا أخي يجب الالتزام بمصادر المؤلف – أي مؤلف - عند الكلام على توثيق مصادره مع أي شخص .
وبعدها يحق لك أو لغيرك عند الرجوع إلى ذلك المصدر ولم تجد فيه ما ادعاه المؤلف – أي مؤلف - في عزوه وتوثيقه لكلامه أن تقول أنك لم تجد هذا الكلام ، أما بغير ذلك فلا.
- قول الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن تيمية في الدرر الكامنة – والذي سقته في كلامك – ما يزال ولله الحمد محفوظاً وموجوداً في ذلك الكتاب ، بل وأنقله لك من الموسوعة الشاملة – وذلك لانتشارها وتوافرها عند الكثيرين –
وإليك بيانات الكتاب الموجود على الشاملة في الإصدار المتوفر لدى الفقير :
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني
سنة الولادة 12/شعبان/773هـ/ سنة الوفاة 852هـ/ 1449م
تحقيق مراقبة / محمد عبد المعيد ضان
الناشر مجلس دائرة المعارف العثمانية
سنة النشر 1392هـ/ 1972م
مكان النشر صيدر اباد/ الهند
عدد الأجزاء 6
وهذا هو النقل :
[منهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله إنه كان مخذولاً حيثما توجه وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول وعلي أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسبها.]اهـ
فالكلام والحمد لله ما زال موجوداً ولم يختفي من الطبعات الحديثة كما ظننت أنت والأحباب الذين كانوا معك.
فكان يتوجب عليك قصر الكلام على ما رجعت إليه من طبعات ولم تجد فيها نص الكلام مع ذكر تلك الطبعات بعينها ، وألا تعمم مع الجزم أن الكلام قد اختفى من كل الطبعات الحديثة.
- مولانا السيد الشريف حفظه الله ساق – في كتابه أخطاء ابن تيمية - كلام الحافظ ابن حجر في ابن تيمية ذكره في صـ 15 ، و16 من الكتاب المذكور تحت عنوان :
أقوال بعض من مدح ابن تيمية في مواضع وذمه في مواضع أخرى.
كما نقل أيضاً حفظه الله أسطراً من كلام الحافظ ابن حجر في المسألة رقم 23 من الكتاب صـ 103 وكانت تحت عنوان :
ذكر بعض أقوال ابن تيمية التي انتقص بها الإمام عليّ رضي الله عنه والتي حكم عليه علماء عصره بالنفاق بسببها.
وعند الرجوع إلى هذين الموضعين من الكتاب لم أجد فيهما قولك التالي :
[وقد نص ابن تيمية على هذا الكلام في كتابه الذي سماه منهاج السنة النبوية ج2/203,2,214, ج3/156., ]اهـ
فمن أين أتيت بهذا الكلام ونسبته إلى مولانا السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود حفظه الله؟!!!!
بل لم تكتفي بذلك وذكرت أنك عندما رجعت إلى ذلك المرجع لم تجد هذا الكلام!!!!!!!!
وها هو نقل فضيلته بتمامه كما ذكره حضرته في الموضعين السابق الإشارة إليهما :
1- صـ 15 ، 16:
- قال الحافظ في الدرر (1/ 179 : 182) : [قال الطوفي سمعته يقول من سألني مستفيدا حققت له ومن سألني متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته وذكر تصانيفه ... ومن ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قويهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شيء فبلغ الشيخ إبراهيم الرقي فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر وقال في حق علي أخطأ في سبعة عشر شيئا ثم خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى أنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه ....اهـ
" فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم ورده على من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو استغاث فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر..." " وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر فقال البكري لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ولقوله إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال ولقوله أبو بكر أسلم شيخا يدري ما يقول وعلي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسيها من الثناء على . . . وقصة أبي العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله ولا يبغضك إلا منافق ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه فكان ذلك مؤكدا لطول سجنه وله وقائع شهيرة وكان إذا حوقق وألزم يقول لم أرد هذا إنما أردت كذا فيذكر احتمالا بعيدا" اهـ كلام الحافظ بحروفه.
2- صـ 103 :
[وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في الدرر الكامنة (1/ 181 – 182) :
[ومنهم من ينسبه إلى النفاق – يعني ابن تيمية - لقوله في عليّ ما تقدم ،
ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة.
ولقوله:
إنه كان يحب الرئاسة وإن عثمان كان يحب المال.
ولقوله :
أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول وعلي أسلم صبياً والصبي لا يصح إسلامه على قول.
وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ومات ما نسيها.
وقصة أبي العاص ابن الربيع وما يؤخذ من مفهومها فإنه شنع في ذلك فألزموه بالنفاق لقوله "ولا يبغضك إلا منافق".]اهـ
قلت : سبحان الله !!!!
قيا أخي الفاضل أين هذا من كلامك؟!!!
وأين ذكر مولانا الشريف فضيلة اللدكتور محمود حفظه الله ذلك؟!!!
فبرجاء تحري الدقة في النقل والقول.
لأنك بقولك هذا قد نسبت لحضرته حفظه الله ما لم يقله أو تخطه يداه.
وفي ذلك ما فيه مما أنت به أعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً.