اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm مشاركات: 2368
|
(فصل في ذكر شيء من معجزاته صلى الله عليه وسلم أعظمها القرآن المجيد كلام الله تعالى المتلو آناء الليل والنهار، وقد أعجز الجن والإنس فلا يقدرون على أن يأتوا بسورة من مثله، بل ولا آية. وكل معجزات الأنبياء عليهم السلام انقطعت بموتهم إلا معجزته صلى الله عليه وسلم . وانشق له القمر كما نطق به القرآن العظيم، وصح من طرق. وكلمه الضب كما رواه الحاكم في "صحيحه". وأخبر صلى الله عليه وسلم أن خزائن كسرى تنفقها أمته في سبيل الله تعالى، وأن ملك كسرى والروم يفتح، فكان كذلك، وأن المسلمين يقاتلون قوما صغار الأعين عراض الوجوه ذلف الأنوف؛ أي: فسطها. وأن الشام واليمن تفتحان. وأن أمته عليه السلام تفتح مصر أرضا يذكر فيها القيراط. وأن أويسًا القرني رضي الله عنه يقدم في أمداد اليمن، وكان به برص فبرئ إلا قدر درهم. وهاجت ريح شديدة فقال عليه السلام:"هذه الريح لموت منافق"، قال جابر رضي الله عنه: فقدمنا المدينة فوجدنا عظيما من المنافقين قد مات. وآكل صلى الله عليه وسلم من شاة لقمة ثم قال :"هذه تخبرني بأنها أخذت بغير أذن أهلها" فإذا هو كما قال. وتحرك الجبل فقال:"اسكن؛ فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيدان"، فسكن، وكان هو صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم عليه. وفي "صحيح" مسلم رحمه الله :"إن الله تعالى زوى لي الأرض؛ فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها". وفي البخاري رحمه الله تعالى:"نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم بالحديبية،فتوضئوا وشربوا وهم خمس عشرة مئة، ومرة أخرى وهم ثلاثمئة، ومرة وهم ما بين السبعين إلى الثمانين". وحديث المزادتين قال عمران رضي الله تعالى عنه: شربنا منهما ونحن نحو الأربعين فلم تنقصا. وسبح في كفه صلى الله عليه وسلم الحصى، وكذلك الطعام كان يسمع تسبيحه وهو يؤكل. وسلم عليه صلى الله عليه وسلم الحجر. وشهد الذئب بنبوته صلى الله عليه وسلم. ومر في سفره ببعير يستقى عليه الماء، فلما رآه جرجر؛ أي:صوت، فقال:"إنه شكا كثرة العمل وقلة العلف". ومر ببعير آخر في حائط فلما رآه حن وذرفت عيناه، فقال لصاحبه:"إنه شكا أنك تجيعه". وسجد له صلى الله عليه وسلم بعيران عجز صاحبهما عنهما من شدتهما. وجاءت شجرة تشق الأرض حتى قامت عنده وهو نائم فسلمت عليه صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم. وأمر شجرتين فاجتمعا حتى قضى حاجته خلفهما، ثم أمرهما فتفرقتا. ودعا صلى الله عليه وسلم عِذقا فنزل من عذقه حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز في الأرض حتى أتاه، ثم قال له:"ارجع" فرجع مكانه. وأمر صلى الله عليه وسلم بنحر ست بدنات، فجعلن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ. وأصيبت عين قتادة بن النعمان رضي الله تعالى عنه يوم أحد حتى وقعت على وجنته، فردها صلى الله عليه وسلم بيده، فكانت أصح عينيه وأحدهما، وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى. وتفل صلى الله عليه وسلم في عين على رضي الله عنه يوم خيبر وكان قد أرمد فبرئ من ساعته. وأتاه وهو شاك فدعا له فما اشتكى وجعه ذلك. وكسرت رجل عبد الله بن عتيك رضي الله عنه فمسحها صلى الله عليه وسلم بيده؛ فبرئت من وقته. وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يقتل أمية بن خلف فكان كما قال. وأخبر صلى الله عليه وسلم بمصارع المشركين ببدر فقال:"هذا مصرع فلان، هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله تعالى". فلم يعد واحد منهم مصرعه الذي سماه صلى الله عليه وسلم. وأن طوائف من أمته يركبون البحر غزاة في سبيل الله عز وجل كالملوك على الأسرة، وأن أم حرام خالة أنس بن مالك رضي الله عنهما معهم فكان كذلك. وأخبر صلى الله عليه وسلم أن عثمان رضي الله عنه تصيبه بلوى فيقتل صابرا. وقال صلى الله عليه وسلم للحسن رضي الله عنه:"إن ابني هذا سيد وسيصلح الله تعالى به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، فسلم الأمر لمعاوية رضي الله عنهما. وأخبر صلى الله عليه وسلم بقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة مقتله، وبمن قتله؛ وهو بصنعاء من اليمن فجاء كما قال. وأخبر صلى الله عليه وسلم بمثل هذا عن كسرى، وكان كذلك. وقال صلى الله عليه وسلم لرجل يدعي الإسلام وهو في القتال معه:"إنه من أهل النار"؛ فصدق الله قوله بأن نحر نفسه. وشُكى إليه صلى الله عليه وسلم قحوط المطر وهو على المنبر؛ فدعا الله تعالى وما في السماء قزعة؛ أي: قطعة سحاب، فثار سحاب أمثال الجبال، فمطروا إلى الجمعة الأخرى، فشُكى إليه صلى الله عليه وسلم كثرة المطر فدعا الله فرفعه في الحال. وأطعم صلى الله عليه وسلم أهل الخندق وهو ألف من صاع شعير. وأطعم صلى الله عليه وسلم الجماعة من تمر يسير لم يملأ كفيه. وأطعم صلى الله عليه وسلم في منزل أبي طلحة ثمانين رجلا من أقراص شعير جعلها أنس رضي الله عنه تحت إبطه حتى شبعوا، وبقى كما هو. وأمر صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزود أربعمئة راكب من تمر قليل، فزودهم وبقى كأنه لم ينقص. وأطعم صلى الله عليه وسلم الجيش من مزود أبي هريرة رضي الله عنه حتى شبعوا، ثم رد ما بقي منه، وكان وضعه في يده ودعا له فأكل منه مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما قتل عثمان رضي الله عنه ذهب وحمل منه نحو خمسين وسقا في سبيل الله تعالى رضي الله عنه وأطعم في بنائه بزينب بنت جحش رضي الله عنها من قصعة أهدتها له أم سليم رضي الله عنها خلقا كثيرا، ثم رفعت وهي كما هي. واصطفاه الله تعالى بالمحبة والخلة والقرب والدنو والمعراج، والصلاة بالأنبياء عليهم السلام، وبالشهادة، ولواء الحمد، والوسيلة، والبشارة والنذارة، والهداية والأمانة والرحمة للعالمين، وإعطاء الكوثر، والرضا وإتمام النعمة، ومغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشرح الصدر، ووضع الوزر, ورفع الذكر، وعزة النصر، والتأييد بالملائكة, ونزول السكينة، وإيتاء الكتاب والحكمة والسبع المثاني، وإجابة دعوته، والقسم باسمه صلى الله عليه وسلم، ورد الشمس، وقلب الأعيان، وظل الغمام، والإبراء من الآلام والعصمة من الناس والاطلاع على الغيب، وصلاة الله تعالى عليه والملائكة إلى غير ذلك من المعجزات، وما أعده الله له في الدار الآخرة. صلى الله عليه وسلم كلما ذكره الذكرون وغفل عن ذكره الغافلون، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد وآله أجمعين.)
تمت الرسالة اللطيفة.
_________________ اللهم صل على سيدنا محمد باب الاستجابة نبي التوبة و الإنابة صاحب طيبة المستطابة والرفعة المهابة وعلى آله وسلم
|
|