موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 38 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 25, 2005 8:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
اخوتى و أخواتى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وصلنا فى السيرة العطرة إلى لحظة من أهم لحظات العالم بأسره
و من خطورة هذه اللحظة و من الفيوضات التى فيها تعجز الكلمات عن وصفها فما بالنا باتخاذ العبر منها و لكنى سأحاول جهدى ما استطعت و لا حول و لا قوة إلا بالله
هذه هى لحظات بدء الوحى و اتصال الإرض بالسماء بعد انقطاع قرب من ستة قرون
كان لابد من تهيئه و استعداد

ففى صحيح البخاري (1/4) عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:

" أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح

ولنأخذ من الحديث هذا القدر لنتوقف لأخذ العبر و لنكمله تباعا إن شاء الله:

1) أول بدء الوحى الرؤى الصالحة الصادقة التى تأتى فى النوم فتتحقق فى الواقع و تكون واضحة لا لبث فيها ولا تخيل و لا وهم و لا أضغاث أحلام فهى من وحى الله ليست من تلبيس الشيطان و لا وسوسة النفس

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كشف النبي صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه فقال:
إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاث
فالرؤيا الصالحة بشرى من الله
والرؤيا مما تحزن الشيطان
والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه
وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس وأحب القيد في النوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين
ولفظ ابن ماجة فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي

وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبد الله رضي الله عنه
أن رجلا سأل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قوله ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) فقال عبادة رضي الله عنه سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له وهو كلام يكلم به ربك عبده في المنام "

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سمير بن أبي واصل رضي الله عنه قال كان يقال إذا أراد الله بعبده خيرا عاتبه في نومه

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) قال هو قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم ( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ) الأحزاب الآية 47

وأخرج ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آيتان يبشر بهما المؤمن عند موته ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) وقوله ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فصلت الآية 30

2) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من رأني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رأني في المنام فقد رأني فان الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فلينبؤا مقعده من النار "

3) وفى البخارى عن أبى هريرة قوله من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
زاد مسلم من هذا الوجه أو فكأنما رآني في اليقظة
ووقع عند الإسماعيلي فقد رأني في اليقظة

ومن فوائد رؤيته صلى الله عليه وسلم تسكين شوق الرائي لكونه صادقا في محبته ليعمل على مشاهدته وإلى ذلك الإشارة بقوله فسيراني في اليقظة أي من رآني رؤية معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه

4) وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" طوبي لمن رأني ومن رأي من رآني ومن رأي من رأي من رآني "

وقال إسحاق بن البهلول قد دخلت في الدعوة التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
" طوبى لمن رأني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني"

وعن أبى سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى من رآني وطوبى لمن رأى من رأى من رأني"

5) قال أبو قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من رآني فقد رأى الحق في حديث"

فأعظم الرؤى هى رؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم

اللهم لا تحرمنا رؤيته و لا مصاحبته ولا حبه و لا شفاعته

وصل اللهم عليه وعلى آله تسليما عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك و الرضا عن سادتنا أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وعن الصحابة أجمعين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
آمين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 26, 2005 10:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نستكمل معا حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها و أرضاها فى بدء الوحى

" ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد- الليالي ذوات العدد

حبب إليه الخلاء وذلك لما في العزلة من التفكر و التدبر و البعد عن الناس لفترة يعطى الفرصة للبعد عن تأثيرهم و رؤية الحقائق دون زيف و تخليص النفس من الشوائب و العلائق و من هنا نبدء بمناجاة الحق و الخلو به دون تشويش

و غار حراء فى جبل وعر و لكنه يطل على بيت الله الحرام فكأنما مجرد النظر إلى الكعبة عبادة

والعزلة عند الفتنة سنة الانبياء وعصمة الاولياء وسيرة الحكماء والاولياء

قال الله تعالى ذكره حكاية عن ابراهيم صلى الله عليه وسلم
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) مريم 48

اعتصم خليل الله سبحانه بالعزلة واستظهر بها على قومه عند جفائهم اياه وخلافهم له في عبادة الاصنام ومعاندة الحق وكفاه الله تعالى امرهم وعصمه من شرهم واثابه على ذلك بالموهبة الجزيلة وعوضه النصرة بالذرية الطيبة قال الله وهو اجل قائل
( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ) مريم 49

وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ) - الدخان 21
ففزع نبي الله تعالى الى العزلة حين ظهر له عنادهم في قبول الدعوة واصرارهم على منابذة الحق

وقال تعالى ذكره في قصة اصحاب الكهف ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ) - الكهف 16

وكانوا قوما كرهوا المقام بين ظهراني اهل الباطل ففروا من فتنة الكفر وعبادة الاوثان فصرف الله تعالى عنهم شرهم ودفع عنهم بأسهم ورفع في الصالحين ذكرهم

و عن ابي امامة قال قال عقبة بن عامر الجهني يارسول الله ما النجاة قال:
" ليسعك بيتك وامسك عليك دينك وابك على خطيئتك"

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ ذكر الفتنة او ذكرت عنده فقال صلى الله عليه وسلم :

" اذا رايتم الناس مرجت عهودهم وخفت اماناتهم وكانوا هكذا " وشبك بين اصابعه قال فقمت اليه فقلت كيف افعل عند ذلك جعلني الله فداك فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
" الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بامر الخاصة ودع عنك امر العامة"

يقول اذا دعوك الى شئ منها فدعهم واعتزلهم ولا تكن معهم

و عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعاف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن"

وعنه قال قال رجل يا رسول الله اي الناس افضل قال:
" مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله "
قال ثم من فقال :
"ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره "

و عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزبة ولا يسلم لذي دين دينه الا من فر بدينه من شاهق الى شاهق أو من جحر الى جحر كالطائر يفر بفراخه وكالثعلب بأشباله ثم قال ما أتقاه في ذلك الزمان راعي أقام الصلاة بعلم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس الا من خير ولمائة شاة عفراء أرعاها بسلع أحب الي من ملك بن النضير وذلك إذا كان كذا وكذا "

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر فإن كان ذلك كذلك لم تنل المعيشة إلا بسخط الله فإذا كان ذلك كذلك كان هلاك الرجل على يدي زوجته وولده فإن لم يكن له زوجة ولا ولد كان هلاكه على يدي أبويه فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي قرابته أو الجيران "
قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال:
" يعيرونه بضيق المعيشة فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها نفسه"

وعن ابى موسى يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ان بين ايديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي " قالوا فما تأمرنا قال :
"كونوا احلاس بيوتكم "

و قال عمر رضى الله عنه في العزلة راحة من خليط السوء

و عن طلحة بن عبيد الله قال ان اقل شئ يعيب الرجل ان يجلس في داره

و قال ابو الدرداء نعم صومعة الرجل بيته يكف سمعه وبصره ودينه وعرضه واياكم والجلوس في الاسواق فانها تلهى وتلقى

قال ابن ابراهيم لو لم يكن في العزلة اكثر من انك لا تجد اعوانا على الغيبة لكفى
فاما ان يساعدهم جليسهم على اثم وترك مروءة واما ان يخالفهم عن قلى وشنان فمجالستهم داء يعدى يضر ولا يجدي قال ولو لم يكن في العزلة الا السلامة من افة الرياء والتصنع للناس وما يدفع اليه الانسان اذا كان فيهم من استعمال المداهنة معهم
وخداع المواربه في رضاهم لكان في ذلك ما يرغب في العزلة ويحرك اليها

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ان من شرار الناس ذا الوجهين الذي ياتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"

قال الشيخ ابو سليمان وفي العزلة السلامة من الماتم في المنكر يراه الانسان فلا يغيره والامان من غوائل اهله ومن عاديتهم اذا غيره فقد ابى اكثر اهل هذا الزمان قبول النصائح ونصبوا العداوة لمن دعاهم الى هدى او نهاهم عن ردى فلو لم يكن في الوحدة والتباعد منهم الا السلامة من اثم المداهنة وخطر المكافحة لكان في ذلك اربح الرابح والغنيمة الباردة

قام ابو بكر رضى الله عنه خطيبا فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال ايها الناس انكم تقرءون هذه الاية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وانكم تضعونها على غير مواضعها فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ان الناس اذا راوا المنكر فلم يغيروه اوشك ان يعمهم الله بعقاب "

قال ابو سليمان ومن مناقب العزلة السلامة من افات النظر الى زينة الدنيا وزهرتها والاستحسان لما ذمه الله تعالى من زخرفتها وعابة من زبرج غرورها وفيها منع النفس من التطلع اليها والاستشراف لها ومن محاكاه اهلها ومنافستهم عليها قال الله تعالى (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه )131 طه

وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم:
" انظروا الى ما هو دونكم ولا تنظروا الى ماهو فوقكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم "

و عن الحسن قال اياكم ومجالسة اهل البسطة فان مجالستهم مسخطة للرزق

وقال عون بن عبد الله كنت اجالس الاغنياء فلا ازال مغموما كنت ارى ثوبا احسن من ثوبي ودابة افره من دابتي فجالست الفقراء فاسترحت

و عن الحسن في قوله عز وجل ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ) الفرقان 20 قال جعلنا الغنى فتنة للفقير والفقير فتنة للغني

قال ومن مناقب العزلة انها خالعة عنك ربقة ذل الآمال وقاطعة رق الاطماع ومعيدة عز الياس من الناس فإن من صحبهم وكان فيهم ومعهم لم يكد يخلو من ان يحدث نفسه بنوع من الطمع فيهم اما في مال او جاه والطمع فقر حاضر وذل صاغر

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الغني الياس عما في ايدي الناس ومن مشى منكم الى طمع فليمش رويدا "

و عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ليس لمؤمن ان يذل نفسه"

و انشد الخزيمي لعبد الصمد بن المعذل
تكفلني اذلال نفسي لعزها وهان عليها ان أهان فتكرما
تقول سل المعروف يحيى بن اكثم فقلت سليه رب يحيى بن اكثما

وانشد ابن الاعرابي
اذا كان باب الذل من جانب الغنى سموت الى العلياء من جانب الفقر
صبرت وكان الصبر مني سجية وحسبك ان الله اثنى على الصبر

قال ولو لم يربح الانسان في العزلة والتخلي عن الناس وعن مساويهم والانقطاع عن محاورتهم الا ما يكفاه من فضل مؤنة التحرز منهم وما يستفيده من الامان ان يرفعوا عليه قولا يسمعونه يتكلم به في حال غفلة واسترسال
او يتأولوا عليه كلاما لا يبلغ عقولهم كهنه فيوجهوه الى غير جهته وينحلوه غير صفته لكان فيه كفاية وكافية وعصمة واقية

و عن عبد الله ابن مسعود انه قال ما انت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 31, 2005 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معا نستكمل حديث بدء الوحى

" قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها"

ونقف هنا عند التزود فلابد من الإستعداد للعزلة و للعبادة
قال تعالى:
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197

و التزود بالمؤنة حتى يتفرغ الذهن للعبادة و التزود بالتقوى حتى يقوى الإنسان على المواصلة فى العبادة

كما كان صلى الله عليه و آله وسلم يفعل

ثم إنه صلى الله عليه و آله وسلم كان ينزع أى يرجع إلى أهله كل فترة ليعلم ما حالهم و يطمئنهم عليه

ثم يتزود ليكمل العبادة فى فترة أخرى من العزلة و الإنقطاع عن الناس والشواغل

قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43

و فى أحد التفسيرات و أنتم سكارى من الهموم و المشاغل
فالهموم و المشاغل تمنع من العبادة حتى لو أداها إنسان لا يحس بها و لا تأتى ثمارها

وأخرج الطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه قال: أشد خلق ربك عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال النار تأكل الحديد والماء يطفىء النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح تنقل السحاب والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم

و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول:
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال"

اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما أنت ترحمنى فارحمنى رحمة تغننى بها عمن سواك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 02, 2005 7:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
و نأتى فى السيرة العطرة إلى أهم لحظة
لحظة نزول الوحى عليه صلى الله عليه وآله وسلم
ففى تكملة حديث بدء الوحى:

"حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق.)

حتى جاءه الحق و أى حق
اتصاله بجبريل عليه السلام عن رب العزة
و نزول كلام الله عليه أى تجلى و أى فيض و أى فضل
لحظة تعجز الكلمات عن وصفها
مجرد تصور إتصال البشرية ممثلة فى خير خلق الله فيها بربها و خالقها و بالكلام المباشر عن طريق الملك
ليس رؤيا قد تؤاول أو شك أو ظن بل إتصال مباشر بما فيه من سماع للصوت
و أكثر من ذلك قوله: " غطنى" ومعناه عصرنى وضمنى يقال غطه وغته وضغطه وعصره وخنقه وغمزه كله بمعنى واحد
حتى بلغ منى الجهد وأما الجهد وهو الغاية والمشقة

كل ذلك لتأكيد الإتصال و الإحتواء بكل أنواعه و أنه حقيقة لا خيال و أن الأمر شاق ليس بهين

وأما أرسلنى فمعناه أطلقنى حتى يستريح قبل تكرار العملية

قال العلماء والحكمة فى الغط شغله من الالتفات والمبالغة فى أمره باحضار قلبه لما يقوله له وكرره ثلاثا مبالغة فى التنبيه ففيه أنه ينبغى للمعلم أن يحتاط فى تنبيه المتعلم وأمره باحضار قلبه والله أعلم

"فقال اقرأ "
بداية التكليف بداية أفعل و لا تفعل
قبل ذلك كانت أفعالك من خصالك الكريمة و كانت عناية الله بك فى كل لحظة من حياتك كما رأينا
أما من الأن فصاعدا فأفعالك بالأمر المباشر من رب العزة أى عظمة و أى تشريف و أى تكليف و الأمر ليس بهين الأمر حتى الأن يخصك وحدك أما بعد ذلك أمر البشرية كلها مرهون بك

"فقلت ما أنا بقارئ"
ما أنا بقارئ ما نافية والباء زائدة لتأكيد النفي أي ما أحسن القراءة فلما قال ذلك ثلاثا قيل له ( أقرأ بأسم ربك) أي لا تقرؤه بقوتك ولا بمعرفتك لكن بحول ربك وإعانته فهو يعلمك كما خلقك وكما نزع عنك علق الدم وغمز الشيطان في الصغر وعلم أمتك حتى صارت تكتب بالقلم بعد أن كانت أمية ذكره السهيلي

ورده الطيبي بأنه إنما يفيد التقوية والتأكيد والتقدير لست بقارئ البتة

فإن قيل لم كرر ذلك ثلاثا
أجاب أبو شامة بأن يحمل قوله أولا ما أنا بقارئ على الامتناع وثانيا على الأخبار بالنفي المحض وثالثا على الاستفهام

ويؤيده أن في رواية أبي الأسود في مغازيه عن عروة أنه قال كيف أقرأ

وفي رواية عبيد بن عمير عن بن إسحاق ماذا اقرأ

وفي مرسل الزهري في دلائل البيهقي كيف أقرأ وكل ذلك يؤيد أنها استفهامية والله أعلم

وفي قوله تعالى ( اقرأ ) بدء للنبوة وإشعار بالرسالة لأنه يقرأ كلام غيره
وقوله تعالى ( باسم ربك ) تؤكد لهذا الإشعار أي ليس من عندك ولا من عند جبريل الذي يقرئك
و كونه صلى الله عليه و آله وسلم لم يكتب ولا يقرأ مكتوبا صيانة للرسالة كما أنه لم يكن يقول الشعر وما ينبغي له إذا لارتاب المبطلون
كما قال تعالى ( وما كنت تتلو من قبله من كتـاب ولا تخطه بيمينك )

قوله صلى الله عليه وآله وسلم :"ثم أرسلنى فقال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )" هذا دليل صريح فى أن أول ما نزل من القرآن اقرأ وهذا هو الصواب الذى عليه الجماهير من السلف والخلف


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 06, 2005 4:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و لنتوقف عند أول ما نزل من القرآن

(اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم.علم الإنسان ما لم يعلم.)

لما كانت هذه السورة هي أول سورة نزلت من القرآن وكانت تلك الآيات الخمس أول ما نزل منها على الصحيح فهي بحق افتتاحية الوحي
نحاول أخذ بعض العبر منها:

1) قوله تعالى (اقرأ )
فالقراءة لغة الإظهار والإبراز كما قيل في وصف الناقة لم تقرأ جنينا أي لم تنتج

وتوجيه الأمر بالقراءة إلى نبي أمي لا تعارض فيه لأن القراءة تكون من مكتوب وتكون من متلو وهنا من متلو يتلوه عليه جبريل عليه السلام وهذا إبراز للمعجزة أكثر لأن الأمي بالأمس صار معلما اليوم وقد أشار السياق إلى نوعي القراءة هذين حيث جمع القراءة مع التعليم بالقلم

وذلك كما فى قوله تعالى ( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم ءايـاته)

