السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نتكلم اليوم عن فتور الوحى بعدما بدأ
زاد الزهرى على حديث السيدة عائشة الذى سقناه من البخارى فقال :
" و فتر الوحى حتى حزن النبى صلى الله عليه و سلم – فيما بلغنا – حزنا غدا منه مرارا لكى يتردى من رءوس شواهق الجبال, فكلما أوفى بذروة جبل لكى يلقى منه نفسه تبدى له جبريل, فقال يا محمد, إنك رسول الله حقا, فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه, فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا لمثل ذلك, فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك "
وهكذا أخرج الحديث بهذه الزيادة أحمد (232/6 – 233) و أبو نعيم (68-69) و البيهقى (393/1-395) من طريق عبد الرزاق عن معمر.
و نرى أن معمر تفرد بهذه الزيادة دون يونس و عقيل فهى إذا شاذة
كما أنها مرسلة معضلة كما جزم الحافظ فى الفتح (302/12) فقال :
"هو من بلاغات الزهرى و ليس موصولا " بدليل قول الزهرى " فيما بلغنا"
فهذه الزيادة من الأحاديث الضعيفة التى لا تصح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلا يجوز أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاول الإنتحار لفتور الوحى كما يدعى ذلك بعض المستشرقين
و اختلف فى الزمن الذى فتر فيه الوحى فقيل ثلاث سنوات و قيل أقل من ذلك و الراجح ما رواه البيهقى من أن المدة كانت ستة أشهر ( فمن يريد فليرجع إلى فتح البارى (1/21)
وكما فى مسند أبي عوانة2 (1/103):
قال ابن شهاب فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن جابر ابن عبد الله وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه:
فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منع فرقا فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله
" يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر "
وهي الأوثان قال ثم تتابع الوحي
|