موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 38 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 12, 2005 7:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
و مرة أخرى مع السيرة العطرة
و ذكره فى الكتب السابقة

- ومن ذلك ما فى الفصل الثامن عشر من التوراة:

إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
"قل لبنى إسرائيل : إنى أقيم لهم آخر الزمان نبيا مثلك من بنى أخوتهم و من لم يسمع كلمتى التى يؤديها عنى أنتقم منه"

ورد هذا النص فى سفر التثنية [تثنية 18:18] كالتالى:

" أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك, و أجعل كلامى فى فمه, فيكلمهم بكل ما أوصيه به"

وهذا النص يدل على نبوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لأن فيه أن نبى أخر الزمان ليس من نسل بنى إسرائيل و لكنه من إخوتهم لأنه من ولد إسماعيل و ليس من ولد إسحاق جد بنى إسرائيل و كل نبى بعث من بعد موسى عليه السلام و حتى أخرهم عيسى عليه السلام كان من بنى إسرائيل

بالإضافة أن المثلية المذكورة هنا أنه يأتى بشرع خاص به و هى صفة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فى حين أن كل أنبياء بنى إسرائيل لم يأتوا بشرع خاص بهم فهم ليسوا مثل موسى عليه السلام

- ومن ذلك ما جاء فى التوراة : أن الرب تعالى جاء من طور سيناء و طلع علينا من ساعير, و ظهر من جبال فاران, و معه وعن يمينه رايات القديسين

ورد هذا النص فى سفر التثنية [تثنية 33 : 1-2] كالتالى:

" وهذه هى البركة التى بارك بها موسى – رجل الله – بنى إسرائيل قبل موته, فقال:
جاء الرب من سيناء, و أشرق لهم من سعير, و تلألأ من جبل فاران, و أتى من ربوات القدس, و عن يمينه نار شريعة لهم"

ويريد بمجئ الله من طور سيناء ظهور دينه بما أوحاه إلى موسى بطور سيناء

و طلع من ساعير يعنى جبالا بالشام به كان ظهور دين عيسى عليه السلام

و ظهر من جبال فاران يريد ما أظهره و أكمله من دين الإسلام بمكة و الحجاز على يد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

و معه وعن يمينه رايات القديسين هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
لأنهم هم الذين كانوا معه و لم يفارقوه

- ومن ذلك ما اتفق عليه الأناجيل :
أن عيسى عليه السلام قال للحواريين حين رفع إلى السماء: إنى أذهب إلى أبى و أبيكم وإلهى و إلهكم, وأبشركم بنبى يأتى من بعدى اسمه "بارقليط", وهذا الاسم هو اللسان اليونانى, وتفسيره بالعربية أحمد

وهو فى الإنجيل " باللطى براكلتس"

- ومن ذلك ما قال يوحنا فى الفصل الخامس عشر من إنجيله: أن عيسى قال: "البارقليط الذى يرسله أبى فى آخر الزمان هو يعلمكم كل شئ"

- ومن ذلك ما قال يوحنا فى الفصل الخامس عشر من إنجيله: أن عيسى قال: "البارقليط الذى يرسله أبى من بعدى لا يقول من تلقاء نفسه شيئا, ولكن يناجيكم بالحق كله, و يخبركم بالحوادث و الغيوب"

و هذا قليل من كثير فمن أراد الإستزادة حول موضوع البشارات فليرجع إلى الكتب فى هذا الموضوع وهى كتب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :

مناظرة بين الإسلام و النصرانية – أبو محمد الميورقى
الإسلام و الأديان الأخرى – لواء أحمد عبد الوهاب
النبوة و الأنبياء فى اليهودية و المسيحية و الإسلام-
البشارات – لواء أحمد عبد الوهاب
الإعلام بما فى دين النصارى من الفساد و الأوهام- الإمام القرطبى
عيسى رسول الإسلام- القس سليمان شاهد مفسر
مناظرة فى الرد على النصارى- فخر الدين الرازى

و إنما ذكرنا هذه الإشارات لتكون شاهد على ذكر الرسول فى الكتب السابقة فبرغم التحريف و المحو إلا أن صفته واسمه صلى الله عليه وآله وسلم مازالا موجودين لا ينكرها إلا جاحد.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 16, 2005 5:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام

قد تقدم أن عبد المطلب لما ذبح تلك الابل المائة عن ولده عبدالله حين كان نذر ذبحه فسلمه الله تعالى لما كان قدر في الازل من ظهور النبي الأمي صلى الله عليه و آله و سلم خاتم الرسل وسيد ولد آدم من صلبه فذهب كما تقدم فزوجه أشرف عقيلة في قريش آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهرية فحين دخل بها وأفضى إليها حملت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقد كانت أم قتال رقيقة بنت نوفل أخت ورقة بن نوفل توسمت ما كان بين عيني عبد الله قبل ان يجامع آمنة من النور فودت أن يكون ذلك متصلا بها لما كانت تسمع من اخيها من البشارات بوجود محمد صلى الله عليه و آله وسلم وأنه قد أزف زمانه فعرضت نفسها عليه قال بعضهم ليتزوجها وهو أظهر والله أعلم فامتنع عليها فلما انتقل ذلك النور الباهر إلى آمنة بمواقعته أياها كأنه تندم على ما كانت عرضت عليه فتعرض لها لتعاوده فقالت لا حاجة لي فيك وتأسفت على ما فاتها من ذلك وهذه الصيانة لعبدالله ليست له وإنما هي لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فإنه كما قال تعالى :
الله أعلم حيث يجعل رسالته

والمقصود أن أمه حين حملت به توفي أبوه عبدالله وهو حمل في بطن أمه على المشهور

توفي أبوه وهو جنين في بطن أمه وهذا أبلغ اليتم وأعلى مراتبه

وقوله صلى الله عليه و آله وسلم:

( ورؤيا أمي الذي رأت حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام )

وقال محمد بن إسحاق فكانت آمنة بنت وهب ام رسول الله تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقيل لها إنك
قد حملت بسيد هذه الأمة
فإذا وقع إلى الأرض فقولي :
أعيذه بالواحد من شر كل حاسد من كل بر عاهد
وكل عبد رائد يذود عني ذائد
فإنه عند الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد

وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من ارض الشام
فإذا وقع فسميه محمدا
فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض
واسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض
واسمه في القرآن محمد

وهذا وذاك يقتضي أنها رأت حين حملت به عليه السلام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ثم لما وضعته رأت عيانا تأويل ذلك كما رأته قبل ذلك هاهنا والله أعلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 17, 2005 9:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

مع السيرة العطرة
و ما ورد من ظهور نجمه صلى الله عليه وآله وسلم يوم مولده

حكى السهيلي عن تفسير بقي بن مخلد الحافظ أن إبليس رن أربع رنات حين لعن وحين أهبط وحين ولد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وحين أنزلت الفاتحة

و عن عائشة قالت كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال في مجلس من قريش يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود فقال القوم والله ما نعلمه فقال الله أكبر أما إذا أخطأكم فلا بأس انظروا واحفظوا ما أقول لكم ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا قد والله ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدا فالتقى القوم فقالوا هل سمعتم حديث اليهودي وهل بلغكم مولد هذا الغلام فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر قال فاذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة فقالوا أخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشامة فوقع اليهودي مغشيا عليه فلما أفاق قالوا له مالك ويلك قال قد ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل فرحتم بها يا معشر قريش والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب

و عن حسان بن ثابت قال إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان سنين أعقل ما رأيت وسمعت إذا بيهودي في يثرب يصرخ ذات غداة يا معشر يهود فاجتمعوا إليه وأنا أسمع فقالوا ويلك ما لك قال قد طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة

وروى الحافظ أبو نعيم في كتاب دلائل النبوة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال سمعت أبي مالك بن سنان يقول جئت بني عبد الأشهل يوما لأتحدث فيهم ونحن يومئذ في هدنة من الحرب فسمعت يوشع اليهودي يقول أظل خروج نبي يقال له أحمد يخرج من الحرم فقال له خليفة بن ثعلبة الأشهلي كالمستهزىء به ما صفته فقال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يلبس الشملة ويركب الحمار سيفه على عاتقه وهذا البلد مهاجره قال فرجعت إلى قومي بني خدرة وأنا يومئذ أتعجب مما يقول يوشع فاسمع رجلا منا يقول ويوشع يقول هذا وحده كل يهود يثرب يقولون هذا

قال أبي مالك بن سنان فخرجت حتى جئت بني قريظة فأجد جمعا فتذاكروا النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال الزبير بن باطا قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلى لخروج نبي أو ظهوره ولم يبق أحد إلا أحمد وهذا مهاجره قال أبو سعيد فلما قدم النبي صلى الله عليه و آله وسلم أخبره أبي هذا الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لو أسلم الزبير لأسلم ذووه من رؤساء اليهود إنما هم له تبع و عن أم سعد بنت سعد بن الربيع سمعت زيد بن ثابت يقول كان أحبار يهود بني قريظة والنضير يذكرون صفة النبي صلى الله عليه و آله وسلم فلما طلع الكوكب الأحمر أخبروا أنه نبي وأنه لا نبي بعده واسمه أحمد ومهاجره إلى يثرب فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم المدينة أنكروا وحسدوا وكفروا وقد أورد هذه القصة الحافظ أبو نعيم في كتابه من طرق أخرى ولله الحمد

قال زيد بن عمرو بن نفيل قال لي حبر من أحبار الشام قد خرج في بلدك نبي أو هو خارج قد خرج نجمه فارجع فصدقه واتبعه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 18, 2005 3:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
الحمد لله
والصلاة و السلام على رسول الله و آله

نتابع معا ما ذكر ليلة مولده الشريف صلى الله عليه وآله و سلم

[fot]ذكر ارتجاس إيوان كسرى[/fot]

قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب هواتف الجان عن مخزوم بن هاني المخزومي عن أبيه قال لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة
وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام
وغاضت بحيرة ساوة
ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم
فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك فتصبر عليه تشجعا ثم رأى أنه لا يدخر ذلك عن مرازبته فجمعهم ولبس تاجه وجلس على سريره ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال: أتدرون فيم بعثت إليكم قالوا لا إلا أن يخبرنا الملك فبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب خمود النيران فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما رأى وما هاله
فقال الموبذان: وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة رؤيا ثم قص عليه رؤياه في الإبل فقال أي شيء يكون هذا يا موبذان قال :
حدث يكون في ناحية العرب
وكان أعلمهم من أنفسهم فكتب عند ذلك من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر
أما بعد فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني
فلما ورد عليه قال له :ألك علم بما أريد أن أسألك عنه فقال لتخبرني أو ليسألني الملك عما أحب
فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلم فأخبره بالذي وجه به إليه فيه
قال علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح
قال فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتني بتفسيره فخرج عبدالمسيح

حتى انتهى إلى سطيح وقد أشفى علي الضريح فسلم عليه وكلمه
فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول:
عبد المسيح على جمل مشيح أتى سطيح وفد أوفى على الضريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها
يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكلما هو آت آت ثم قصى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح إلى راحلته

قال فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره ما قال له سطيح فقال كسرى إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله عنه
ورواه البيهقي من حديث عبدالرحمن بن محمد بن إدريس عن علي بن حرب الموصلي بنحوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 22, 2005 2:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
[priq][fot]كل عام وأنتم بخير[/fot][/priq]

يوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم

قالت آمنة بنت وهب : لقد علقت به تعني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء وقال بعضهم وقع جاثيا على ركبتيه وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رؤيت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء

و عن عثمان بن أبي العاص حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ليلة ولدته قالت فما شيء أنظره في البيت إلا نور وإني أنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول ليقعن علي

وذكر القاضي عياض عن الشفاء أم عبدالرحمن بن عوف أنها كانت قابلته وأنها أخبرت به حين سقط على يديها واستهل سمعت قائلا يقول يرحمك الله وإنه سطع منه نور رؤيت منه قصور الروم

قال محمد بن اسحاق فلما وضعته بعثت إلى عبدالمطلب جاريتها وقد هلك أبوه وهي حبلى
فقالت قد ولد لك غلام فانظر إليه فلما جاءها أخبرته وحدثته بما كانت رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت أن تسميه فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة فقام عبدالمطلب يدعو ويشكر الله عز وجل ويقول

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى يكون بلغة الفتيان
حتى أراه بالغ البنيان

أعيذه من كل ذي شنآن
من حاسد مضطرب العنان
ذي همة ليس له عينان
حتى أراه رافع اللسان ( 1
[/poet] )


عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال ولد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مختونا مسرورا قال فأعجب جده عبد المطلب وحظى عنده وقال ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن

وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم من كرامتي على الله أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد

و عن نافع عن ابن عمر قال ولد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم مسرورا مختونا
ومعنى مختونا أي مقطوع الختان ومسرورا أي مقطوع السرة من بطن أمه

و عن أبي بكرة أن جبريل ختن النبي صلى الله عليه و آله وسلم حين طهر قلبه وهذا غريب جدا وقد روى أن جده عبد المطلب ختنه وعمل له دعوة جمع قريشا عليها والله أعلم

و عن أبي الحكم التنوخي قال كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة فلما ولد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم دفعه عبد المطلب إلى نسوة فكفأن عليه برمة فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله وجدناه قد انفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عينيه شاخصا ببصره إلى السماء فقال احفظنه فإني أرجو أن يكون له شأن أو أن يصيب خيرا فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا يا عبد المطلب أرأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه ما سميته قال سميته محمدا قالوا فما رغبت به عن أسماء أهل بيته قال أردت أن يحمده الله في السماء وخلقه في الأرض قال أهل اللغة كل جامع لصفات الخير يسمى محمدا