2) قوله ( باسم ربك )
أي اقرأ باسم ربك منشئا ومبتدئا القراءة باسم ربك أى قل باسم الله كما في أوائل السور
والذي يظهر والله تعالى أعلم أن قوله ( باسم ربك) أي أن ما تقرؤه هو من ربك وتبلغه للناس باسم ربك أي باسم السلطة التي منها مصدر التشريع والتوجيه
وهنا صفة ربك لها مدلول ينبه العبد إلى ما أولاه الله إياه من التربية والرعاية والعناية إذ الرب يفعل لعبده ما يصلحه ومن كمال إصلاحه أن يرسل إليه من يقرأ عليه وحيه بخبري الدنيا والآخرة
وفي إضافته إليه بكاف الخطاب تشريف و تعظيم له صلى الله عليه و آله وسلم

3) وصف الرب بالذي خلق مع إطلاق الوصف وذلك لأن صفة الخلق هي أجمع الصفات للتعريف بالله تعالى لخلقه وهي الصفة التي يسلمون بها
( ولئن سألتهم من خلق السمـاوات والارض ليقولن الله)
( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )

ولأن كل مخلوق لا بد له من خالق (أم خلقوا من غير شىء أم هم الخـالقون )

وقد ذكرت صفة الخلق مطلقة ليعم ويشمل الوجود كله خالق كل شيء كما في قوله ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خـالق كل شىء )
( الله خـالق كـل شىء وهو على كل شىء وكيل )
( هو الله الخـالق البارىء المصور)

وتلك المسائل الثلاث هي الأصول في الرسالة وما بعدها دلالة عليها
فالأمر بالقراءة تكليف لتحمل الوحي
وباسم ربك بيان لجهة التكليف
والذي خلق تدليل لتلك الجهة
أي الرسالة والرسول والمرسل مع الدليل المجمل

4) ولا شك أن المرسل إليهم لم يؤمنوا ولا بواحدة منها فكان لا بد من إقامة الأدلة على ثبوتها بالتفصيل

(خلق الإنسان من علق ) وهذا تفصيل بعد إجمال ببيان للبعض من الكل
فالإنسان بعض مما خلق
ومن إلزامهم بما يسلمون به ثم لانتقالهم مما يعلمون ويقرون به إلى مالا يعلمون وينكرون
وفي ذكر الإنسان بعد عموم الخلق تكريم له والإنسان هنا الجنس بدليل الجمع في علق جمع علقة
ولأنه أوضح دلالة عنده ليستدل بنفسه من نفسه

6) وقوله ( من علق ) وهو جمع علقة وهي القطعة من الدم كالعرق أو الخيط بيان على قدرته تعالى وذلك لأنهم يشاهدون ذلك أحيانا فيما تلقى به الرحم ويعلمون أنه مبدأ خلقة الإنسان
فالقادر على إيجاد إنسان في أحسن تقويم من هذه العلقة قادر على جعلك قارئا وإن لم تكن تعلم القراءة من قبل كما أوجد الإنسان من تلك العلقة ولم يكن موجودا من قبل ولأن الذي يتعهد تلك العلقة حتى تكتمل إنسانا يتعهدك بالرسالة

6) إن المقام هنا مقام دلالة على وجود الله فبدأ بما يعرفونه ويسلمون به لله ولم يبدأ من النطفة أو التراب لأن خلق آدم من تراب لم يشاهدوه ولأن النطفة ليست بلازم لها خلق الإنسان فقد تقذف في غير رحم كالمحتلم وقد تكون فيه ولا تكون مخلقة

7) لما كانت فترة النطفة ليست بلازمة لخلق الإنسان وكان مثلها فترة الرؤية ليست لازمة للنبوة ترك كل منها مقابل الآخر ويبدأ الدليل بما هو الواقع المسلم على أن الله تعالى هو الخالق والخالق للإنسان من علقة
فالدليل هو خلق الإنسان والمستدل به هو الإنسان نفسه كما في قوله تعالى
( وفى أنفسكم أفلا تبصرون ) فيستدل لنفسه من نفسه على قدرة خالقه سبحانه
8) وإذا تم بهذا الاستدلال على قدرة الرب الخالق كان بعده إقامة الدليل على صحة النبوة ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم
فجاءت إعادة القراءة في قوله ( اقرأ وربك الاكرم )
إذ أقام الدليل على أنك مرسل من الله تبلغ عنه وتقرأ باسمه فاعلم أن تلك القراءة وهذا الوحي من ربك الأكرم
والأكرم قالوا هو الذي يعطي بدون مقابل ولا انتظار مقابل والواقع أن مجيء الوصف هنا بالأكرم بدلا من أي صفة أخرى لما في هذه الصفة من تلاؤم للسياق ما لا يناسب مكانها غيرها لعظم العطاء وجزيل المنة

فأولا رحمة الخليقة بهذه القراءة التي ربطت العباد بربهم وكفى

وثانيا نعمة الخلق والإيجاد فهما نعمتان متكاملتان الإيجاد من العدم بالخلق والإيجاد الثاني من الجهل إلى العلم ولا يكون هذا كله إلا من الرب الأكرم سبحانه

9) من الدلالة على النبوة والرسالة ( الذي علم بالقلم )
لأن من يعلم الجاهل بالقلم يعلم غيره بدون القلم بجامع التعليم بعد الجهل فالقادر على هذا قادر على ذلك
وفيه الإشادة بشأن القلم حيث إن الله تعالى قد علم به وهذا أعلى مراتب الشرف مع أنه سبحانه قادر على التعليم بدون القلم ثم أورده في معرض التكريم في قوله
( ن والقلم وما يسطرون. مآ أنت بنعمة ربك بمجنون )
يدل على عظم المقسم به وهو القلم وما يسطرون به من كتابة الوحي وغيره
وعظم المقسم عليه وهو نعمة الله على رسوله صلى الله عليه وسلم

10) ( علم الإنسـان ما لم يعلم ) وهذا مشاهد ملموس في أشخاصهم
( والله أخرجكم من بطون أمهـاتكم لا تعلمون شيئا )

و قوله تعالى ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) فكأنه في قوة اقرأ ما يوحي إليك من ربك والمراد به هو القرآن بالإجماع


فالله الذي علم الإنسان ما لم يعلم وكل ما تعلمه الإنسان فهو من الله تعلمونهن مما علمكم الله وهل الرسالة والنبوة إلا تعليم الرسول ما لم يكن يعلم وبهذا تم إقامة الدليل على صحة النبوة أي الرسالة والرسول والمرسل وهي أسس الدعوة والبعثة الجديدة

وقد اشتهر عند الناس أنه نبىء ( باقرأ ) وأرسل ( بالمدثر )
ولكن في نفس هذه السورة معنى الرسالة لما قدمنا من أن القراءة باسم ربك إشعار بأنه مرسل من ربه إلى من يقرأ عليهم ففيها إثبات الرسالة من أول بدء الوحي


تنبيه

وقد ذكر القلم في السنة أنواعا متفاوتة وكلها بالغة الأهمية :

منها أولها وأعلاها القلم الذي كتب ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة والوارد في الحديث: " أول ما خلق الله القلم قال له اكتب" الحديث
فعلى رواية الرفع يكون هو أول المخلوقات ثم جرى بالقدر كله وبما قدر وجوده كله

ثانيها القلم الذي يكتب مقادير العام في ليلة القدر من كل سنة المشار إليه بقوله
( فيها يفرق كل أمر حكيم )

ثالثها القلم الذي يكتب به الملك في الرحم ما يخص العبد من رزق وعمل

ثالثها القلم الذي بأيدي الكرام الكاتبين المنوه عنه بقوله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) أي بالكتابة كما في قوله ( كراما كـاتبين .يعلمون ما تفعلون ) إذا قلنا إن الكتابة في ذلك تستلزم قلما كما هو الظاهر

رابعا القلم الذي بأيدي الناس يكتبون به ما يعلمهم الله ومن أهمها أقلام كتاب الوحي الذين كانوا يكتبون الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابة سليمان لبلقيس
وقوله تعالى ( الذى علم بالقلم ) شامل لهذا كله إذا كان هذا كله شأن القلم وعظم أمره وعظيم المنة به على الأمة بلى وعلى الخليقة كلها

و لم يكن هذا النبي الأمي ليقلل من شأن القلم بل عنى به كل العناية وأولها وأعظهما أنه اتخذ كتابا للوحي يكتبون ما يوحى إليه بين يديه مع أنه يحفظه ويضبطه وتعهد الله له بحفظه وبضبطه في قوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شآء الله ) حتى الذي ينساه يعوضه الله بخير منه أو مثله كما في قوله تعالى ( ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) ووعد الله تعالى بحفظه في قوله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحـافظون )
ومع ذلك فقد كان يأمر بكتابة هذا المحفوظ وكان له عدة كتاب وهذا غاية في العناية بالقلم
و لم يقتصر صلى الله عليه وسلم في عنايته بالقلم والتعليم به عند كتابة الوحي بل جعل التعليم به أعم كما جاء خبر عبد الله بن سعيد بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعلم الناس الكتابة بالمدينة وكان كاتبا محسنا
وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت قال علمت ناسا من أهل الصفة الكتابة والقرآن
وقد كانت دعوته صلى الله عليه وسلم الملوك إلى الإسلام بالكتابة كما هو معلوم
وأبعد من ذلك ما جاء في قصة أسارى بدر حيث كان يفادي بالمال من يقدر
و صلى الله عليه و آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 09, 2005 2:01 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نتابع معا حديث بدء الوحى وما فيه من معانى و عبر

"فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده
فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع
فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي
فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا
إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"

قوله فرجع بها أي بالآيات أو بالقصة
قولها ترجف بوادره ومعنى ترجف ترعد وتضطرب

يرجف فؤاده من هول المفاجأة و من الطريقة الشديدة التى ضمه بها الملك حتى أحس صلى الله عليه وسلم أنه الموت و من عظم المسؤلية

فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع

رجع لزوجته سكنه و مودته و رحمته
لم يذهب لأحد أعمامه مع ما لهم من مكانه عنده و ما لهم من حكمة
لم يذهب لصديق عمره أبى بكر و لكن رجع لزوجته
و ما فى ذلك من دلالة كبيرة على مكانة السيدة خديجه لديه صلى الله عليه و آله وسلم
قوله فزملوه أي لفوه والروع بالفتح الفزع
" فقال لخديجة وأخبرها الخبر"

لم يقل هذا شأن خاص بى
أو هذا ليس من شأنك
أو هذا شأن خاص بالرجال
أو كما يقول بعض الرجال اليوم أنتن ناقصات عقل و دين
أو كما يقولون شاوروهن و خالفوهن
بل على العكس تماما
أشركها و حكى لها و استشارها

قوله لقد خشيت على نفسي
أنه صلى الله عليه وآله و سلم يطمئن على نفسه منها رضى الله عنها
لهذه الدرجة يثق صلى الله عليه و آله وسلم فى رأيها و أنها ستدله على الحق
ليس كما نرى هذه الأيام كيف يشك الرجال بزوجاتهم و يقللن من شأنهن
و حتى لو نصحتهن زوجاتهم يتكبرن و يعتبرن أن ذلك يقلل من رجولتهن
فى حين أن أكثر من يهمه أمر الزوج هى الزوجة
و بالأخص إذا كانت ذات عقل و دين كما كانت السيدة خديجة رضى الله عنها
و نرى ذلك واضحا فى معالجتها للموقف لم تشك أو تخف بل ردت بمنطق سليم
" فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا
إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"
ولا يحزنك من الحزن أو لا يخزيك من الخزى
فقد استدلت على ما أقسمت عليه من نفى ذلك أبدا بأمر استقرائي وصفته بأصول مكارم الأخلاق

وهاهى مكارم الأخلاق التى لابد أن نقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها

1) صلة الرحم :
فهي الاحسان إلى الاقارب على حسب حال الواصل والموصول فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك

و عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله "

2) صدق الحديث:
فالكذب ضعف و الصدق منجاة
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال:
" إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

3) حمل الكل:
وأما الكل وأصله الثقل ومنه قوله تعالى ( وهو كل على مولاه ) ويدخل فى حمل الكل الانفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك وهو من الكلال وهو الاعياء

4) كسب المعدوم :
يقال كسبت الرجل مالا وأكسبته مالا لغتان أفصحهما باتفاقهم كسبته بحذف الألف وأما معنى تكسب المعدوم تكسب غيرك المال المعدوم أى تعطيه أياه تبرعا وقيل معناه تعطى الناس مالا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق وقيل معناها تكسب المعدوم أى تعطى المعدوم وهو الرجل المحتاج المعدم العاجز عن الكسب وسماه معدوما لكونه كالمعدوم الميت حيث لم يتصرف فى المعيشة كتصرف غيره أو هو المعدم بحذف الواو
وقيل معنى تكسب المعدوم أى تسعى فى طلب عاجز تنعشه

5) قرى الضيف :
يقال قريت ضيف أقريه قرى وقراء ويقال للطعام الذى يضيفه به قرى ويقال لفاعله قار
و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "

6) الاعانة على نوائب الحق:
فالنوائب جمع نائبة وهى الحادثة وانما قالت نوائب الحق لان النائبة قد تكون فى الخير وقد تكون فى الشر
قال لبيد نوائب من خير وشر كلاهما فلا الخير ممدود ولا الشر لازب

و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"

قال العلماء رضى الله عنهم معنى كلام خديجة رضى الله عنها انك لا يصيبك مكروه
لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل
وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء
وفيه مدح الانسان فى وجهه فى بعض الأحوال لمصلحة نظر
أو فيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له
وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضى الله عنها وجزالة رأيها وقوة نفسها وثبات قلبها وعظم فقهها والله أعلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 29, 2005 11:32 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أعتذر عن عدم كتابتى منذ فترة لما ألم بى فأسألكم الدعاء
ولنستكمل السيرة العطرة نقتبس منها العبر و العظات
لتعيننا على المضى قدما فى حياتنا وفق منهج الله
و على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

و قبل أن نتحدث عن فتور الوحى نتوقف قليلا عند الوقت الذى بدأ فيه الوحى
قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }الدخان3
فمعنى ذلك أن بدء الوحى كان ليلا

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
و هذا يؤكد أن بدء الوحى كان فى شهر رمضان

قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }القدر1
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ }القدر2
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }القدر3
و هذا يؤكد أن ليلة القدر فى شهر رمضان ليس كمن يزعم أنها ليلة النصف من شعبان أو غيرها

قال تعالى : {وَلَيَالٍ عَشْرٍ }الفجر2
و اختلفوا فى تفسير الليال العشر فقالوا العشر الأوائل من ذى الحجة أو العشر الأواخر من رمضان فقالوا الليال العشر من رمضان و الأيام العشر من ذى الحجة أخرها يوم الأضحى و الله أعلم
و من ذلك نعلم أفضلية هذه الأوقات فلنغتنمها سواء الليل أو العشر الأواخر من رمضان أو العشر الأوائل من ذى الحجة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 30, 2005 12:44 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 26, 2004 2:37 am
مشاركات: 83
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتكلم اليوم عن فتور الوحى بعدما بدأ

زاد الزهرى على حديث السيدة عائشة الذى سقناه من البخارى فقال :

" و فتر الوحى حتى حزن النبى صلى الله عليه و سلم – فيما بلغنا – حزنا غدا منه مرارا لكى يتردى من رءوس شواهق الجبال, فكلما أوفى بذروة جبل لكى يلقى منه نفسه تبدى له جبريل, فقال يا محمد, إنك رسول الله حقا, فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه, فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا لمثل ذلك, فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك "

وهكذا أخرج الحديث بهذه الزيادة أحمد (232/6 – 233) و أبو نعيم (68-69) و البيهقى (393/1-395) من طريق عبد الرزاق عن معمر.

و نرى أن معمر تفرد بهذه الزيادة دون يونس و عقيل فهى إذا شاذة

كما أنها مرسلة معضلة كما جزم الحافظ فى الفتح (302/12) فقال :

"هو من بلاغات الزهرى و ليس موصولا " بدليل قول الزهرى " فيما بلغنا"

فهذه الزيادة من الأحاديث الضعيفة التى لا تصح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلا يجوز أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاول الإنتحار لفتور الوحى كما يدعى ذلك بعض المستشرقين

و اختلف فى الزمن الذى فتر فيه الوحى فقيل ثلاث سنوات و قيل أقل من ذلك و الراجح ما رواه البيهقى من أن المدة كانت ستة أشهر ( فمن يريد فليرجع إلى فتح البارى (1/21)

وكما فى مسند أبي عوانة2 (1/103):

قال ابن شهاب فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن جابر ابن عبد الله وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه:

فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منع فرقا فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله

" يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر "

وهي الأوثان قال ثم تتابع الوحي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 38 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط