علاء كتب:
كلم الله موسى تكليما.. فهو الكليم عليه السلام..
وأحب الله محمدا حبا.. فهو الحبيب
صلى الله عليه وسلم..
كلم الله سيدنا موسى عند الطور.. نعم
ولكن.. هل كلم الله حبيبه فقط عند السدرة وبعدها؟
وهل تعلم أن الله عز وجل كلم النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته الشريفة ليلا ؟!
كلمه في بيته.. كلمه في خلوته.. وأن النبي صلى الله عليه وسلم أجابه ورد عليه ولباه.. ثم كان بين الله ورسوله سؤال وجواب وكلام..
وفي تلك الليلة علم الله عز وجل نبيه أمورا وأمورا وعلمه علوما من علوم الإحسان والتزكية والأخلاق الربانية..!!!!
نعم.. فذات ليلة من لياليه المباركة الموصولة بجناب الحق..
وبينما جسده مدثر بالفراش.. وقلبه مزمل بالله..
وبينما عيناه الشريفتان نائمتان وقلبه لا ينام مع الله عز وجل يقظان ..
إذ أيقظ قلبه الشريف عيناه الشريفة وجسده الطاهر أن يا أيها المزمل قم الليل.. قم وارفع رأسك ثم اسجد واقترب..
قام المزمل صلى الله عليه وسلم يفوح المسك من عرق جسده الشريف.. قام وما مثله يقوم لله قائم..
ومعلوم أن السيدة عائشة كانت تتفقد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نومها في الليل.. تحب قربه.. فطالما كانت تشم رائحة عرق وطيب النبي صلى الله عليه وسلم فهي في أمان.. ذلك أن حبيبها صلى الله عليه وسلم موجود معها في حجرتها..
فإذا فقدت روحها ريحه.. فتحت عينيها فلم تجده.. فخرجت تبحث عن النور..
لما تفوح رائحة المسك من جسده.. تتنعم السيدة عائشة بنعيم رائحة مسك رسول الله صلى الله عليه وسلم العنبري.. فتتقلب لله على أثر ريحه الشريف صلى الله عليه وسلم ..
نعم تتقلب السيدة عائشة لله.. لأن شم ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنعم به والتفكر فيه "عبادة"
فكما يمكن لك أن تذكر الله ولو بقلبك فقط وأنت تتقلب على جنبيك..
كانت هي تشم ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تتقلب على جنبيها..
.................................
.................................
سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لا يشقى به محبه..
بل لا يشقى به الكافر!!
سيدنا النبي يقوم لله.. والسيدة عائشه نائمة بقربه.. يمس جسدها جسده حتى في سجوده.. فكيف تشقى به؟!!
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ًمنِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ...
ولما يقوم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه ليقوم الليل.. يقوم لقومته أهل السموات والملأ الأعلى..
فالكل وقوف.. والكل يحني الرؤوس.. ففي قيام العابد الكامل صاحب لواء الحمد.. يستحي الجميع.. فتكون عبادتهم الصمت.. وذكرهم المشاهدة..
واهل الملأ الأعلى لما يرون ما يرون بما يؤذن لهم من شهود قيام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لربه يسبحون ربهم فيقولون "سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك" ..
لذلك فالعجب كل العجب من حال السيدة عائشة رضي الله عنها..
فكيف كانت تطيق بشكل شبه يومي شهود قيام الحبيب صلى الله عليه وسلم لله في غسق الليل؟! إذ لا ظهور لشيء إلا نور النبي صلى الله عليه وسلم وصوته الشريف يناجي ربه بما أنزل إليه وعليه.. وكأن كل شيء معدم..
في ثلث الليل الآخر.. لا ظهور لشيء إلا النبي صلى الله عليه وسلم..
هنا يمكنك أن تفهم شيء من معاني تتزلات الرحمة الإلهية "ينزل ربنا" وكيف تربط ذلك بأن حضرة النبي هو القاسم والله هو المعطي..
في معاينة السيدة عائشة للحجرة سكون وظلمة الليل إذ لا مصباح ولا قبس..
ولكن في مشاهدتها بإذن حبيبها يشرق من عند رأسها قمر قائم يقول
" الله أكبر"...
السيدة عائشه في الليل.. تشاهد وتشهد ما لا يشهده أحد مما سواها..
لما يقرأ سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الفاتحة فيقول" الحمد لله رب العالمين "..
فإن السيدة عائشة تكاد أن تسمع من شدة الشهود "حمدني عبدي" !!!!
يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لما تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكبر للصلاة فيقول" الله أكبر "..
عندها توقن أن الدنيا كلها إلى عدم.. وأن الباقي الحي القيوم الذي لا يموت وهو القادر بلا معين ولا ظهير وهو واحد أحد إسمه" الله" هل تعلم له سميا؟ فاسأل به خبيرا..
وبمجرد أن يتلو النبي صلى الله عليه وسلم القرأن.. تدرك كما أدركت السيدة عائشة كل ليلة بالتخفيف :
"فإنما يسرناه بلسانك"
يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لما ترى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لله قائما.. وترى ما تأثرت به أقدامه الشريفة من أثر شرف القيام.. وترى ما احمرت به عيناه من أثر البكاء .. فإنك تدرك :
"إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا "
يتبع بمشيئة الله....