وقال بعض العلماء ألهمهم الله عز وجل أن سموه محمدا لما فيه من الصفات الحميدة ليلتقي الاسم والفعل ويتطابق الاسم والمسمى في الصورة والمعنى كما قال عمه أبو طالب ويروى لحسان

وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد


و عن العباس بن عبدالمطلب قال قلت يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه باصبعك فحيث أشرت إليه مال قال إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 23, 2005 9:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
من كتاب الكامل في التاريخ (1 /356 – 358)

رضاعته صلى الله


وأول من أرضع رسول الله ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن له يقال له مسروح
وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب
وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي
فكانت ثويبة تأتي رسول الله بمكة قبل أن يهاجر فيكرمها وتكرمها خديجة فأرسلت إلى أبي لهب أن يبيعها إياها لتعتقها فأبى
فلما هاجر رسول الله إلى المدينة أعتقها أبو لهب فكان رسول الله يبعث إليها بالصلة إلى أن بلغه خبر وفاتها منصرفة من خيبر فسأل عن ابنها مسروح فقيل توفي قبلها فسأل هل لها من قرابة فقيل لم يبق لها أحد

ثم أرضعت رسول الله بعد ثويبة حليمة بنت أبي ذؤيب واسمه عبد الله بن الحارث من بنى سعد بن بكر بن هوازن
واسم زوجها الذي أرضعته بلبنه الحارث بن عبد العزى
واسم إخوته من الرضاعة عبد الله وأنيسة وجذامة وهي الشيماء عرفت بذلك
وكانت الشيماء تحضنه مع أمها حليمة

وقدمت حليمة على رسول الله بعد أن تزوج خديجة فاكرمها ووصلها
وتوفيت قبل فتح رسول الله مكة فلما فتح مكة قدمت عليها أخت لها فسألها عنها فأخبرته بموتها فذرفت عيناه فسألها عمن خلفت فأخبرته فسألته نحلة وحاجة فوصلها

وكانت حليمة السعدية تحدث أنها خرجت من بلدها مع نسوة يلتمسن الرضعاء وذلك في سنة شهباء لم تبق شيئا قالت فخرجت على أتان لنا قمراء معنا شارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معي من بكائه من الجوع وما في ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذوه ولكنا نرجو الغيث والفرج فلقد أدمت أتاني بالركب حتى شق عليهم ضعفا وعجفا حتى قدمنا مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا إنما نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم فما عسى أن تصنع أمه وجده فما بقيت امرأة معي إلا أخذت رضيعا غيري

فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي وكان معي إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قال افعلى فعسى الله أن يجعل لنا فيه بركة
قالت فذهبت فأخذته فلما أخذته ووضعته في حجري أقبل عليه ثدياي ما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما وما كان ابني ينام قبل ذلك وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا أنها حافل فحلب منها ثم شرب حتى روي ثم سقاني فشربت حتى شبعنا
قالت ثم خرجنا يقول لي صاحبي تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة قلت والله لأرجو ذلك قالت ثم خرجنا فركبت أتاني وحملته عليها فلم يلحقني شيء من حميرهم حتى إن صواحبي يقلن لي يا ابنه أبي ذؤيب أربعي علينا أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها
فأقول بلى والله لهي فيقلن إن لها شأنا ثم قدمنا منازلنا من بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا من بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا شباعا لبنا فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة ولا يجدها في ضرع حتى إن كان الحاضر من قومنا ليقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي ابنة أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة من لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف البركة من الله والزيادة في الخير حتى مضت سنتان وفصلته وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه عندنا لما كنا نرى من بركته فكلمنا أمه في تركه عندنا فأجابتنا
قالت فرجعنا به فوالله إنه بعد مقدمنا به بأشهر مر مع أخيه في بهم لنا خلف بيوتنا إذ أتانا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه ذلك أخي القرشي قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاه وشقا بطنه وهما يسوطانه قالت فخرجنا نشتد فوجدناه قائما منتقعا وجهه قالت فالتزمته أنا وأبوه وقلنا له ما لك يا بني قال جاءني رجلان فأضجعاني فشقا بطني فالتمسا به شيئا لا أدري ما هو قالت فرجعنا إلى خبائنا وقال لي أبوه والله لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك قالت فاحتملناه فقدمنا به على أمه فقالت ما أقدمك يا ظئر به وقد كنت حريصة على مكثه عندك قالت قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي وتخوفت عليه الأحداث فأديته إليك كما تحبين قالت ما هذا بشأنك فأصدقيني ولم تدعني حتى أخبرتها قالت فتخوفت عليه الشيطان

قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإن لابني لشانا أفلا أخبرك قلت بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من الشام ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف منه ولا أيسر ثم وقع حين وضعته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة

وكانت مدة رضاع رسول الله سنتين وردته حليمة إلى أمه وجده عبد المطلب وهو ابن خمس سنين في قول

فصل اللهم على نبيك و مصطفاك الرحمة المهداه و البركة و الخير
و على آله و صحبه وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 27, 2005 3:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ولنتوقف قليلا فى العبر و العظات المستفادة من رضاعته صلى الله عليه و آله و سلم


ومن ذلك:
- أنه يجوز استرضاع الأطفال حتى مع وجود الأم

- بيان مدة الرضاع وأنها حولين كاملين كما قررها ربنا تعالى فى كتابه

- بيان بركة و خيرية النبى صلى الله عليه و آله وسلم فأينما حل حلت بركته من وجوده فى ظهر جده ثم أبيه ومن حمله و من وضعه و مما نال حليمة السعدية و أسرتها و ما فازت به من شرف بإرضاعه و حبها له

- حب النبى صلى الله عليه وآله وسلم موجب للخير ودافع للشر حتى للمشركين كأبى لهب

- جواز تربية الأطفال من غير ذويهم فى أماكن مفتوحة فيها إنطلاق و هواء كالبوادى حتى ينشأوا أصحاء و يتعلموا اللغة العربية الفصحى

وصل اللهم على خير خلقك الرحمة المهداه البشير الرؤوف الرحيم و آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 03, 2005 12:57 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى وأخوتى
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
مع العبر المستفادة من حادثة شق الصدر

و ذكر فى فتح الباري بتصرف:
ورجح عياض إن شق الصدر كان وهو صغير عند مرضعته حليمة
وتعقبه السهيلي بان ذلك وقع مرتين وهو الصواب
ومحصله إن الشق الأول كان لاستعداده لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك وكان هذا في زمن الطفولة فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان

وقد روى الطيالسي والحارث في مسنديهما من حديث عائشة إن الشق وقع مرة أخرى عند مجيء جبريل له بالوحي في غار حراء والله أعلم
فوقع الشق الثاني عند البعث لاستعداده للتلقي الحاصل له في تلك الليلة
زيادة في اكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير

ثم وقع شق الصدر عند إرادة العروج إلى السماء ليتأهب للمناجاة

ويحتمل ان تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الاسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه صلى الله عليه وسلم

وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك

قوله من ذهب خص الطست لكونه اشهر آلات الغسل عرفا والذهب لكونه أعلى أنواع الاواني الحسية وأصفاها ولأن فيه خواص ليست لغيره ويظهر لها هنا مناسبات منها انه من أواني الجنة

ومنها انه لا تأكله النار ولا التراب ولا يلحقه الصدأ ومنها انه اثقل الجواهر فناسب ثقل الوحي
وقال السهيلي وغيره ان نظر إلى لفظ الذهب ناسب من جهة اذهاب الرجس عنه
ولكونه وقع عند الذهاب إلى ربه وان نظر إلى معناه فلوضاءته ونقائه وصفائه ولثقله ورسوبته والوحي ثقيل
قال الله تعالى {انا سنلقي عليك قولا ثقيلا} {ومن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون}

ولأنه أعز الأشياء في الدنيا والقول هو الكتاب العزيز

ولعل ذلك كان قبل ان يحرم استعمال الذهب في هذه الشريعة ويمكن ان يقال ان تحريم استعماله مخصوص بأحوال الدنيا وما وقع في تلك الليلة كان الغالب انه من أحوال الغيب فيلحق بأحكام الآخرة

قال النووي معناه ان الطست كان فيها شيء يحصل به زيادة في كمال الإيمان وكمال الحكمة وهذا الملء يحتمل ان يكون على حقيقته وتجسيد المعاني جائز كما جاء ان سورة البقرة تجيء يوم القيامة كأنها ظلة والموت في صورة كبش وكذلك وزن الأعمال وغير ذلك من أحوال الغيب

وقال البيضاوي لعل ذلك من باب التمثيل إذ تمثيل المعاني قد وقع كثيرا كما مثلت له الجنة والنار في عرض الحائط وفائدته كشف المعنوي بالمحسوس

وقال بن أبي جمرة فيه ان الحكمة ليس بعد الإيمان اجل منها ولذلك قرنت معه ويؤيده قوله تعالى{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}
وأصح ما قيل في الحكمة انها وضع الشيء في محله أو الفهم في كتاب الله فعلى التفسير الثاني قد توجد الحكمة دون الإيمان وقد لا توجد وعلى الأول فقد يتلازمان لأن الإيمان يدل على الحكمة

قوله فغسل قلبي في رواية مسلم فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم وفيه فضيلة ماء زمزم على جميع المياه قال بن أبي جمرة وانما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع في ماء زمزم من كون أصل مائها من الجنة ثم استقر في الأرض فاريد بذلك بقاء بركة النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض
وقال السهيلي لما كانت زمزم هزمة جبريل روح القدس لأم إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم ناسب ان يغسل بمائها عند دخول حضرة القدس ومناجاته

وقد اشتملت هذه القصة من خوارق العادة على ما يدهش سامعه فضلا عمن شاهده فقد جرت العادة بأن من شق بطنه واخرج قلبه يموت لا محالة ومع ذلك فلم يؤثر فيه ذلك ضررا ولا وجعا فضلا عن غير ذلك

قال بن أبي جمرة الحكمة في شق قلبه مع القدرة على ان يمتلىء قلبه ايمانا وحكمة بغير شق الزيادة في قوة اليقين لأنه أعطي برؤية شق بطنه وعدم تأثره بذلك ما أمن معه من جميع المخاوف العادية فلذلك كان أشجع الناس وأعلاهم حالا ومقالا
ولذلك وصف بقوله تعالى {ما زاغ البصر وما طغى }

و قال الشيخ البوطى فى كتابه فقه السيرة بتصرف:
و ليست الحكمة من هذه الحادثة و الله أعلم استئصال غدة الشر فى جسم ر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم, إذ لو كان الشر منبعه غدة فى الجسم أو علقة فى بعض أنحائه, لأمكن أن يصبح الشرير خيرا بعملية جراحية
ولكن يبدو أن الحكمة هى إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و تهيئته للعصمة و الوحى منذ صغره بوسائل مادية
ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به و تصديقهم برسالته
إنها إذا عملية تطهير معنوية و لكن إتخذت هذا الشكل المادى الحسى ليكون فيه إعلان إلاهى بين أسماع الناس و أبصارهم

و أيا كانت الحكمة فلا ينبغى – و قد ثبت الخبر ثبوتا صحيحا - إخراج الحديث عن ظاهره و حقيقته إلى التآويل فميزان قبولنا للخبر إنما هو إثبات صحة الرواية

و صل اللهم على سيدنا محمد صلاة لا تعد و لا ترد و لا يحصيها حد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 05, 2005 7:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى وأخواتى
عبرة أخرى من حياته صلى الله عليه و آله و سلم
فلنتحدث اليوم عن يتمه صلى الله عليه و آله و سلم
و كيف نتعلم منها معاملة اليتيم

من كتاب أضواء البيان - الشنقيطي

قوله تعالى { ألم يجدك يتيما فآوى }
والرسول صلى الله عليه وسلم مات أبوه وهو حمل له ستة أشهر وماتت أمه وهي عائدة من المدينة بالأبواء وعمره صلى الله عليه وسلم ست سنين
وقد قيل إن يتمه لأنه لا يكون لأحد حق عليه
والذي يظهر أن يتمه راجع إلى قوله { ما ودعك ربك }
أي ليتولى الله تعالى أمره من صغره و معنى إيواء الله له فكان يتمه لإبراز فضله لأن يتيم الأمس أصبح سيد الغد وكافل اليتامى

وقد ساق تعالى هنا كيفية معاملة الأيتام
فقال { فأما اليتيم فلا تقهر } أي كما آواك الله فآوه وكما أكرمك فأكرمه
وقالوا قهر اليتيم أخذ ماله وظلمه
وقيل هو بمعنى عبوسة الوجه والمعنى أعم كما قال صلى الله عليه وسلم :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال
فالقهر أعم من ذلك
وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم والتي زادت على العشرين موضعا فإنه يمكن تصنيفها إلى أبواب كلها تدور حول دفع المضار عنه وجلب المصالح له في ماله وفي نفسه
ففي قوله تعالى { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن } جاءت مرتين في سورة الأنعام والأخرى في سورة الإسراء وفي كل من السورتين ضمن الوصايا العشر المعروفة في سورة الأنعام

ويلاحظ أن النهي منصب على مجرد الاقتراب من ماله إلا بالتي هي أحسن وقد بين تعالى التي هي أحسن بقوله { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } سورة النساء
وقد نص الفقهاء على أن من ولى مال اليتيم واستحق أجرا فله الأقل من أحد أمرين إما نفقته في نفسه وإما أجرته على عمله أي إن كان العمل يستحق أجرة ألف دينار ونفقته يكفي لها خمسمائة أخذ نفقته فقط وإن كان العمل يكفيه أجرة مائة دينار ونفقته خمسمائة أخذ أجرته مائة فقط حفظا لماله
ثم بعد النهي عن اقتراب مال اليتيم ذلك فقد تتطلع بعض النفوس إلى فوارق بسيطة من باب التحيل أو نحوه من استبدال شيء مكان شيء فيكون طريقا لاستبدال طيب بخبيث فجاء قوله تعالى { وءاتوا اليتـامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا }
والحوب أعظم الذنب ففيه النهي عن استبدال طيب ماله بخبيث مال الولي أو غيره حسدا له على ماله كما نهى عن خلط ماله مع مال غيره كوسيلة لأكله مع مال الغير وهذا منع للتحيل وسد للذريعة حفظا لماله
ثم يأتي الوعيد الشديد في صورة مفزعة في قوله تعالى { إن الذين يأكلون أموال اليتـامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا }
وقد اتفق العلماء أن الآية شملت في النهي عن أكل أموال اليتامى كل ما فيه إتلاف أو تفويت سواء كان بأكل حقيقة أو باختلاس أو بإحراق أو إغراق وهو المعروف عند الأصوليين بالإلحاق بنفي الفارق إذ لا فرق في ضياع مال اليتيم عليه بين كونه بأكل أو إحراق بنار أو إغراق في ماء حتى الإهمال فيه فهو تفويت عليه وكل ذلك حفظا لماله
وأخيرا فإذا تم الحفاظ على ماله لم يقربه إلا بالتي هي أحسن ولم يبدله بغيره أقل منه ولم يخلطه بماله ليأكله عليه ولم يعتد عليه بأي إتلاف كان محفوظا له إلى أن يذهب يتمه ويثبت رشده فيأتي قوله تعالى { وابتلوا اليتـامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوهآ إسرافا وبدارا أن يكبروا }
ثم أحاط دفع المال إليه بموجبات الحفظ بقوله في آخر الآية { فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم } أي حتى لا تكون مناكرة فيما بعد
وفي الختام ينبه الله فيهم وازع مراقبة الله بقوله { وكفى بالله حسيبا } وفيه إشعار بأن أمواله تدفع إليه بعد محاسبة دقيقة فيما له وعليه
ومهما يكن من دقة الحساب فالله سيحاسب عنه وكفى بالله حسيبا وهذا كله في حفظ ماله
أما جلب المصالح فإننا نجد فيها أولا جعله مع الوالدين والأقربين في عدة مواطن منها قوله تعالى { قل مآ أنفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتـامى }
ومنها قوله إيراده في أنواع البر من الإيمان بالله وإنفاق المال { ولـكن البر من ءامن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتـاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتـامى والمسـاكين} إلى آخر الآية
ومنها ما هو أدخل في الموضوع حيث جعل له نصيبا في التركة في قوله { وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتـامى والمسـاكين فارزقوهم منه } بصرف النظر عن مباحث الآية من جهات أخرى ومرة أخرى يجعل لهم نصيبا فيما هو أعلى منزلة في قوله تعالى { واعلموا أنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتـامى والمسـاكين وابن السبيل إن كنتم ءامنتم بالله }
وكذلك في سورة الحشر في قوله تعالى { مآ أفآء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمسـاكين وابن السبيل }
فجعلهم الله مع ذي القربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد جعله الله في عموم وصف الأبرار وسببا للوصول إلى أعلى درجات النعيم في قوله تعالى { إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كـافورا}
وذكر أفعالهم التي منها أنهم يوفون بالنذر ثم بعدها أنهم يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
وجعل هذا الإطعام اجتياز العقبة في قوله { فلا اقتحم العقبة ومآ أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام فى يوم ذى مسغبة يتيما ذا مقربة }
ولقد وجدنا ما هو أعظم من ذلك وهو أن يسوق الله الخضر وموسى عليهما السلام ليقيما جدارا ليتيمين على كنز لهما حتى يبلغا أشدهما في قوله تعالى { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صـالحا فأراد ربك أن يبلغآ أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى }

هذا هو الجانب المالي من دفع المضرة عنه في حفظ ماله ومن جانب جلب النفع إليه عن طريق المال
أما الجانب النفسي فكالآتي
أولا عدم مساءته في نفسه فمنها قوله تعالى { أرءيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين }
ومنها قوله { كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين } فقدم إكرامه إشارة له
ثانيا في الإحسان إليه منه قوله تعالى { لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتـامى } فيحسن إليه كما يحسن لوالديه ولذي القربى
ومنها سؤال وجوابه من الله تعالى { ويسألونك عن اليتـامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح} أي تعاملونهم كما تعاملون الإخوان وهذا أعلى درجات الإحسان والمعروف ولذا قال تعالى { والله يعلم المفسد من المصلح }
وفي تقديم ذكر المفسد على المصلح إشعار لشدة التحذير من الإفساد في معاملته ولأنه محل التحذير في موطن آخر جعلهم بمنزلة الأولاد في قوله { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعـافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا }
أي حتى في مخاطبتهم إياهم لأنهم بمنزلة أولادهم بل ربما كان لهم أولاد فيما بعد أيتاما من بعدهم فكما يخشون على أولادهم إذا صاروا أيتاما من بعدهم فليحسنوا معاملة الأيتام في أيديهم وهذه غاية درجات العناية والرعاية
تلك هي نصوص القرآن في حسن معاملة اليتيم وعدم الإساءة إليه مما يفصل مجمل قوله
{ فأما اليتيم فلا تقهر }
لا بكلمة غير سديدة ولا بحرمانه من شيء يحتاجه ولا بإتلاف ماله ولا بالتحيل على أكله وإضاعته ولا بشيء بالكلية لا في نفسه ولا في ماله

والأحاديث من السنة على ذلك عديدة بالغة مبلغها في حقه وكان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس به وأشفقهم عليه حتى قال: " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" ـ يشير إلى السبابة والوسطى ـ وفرج بينهما رواه البخاري وأبو داود والترمذي
وفي رواية أبي هريرة عند مسلم ومالك كافل اليتيم له أو لغيره أي قريب له أو بعيد عنه
وعند أحمد والطبراني مرفوعا من ضم يتيما من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه وجبت له الجنة قال المنذري رواه أحمد محتج بهم إلا علي بن زيد
وعند ابن ماجه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه "
وجاء عند أبي داود ما هو أبعد من هذا وذلك حتى إن الأم لتعطل مصالحها من أجل أيتامها في قوله صلى الله عليه وسلم :" أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ـ وأومأ بيده ـ بالوسطى والسبابة - امرأة آمت زوجها ـ أصبحت أيما بوفاة زوجها ـ ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا "
وجعله الله دواء لقساوة القلب كما روى أحمد ورجاله رجال الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال:" امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين "
وهنا يتجلى سر لطيف في مثالية التشريع الإسلامي حيث يخاطب الله تعالى أفضل الخلق وأرحمهم وأرأفهم بعباد الله الموصوف بقوله تعالى { بالمؤمنين رءوف رحيم } وبقوله { وإنك لعلى خلق عظيم } ليكون مثالا مثاليا في أمة قست قلوبها وغلظت طباعها فلا يرحمون ضعيفا ولا يؤدون حقا إلا من قوة يدينون لمبدأ من عز بز ومن غلب استلب يفاخرون بالظلم ويتهاجون بالأمانة كما قال شاعرهم
قبيلة لا يخفرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل

ويقول حكيمهم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لم يظلم الناس يظلم

قوم يئدون بناتهم ويحرمون من الميراث نساءهم يأكلون التراث أكلا لما ويحبون المال حبا فقلب مقاييسهم وعدل مفاهيمهم فألان قلوبهم ورقق طباعهم فلانوا مع هذا الضعيف وحفظوا حقه
وحقيقة هذا التشريع الإلهي الحكيم منذ أربعة عشر قرنا تأتي فوق كل ما تتطلع إليه آمال الحضارات الإنسانية كلها مما يحقق كمال التكامل الاجتماعي بأبهى معانيه المنوه عنه في الآية الكريمة { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعـافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا } فجعل كافل اليتيم اليوم إنما يعمل حتى فيما بعد لو ترك ذرية ضعافا وعبر هنا عن الأيتام بلازمهم وهو الضعف إبرازا لحاجة اليتيم إلى الإحسان بسبب ضعفه فيكونون موضع خوفهم عليهم لضعفهم فليعاملوا الأيتام تحت أيديهم كما يحبون أن يعامل غيرهم أيتامهم من بعدهم
وهكذا تضع الآية أمامنا تكافلا اجتماعيا في كفالة اليتيم بل إن اليتيم نفسه فإنه يتيم اليوم ورجل الغد فكما تحسن إليه يحسن هو إلى أيتامك من بعدك وكما تدين تدان فإن كان خيرا كان الخير بالخير والبادىء أكرم وإن شرا كان بمثله والبادىء أظلم
ومع هذا الحق المتبادل فإن الإسلام يحث عليه ويعني به ورغب في الإحسان إليه وأجزل المثوبة عليه وحذر من الإساءة عليه وشدد العقوبة فيه
وقد يكون فيما أوردناه إطالة ولكنه وفاء بحق اليتيم أولا وتأثر بكثرة ما يلاقيه اليتيم ثانيا
تنبيه
ليس من باب الإساءة إلى اليتيم تأديبه والحزم معه بل ذلك من مصلحته كما قيل
قسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 08, 2005 12:55 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبرة اليوم تختص بخروجه صلى الله عليه وآله و سلم إلى التجارة
و ما فى ذلك من إظهار نبوته و إعلان عن قرب بعثه

فمن كتاب البدء والتاريخ (4 /133 )
وتوفيت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم بالأبواء منزل بين مكة والمدينة وهي راجعة إلى مكة ورسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ابن ست سنين فحملته أم أيمن وهي حاضنته ومولاة أبيه إلى مكة فكان في حجر عبد المطلب فلما بلغ ثماني سنين توفي عبد المطلب ثم ضمه أبو طالب إلى نفسه وأقام عنده أربع سنين
فلما بلغ اثنتي عشرة سنة عرض لأبي طالب الخروج إلى الشام في تجارة فخرج بالنبي صلى الله عليه وآله و سلم صبابة به ورقة
قالوا حتى إذا كانوا ببصرى أشرف عليهم راهب يقال له بحيرا فرأى علامة من علامات النبوة فاتخذ طعاما ودعا الركب إليه فحضروه وخلفوا النبي صلى الله عليه وآله و سلم في رحالهم لحداثة سنه
فقال بحيرا لا يتخلفن أحد عن طعامي فدعوه فلما أبصره بحيرا توسم فيه مخائل النبوة وعرف دلائلها فاحتضنه وضمه إلى نفسه وقال لأبي طالب من هذا الغلام منك قال هو ابني قال ما ينبغي له أن يعيش أبوه قال ابن أخي قال ارجع بابن أخيك واحذر عليه من اليهود فإنه كائن لابن أخيك شأن عظيم
فقضى أبو طالب تجارته وأسرع به إلى مكة

قالوا فشب رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم شبابا حسنا يكلؤه الله عز وجل ويحوطه من أقذار الجاهلية لما يريد به من كرامته حتى كان اسمه في قومه الصدوق الأمين

ومن كتاب المنتظم (2 /314 )

و لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم خمسا وعشرين سنة
قال له أبو طالب أنا رجل فقير لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك فبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له فأرسلت إليه في ذلك وقالت أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك
فقال له أبو طالب هذا رزق قد ساقه الله إليك فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير
حتى قدما بصرى من أرض الشام فنزلا في ظل شجرة
فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه قط إلا نبي
ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة فقال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء
ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح فقال له احلف باللات والعزى
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : "ما حلفت بهما قط وإني لأمر فأعرض عنهما"
فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتا في كتبهم
وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلان رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم من الشمس فوعى ذلك كله ميسرة
وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ودخل مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فخبرها بما ربحوا في تجارتهم ووجههم فسرت بذلك فلما دخل عليها ميسرة أخبرته بما رأت فقال قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال الراهب نسطور وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 11, 2005 1:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى وأخواتى
مع عبرة اليوم عن ذكر رعية رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم الغنم بمكة

من الطبقات الكبرى (1 /125 )

عن عبيد بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم :
" ما من نبي إلا قد رعى الغنم" قالوا وأنت يا رسول الله قال: " وأنا "
و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم:
" ما بعث الله عز وجل نبيا إلا راعي الغنم " قال له أصحابه وأنت يا رسول الله قال:
" نعم وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط "
و عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال مروا على النبي صلى الله عليه وآله و سلم بثمر الأراك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم:
" عليكم بما اسود منه فاني كنت أجتنبه إذ أنا راعي الغنم "
قالوا يا رسول الله ورعيتها قال: " نعم وما من نبي إلا قد رعاها "
و قال أبو إسحاق كان بين أصحاب الغنم وبين أصحاب الإبل تنازع فاستطال عليهم أصحاب الإبل قال فبلغنا والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال:
" بعث موسى عليه السلام وهو راعي غنم وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم وبعثت وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد "

ولنتوقف لماذا رعى الغنم؟

لأنه يعلم الصبر فالغنم يحتاج لرعاية و عناية دون قسوة فراعى الغنم عليه أن يحافظ عليها من أى خطر أو ضرر دون أن يؤذيه مهما تكرر منها الجرى أو البعد أو الإقتراب من الخطر.
كذلك النبى عليه الحفاظ على عباد الله من أى ضلال أو خطر دون أن يخسرهم و لذلك نرى الرسول صلى الله عليه وآله و سلم حين سألته السيدة عائشة : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال:
لقد لقيت من قومك وكان أشد مالقيت منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وماردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يامحمد إن الله قد سمع قول قومك لك وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا"
وهذا لفظ مسلم فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم فاستأنى بهم وسأل لهم التأخير لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئا

صل اللهم على الرحمة المهداه عبدك و نبيك و رسولك

وصدق الله فى قوله:

