موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 20, 2005 12:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الذكـر[/align]

[B][B]قال الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }الأحزاب41 .

عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم
من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم
ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى".

قال أبو على الدقاق : الذكر ركن قوى فى طريق الحق سبحانه وتعالى بل هو
العمدة فى هذا الطريق ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر ؛ والذكر
على ضربين : ذكر اللسان وذكر القلب فذكر اللسان به يصل العبد إلى استدامة
ذكر القلب ، والتاثير لذكر القلب فإذا كان العبد ذاكراً بلسانه وقلبه فهو الكامل
فى وصفه فى حال سلوكه .
ويقول أيضاً : الذكر منشور الولاية فمن وفق للذكر فقد أعطى المنشور ومن
سلب الذكر فقد عزل .

وقيل : ذكر الله بالقلب سيف الرميدين به يقاتلون أعداءهم وبد يدفعون الآفات
التى تقصدهم وإن البلاء إذا أظل العبد ففزع بقلبه إلى الله تعالى يحيد عنه
فى الحال كل ما يكرهه .

سُئل الواسطى عن الذكر فقال : الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة
على غلبة الخوف وشدّة الحب .

يقول ذو النون : من ذكر الله تعالى ذكراً على الحقيقة نسى فى جنب ذكره كل
شىء وحفظ الله تعالى عليه كل شىء وكان له عوضاً عن كل شىء .

يقول الشبلى : أليس الله تعالى يقول أنا جليس من ذكرنى ؟!. ما الذى استفدتم
من مجالسة الحق سبحانه ؟
وقد سُمع ينشد فى مجلسه :

[poet font="Simplified Arabic,4,seagreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ذكرتك لا لأنى نسيتك لمحة"="وأيسر ما فى الذكر ذكر لسانى
وكدت بلا وجد أموت من الهوى"="وهام علىّ القلب بالخفقان
فلما أرانى الوجد أنك حاضرى"="شهدتك موجوداً بكلّ مكان
فخاطبت موجوداً بغير تكلم"="ولاحظت معلوماً بغير عيان
[/poet]

سأل الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى الأستاذ أبا على الدقاق رحمهما الله فيقول :
الذكر أتم أم الفكر ؟ فقال الدقاق : ما الذى يقع للشيخ منه ؟ فقال الشيخ :
عندى الذكر أتم من الفكر لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر
وما وصف به الحق سبحانه أتمّ مما اختص به الخلق فاستحسنه الأستاذ أبا على
الدقاق رحمه الله تعالى .

وقال سهل بن عبد الله : ما من يوم إلا والجليل سبحانه ينادى : عبدى ما أنصفتنى
أذكرك وتنسانى وأدعوك إلىّ وتذهب إلى غيرى وأذهب عنك البلايا وأنت معتكف
على الخطايا ، يا ابن آدم ما تقول غداً إذا جئتنى .

وقال الحسن : تفقدوا الحلاوة فى ثلاثة أشياء : فى الصلاة والذكر وقراءة القرآن
فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.

ويحكى حامد الأسود فيقول : كنت مع إبراهيم الخواص فى سفر فجئنا إلى موضع
فيه حيات كثيرة فوضع ركوته وجلس وجلست فلما كان برد الليل وبرد الهواء خرجت
الحيات فصحت بالشيخ فقال : اذكر الله تعالى . فذكرت فرجعت ثم عادت فصحت به
فقال مثل ذلك فلم أزل إلى الصباح فى مثل تلك الحالة فلما أصبحنا قام ومشى
ومشيت معه فسقطت من وطائه حية عظيمة قد تطوّقت به . فقلت : ما أحسست ؟!
فقال : لا منذ زمان ما بت ليلة أطيب من البارحة .
وقال أبو عثمان : من لم يذق وحشة الغفلة لم يذق طعم أنس الذكر .

يقول الجريرى : كان بين أصحابنا رجل يكثر أن يقول الله الله فوقع يوماً على رأسه
جذع فانشج رأسه وسقط الدم فاكتتب على الأرض الله الله .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 23, 2005 1:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الفتـوة[/align]

قال الله تعالى : { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }الكهف13 .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الله تعالى فى حاجة العبد
مادام العبد فى حاجة أخيه المسلم ".

قال أبو على الدقاق : أصل الفتوة أن يكون العبد أبداً فى أمر غيره .
وقال هذا الخلق لا يكون كماله إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن
كل أحد فى القيامة يقول نفسى نفسى وهو صلى الله عليه وسلم يقول
أمتى أمتى .

وقال أيضاً : اعلم أن من الفتوة الستر على عيوب الأصدقاء ولاسيما إذا
كان لهم فيه شماتة الأعداء .

يقول الفضل : الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان .

وقيل : الفتوة أن لا ترى لنفسك فضلاً على غيرك .
وقيل : الفتوة أن لاتهرب إذا أقبل السائل . وقيل أيضاً: أن لا تحتجب من القاصدين ؛
وقيل : أن لا تدخر ولا تعتذر ؛ وقيل : إظهار النعمة وإسرار المحنة .

سُئل الجنيد عن الفتوة فقال : أن لا تنافر فقيراً ولا تعارض غنياً .
وقال أيضاً : الفتوة كف الأذى وبذل الندى .

وقال النصراباذى : المروءة شعبة من الفتوة وهو الإعراض عن الكونين
والأنفة منهما .

يقول عبد الله أحمد بن حنبل : سُئل أبى ما الفتوة ؟ فقال : ترك ما تهوى
لما تخشى .

وقال سهل بن عبد الله : الفتوة اتباع السنة .

وقيل : سأل شقيق البلخى جعفر بن محمد عن الفتوة فقال : ما تقول أنت ؟
فقال شقيق : إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا . قال جعفر : الكلاب عندنا
بالمدينة كذلك تفعل . فقال شقيق : يا ابن بنت رسول الله ما الفتوة عندكم ؟
فقال : إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا .

يُحكى أنه اتخذ بعضهم دعوة وفيهم شيخ شيرازى فلما أكلوا وقع عليهم النوم
فى حال السماع فقال الشيخ الشيرازى لصاحب الدعوة : إيش السبب فى نومنا ؟
فقال : لا أدرى اجتهدت فى جميع ما أطعمتكم إلا الباذنجان فلم اسأل عنه .
فلما أصبحوا سألوا بياع الباذنجان . فقال : لم يكن لى شىء فسرقت الباذنجان
من الموضع الفلانى وبعته . فحملوه إلى صاحب الأرض ليجعله فى حل .
فقال الرجل تسألون منى ألف باذنجانة ؟! قد وهبته تلك الأرض ووهبته ثورين وحماراً
وآلة حرث لئلا يعود إلى مثل ما فعل .

ويروى أنه خرج رجل يدعى الفتوة من نيسابور إلى نسا فاستضافه رجل ومعه جماعة
من الفتيان ، فلما فرغوا من الطعام خرجت جارية تصب الماء على أيديهم فانقبض
النيسابورى عن غسل اليد وقال : ليس من الفتوة أن تصب النساء الماء على أيدى
الرجال . فقال واحد منهم أنا منذ سنين أدخل هذه الدار لم أعلم أن امرأة تصب الماء
على أيدينا أم رجلاً .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 26, 2005 1:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الفراسـة[/align]

قال الله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ }الحجر75 –

عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا فراسة المؤمن
فإنه ينظر بنور الله تعالى ".

قال أبو على الدقاق : الفراسة خاطر يهجم على القلب فينفى ما يضادّه وله
على القلب حكم اشتقاقاً من فريسة السبع وليس فى مقابلة الفراسة مجوّزات
للنفس وهى على حسب قوة الإيمان فكل من كان أقوى إيماناً كان أحدّ فراسة .

يقول الكتانى : الفراسة مكاشفة اليقين ومعاينة الغيب وهو من مقامات الإيمان .
وقيل كان الشافعى ومحمد بن الحسن رحمهما الله تعالى فى المسجد الحرام
فدخل رجل فقال محمد بن الحسن أتفرس أنه نجار ، وقال الشافعى أتفرس أنه
حداد فسألاه فقال : كنت قبل هذه حداداً والساعة أنجر .

سئل بعضهم عن الفراسة فقال : أرواح تتقلب فى الملكوت فتشرف على معانى
الغيوب فتنطق عن أسرار الخلق نطق مشاهدة لا نطق ظن وحسبان .
وقيل : فراسة المريدين تكون ظناً يوجب تحقيقاً ، وفراسة العارفين تحقيق يوجب
حقيقة .

كان شاه الكرمانى حادّ الفراسة لا يخطىء ويقول : من غض بصره عن المحارم
وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره بإتباع السنة
وتعودّ أكل الحلال لم تخطىء فراسته .

قال أحمد بن عاصم الأنطاكى : إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق
فإنهم جواسيس القلوب يدخلون فى قلوبكم ويخرجون منها من حيث لا تحسون .

ويحكى أبو العباس ابن مسروق فيقول : دخلت على شيخ من أصحابنا أدعوه
فوجدته على حال رثة فقلت فى نفسى : من اين يرتزق هذا الشيخ ؟! فقال :
يا أبا العباس دع عنك هذه الخواطر الدنيئة فإن لله ألطافاً خفية .

ويُحكى عن الزبيدى قال : كنت فى مسجد ببغداد مع جماعة من الفقراء فلم
يفتح علينا بشىء أياماً فأتيت الخواص لأسأله شيئاً فلما وقع بصره علىّ قال :
الحاجة التى جئت لأجلها يعلمها الله تعالى أم لا ؟ فقلت : بلى . فقال : أسكت
ولا تبدها لمخلوق . فرجعت ولم ألبث إلا قليلاً حتى فتح علينا بما فوق الكفاية .

قال أبو سعيد الخراز : دخلت المسجد الحرام فرأيت فقيراً عليه خرقتان يسأل شيئاً
فقلت فى نفسى : مثل هذا كلّ على الناس فنظر إلىّ وقال - وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ
مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ – قال فاستغفرت فى سرى فنادانى وقال - وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ
التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ -.

ويروى إبراهيم الخواص فيقول : دخلت البادية فاصابتنى شدة فلما بلغت مكة
داخلنى شىء من الإعجاب فنادتنى عجوز : يا إبراهيم كنت معك فى البادية
فلم أكلمك لأنى لم أرد أن اشغل سرّك أخرج عن هذا الوسواس .
قال خير النساج : كنت جالساً فى بيتى فوقع لى أن الجنيد بالباب فنفيت عن قلبى
فوقع ثانياً وثالثاً فخرجت فإذا بالجنيد على فقال : لِمَ لم تخرج مع الخاطر الأول .

ويحكى عن الجنيد أنه كان يقول له السرى تكلم على الناس . فقال الجنيد :
وكان فى قلبى حشمة من الكلام على الناس فإنى كنت أتهم نفسى فى استحقاق
ذلك فرأيت ليلة النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام وكانت ليلة جمعة فقال لى :
تكلم على الناس . فانتبهت وأتيت باب السرى قبل أن أصبح . فدققت عليه الباب
فقال : لم تصدّقنا حتى قيل لك فقعد للناس فى الجامع بالغد فانتشر فى الناس
أن الجنيد قعد يتكلم على الناس فوقف عليه غلام نصرانى متنكراً وقال له : ايها
الشيخ ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا فراسة المؤمن
فإن المؤمن ينظر بنور الله تعالى " فأطرق الجنيد ثم رفع رأسه وقال أسلم فقد حان
وقت إسلامك فأسلم الغلام .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 27, 2005 12:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الخلـق[/align]

قال الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 .

عن أنس رضى الله عنه قال : " قيل يا رسول الله أىّ المؤمنين أفضل إيماناً ؟
قال : أحسنهم خلقاً ".

يقول أبو على الدقاق رحمه الله تعالى : إن الله تعالى خص نبيه صلى الله عليه وسلم
بما خصه به ثم لم يثن عليه بشىء من خصاله بمثل ما أثنى عليه بخلقه فقال عزّ
من قائل : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 .

قال الواصفى : وصفه بالخلق العظيم لأنه جاد بالكونين واكتفى بالله تعالى .

قال أبو على الدقاق : الخلق الحسن أفضل مناقب العبد وبه يظهر جواهر الرجال ،
والإنسان مستور بخلقه مشهود بخلقه .

وقال الحسين بن منصور : معنى الخلق الحسن أن لا يؤثر فيك جفاء الخلق بعد
مطالعة الحق .

ويقول الكتانى : التصوف خلق من زاد عليك بالخلق فقد زاد عليك فى التصوف .

ويروى أنه كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا رأى واحداً من عبيده يحسن الصلاة يعتقه
فعرفوا ذلك من خلقه فكانوا يحسنون الصلاة مراءة وكان يعتقهم فقيل له فى ذلك
فقال : من خدعنا فى الله انخدعنا له .

ويقول الحرث المحاسبى : فقدنا ثلاثة أشياء حسن الوجه مع الصيانة وحسن القول
مع الأمانة وحسن الإخاء مع الوفاء .

قال شاه الكرمانى : علامة حسن الخلق كف الأذى واحتمال المؤن ،
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم
ببسط الوجه وحسن الخلق ".

يقول وهب : ما تخلق عبد بخلق أربعين صباحاً إلا جعل الله ذلك طبيعة فيه .

روى أن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه دعا غلاماً له فلم يجبه
فدعاه ثانياً وثالثاً فلم يجبه فقام إليه فرآه مضطجعاً فقال : أما تسمع يا غلام .
فقال : نعم ، قال فما حملك على ترك جوابى ؟ فقال : أمنت عقوبتك فتكاسلت .
فقال : امض فأنت حر لوجه الله تعالى .

وسئل أبو حفص عن الخلق فقال : ما اختار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم
فى قوله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199 .

وقيل : الخلق أن تكون من الناس قريباً وفيما بينهم غريباً .

قال لقمان لابنه : لا تعرف ثلاثة إلا عند ثلاثة الحليم عند الغضب والشجاع عند
الحرب والأخ عند الحاجة إليه .

وحكى أن إبراهيم بن أدهم خرج إلى بعض البرارى فاستقبله جندى فقال :
أين العمران ؟ فأشار إلى المقبرة فضرب رأسه وأوضحه فلما جاوزه قيل له إنه
إبراهيم بن أدهم زاهد خراسان ، فجاء يعتذر إليه . فقال : إنك لما ضربتنى سألت
الله تعالى لك الجنة . فقال : لِمَ ؟ فقال : علمت أنى أؤجر عليه فلم أرد أن يكون نصيبى
منك الخير ونصيبك منى الشر .

ويحكى أن أبو عثمان اجتاز بسكة وقت الهاجرة فألقى عليه من سطح طست رماد
فتغير أصحابه وبسطوا ألسنتهم فى الملقى . فقال أبو عثمان : لا تقولوا شيئاً ..
من استحق أن يصب عليه النار فصولح على الرماد لم يجز له أن يغضب .

وقيل : الخلق السىء يضيق قلب صاحبه لأنه لا يسع فيه غير مراده كالمكان الضيق
لا يسع فيه غير صاحبه .
وقيل حسن الخلق ان لا تتغير ممن يقف فى الصف بجنبك ، وقيل من سوء خلقك
وقوع بصرك على سوء خلق غيرك .

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : " قيل يا رسول الله ادع الله تعالى على
المشركين فقال إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً ".



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 28, 2005 2:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الجـود والسـخاء[/align]

قال الله عز وجل : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } الحشر9 .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ": السخي قريب من الله قريب من الجنة
قريب من الناس بعيد من النار , و البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس
قريب من النار , ولجاهل سخي أحب الى الله تعالى من عابد بخيل . "

السخاء هو الرتبة الأولى ثم الجود بعده ثم الإيثار .. فمن أعطى البعض وأبقى البعض
فهو صاحب سخاء ، ومن بذل الأكثر وأبقى لنفسه شيئاً فهو صاحب جود ، والذى
قاسى الضرر وآثر غيره فهو صاحب إيثار .

قيل : لقى رجل من أهل منبج رجلاً من أهل المدينة فقال : ممن الرجل ؟ فقال :
من أهل المدينة . فقال : لقد أتانا منكم رجل يقال له الحكم بن المطلب فأغنانا .
فقال المدنى : فكيف وما أتاكم إلا فى جبة صوف ؟! فقال : ما أغنانا بمال ولكنه
علمنا الكرم فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا .

يقول أبا على الدقاق : لما سعى غلام الخليل بالصوفية إلى الخليفة أمر بضرب
أعناقهم . فأما الجنيد فإنه تستر بالفقه وكان يفتى على مذهب أبى ثور ، وأما
الشحام والرقام والنورى وجماعة فقبض عليهم لضرب أعناقهم . فتقدم النورى
فقال السياف : تدرى إلى ماذا تبادر ؟ فقال : نعم . فقال السياف : وما يعجلك ؟
قال : أوثر على أصحابى محياة ساعة . فتحير السياف وأنهى الخبر إلى الخليفة
فردّهم إلى القاضى ليتعرف حالهم . فألقى القاضى على أبى الحسين النورى
مسائل فقهية فأجابه عن الكل ثم أخذ يقول : وبعد فإن لله تعالى عباداً إذا قاموا
قاموا بالله ، وإذا نطقوا نطقوا بالله وسرد الفاظاً أبكى القاضى ، فأرسل القاضى
إلى الخليفة وقال : إن كان هؤلاء زنادقة فما على وجه الأرض مسلم .

سئُل قيس بن سعد بن عبادة : هل رأيت اسخى منك ؟ فقال : نعم نزلنا بالبادية
على إمرأة فحضر زوجها فقالت : إنه نزل بك ضيفان فجاء بناقة ونحرها وقال شأنكم
بها ، فلما كان بالغد جاء بأخرى ونحرها وقال شأنكم بها فقلنا : ما أكلنا من التى
نحرت البارحةإلا اليسير . فقال إنى لا أطعم أضيافى الغابّ فبقينا عنده يومين
أو ثلاثة والسماء تمطر وهو يفعل كذلك فلما أردنا الرحيل وضعنا له مائة دينار
فى بيته وقلنا للمرأة اعتذرى لنا إليه ومضينا فلما متع النهار إذا نحن برجل يصيح
خلفنا قفوا أيها الركب اللئام أعطيتمونى ثمن قراى ثم إنه لحقنا وقال لتأخذنه
وإلا طعنتكم برمحى فأخذناه وانصرف فأنشأ يقول :

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وإذا أخذت ثواب ما أعطيته"="فكفى بذاك لنائل تكديرا
[/poet]

ويحكى عن عبد الله بن جعفر أنه خرج إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم وفيها
غلام أسود يعمل فيها إذ أتى الغلام بقوته فدخل كلب البستان ودنا من الغلام فرمى
إليه الغلام بقرص فأكله ثم رمى إليه بالثانى والثالث فأكله وعبد الله ينظر فقال :
يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ قال : ما رأيت . قال : فلِمَ آثرت هذا الكلب ؟ قال ما هى
بأرض كلاب إنه جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت ردّه . قال : فما أنت صانع اليوم ؟
قال : أطوى يومى هذا . فقال عبد الله بن جعفر : اُلام على السخاء إن هذا
لأسخى منى فاشترى البستان والغلام وما فيها من الآلات فأعتق الغلام
ووهبها له .

وقيل : أتى رجلاً صديقاً له ودق عليه الباب فلما خرج إليه قال : لماذا جئتنى ؟ قال :
لأربعمائة درهم دين ركبتنى . فدخل الدار ووزن له أربعمائة درهم وأخرجها إليه ودخل
الدار باكياً فقال له امرأته هلا تعللت حين شق عليك الإجابة . فقال : إنما أبكى لأنى
لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتى به .

وكان مطرف بن الشخير يقول : إذا أراد أحدكم منى حاجة فليرفعها فى رقعة فإنى
أكره أن أرى فى وجهه ذل الحاجة .

وروى عن أنس بن مالك أنه قال : زكاة الدار أن يتخذ فيها بيت للضيافة .

قال عبد الله بن المبارك : سخاء النفس عما فى أيدى الناس أفضل من سخاء
النفس بالبذل .

يروى بعضهم فيقول : دخلت على بشر بن الحرث فى يوم شديد البرد وقد تعرى
من الثياب وهو ينتفض فقلت : يا أبا نصر الناس يزيدون فى الثياب فى مثل هذا اليوم
وأنت قد نقصت فقال : ذكرت الفقراء وما هم فيه ولم يكن لى ما أواسيهم به فأردت
أن أوافقهم بنفسى فى مقاساة البرد .

وقال إبراهيم بن الجنيد : كان يقال أربعة لا ينبغى للشريف أن يأنف منهم وإن كان أميراً : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وخدمته لعالم يتعلم منه ، والسؤال عما لم يعلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 03, 2005 12:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الغـيرة[/align]

قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }الأعراف33 .

قال النبي صلي الله عليه وسلم :" إن الله يغار و المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي
المؤمن ما حرم الله ". رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم :" لا أحد أغير من الله عز وجل ؛ لذلك حرم الفواحش
ما ظهر وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل ". (رواه البخاري ومسلم).
وفى رواية : " المؤمن يغار والله أشد غيرة ". (رواه البخاري ومسلم).

يقول بعض المشايخ : إن الغيرة من صفات أهل البداية ، وإن الموحد لا يشهد الغيرة
ولا يتصف بالاختيار وليس له فيما يجرى فى المملكة تحكم بل الحق سبحانه أولى
بالأشياء فيما يقضى على ما يقضى .

قال الشبلى : الغيرة غيرتان غيرة البشرية على النفوس وغيرة الإلهية على القلوب .
وقال أيضاً : غيرة الإلهية على الأنفاس أن تضيع فيما سوى الله تعالى ؛ والواجب أن
يقال الغيرة غيرتان غيرة الحق سبحانه على العبد وهو أن لا يجعله للخلق فيضن
به عليهم .. وغيرة العبد للحق وهو أن لا يجعل شيئاً من أحواله وأنفاسه لغير الحق
تعالى . فلا يقال أنا أغار على الله تعالى ولكن يقال أنا أغار لله تعالى . فإذن الغيرة
على الله جهل وربما تؤدى إلى ترك الدين والغيرة لله تعالى توجب تعظيم حقوقه
وتصفية الأعمال له واعلموا أن من سنة الحق تعالى مع أوليائه أنهم إذا ساكنوا
غيراً أو لا حظوا شيئاً شوش عليهم ذلك فيغار على قلوبهم بأن يعيدها خالصة
لنفسه فارغة عما ساكنوه كآدم عليه السلام لما وطن نفسه على الخلود فى
الجنة أخرجه منها ، وإبراهيم عليه السلام لما أعجبه إسماعيل عليه السلام
أمره بذبحه حتى أخرجه من قلبه - { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } – وصفا سره
منه أمره بالفداء عنه .


يُحكى أن رابعة العدوية مرضت فقيل لها ما سبب علتك فقالت : نظرت بقلبى إلى
الجنة فأدبنى فله العتبى لا أعود .

ويُحكى عن السرى أنه قال : كنت أطلب رجلاً صديقاً لى مدة من الأوقات فمررت
فى بعض الجبال فإذا أنا بجماعة مرضى وعميان فسألت عن حالهم فقالوا : ههنا
رجل يخرج فى السنة مرة يدعو لهم فيجدون الشفاء فصبرت حتى خرج ودعا لهم
فوجدوا الشفاء ، فاقتفيت أثره وتعلقت به وقلت له : بى علة باطنة فما دواؤها .
فقال : يا سرى خل عنى فإنه غيور لا يراك تساكن غيره فتسقط من عينه .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 04, 2005 12:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الولايـة[/align]


قال الله تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } يونس62 .

وفى الحديث القدسى قال الله تعالى : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب
إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه،
وإن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس
المؤمن : يكره الموت ، وأنا أكره مساءته .

قال أبو على الدقاق : الولىّ له معنيان : إحدهما هو من يتولى الله سبحانه أمره
قال الله تعالى - وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ – فلا يكله إلى نفسه لحظة بل يتولى الحق
سبحانه رعايته . والثانى هو الذى يتولى عبادة الله تعالى وطاعته فعبادته تجرى
على التوالى من غير أن يتخللها عصيان ، وكلا الوصفين واجب حتى يكون الولىّ ولياً .
ومن شرط الولى أن يكون محفوظاً كما أن من شرط النبى أن يكون معصوماً فكل
من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخدوع .

ويحكى لنا أبو على الدقاق فيقول : قصد أبو يزيد البسطامى بعض من وصف بالولاية ،
فلما وافى مسجده قعد ينتظر خروجه فخرج الرجل وتنخم فى المسجد فانصرف
أبو يزيد ولم يسلم عليه وقال : هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب الشريعة ،
فكيف يكون أميناً على أسرار الحق ؟!.

وقد اختلفت الآراء فى أن الولىّ هل يجوز أن يعلم أنه ولىّ أم لا ؟ فمنهم من قال :
لا يجوز ذلك وقال إن الولىّ يلاحظ نفسه بعين التصغير ، وإن ظهر عليه شىء من
الكرامات خاف أن يكون مكراً وهو يستشعر الخوف دائماً ، وإنما يخاف سقوطه
عما هو فيه وأن تكون عاقبته بخلاف حاله ، وهؤلاء يجعلون من شرط الولاية
وفاء المآل .

ويروى أبو على الدقاق أن إبراهيم بن أدهم قال لرجل : أتحب أن تكون لله ولياً ؟
فقال : نعم . فقال : لا ترغب فى شىء من الدنيا والآخرة وفرغ نفسك لله تعالى
وأقبل بوجهك عليه ليقبل عليك ويواليك .

يحكى أبو بكر الصيدلانى وكان رجلاً صالحاً قال كنت أصلح اللوح فى قبر أبى بكر
الطمستانى أنقر فيه اسمه فى مقبرة الحيرة كثيراً وكان يُسرق ذلك اللوح ولم
يقلع غيره من القبور فكنت أتعجب منه فسألت أبا على الدقاق رحمه الله يوماً
عن ذلك فقال : إن ذلك الشيخ آثر الخفاء فى الدنيا وأنت تريد أن تشهر قبره
باللوح الذى تصلحه فيه ، وإن الحق سبحانه يأبى إلا إخفاء قبره كما آثر هو
ستر نفسه .

قال أبو عثمان المغربى : الولى قد يكون مشهوراً ولكن لا يكون مفتوناً .

وقال يحيى بن معاذ : الولى لا يرائى ولا ينافق وما أقل صديق من كان هذا
خُلُقه .
وقال أيضاً : الولىّ ريحان الله تعالى فى الأرض يشمه الصدّيقون فتصل رائحته
إلى قلوبهم فيشتاقون به إلى مولاهم ويزدادون عبادة على تفاوت أخلاقهم .

وسُئل الواسطى : كيف يُغذى الولىّ فى ولايته ؟ فقال : فى بدايته بعبادته
وفى كهولته بستره بلطافته ثم يجذبه إلى ما سبق له من نعوته وصفاته ثم
يذيقه طعم قيامه به فى أوقاته .

وقيل علامة الولىّ ثلاثة : شغله بالله تعالى ، وفراره إلى الله تعالى ، وهمه
إلى الله عز وجل .

قال الخراز : إذا اراد الله تعالى أن يوالى عبداً من عبيده فتح عليه باب ذكره
فإذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجالس الأنس به ثم
أجلسه على كرسى التوحيد ثم رفع عنه الحجب وأدخله دار الفردانية
وكشف له عن الجلال والعظمة فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة
بقى بلا هوى فحينئذ صار العبد فانياً فوقع فى حفظه سبحانه وبرىء
من دعاوى نفسه .

ويقال صفة الولىّ أن لا يكون له خوف لأن الخوف ترقب مكروه يحل فى المستقبل
أو انتظار محبوب يفوت فى المستأنف والولى ابن وقته ليس له مستقبل فيخاف
شيئاً ولا رجاء له لأن الرجاء انتظار محبوب يحصل أو مكروه يكشف وكذلك لا حزن
له .. ومن كان فى ضياء الرضا وبرد الموافقة فأنى يكون له حزن قال الله
تعالى - أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ -.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 05, 2005 1:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الدعـاء[/align]

قال الله تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } الأعراف55 .
وقال : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر60 .

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" الدعاء مخ العبادة ".

قال أبو على الدقاق : الدعاء مفتاح الحاجة .

قال سهل بن عبد الله : أقرب الدعاء إلى الإجابة دعاء الحال ودعاء الحال أن يكون
صاحبه مضطراً لا بد له مما يدعو لأجله .

يحكى أبو عبد الله المكانسى فيقول : كنت عند الجنيد فأتت امرأة إليه وقالت
ادع الله تعالى لى فإن ابناً لى ضاع . فقال : اذهبى واصبرى ، فمضت ثم عادت
فقالت مثل ذلك فقال لها الجنيد : اذهبى واصبرى ، فمضت ثم عادت ففعلت
مثل ذلك مرات والجنيد يقول لها اصبرى ، فقالت عيل صبرى ولم يبق لى طاقة
فادع لى ، فقال الجنيد : إن كان كما قلت فاذهبى فقد رجع ابنك فمضت ثم عادت
تشكر له فقيل للجنيد : لم عرفت ذلك ؟ فقال : قال الله تعالى - أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ -.

قال أبو حازم الأعرج : لأن أحرم الدعاء أشد علىّ من أن أحرم الإجابة .

وطائفة قالوا : السكوت والخمول تحت جريان الحكم أتم والرضا بما سبق من
اختيار الحق أولى ولهذا قال الواسطى : اختيار ما جرى لك فى الأزل خير لك
من معارضة الوقت وقد قال صلى الله عليه وسلم خبراً عن الله تعالى :
" من شغله ذكرى عن مسئلتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين ".

وقال قوم : يجب أن يكون العبد صاحب دعاء بلسانه وصاحب رضا بقلبه ليأتى
بالأمرين جميعاً . والأولى أن يقال إن الأوقات مختلفة ففى بعض الأحوال الدعاء
أفضل من السكوت وهو الأدب ، وفى بعض الأحوال السكوت أفضل من الدعاء
وهو الأدب وإنما يعرف ذلك فى الوقت .

يروى مالك بن دينار حدثنا الحسن عن أنس بن مالك قال : " كان رجل على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ومن المدينة
إلى بلاد الشام ولا يصحب القوافل توكلاً منه على الله عز وجل قال : بينا هو جاء
من الشام يريد المدينة إذ عرض له لص على فرس فصاح بالتاجر قف فوقف له
التاجر وقال له : شأنك والمال وخلّ سبيلى. فقال له اللص : المال مالى وإنما
أريد نفسك . فقال له التاجر : ما ترجو بنفسى شأنك والمال وخلّ سبيلى .
قال : فردّ عليه اللص مثل المقالة الأولى . فقال له التاجر : أتركنى حتى أتوضأ
وأصلى وأدعو ربى عز وجل . قال : أفعل ما بدا لك . قال : فقام التاجر وتوضأ
وصلى أربع ركعات ثم رفع يديه إلى السماء فكان من دعائه أن قال : يا ودود
يا ودود يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسالك بنور وجهك
الذى ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التى قدرت بها على خلقك وبرحمتك
التى وسعت كل شىء لا إله إلا انت .. يا مغيث أغثنى ( ثلاث مرات ) ، فلما
فرغ من دعائه إذا بفارس على فرس أشهب عليه ثياب خضر بيده حربة من نور ،
فلما نظر اللص إلى الفارس ترك التاجر ومرّ نحو الفارس فلما دنا منه شدّ الفارس
على اللص فطعنه طعنة أذراه عن فرسه ، ثم جاء إلى التاجر فقال له قم فاقتله .
فقال له التاجر من أنت ؟ فما قتلت أحداً قط ولا تطيب نفسى لقتله ، قال فرجع
الفارس إلى اللص فقتله ثم جاء إلى التاجر وقال : اعلم أنى ملك من السماء
الثالثة حين دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا أمر حدث ، ثم دعوت
الثانية ففتحت أبواب السماء ولها شرر كشرر النار ، ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل
عليه السلام علينا من قبل السماء وهو ينادى من لهذا المكروب فدعوت ربى
عزّ وجل أن يولينى قتله. واعلم يا عبد الله أنه من دعا بدعائك هذا فى كل كربة
وكل شدة وكل نازلة فرج الله تعالى عنه وأعانه . قال وجاء التاجر سالماً غانماً
حتى دخل المدينة وجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره القصة وأخبره
بالدعاء فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : لقد لقنك الله عزّ وجل أسماءه
الحسنى التى إذا دعى بها أجاب وإذا سئل بها أعطى " .

ومن آداب الدعاء : حضور القلب وأن لا يكون ساهياً فقد روى عن النبى صلى الله
عليه وسلم أنه قال :" إن الله تعالى لا يستجيب دعاء عبد من قلب لاه ".

ومن شرط الدعاء : الوقوف مع القضاء بوصف الرضا .

وكان يحيى بن معاذ يقول : إلهى كيف أدعوك وأنا عاص ، وكيف لا أدعوك وأنت كريم.

ويحكى أبو على فيقول : ظهر بيعقوب بن الليث علة أعيت الأطباء فقالوا له :
فى ولايتك رجل صالح يسمى سهل بن عبد الله لو دعا لك لعل الله تعالى
يستجيب له . فاستحضر سهلاً وقال : ادع الله عز وجل لى. فقال سهل :
كيف يستجاب دعائى فيك وفى مجلسك مظلومون فأطلق كل من فى حبسه .
فقال سهل : اللهم كما أريته ذل المعصية فأره عز الطاعة وفرج عنه فعوفى
فعرض مالاً على سهل فأبى أن يقبل فقيل له : لو قبلته ودفعته إلى الفقراء
فنظر إلى الحصباء فى الصحراء فإذا هى جواهر . فقال لأصحابه : من يعطى
مثل هذا يحتاج إلى مال يعقوب بن الليث !

يقول أبو على الدقاق : كان بى وجع العين ابتداء ما رجعت إلى نيسابور من مرو
وكنت مدة أيام لم أجد النوم فتناعست صباحاً فسمعت قائلاً يقول لى : أَلَيْسَ
اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ، فانتبهت وقد فارقنى الرمد وزال فى الوقت الوجع ولم يصبنى
بعد ذلك وجع العين .

وسُئل الواسطى أن يدعو فقال : أخشى إن دعوت أن يقال لى إن سألتنا ما لك
عندنا فقد اتهمتنا ، وإن سألتنا ما ليس لك عندنا فقد أسأت الثناء علينا ،
وإن رضيت أجرينا لك من الأمور ما قضينا له فى الدهور .

وقال بعضهم : الدعاء ترك الذنوب ؛ وقيل : الدعاء لسان الاشتياق إلى الحبيب .
وقيل : الإذن فى الدعاء خير من العطاء .

وقال الكتانى : لم يفتح الله لسان المؤمن بالمعذرة إلا لفتح باب المغفرة .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 08, 2005 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الفقـر[/align]

قال الله تعالى : { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي
الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ
إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273 .

عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ليس
المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان
ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا تفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم
فيسأل الناس ".
قال أبو على الدقاق : معنى قوله يستحى أن يسأل الناس أى يستحى من الله
تعالى أن يسأل الناس لا أنه يستحى من الناس ، والفقر شعار الأولياء الأصفياء
واختيار الحق سبحانه لخواصه من الأتقياء والأنبياء ، والفقراء صفوة الله عز وجل
من عباده ومواضع أسراره بين خلقه بهم يصون الخلق وببركاتهم يبسط عليهم
الرزق ، والفقراء الصُبّر جلساء الله تعالى يوم القيامة .

قيل أن رجلاً أتى إبراهيم بن أدهم بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها وقال :
تريد أن تمحوا اسمى من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم لا أفعل .

وقال معاذ النسفى : ما أهلك الله تعالى قوماً وإن عملوا ما عملوا حتى أهانوا
الفقراء وأذلوهم.

سُئل يحيى بن معاذ عن الفقر فقال : حقيقته أن لا يستغنى إلا بالله ورسمه عدم
الأسباب كلها .

ويقول إبراهيم القصار : الفقر لباس يورث الرضا إذا تحقق العبد فيه .

ويقول حمدون القصار : إذا اجتمع إبليس وجنوده لم يفرحوا بشىء كفرحهم
بثلاثة اشياء : رجل مؤمن قتل مؤمناً ، ورجل يموت على الكفر ، وقلب فيه
خوف الفقر .

قال الجنيد : يا معشر الفقراء إنكم تعرفون بالله تعالى وتكرمون لله تعالى فانظروا
كيف تكونون مع الله تعالى إذا خلوتم به .

وسئل الجنيد عن الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى أهو أتم أم الاستغناء بالله تعالى ؟
فقال : إذا صح الافتقار إلى الله عز وجل فقد صح الاستغناء بالله تعالى وإذا صح
الاستغناء بالله تعالى كمل الغنى به فلا يقال أيهما أتم لأنهما حالتان لا تتم
إحداهما إلا بالأخرى .

وقيل : نعت الفقير ثلاثة أشياء : حفظ سره وأداء فرضه وصيانة فقره .

سئل أبو حفص : بماذا يقدم الفقير على ربه عز وجل ؟ فقال : وما للفقير أن
يقدم به على ربه تعالى سوى فقره .

قال سهل بن عبد الله : خمسة أشياء من جوهر النفس : فقير يظهر الشبع
ومحزون يظهر الفرح ورجل بينه وبين رجل عداوة يظهر له المحبة ورجل يصوم
النهار ويقوم الليل ولا يظهر ضعفاً .

يقول أبا على الدقاق : تكلم الناس فى الفقر والغنى أيهما أفضل وعندى أن
الأفضل أن يعطى الرجل كفايته ثم يصان فيه .

يحكى بنان المصرى فيقول : كنت بمكة قاعداً وشاب بين يدى فجاءه إنسان
وحمل إليه كيساً فيه دراهم ووضعه بين يديه ، فقال : لا حاجة لى فيه ، فقال :
فرقه على المساكين ، فلما كان العشاء رأيته فى الوادى يطلب شيئاً لنفسه ،
فقلت : لو تركت لنفسك مما كان معك شيئاً ! قال : لم أعلم أنى أعيش إلى
هذا الوقت .

وقيل : أقل ما يلزم الفقير فى فقره أربعة أشياء : علم يسوسه ، وورع يحجزه ،
ويقين يحمله ، وذكر يؤنسه .

يقول النورى : نعت الفقير السكون عند العدم والإيثار عند الوجود .

يقول المرتعش سمعت الجنيد يقول : إذا لقيت الفقير فألقه بالرفق ولا تلقه
بالعلم فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه . فقلت : يا ابا القاسم وهل يكون فقير
يوحشه العلم ؟ فقال : نعم الفقير إذا كان صادقاً فى فقره فطرحت عليه علمك
ذاب كما يذوب الرصاص فى النار .

سئل سهل بن عبد الله : متى يستريح الفقير ؟ فقال : إذا لم ير لنفسه غير الوقت
الذى هو فيه .

قال ذو النون المصرى : دوام الفقر إلى الله تعالى مع التخليط أحب إلىّ من دوام
الصفاء مع العُجب .

يحكى محمد بن على الكتانى فيقول : كان عندنا بمكة حرسها الله تعالى فتى
عليه أطمار رثة وكان لا يداخلنا ولا يجالسنا فوقعت محبته فى قلبى ففتح لى
بمائتى درهم من وجه حلال فحملتها إليه ووضعتها على طرف سجادته وقلت له :
إنه فتح لى ذلك من وجه حلال تصرفه فى بعض أمورك . فنظر إلىّ شزراً ثم كشف
عما هو مستور عنى وقال : اشتريت هذه الجلسة مع الله تعالى على الفراغ
بسبعين ألف دينار غير الضياع والمستغلات تريد أن تخدعنى عنها بهذه وقام وبددها
وقعدت ألتقط فما رأيت كعزه حين مرّ ولا كذلى حين كنت ألتقطها .

يقول الدقى وقد سئل عن سوء أدب الفقراء مع الله تعالى فى أحوالهم فقال :
انحطاطهم من الحقيقة إلى العلم .

ويقول أبو بكر الوراق : طوبى للفقير فى الدنيا والآخرة فسألوه عنه فقال : لا يطلب
السلطان منه فى الدنيا الخراج ولا الجبار فى الآخرة الحساب .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 14, 2005 12:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]التـصوف[/align]

التصوف : هو ترك الاختيار .
ويقال أيضاً : هو حفظ حواسك ومراعاة أنفاسك .
ويقال : هو الجد فى السلوك إلى ملك الملوك .

سُئل أبو محمد الجريرى عن التصوف فقال: الدخول فى كل خلق سنىّ
والخروج من كل خلق دنىّ .

وسُئل الجنيد عن التصوف فقال : هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به .
وقال : أن تكون مع الله بلا علاقة .
وقال أيضاً عن الصوفية : هم أهل بيت واحد لا يدخل فيهم غيرهم .
وقال : التصوف ذكر مع إجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع .

وعن حال الصوفى قال الجنيد : الصوفى كالأرض يطرح عليها كل قبيح
ولا يخرج منها إلا كل مليح .
وقال عنه ايضاً : إنه كالأرض يطؤها البرّ والفاجر ، والكسحاب يظل كل شىء ،
وكالقطر يسقى كل شىء .

يقول الحسين بن منصور : الصوفى وحدانى الذات لا يقبله أحد ولا يقبل أحداً .

يقول رويم : التصوف استرسال النفس مع الله تعالى على ما يريد .
ويقول أيضاً: التصوف مبنى على ثلاث خصال : التمسك بالفقر والافتقار ،
والتحقق بالبذل والإيثار ، وترك التعرّض والاختيار .

قال معروف الكرخى : التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما فى أيدى الخلائق .

وقال حمدون القصار : إصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير
وليس للحسن عندهم كبير موقع يعظمونك به .

قال النورى : نعت الصوفى السكون عند العدم والإيثار عند الوجود .

وقال الكتانى : التصوف خُلق من زاد عليك فى الخلق فقد زاد عليك فى الصفاء .

وزاد أبو على الروزبارى فقال : التصوف الإناخة على باب الحبيب وإن طرد عنه .
وقال عنه أيضاً : هو صفوة القرب بعد كدورة البعد .

قال الشبلى : التصوف الجلوس مع الله بلا همّ .
وقال أيضاً : الصوفى منقطع عن الخلق متصل بالحق كقوله تعالى -
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي -.

قال الجريرى : التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب .

ويقول أبو تراب النخشبى : الصوفى لا يكدره شىء ويصفو به كل شىء .

سُئل ذو النون المصرى عن التصوف فقال : هم قوم آثروا الله عز وجل
على كل شىء فآثرهم الله عزّ وجل على كل شىء .

قال الحصرى : الصوفى لا يوجد بعد عدمه ولا يعدم بعد وجوده ؛
ويوضح الأستاذ أبو القاسم القشيرى معنى هذا القول فيقول :
" لا يوجد بعد عدمه " أى إذا فنيت آفاته لا تعود تلك الآفات ..
ومعنى " لا يعدم بعد وجوده " أى إذا اشتغل بالحق لم يسقط
بسقوط الخلق فالحادثات لا تؤثر فيه .

أما الأستاذ أبو على الدقاق فيقول : أحسن ما قيل فى هذا الباب
قول من قال " هذا طريق لا يصلح إلا لأقوام قد كنس الله بأرواحهم المزابل .

ويقال : الصوفى لا يتغير وإن تغير لا يتكدر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 15, 2005 1:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الأدب[/align]

قال الله عز وجل : { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }النجم17 – قيل حفظ آداب الحضرة .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ }التحريم6 – جاء فى التفسير عن ابن عباس فقهوهم وأدبوهم .

وعن السيد عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" حق الوالد على والده أن يحسن اسمه ويحسن مرضعه ويحسن أدبه " .

ويحكى عن سعيد بن المسيب أنه قال : من لم يعرف ما لله عز وجل عليه فى
نفسه ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب فى عزلة .

يُحكى أن الأستاذ أبا على الدقاق رحمه الله تعالى كان لا يستند إلى شىء
وكان يوماً فى مجمع فأراد أحدهم أن يضع وسادة خلف ظهره لأنه رآه غير مستند
فتنحى عن الوسادة قليلاً فتوهم الآخر أنه توقى الوسادة لأنه لم يكن عليها خرقة
أو سجادة . فقال الدقاق : لا أريد الاستناد . قال الآخر: فتأملت حاله بعد ذلك فكان
لا يستند إلى شىء .

يقول عبد الله الجريرى : منذ عشرين سنة ما مددت رجلى وقت جلوسى فى الخلوة
فإن حسن الأدب مع الله تعالى أولى .

ويقول أبو على الدقاق : ترك الأدب موجب يوجب الطرد فمن أساء الأدب على البساط
رد إلى الباب ، ومن أساء الأدب على الباب رد إلى سياسة الدواب .

قال ابن عطاء : الأدب الوقوف مع المستحسنات . قيل وما معناه ؟ قال : أن تعامل
الله تعالى بالأدب سراً وعلناً فإذا كنت كذلك كنت أديباً وإن كنت أعجمياً ثم أنشد :
[poet font="Simplified Arabic,4,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا نطقت جاءت بكل ملاحة"="وإن سكنت جاءت بكل مليح
[/poet]

سُئل ابن سيرين أىّ الآداب أقرب إلى الله تعالى ؟ فقال : معرفة ربوبيته وعمل
بطاعته والحمد لله على السراء والصبر على الضراء.

قال يحيى بن معاذ : إذا ترك العارف أدبه مع معروفه هلك مع الهالكين .
وقال أيضاً : من تأدب بأدب الله تعالى صار من أهل محبة الله تعالى .

قيل للحسن البصرى : قد أكثر الناس فى علم الآداب فما أنفعها عاجلاً وأوصلها
آجلاً ؟ فقال : التفقه فى الدين والزهد فى الدنيا والمعرفة بما لله عز وجل عليك .

وروى عن ابن مبارك أنه قال : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .

وقيل : ثلاث خصال ليس معهن غربة : مجانبة أهل الريب – وحسن الأدب – وكف الأذى .

روى أنه لما دخل أبو حفص بغداد قال له الجنيد : لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين .
فقال أبو حفص : حسن الأدب فى الظاهر عنوان حسن الأدب فى الباطن .

وعن عبد الله ابن المبارك أنه قال : الأدب للعارف كالتوبة للمستأنف .

يقول أبو النصر الطوسى السراج : الناس فى الأدب على ثلاث طبقات : أما أهل
الدنيا فأكثر آدابهم فى الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب ،
وأما أهل الدين فأكثر آدابهم فى رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك
الشهوات ، وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم فى طهارة القلوب ومراعاة الأسرار
والوفاء بالعهود وحفظ الوقت وقلة الإلتفات إلى الخواطر وحسن الأدب فى مواقف
الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب.

قال النورى : من لم يتأدب للوقت فوقته مقت .

قال ذو النون المصرى : أدب العارف فوق كل أدب لأن معروفه مؤدب قلبه .
وقال أيضاً : إذا خرج المريد عن استعمال الأدب فإنه يرجع من حيث جاء .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 16, 2005 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]أحكامهم فى السـفر[/align]

قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } يونس 22 .

عن ابن عمر رضى الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
استوى على البعير خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال – سبحان الذى سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون – ثم يقول اللهم إنا نسألك فى
سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى وهون علينا سفرنا ، اللهم أنت
الصاحب فى السفر والخليفة فى الأهل والمال ، اللهم إنى أعوذ بك من
وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر فى المال والأهل ، فإذا رجع قالهن
وزاد فيهن آيبون تائبون لربنا حامدون .

إن مشايخ هذا الطريق مختلفون فى أحوالهم فمنهم من آثر الإقامة على السفر ،
ولم يسافر إلا لفرض كحجة الإسلام والغالب عليهم الإقامة مثل : الجنيد وسهل
بن عبد الله وأبى يزيد البسطامى وأبى حفص وغيرهم ، ومنهم من آثر السفر
وظلوا على ذلك إلى أن خرجوا من الدنيا مثل : أبى عبد الله المغربى ، وإبراهيم
بن أدهم وغيرهم . وكثير منهم سافروا فى ابتداء أمورهم فى حال ابتداء شبابهم
أسفاراً كثيرة ، ثم قعدوا عن السفر فى آخر أحوالهم مثل : أبى عثمان الحيرى
والشبلى وغيرهم . . ولكل منهم أصول بنوا عليها طريقتهم .

والسفر عندهم على قسمين : سفر بالبدن وهو الانتقال من بقعة إلى بقعة ،
وسفر بالقلب وهو الارتقاء من صفة إلى صفة ، فترى ألفاً يسافر بنفسه
وقليل من يسافر بقلبه .

يقول أبو على الدقاق : جاءنى بعض الفقراء يوماً وأنا بمرو فقال لى : قطعت إليك
شقة بعيدة والمقصود لقاؤك ، فقلت له : كان يكفيك خطوة واحدة لو سافرت
عن نفسك .

حُكى عن محمد بن إسماعيل الفرغانى أنه قال : كنا نسافر مقدار عشرين سنة
أنا وأبو بكر الزقاق والكتانى لا نختلط بأحد ولا نعاشر أحداً فإذا قدمنا بلداً فإن كان
فيه شيخ سلمنا عليه وجالسناه إلى الليل ثم نرجع إلى مسجد فيصلى الكتانى
فى أوّل الليل إلى آخره ويختم القرآن ويجلس الزقاق مستقبل القبلة ، وكنت
استلقى متفكراً ثم نصبح ونصلى صلاة الفجر على وضوء العتمة ، فإذا وقع معنا
إنسان ينام كنا نراه أفضلنا .

سُئل الرويم عن أدب السفر فقال : أن لا يجاوز همه قدمه ، وحيثما وقف قلبه يكون منزله .

ويروى أنه كان أبو عبد الله يسافر أبداً ومعه أصحابه وكان يكون محرماً فإذا تحلل
من إحرامه أحرم ثانياً ، ولم ينسج له ثوب ولا طال له ظفرولا شعر وكان يمشى
معه أصحابه بالليل وراءه فكان إذا حاد أحدهم عن الطريق يقول : يمينك يا فلان
يسارك يا فلان ، وكان لا يمدّ يده إلى ما وصلت إليه يد الآدميين وكان طعامه أصل
شىء من النبات يؤخذ فيقطع لأجله.

حُكى عن أبى على الرباطى قال : صحبت عبد الله المروزى وكان يدخل البادية
قبل أن أصحبه بلا زاد ولا راحلة فلما صحبته قال لى : أيما أحب إليك تكون أنت
الأمير أم أنا ؟ فقلت : لا بل أنت . فقال : وعليك الطاعة ؟ فقلت : نعم .
فأخذ مخلاة ووضع فيها زاداً وحملها على ظهره فإذا قلت أعطنى حتى أحملها
قال : الأمير أنا وعليك الطاعة . قال فأخذنا المطر ليلة فوقف إلى الصباح على
رأسى وعليه كساء يمنع عنى المطر ، فكنت أقول فى نفسى يا ليتنى متّ
ولم أقل له أنت الأمير ثم قال لى : إذا صحبت إنساناً فاصحبه كما رأيتنى
صحبتك .

وقيل : كل صاحب تقول له قم فيقول : إلى أين ؟ فليس بصاحب .. وفى معناه
أنشدوا :

[poet font="Simplified Arabic,3,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهم"="لأية حرب أم لأى مكان .
[/poet]

يحكى المزين الكبير فيقول : كنت يوماً مع إبراهيم الخواص فى بعض أسفاره
فإذا عقرب تسعى على فخذه فقمت لأقتلها فمنعنى وقال : دعها كل شىء
مفتقر إلينا ولسنا مفتقرين إلى شىء .

وقيل : زار رجل داود الطائى فقال له : يا أبا سليمان كانت نفسى تنازعنى إلى
لقائك منذ زمان فقال : لا بأس إذا كانت الأبدان هادئة والقلوب ساكنة
فالتلاقى أيسر .

يروى النصراباذى فيقول : ضعفت فى البادية مرّة فأيست من نفسى فوقع بصرى
على القمر وكان ذلك بالنهار فرأيت مكتوباً عليه - فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ – فاستقللت
وفتح علىّ من ذلك الوقت .

وقال أبو يعقوب السوسى : يحتاج المسافر إلى أربعة أشياء فى سفره : علم
يسوسه ، وورع يحجزه ، ووجد يحمله ، وخُلُق يصونه .

وقيل : سُمى السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال .

( فاعلموا أن هؤلاء القوم استوفوا آداب الحضور من المجاهدات ثم أرادوا أن
يضيفوا إليها شيئاً فأضافوا أحكام السفر إلى ذلك رياضة لنفوسهم حتى
أخرجوها عن المعلومات وحملوها على مفارقة المعارف كى يعيشوا مع
الله عزّ وجل بلا علاقة ولا واسطة فلم يتركوا شيئاً من أورادهم فى
أسفارهم . )



آخر تعديل بواسطة فدا النبى في الثلاثاء مايو 17, 2005 11:34 am، عدل 1 مرة

أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 16, 2005 5:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[fot]ماذا قال العظماء
أو هكذا يتكلم العظيم
[/fot]

كتبت فدا النبي
اقتباس:
[align=center] وقيل : كل صاحب تقول له قم فيقول : إلى أين ؟ فليس بصاحب ..
وقيل : سُمى السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال [/align]

[fot][align=center]نعم
يا فدا النبي[/align]
[/fot]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 17, 2005 4:40 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[align=center] قال الشاعر :

ذكرتك لا لأنى نسيتك لمحـة" "وأيسر ما فى الذكر ذكر لسانى

وكدت بلا وجد أموت من الهوى" "وهام علىّ القلـب بالخفقـان

فلما أرانى الوجد أنك حاضـرى" "شهدتك موجـوداً بكـلّ مكـان

فخاطبت موجوداً بغيـر تكلـم" "ولاحظت معلوماً بغيـر عيـان[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 17, 2005 12:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الصحبـة[/align]

قال الله عزّ وجل : { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ
مَعَنَا } التوبة 40 .

عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
متى ألقى أحبائى ؟ فقال أصحابه : بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله أولسنا أحبابك ؟
فقال : أنتم أصحابى أما أحبابى فهم قوم لم يرونى وآمنوا بى . وأنا إليهم
بالأشواق أكثر ". ( أخرجه الترمذى فى صحيحه ).

والصحبة على ثلاثة أقسام : صحبة مع من فوقك وهى فى الحقيقة خدمة ،
وصحبة مع من دونك وهى تقضى على المتبوع بالشفقة والرحمة وعلى التابع
بالوفاق والحرمة ، وصحبة الأكفاء والنظراء وهى مبنية على الإيثار والفتوة .
فمن صحب شيخاً فوقه فى الرتبة فأدبه ترك الاعتراض وحمل ما يبدو منه
على وجه جميل وتلقى أحواله بالإيمان به . وأما إذا صحبك من هو دونك
فالخيانة منك فى حق صحبته أن لا تنبهه على ما فيه من نقصان فى حالته .

ويروى أنه صحب رجل إبراهيم بن أدهم فلما أراد أن يفارقه قال له الرجل : إن
رأيت فىّ عيباً فنبهنى عليه . فقال إبراهيم : إنى لم أر بك عيباً لأنى لاحظتك
بعين الوداد فاستحسنت منك ما رأيت فسل غيرى عن عيبك ، وفى معناه
أنشدوا :

[poet font="Simplified Arabic,2,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وعين الرضا عن كل عيب كليلة"="ولكن عين السخط تبدى المساويا
[/poet]
قال رجل لسهل بن عبد الله أريد أن أصحبك يا أبا محمد . فقال : إذا مات أحدنا
فمن يصحب الباقى ؟ فقال : الله تعالى . فقال سهل : فليصحبه الآن .

ويحكى الكتانى فيقول : صحبنى رجل وكان على قلبى ثقيلاً فوهبت له شيئاً
ليزول ما فى قلبى فلم يزل فحملته إلى بيتى وقلت له : ضع رجلك على خدى
فأبى . فقلت : لا بدّ ففعل واعتقدت أن لا يرفع رجله من خدى حتى يرفع الله
تعالى من قلبى ما كنت أجده فلما زال عن قلبى ما كنت أجده قلت له :
ارفع رجلك الآن .

ويُحكى عن إبراهيم بن أدهم أنه كان يعمل فى الحصاد وحفظ البساتين
وغيره وينفق على أصحابه .
وقيل : كان مع جماعة من أصحابه فكان يعمل بالنهار وينفق عليهم ويجتمعون
بالليل فى موضع وهم صيام فكان يبطىء فى الرجوع من العمل . فقالوا ليلة :
تعالوا نأكل فطورنا دونه حتى يعود بعد هذا أسرع ، فأفطروا وناموا فلما رجع
إبراهيم وجدهم نياماً فقال : مساكين لعلهم لم يكن لهم طعام . فعمد إلى
شىء من الدقيق كان هناك فعجنه وأوقد النار ووضع الملة ، فانتبهوا وهو
ينفخ فى النار واضعاً محاسنه على التراب . فقالوا له فى ذلك فقال : قلت
لعلكم لم تجدوا فطوراً فنمتم فأحببت أن تستيقظوا والملة قد أدركت
( أى والطعام جاهزاً ) . فقال بعضهم لبعض : انظروا إيش الذى عملنا
وما الذى به يعاملنا .

وقيل عنه أيضاً أنه كان إذا صحبه أحد شارطه على ثلاثة أشياء : أن تكون الخدمة
والآذان له وأن تكون يده فى جميع ما يفتح الله تعالى عليهم من الدنيا كيدهم .
فقال له يوماً رجل من أصحابه : أنا لا أقدر على هذا . فقال : أعجبنى صدقك .

سأل يوسف بن الحسين ذا النون المصرى قائلاً : مع من أصحب ؟ فقال ذو النون :
مع من لا تكتمه شيئاً يعلمه الله تعالى منك .

وقال لرجل سأله : مع من أصحب ؟ قال : مع من إذا مرضت عادك وإذا أذنبت
تاب عليك .

وقال أيضاً : لا تصحب مع الله تعالى إلا بالموافقة ، ولا مع الخلق إلا بالمناصحة ،
ولا مع نفسك إلا بالمخالفة ، ولا مع الشيطان إلا بالعداوة .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : الشجر إذا نبت بنفسه ولم يستنبته أحد يورق
ولكنه لا يثمر ، كذاك المريد إذا لم يكن له أستاذ يتخرج به لا يجىء منه شىء .

وقال أيضاً : أخذت هذا الطريق عن النصراباذى والنصراباذى عن الشبلى والشبلى
عن الجنيد والجنيد عن السرى والسرى عن معروف الكرخى ومعروف الكرخى
عن داود الطائى وداود الطائى لقى التابعين .

وكان يقول : لم أذهب إلى مجلس النصراباذى قط إلا اغتسلت قبله .

أما الأستاذ أبو القاسم فيقول : لم أدخل على الأستاذ أبا على الدقاق فى وقت
بدايتى إلا صائماً وكنت أغتسل قبله وكنت أحضر باب مدرسته غير مرة فأرجع
من الباب احتشاماً منه أن أدخل عليه فإذا تجاسرت مرة ودخلت كنت إذا بلغت
وسط المدرسة يصحبنى شبه خدر حتى لو غرز فىّ إبرة مثلاً لعلى كنت لا أحس
بها ، ثم إذا قعدت لواقعة وقعت لى لم أحتج أن أسأله بلسانى عن المسألة فكما
كنت أجلس كان يبتدئ بشرح واقعتى وغير مرة رأيت منه هذا عياناً وكنت أفكر فى
نفسى كثيراً أنه لو بعث الله عزّ وجل فى وقتى رسولاً إلى الخلق هل يمكننى أن
أزيد فى حشمته على قلبى فوق ما كان منه رحمه الله تعالى فكان لا يتصوّر لىّ
أن ذلك ممكن ولا أذكر أنى فى طول ذهابى إلى مجلسه ثم كونى معه بعد حصول
الوصلة أن جرى فى قلبى أو خطر ببالى عليه قط اعتراض إلى أن خرج رحمه الله
تعالى من الدنيا .

يقول أبو بكر الطمستانى : اصحبوا مع الله تعالى فإن لم تطيقوا فاصحبوا مع من
يصحب مع الله تعالى لتوصلكم بركات صحبتهم إلى صحبة الله عزّ وجل .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط