علاء كتب:
روح من الخالق نور ..
روح موصوفة بالنبوة ..
روح حملت الرسالة ..
روح ستحمل اللواء ..
روح ترحم وتشهد وتبشر وتنذر ..
من أين نبدأ ؟ ومن أين ننتهي ؟
فقد كان نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين .. بل ولا مكان ولا ممكن ولا مكين ..
كان نبيا ولا جبريل ولا ميكال .. بل ولا قيل ولا قال ..
كان نبيا ولا عرش ولا ساق .. بل ولا سدرة منتهى ولا أوراق ..
خلقه الله نورا .. وخلق لأجله النبوة ..
ومقام النبوة هو متعلق بما بين الله ومحمد ..
أما مقام الرسالة فهو متعلق بإيصال ذلك الى الخلق ..
الله نبأ محمدا فصار نبيا .. ثم خلق خلقا ورحمهم بإرساله اليهم .. وامره أن ينبئ هذا الخلق ببعض ما أنبأه به مسبقا فصار رسولا وظهر مقام الرسالة ..
( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) ..
خلقه ونبوته كانت سابقة للعالمين .. ولكن الارسال (الرسالة) ظهر بعد خلق العالمين ..
يا أيها ( النبي ) إنا ( أرسلناك ) .. يا نبيي إذهب إليهم رسولا ..
أما كنت نبيا وآدم منجدل في طينته .. فلا تعني انها بداية نبوته انتبه ! ..
وإنما تعني إظهار شيء من قدم وتقدم نبوته .. كما يقول لك فلان من الناس وهو اكبر منك في السن ( كنت اذهب الى المدرسة وانت في بطن امك) ..
لا يعني هذا أن بداية دخوله المدرسة هي وانت في بطن امك .. بل تعني انه حالة وجودك في بطن امك هو كان في المدرسة مسبقا .. ولكنك لا تعرف متى دخل هو المدرسة ..
هذا والحديث عن وقت نبوته .. فكيف بالحديث عن وقت خلقه او خلق حقيقته ؟!
وقد يسأل سائل لماذا سأل آدم ربه أن يغفر له برسوله محمد وليس بنبيه محمد ؟
فإن مسألة آدم لله أن يغفر له برسوله وليس بنبيه سببها أنه كما اخبرنا ( الرسالة ) متعلق من متعلقات الخلق بمحمد .. والذي كتب على العرش هو إنما كتب للخلق ولأجل الخلق وليراه الخلق وليس متعلقا (بالله ومحمد ) ..
فسيدنا محمد نبي الله ورسوله الى خلق .. لذلك تأمل ذلك جيدا .. لا نقول نبي إلى الخلق وإنما نقول رسول الى الخلق .. و اعم واشمل ..
لذلك ادم قرأ محمد رسول الله .. لأن سيدنا محمد رسول الله حتى الى العرش !!!
وقد يسأل سائل وهل ادم اول من امن بمحمد كرسول ؟
فهذا متأخر جدا ...
سيدنا محمد هو اول من آمن بنفسه ( آمن الرسول ) .. فمتى آمنت أنت ؟
وأين ادم من العرش ؟
وأين خلقه من خلق حملة العرش .. الكروبيون .. العاليين .. سكان الملأ الاعلى .. اهل السدرة .. سكان سرادقات العرش سرادقات المجد .. اهل الحجب وانوار الحجاب ال70 الف حجاب .. الارواح والانوار العلوية .. الروحانيات .. الطين والتراب والماء نفسه الذي خلق منه ادم سبق ايمانه بسيدنا محمد ايمان آدم ..
الكل يعرف سيدنا محمد .. وتأمل في قول ملائكة كل سماء لجبريل في المعراج عندما يستفتح .. فيقال من معك ؟ فيجيب ( محمد )
فيقال : أوأرسل إليه ؟!!
يعني يعرفونه ..
وينتظرون أن يؤمر ويرسل ( فيظهر ) ..
مقام النبوة جلالي .. ومقام الرسالة جمالي ..
ومقام الحمد كمالي (المقام المحمود) ..
إن اول ما خلق الله .. نور النبي صلى الله عليه وسلم .. وكان يحبه كثيرا ...
وكان يحبه كثيرا ...
وكان يحبه كثيرا ..
وكان يحبه كثيرا ....
وقتها لم يكن أحد سوا الله ورسوله .. عدم وعماء .. وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقتها في خلوة مع ربه .. فأين كان الخلق ؟
لا تحسبن خلواته كانت بداية من حراء !!
لا والذي خلق آدم وحواء إن هذا إلا إفتراء !!
اختلى مع ربه إذ لا آدم ولا طين ولا ماء !!
فقد أتى والله حين من الدهر لم يكن الخلق فيه شيئا مذكورا .. إلا نور روح عبد واحد ..
وقد أتى والله دهر علم الرحمن فيه القرآن لنور روح عبد واحد ..
كل ما ذكرناه مستند على شرع وادلة ..
قد يحتاج البعض لسرد هذه الادلة حتى يستقر الاعتقاد واليقين بصدق ذلك في قلبه .. ولكن .. قد لا يحتاج البعض الاخر لأدلة .. لأن انوارا محمدية خالصة مخصوصة قد دخلت صدره واستقرت في قلبه ..
فيفهم ..فيعرف ... فيعلم ..
اللهم عطف علينا قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم .. وارزقنا يا رب حب قلبه الشريف ..
القلب الممكن .. القلب الذي قال عنه جبريل :
(( قلب )) .. يعني قلب شديد شديد ..
يحتمل ما لا يحتمله شيء ..
وإذا كان ماء زمزم لما شرب له ..
فإن قلب سيدنا النبي لما أحببته له ..
قلبه لما تعلقت به له ..
سيدنا النبي لما أحب له .. وذكره لما ذكر له ..
والصلاة عليه لما صليت عليه له ..
وماء وصاله لما شرب له ..
حبيت سيدنا النبي للدنيا .. حتاخد دنيا وزيادة
حبيت سيدنا النبي للآخرة .. حتاخد آخرة
حبيت سيدنا النبي دنيا وآخرة .. تاخد دنيا وآخره
حبيت سيدنا النبي لذاته ؟ .. فالمرأ مع من أحب .. ومعيته أكبر من فهمي وفهمك ..
حبيت سيدنا النبي لله .. فقد صدقت في حبك
(( أحبوني لحب الله )) .. فأبشر بالله
من بعد الحب أدب .. ومن بعد الأدب .. شوق
شوق يفتت الأكباد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
هل له مقياس؟
أحيانا تهيم النفس اشتياقا له .. وأحيانا تبحث النفس عن هذا الشوق فلا تجده .. فتشعر تلك النفس بالنفاق والكذب ..
وليس كذلك .. وإنما ساعة وساعة
لا يصح كلام عن الشوق الى رسول الله إن لم يبتدئ هذا الكلام بشوق الله إليه ..
إن أشد من اشتاق الى رسول الله هو الله عز وجل
( يا رسول الله .. قد طال شوق الله إليك ) .. هذا كان بعضا من كلام جبريل لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ..
لما كان يوم وفاة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
نزل جبريل الى سيدنا النبي .. وهبط معه ملك الموت .. ونزل معهم ملك يقال له اسماعيل ..
اسماعيل لم يصعد للسماء قط .. ولم ينزل للأرض قط ! ..
ينزل اسماعيل وفي صحبته سبعين الف ملك ..
كل ملك منهم تحته سبعين ألف ملك ..
سبقهم جبريل .. فقال :
يارسول الله .. إن الله ارسلني إليك اكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك .. يسألك عما هو أعلم به لك .. ويقول لك : كيف تجدك ؟
فقال سيدنا النبي وقد طال شوقه لله : أجدني يا جبريل مغموما ومكروبا ..
غم وكرب ما بين الشوق لله والحرص على الأمة ..
قال جبريل : يا رسول الله هذا ملك الموت يستأذن عليك .. ولا يستأذن على آدمي بعدك ..
فأذن له .. فدخل .. فوقف بين يدي رسول الله وقفة المتأدب المشتاق المشفق ..
فقال يا رسول الله يا أحمد :
إن الله أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني به .. فإن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ..
وإن أمرتني أن أتركها تركتها ..
قال سيدنا النبي : وتفعل يا ملك الموت؟
قال : بذلك أمرت أن أطيعك ..
فقال جبريل :
(( يا أحمد .. إن الله قد اشتاق إليك ))
قال سيدنا النبي : فامض يا ملك الموت لنا أمرت به
فقال جبريل وقد صار يبكي : السلام عليك يا رسول الله .. هذا آخر مواطئي الارض ..
" إنما كنت حاجتي من الدنيا "!!!!
وهكذا .. فقد أجاب سيدنا النبي داعي الشوق ..
اشتاق الله .. اشتاقت الملائكة ..
عن حنظلة بن الربيع الأسيدي قال :
لقيني أبو بكر قال : كيف أنت يا حنظلة ؟ قلت : نافق حنظلة .
قال : سبحان الله ما تقول ؟ !
قلت : نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيرا .
قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( وما ذاك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده ، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ! ساعة وساعة " ثلاث مرات
ومن اعلى مراتب الشوق والحب ..
مرتبة وصل لها سيدنا عمر ..وهي مرتبة احب اليك من نفسك ومالك وولد والناس اجمعين .. وهذه المرتبة ليست قول باللسان ..
إنما هي مرتبة تتحقق بإقرار سيدنا النبي .. يثبتها ويقرها سيدنا النبي وحده ..
فإن قال لك ( الآن يا فلان ) كما قال لسيدنا عمر: (الآن يا عمر ) .. فقد تحققت بهذه المرتبة
والمرتبة التي تعلوها .. وصلها سيدنا الصديق ..
مرتبة فناء كامل لا غيبة فيها عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
عبر عنها الصديق بقوله ( وانا يا رسول الله احب من الدنيا ثلاث .. النظر اليك .. والجلوس بين يديك . وانفاق مالي عليك )
فناء كامل .... غيبوبة
واحيانا يكون السكون عن هذا الشوق لفترة رحمة .. !
كما ابتعد سيدنا بلال عن المدينة .. لان الشوق كاد ان يحرقه ويفتت كبده ..
وليس بمستغرب .. فلقد كانت تشم بعض الصحابة رائحة احتراق كبد الصديق من شوقه لرسول الله..
تقول اسماء بنت عميس .. كان ابو بكر يدخل الى البيت في اخر الليل .. فيتجه الى ركن في البيت .. ويضم ركبتيه الى صدره ويديه على رأسه .. ويأن ويأن على رسول الله ..
لكن لم يكن يظهر ذلك للمسلمين ..
في اخر ايامه .. لوحظ انه كان كثيرا ما يلتفت لسيدنا عمر ويقول ..( واشوقاه لرسول الله يا عمر )
يعني وكأن سيدنا ابو بكر نسي وذهل عن انه كائن حي .. و كأنه ينظر لصاحب رسول الله لانه يذكره برسول الله ..
وكأنه يقول بنظرته أتذكر رسول الله يا عمر؟
وكأنه ينظر لسيدنا عمر نظرة الرحمة لأنه سيطول شوقه لرسول الله اذ سيمكث في الدنيا 10 سنين باقية ..
بل ومن اقل مراتب العشق .. الصحابي الذي يصيبه الغم من صلاة العشاء لصلاة الصبح لأنه يشتاق لرسول الله!
كان أنس بن مالك يوضئ الرسول صلى الله عليه و سلم فإذا بقطرة تنزل على الرسول فرفع رأسه فإذا بأنس يبكي فقال له الرسول : مالك قال : يا رسول الله توحشني من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر
فإذا مرت عليك يا مسلم فترة 10 ساعات تقريبا او كما بين العشاء للفجر ولم تفكر في سيدنا النبي او لم تشتاق له او لم يطرأ على قلبك وبالك .. فأين أنت ؟
فأنت لم ترقى سلمة واحدة بعد في سلم العاشقين
الامام علي قال في وصف سيدنا النبي ( لم أرى قبله ولا بعده مثله ) ..
يعني أقول ايه وأوصف ايه .. انتو بتقولوا ايه ..
يعني كأنه يقول ما في كلام يعبر ولا حروف توصف .. لاجل ذلك اعطيكم الخلاصة ما شفت قبله ولا بعده
هذا وهو امام وسيد البلاغة والنحو !!
لأن اللسان الناطق بسر المحبة .. صعب جدا انه يصف
لذلك ما وصف ابو بكر الصديق سيدنا النبي ...
ولا سيدنا عمر ....
ولا سيدنا عثمان ....
يصفون بلسان العشق .. وليس بلسان العضل
وبعض العشاق من أهل حضرات الصلاة على رسول الله لهم مقاييس خاصة ..
هي حضرات للمستهترين بالصلاة على رسول الله..
اهلها اقوام يصلون على رسول الله حتى يقال مجانين ..
أهلها كأنهم ملائكة في أحوالهم في الصلاة على رسول الله ..
هذه الحضرات خاصة للصلاة على رسول الله .. فيها رجال .. كل رجل له مجلسه .. مجلسه لا يتغير كل ليلة .. وكل مجلس برقم .. هذا مجلس فلان وهذا مجلس فلان وهذا فلان ..
وفي الحضرة والمجلس صفوف ..
الاقرب فالأقرب ( الاكثر صلاة فالأكثر )
البعض يحضر بجسده .. البعض يحضرها بروحه ..
البعض يحضرها في منامه ورؤياه ..
البعض يحضر برائحته على سبيل التمهيد والتحضير لحضوره روحا وجسدا فيما بعد ..
بعضهم تظهر روائحهم في الحضرة .. فتلفت انتباه اهل الحضرة .. فيعرفهم سيدنا النبي على صاحب هذه الرائحة ..
فيقول سيدنا النبي : هذه رائحة فلان ابن فلان وسيلتحق بكم بعد كذا وكذا من الوقت ..
بعد تعريف سيدنا النبي له بعد ظهور رائحته .. يشتاق له أهل ورجال الحضرة .. يتوجهون له .. يدعون له .. وينتظرون قدومه وهلاله عليهم ..
فإذا جاء موعد دخوله والفتح .. رحبوا به وكبروا وهللوا .. فيذهل من هول معرفة الرجال له ..
(( في حضرة الصلاة على سيدنا النبي .. عندهم من يقل عن ال10000 صلاة يوميا لا يسمى بينهم عاشق ! ..)) و هو مقصر كثيرا
ونستغفر الله ونتوب إليه ..
وصل اللهم على من تحبه كثيرا وعلى اله وصحبه وسلم