{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 17, 2005 1:31 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى وأخواتى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مع السيرة العطرة سيرة المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم
و عبرة اليوم عن عصمة الله لنبيه و مصطفاه صلى الله عليه و آله و سلم حتى قبل بعثته

ففى صحيح ابن حبان (14/ 169- )170

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله منهما قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في غنم لأهلنا نرعاها أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان قال نعم فخرجت فلما جئت أدنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوت دفوف ومزامير قلت ما هذا قالوا فلان تزوج فلانة لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني فنمت فما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فأخبرته ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك فخرجت فسمعت مثل ذلك فقيل لي مثل ما قيل لي فسمعت كما سمعت حتى غلبتني عيني فما أيقظني إلا مس الشمس ثم رجعت إلى صاحبي فقال لي ما فعلت فقلت ما فعلت شيئا."
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فوالله ما هممت بعدهما بسوء مما يعمله أهل الجاهلية حتى أكرمني الله بنبوته"

ونفهم من ذلك :

1) أن الله عز وجل عصم رسوله صلى الله عليه و آله وسلم عن جميع مظاهر الإنحراف و عن كل ما لا يتفق مع مقتضيات الدعوة التى هيأه الله لها

2) أن النبى صلى الله عليه و آله وسلم كان متمتعا بكل خصائص البشرية فكان يجد فى نفسه ما يجد كل شاب من الميول الفطرية التى جبل الله الناس عليها فكان يحس بمعنى السمر و اللهو بما فى ذلك من متعة إلا أن الله تعالى عصمه بالنوم حتى قبل أن يوجد الوحى و التشريع الذى يحل ويحرم


3) و كانت تلك العصمة لتتميم مكارم الأخلاق و إظهار عناية الله تعالى له تسيره و توجهه بدون وساطة الأسباب العادية من وسائل التربية والتوجيه

4) وأن هذه عصمة ربانية فكل من حوله من أهل وأقارب و جيران منغمسين فى السمر واللهو وما هو أكثر


5) و هذه العصمة من أكبر دلائل نبوته صلى الله عليه و آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 17, 2005 11:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى وأخواتى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مع موقف آخر من السيرة العطرة يظهر عصمة الله تعالى
لنبيه و مصطفاه صلى الله عليه و آله وسلم قبل البعثة

مسند أبي عوانة1 (1/281)
عن جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه و آله وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلي الله عليه و آله وسلم ازارك على رقبتك من الحجارة ففعل فخر الى الارض وطمحت عيناه الى السماء ثم قام ازاري ازاري فشد عليه ازاره

مسند أبي عوانة1 (1/282)
و عن جابر بن عبد الله يحدث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه ازاره فقال له العباس عمه يا ابن اخي لو حللت ازارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة قال فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رئى بعد ذلك اليوم عريانا

نأخذ من ذلك بعض العبر:

- ومن ذلك يظهر جليا عصمة الله لنبيه وعنايته له و حفظه من كل ما يسئ إلى مقامه الرفيع و مكانته السامية فلا يرى أحد عورته حتى قبل نزول الوحى و التشريع

- كما يظهر خوف عمه العباس عليه و شفقته عليه من الحجارة و أثرها عليه

- حرمة كشف العورات التى نزل بها الإسلام حياء و عفة

- بيان مشاركة النبى صلى الله عليه و آله وسلم قومه فى كل خير فهو دار بزمانه و هكذا لابد أن يكون المسلم إيجابى و مؤثر فى بيئته و مجتمعه

وصلى الله على سيدنا محمد و آله و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 19, 2005 4:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إستكمالا للسيرة العطرة
و مع مشاركة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم فى بناء الكعبة

فلما اجمعوا على هدم الكعبة قال بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ما لم تقطعوا فيه رحما ولم تظلموا فيه أحدا فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها فأخذ المعول ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول اللهم اللهم لا ترع إنما نريد الخير فهدم وهدمت معه قريش حتى أفضوا إلى حجارة خضر كأنها أسنة آخذ بعضها ببعض

ثم أخذوا في بنائها وميزوا البيت واقترعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الأسود إلى ركن الحجر وجه البيت ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار ما بين ركن الحجر إلى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر إلى الركن اليماني ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود فجمعت القبائل الحجارة لبنائها جعلت كل قبيلة تجمع على حدتها

ثم بنوا حتى إذا بلغ البنيان موضع الركن اختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وتواعدوا للقتال

فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم من الجفنة فسموا لعقة الدم بذلك

فمكثت قريش أربع ليال أو خمس ليال على ذلك ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض الرواة أن أبا أمية بن المغيرة كان عامئذ أسن قريش كلها قال
يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه فكان أول من دخل عليهم رسول الله فلما رأوه قالوا هذا الأمين قد رضينا به هذا محمد فلما انتهى إليهم

ثم أخبروه فوضع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رداءه وبسطه في الأرض
ثم وضع الركن فيه
ثم قال ليأت من كل ربع من أرباع قريش رجل
وكان في ربع عبد مناف عتبة بن ربيعة وكان في الربع الثاني أبو زمعة وكان من الربع الثالث أبو حذيفة بن المغيرة وكان في الربع الرابع قيس بن عدي
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :

ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعا فرفعوه

ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بيده في موضعه ذلك

فذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه و آله و سلم حجرا يشد به الركن
فقال العباس بن عبدالمطلب لا وناول العباس حجرا فشد به الركن
فغضب النجدي حين نحي

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( إنه ليس يبني معنا في البيت إلا منا )

ثم بنوا حتى انتهوا إلى موضع السقف وسقفوا البيت وبنوه على ستة أعمدة واخرجوا الحجر من البيت

و عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

" إن قومك استقصروا من بنيان الكعبه ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي أريك ما تركوا منه"

فأراها قريبا من سبع أذرع في الحجر قالت وقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حديثه : "ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا أتدرين لم كان قومك رفعوا بابها" فقلت لا أدري فقال: "تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا"

وكان الرجل إذا كرهوا أن يدخل تركوه حتى إذا كاد يدخل دفعوه حتى يسقط

و من ذلك نستخلص بعض العبر:

1) إن قريشا كانت تسمي رسول الله قبل أن ينزل عليه الوحي الأمين و ذلك يدل على كمال أوصافه و محاسن خلقه حتى قبل نزول الوحى عليه

2) أن المعاملة و الخلق الحسن يفيد كل من حولك حتى لو كانوا على غير دينك
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
"اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "

3) أنهم ارتضوه حكما بينهم برغم أنه لم يكن كبير السن و برغم فكرهم القبلى فذلك يعنى ثقتهم فيه و فى رجاحة عقله و حسن حكمه فهو لن يظلم أحد منهم

4) أنه هو صلى الله عليه وسلم من وضع الحجر الأسود فى مكانه أولا وأخيرا و ما فى ذلك من حكم و أسرار

5) أن قريشا لم تقبل أن يشاركها غيرها فى البناء وذلك بتنحيتهم النجدى و قيل أنه الشيطان تمثل فى صورة رجل نجدى ليوقع بينهم العداوة والبغضاء و ما فى ذلك أيضا من أسرار و إشارات

6) أنه يجوز ترك بعض الواجب سدا للذرائع و لمنع الفتن

و صل اللهم على نبيك و مصطفاك سيدنا و مولانا محمد
الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادى إلى صراطك المستقيم و على آله و صحبه حق قدره و مقداره العظيم
صلاة تفتح بها لنا أبواب الخير و التيسير و تغلق بها عنا أبواب الشر و التعسير و تنجينا بها من جميع الأهوال و الكروبات و تغفر لنا بها جميع الزلات و السيئات و تطهرنا و تشفينا بها من جميع الأمراض و الآفات و تقضى لنا بها جميع الأمور و الحاجات و تبلغنا بها السلامة و جميع الخيرات من جميع الغايات و ترفعنا بها إلى أعلى المقامات و الدرجات فى الحياة و بعد الممات

آمين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 22, 2005 7:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مع قصة نكاح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من خديجة رضي الله عنها

وكانت خديجة امرأة حازمة جادة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوا ذلك
قالوا ولما ظهر لها من بركة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وعظم أمانته وصدق وفائه رغبت في نكاحه
قال الواقدي فأرسلت نفيسة مولاة لها دسيسا فقالت يا محمد ما يمنعك أن تتزوج
قال ما بيدي شيء ما أتزوج فقالت نفيسة فإن كفيت ذلك ألا تجيب قال ومن هي قالت خديجة فذكر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأعمامه ذلك فخرج معه حمزة بن عبد المطلب فخطبها إلى أبيها خويلد بن أسد قال وأصدقها عشرين بكرة
وروى الواقدي أنه أنكحها عمها عمرو بن أسد
وكان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ابن خمسة وعشرين سنة يوم تزوجها وخديجة بنت أربعين سنة
ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت
وكانت قبله تحت عتيق بن عبد الله ويقال ابن عابد وولدت له جارية ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة فولدت له هند بن هند

وولدت لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جميع ولده إلا إبراهيم بن مارية القبطية
فأكبر ولده القاسم وبه كان يكنى أبا القاسم ثم الطيب ثم الطاهر ثم رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة
قال الواقدي ولم أر أصحابنا يثبتون الطيب ويقولون هو الطاهر

وفي كتاب ابن إسحاق أن ابنيه هلكا في الجاهلية وأن بناته أدركن الإسلام وهاجرن والله أعلم

و لنتوقف قليلا لنأخذ بعض العبر من زواجه صلى الله عليه وسلم من خير نساء زمانها السيدة خديجة رضى الله عنها:

1) أنها رضى الله عنها لما رأت من أمانته و بركته رغبت فى الزواج منه صلى الله عليه و سلم و لكن بالطريقة التى تشرفها فلم تعرض عليه نفسها بل بعثت من يسأله. و معنى ذلك فليس من بأس أن تختار الزوجة أو ولى أمرها من يرضى خلقه و لا يقلل ذلك من أمرها أو كرامتها شيئا.

2) أنه صلى الله عليه وسلم لم يمنعه من القبول فرق السن و لم يكن ذلك سببا للخلاف بينهما كما نراه يحدث فى كثير من البيوت الآن

3) فهو صلى الله عليه و سلم كان الصادق الأمين عرف معنى الزواج الحق السكن المودة والرحمة لإنشاء أسرة متماسكة معا تقف فى مواجهة العالم و يظهر ذلك جليا فى بدء الدعوة. كان البيت النبوى الشريف هو نواة الإسلام فكان لابد أن يكون جبهة قوية ليس فيه صراع أو تناحر أو شجار

4) لم يكن الزواج لكسب مادى ممثلا فى مال أو مكانة. و لم تكن تحكم الزواج الشكل الخارجى من جمال و سن و لم يمعنه صلى الله عليه و سلم من زواجها أنها أيم و لها أولاد. و لكن رجاحة عقلها و حزمها و شرفها حتى كان يطلق عليها العفيفة الطاهرة كل ذلك جعله صلى الله عليه وسلم يجد عندها ما لم يجده فى غيرها

5) وكانت صفات الرسول الخلقية مما ساعد على إنجاح هذا الزواج من ألفة و تودد وعدم التعالى أو طلب ما يرهق

فعن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يقل لشيء فعلته مالك فعلت كذا وكذا أو لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه

وعن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله قالت كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة وربما قالت قام تعني بالمهنة في خدمة أهله

و عن بن شهاب أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل عمل البيت وأكثر ما يعمل الخياطة

و عن عائشة قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله

وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر ولا انتقم لنفسه شيئا يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله ولاضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله ولا سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يسأل مأثما فإنه كان ابعد الناس منه ولا خير بين أمرين قط إلا اختار ايسرهما

و عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله

وعن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره الشيء عرفناه في وجهه

وعن عبيد بن عمير قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتي في غير حد إلا عفا عنه

وعن جابر بن عبد الله قال ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا

عن محمد بن الحنفية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يقول لشيء لا فإذا هو سئل فأراد أن يفعل قال نعم وإذا لم يرد أن يفعل سكت فكان قد عرف ذلك منه

وعن بن عباس أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس

و عن أنس بن مالك قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ما له ترب جبينه

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل ولا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل وضوءه إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يهيء وضوءه لنفسه حتى يقوم من الليل

و عن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال كانت في النبي صلى الله عليه وسلم خصال ليست في الجبارين كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا أجابه وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوي بها إلى فيه وانه ليخشى أن تكون من الصدقة وكان يركب الحمار عريا ليس عليه شيء

وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد على الأرض ويأكل على الأرض ويجيب دعوة المملوك ويقول لو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدي إلي كراع لقبلت وكان يعقل شاته

و عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس محتفزا

وعن الحسن قال لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال هذا نبيي هذا خياري ائنسوا به وخذوا في سنته وسبيله لم يكن تغلق دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجة ولا يغدى عليه بالجفان ولا يراح عليه بها ويجلس بالأرض ويأكل طعامه بالأرض ويلبس الغليظ ويركب الحمار ويردف بعده ويلعق أصابعه وكان يقول من يرغب عن سنتي فليس مني

وعن سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فكان طويل الصمت وكان أصحابه يتناشدون الأشعار ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحكوا

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم

و عن بن عمر قال ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم

و غير هذا كثير مما يقصر عنه المقام

6) كما كان صلى الله عليه و سلم يجلس فى حجر السيدة خديجة و ينام على فخذها مما يزيد الألفة

فعن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل بقدر فأكلت منها فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع

و عن مجاهد قال أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع أربعين رجلا وأعطي كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين

وعن أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس


7) لم يعش لرسول الله أولاد ذكور حتى لا يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم أي به ختموا (وكان الله بكل شيء عليما) منه بأن لا نبي بعده وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته

و كل ذريته من نسل ابنته السيدة فاطمة و زوجها الإمام على كرم الله وجهه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 38 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط