موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 9:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36078
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود
سبحان الله والله الناس فى حاجة فعلا لتعلم أداب الطريق و رسولنا الحبيب الكريم هو خير معلم صل الله عليه و على آله الكرام الطيبين

المعلم الاول لكل البشرية حيث قال صلى الله علية وآله وسلم (إنما بعثت معلماً ) أكرمكم الله

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 10:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 8345
محمد محمود كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم وأحبهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السموات والأرض وما بينهما
آداب الطريق (منقول كالسابق ).

الطريق مرفق عام من حق كل شخص الاستفادة منه دون أن يتعرض للأذى أو المضايقة من أحد، بل إذا احتاج للعون و النجدة و جدهما من إخوانه بدون مقابل، لذا شرع الإسلام آدابا ينبغي مراعاتها عند استعمال الطريق ، و هي :

1)التواضع في المشي : بأن يمشي الإنسان على الأرض هونا ، أي مشيا لينا رفيقا، و ذلك لقوله تعالى : ((و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) و قال سبحانه : ((و لا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا ))

2)غض البصر عن المحرمات : فلا ينظر إلى النساء الأجنبيات ، قال تعالى : ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن ..)) و ذلك لأن في هذا النظر انتهاك لحرمات الآخرين ، كما أنه ذريعة للزنا.

3)إلقاء السلام على من يعرف و من لا يعرف : روى البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام و تقرأ السلام ، على من عرفت و من لم تعرف

4)المحافظة على نظافة الطريق : فلا يلقي فيه الأوساخ ، لا سيما ما يؤذي الناس ، كالأشياء التي تسبب الانزلاق ، لقوله صلى الله عليه و سلم : (لا ضرر و لا ضرار ) بل المطلوب من المسلم أن يرفع عن الطريق ما يؤذي المارة من حجر أو شوك أو كل ما يسبب ضررا بالآخرين ، لما روى البخاري عن أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها قول :لا اله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق )

5) تجنب الأخطار : و ذلك بأخذ الحذر من كل ما قد يسبب ضررا من حيوان أو إنسان أو مركبة و ذلك أخذا من عموم قوله تعالى : ((و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) و على المسلم أيضا أن يرد عن الآخرين تلك الأخطار بتنبيههم إليها أو كفها عنهم إن استطاع ، فهو من قبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في الحديث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (إياكم و الجلوس في الطرقات ) فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال : (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : و ما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال :(غض البصر ، و كف الأذى ، و رد السلام ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)

اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا



الله الله الله
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله
ربنا يكرمك اخي محمد محمود هذا الجزء عن اداب الطريق بالنسبة لي حلم جميل نفسي يتحقق
ان شاء الله ربنا يستجيب لدعائنا ويهدي هذة الأمة اميييين
جزاك الله كل خير

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 10:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
molhma كتب:
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود
سبحان الله والله الناس فى حاجة فعلا لتعلم أداب الطريق و رسولنا الحبيب الكريم هو خير معلم صل الله عليه و على آله الكرام الطيبين

المعلم الاول لكل البشرية حيث قال صلى الله علية وآله وسلم (إنما بعثت معلماً ) أكرمكم الله


ونعم المعلم والمربي مولانا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وآله وصحبه وآحبابه وسلم
جزاكم الله خيرا أختي الكريمة الفاضلة الأستاذة ملهمة يا مرحبا
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 10:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
molhma كتب:
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود
سبحان الله والله الناس فى حاجة فعلا لتعلم أداب الطريق و رسولنا الحبيب الكريم هو خير معلم صل الله عليه و على آله الكرام الطيبين

المعلم الاول لكل البشرية حيث قال صلى الله علية وآله وسلم (إنما بعثت معلماً ) أكرمكم الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
سكينة كتب:
محمد محمود كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم وأحبهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السموات والأرض وما بينهما
آداب الطريق (منقول كالسابق ).

الطريق مرفق عام من حق كل شخص الاستفادة منه دون أن يتعرض للأذى أو المضايقة من أحد، بل إذا احتاج للعون و النجدة و جدهما من إخوانه بدون مقابل، لذا شرع الإسلام آدابا ينبغي مراعاتها عند استعمال الطريق ، و هي :

1)التواضع في المشي : بأن يمشي الإنسان على الأرض هونا ، أي مشيا لينا رفيقا، و ذلك لقوله تعالى : ((و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) و قال سبحانه : ((و لا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا ))

2)غض البصر عن المحرمات : فلا ينظر إلى النساء الأجنبيات ، قال تعالى : ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن ..)) و ذلك لأن في هذا النظر انتهاك لحرمات الآخرين ، كما أنه ذريعة للزنا.

3)إلقاء السلام على من يعرف و من لا يعرف : روى البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام و تقرأ السلام ، على من عرفت و من لم تعرف

4)المحافظة على نظافة الطريق : فلا يلقي فيه الأوساخ ، لا سيما ما يؤذي الناس ، كالأشياء التي تسبب الانزلاق ، لقوله صلى الله عليه و سلم : (لا ضرر و لا ضرار ) بل المطلوب من المسلم أن يرفع عن الطريق ما يؤذي المارة من حجر أو شوك أو كل ما يسبب ضررا بالآخرين ، لما روى البخاري عن أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها قول :لا اله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق )

5) تجنب الأخطار : و ذلك بأخذ الحذر من كل ما قد يسبب ضررا من حيوان أو إنسان أو مركبة و ذلك أخذا من عموم قوله تعالى : ((و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) و على المسلم أيضا أن يرد عن الآخرين تلك الأخطار بتنبيههم إليها أو كفها عنهم إن استطاع ، فهو من قبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في الحديث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (إياكم و الجلوس في الطرقات ) فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال : (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : و ما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال :(غض البصر ، و كف الأذى ، و رد السلام ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)

اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا



الله الله الله
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله
ربنا يكرمك اخي محمد محمود هذا الجزء عن اداب الطريق بالنسبة لي حلم جميل نفسي يتحقق
ان شاء الله ربنا يستجيب لدعائنا ويهدي هذة الأمة اميييين
جزاك الله كل خير


اللهم آمين يارب العالمين بإذن الله ربنا يهدينا جميعا وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء
جزاكم الله خيرا أختي الفاضلة سكينة ربنا يكرمك يارب
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 28, 2016 11:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
المهاجرة كتب:
molhma كتب:
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم الفاضل الأستاذ محمد محمود
سبحان الله والله الناس فى حاجة فعلا لتعلم أداب الطريق و رسولنا الحبيب الكريم هو خير معلم صل الله عليه و على آله الكرام الطيبين

المعلم الاول لكل البشرية حيث قال صلى الله علية وآله وسلم (إنما بعثت معلماً ) أكرمكم الله


يا مرحبا بأختي الفاضلة المهاجرة
جزاكم الله خيرا ربنا يكرمك يارب
اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 02, 2016 11:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
يقول الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله:

جمعت آداب من رام الجلوس على الطر



يـق من قـول خير الخلق إنسـانًا



أفش السـلام، وأحسن فـي الكـلام



وشمت عاطسًا، وسلامًا رد إحسـانًا



في الحمل عاون، ومظلومًا أعن وأغث



لهفان، اهـد سبيلاً، واهـد حـيرانًا



بالعرف مر، وأنـه عن نكر، وكف أذى



وغض طرفًا، وأكثر ذكـر مـولانا

...........................................
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 02, 2016 11:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
القول في آداب الصحبة

آداب الصحبة مع الله تعالى

اعلم أن صاحبك الذي لا يفارقك في حضرك وسفرك ونومك ويقظتك، بل في حياتك وموتك، هو ربك وسيدك ومولاك وخالقك، ومهما ذكرته فهو جليسك؛ إذ قال الله تعالى: (أنا جليس من ذكرين).

ومهما انكسر قلبك حزنا على تقصيرك في حق دينك، فهو صاحبك وملازمك؛ إذ قال الله تعالى: (أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي).

فلو عرفته حق معرفته لاتخذته صاحبا وتركت الناس جانبا. فإن لم تقدر على ذلك في جميع أوقاتك، فإياك أن تخلي ليلك ونهارك عن وقت تخلو فيه لمولاك وتتلذذ معه بمناجاتك له، وعند ذلك فعليك أن تتعلم آداب الصحبة مع الله تعالى.

وآدابها:

إطراق الرأس، وغض الطرف، وجمع الهم، ودوام الصمت، وسكون الجوارح، ومبادرة الأمر، واجتناب النهي، وقلة الاعتراض على القدر، ودوام الذكر، وملازمة الفكر، وإيثار الحق على الباطل، والإياس عن الخلق، والخضوع تحت الهيبة والانكسار تحت الماء، والسكون عن حيل الكسب ثقة بالضمان والتوكل على فضل الله تعالى معرفة بحسن الاختيار.

وهذا كله ينبغي أن يكون شعارك في جميع ليلك ونهارك

فإنها آداب الصحبة مع صاحب لا يفارقك، والخلق كلهم يفارقونك في بعض أوقاتك.

بداية الهداية - (ج 1 / ص 21)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 04, 2016 11:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
آداب العلاقة بالعوام المجهولين

فإن بليت بالعوام المجهولين، فآداب مجالستهم: ترك الخوض في حديثهم، وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم، والتغافل عما يجري من سوء ألفاظهم، والاحتراز عن كثرة لقائهم والحاجة إليهم، والتنبيه على منكراتهم باللطف والنصح عند رجال القبول منهم.

آداب العلاقة بالاخوان والأصدقاء

وأما الإخوان والاصدقاء فعليك فيهم وظيفتان:
الوظيفة الأولى
شروط الصحبة والصداقة
إحداهما: أن تطلب أولا شروط الصحبة والصداقة، فلا تؤاخ إلا من يصلح للاخوة والصداقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
فإذا طلبت رفيقا ليكون شريكك في التعلم، وصاحبك في أمر دينك ودنياك، فراع فيه خمس خصال: الأولى: العقل: فلا خير في صحبة الأحمق، فإلى الوحشة والقطيعة يرجع آخرها، وأحسن أحواله أن يضرك وهو يريد أن ينفعك، والعدو العاقل خير من الصديق الأحمق، قال علي رضي الله عنه:
فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ ... وَإِياكَ وَإِياهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى ... حَليماً حِينَ آَخاهُ
يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إذا ما المَرءُ ماشاهُ
كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ ... إِذا مالنَعلُ حاذاهُ
وَلِلشَىء مِنَ الشَىء ... مَقاييِسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حِينَ يَلقاهُ

الثانية: حسن الخلق: فلا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة. وقد جمعه علقمة العطاردي رحمه الله تعالى في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة، قال: يا بني إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك.. اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها.
اصحب من إذا قلت صدق قولك، وإن حاولت أمرا أمرك، وإن تنازعتما في شر آثرك.
وقال علي رضي الله عنه رجزا:
إِن أخاكَ الحَقُ مَن كانَ مَعَك ... وَمَن يَضر نَفسه لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ صَدعَكَ ... شَتَتَ فيك شَملَهُ لِيَجمَعَك

الثالثة: الصلاح: فلا تصحب فاسقا مصرا على معصية كبيرة، لأن من يخاف الله لا يصر على كبيرة، ومن لا يخاف الله لا تؤمن غوائله، بل يتغير بتغير الأحوال والأعراض، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُه فُرُطا).
فاحذر صحبة الفاسق؛ فإن مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية، وتهون عليك أمرها، ولذلك هان على القلوب معصية الغيبة لإلفهم لها، ولو رأو خاتما من ذهب أو ملبوسا من حرير على فقيه لاشتد إنكارهم عليه، والغيبة أشد من ذلك.

الرابعة: ألا يكون حريصا على الدنيا: فصحبة الحريص على الدنيا سم قاتل؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري فمجالسه الحريص تزيد في حرصك، ومجالسه الزاهد تزيد في زهدك.
الخامسة: الصدق: فلا تصحب كذابا، فإنك منه على غرور، فإنه مثل السراب، يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب.
ولعلك تعدم اجتماع هذه الخصال في سكان المدارس والمساجد، فعليك بأحد أمرين: إما العزلة والانفراد؛ ففيها سلامتك.. وإما أن تكون مخالطتك مع شركائك بقدر خصالهم، بأن تعلم أن الاخوة ثلاثة: أخ لآخرين فلا تراع فيه إلا الدين، وأخ لدنياك فلا تراع فيه إلا الخلق الحسن، وأخ لتأنس به فلا تراع فيه إلا السلامة من شره وفتنته وخبثه.
والناس ثلاثة: أحدهم مثله مثل الغذاء لا يستغنى عنه، والآخر مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط، ولكن العبد قد يتسلى به، وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع؛ فتجب مداراته إلى الخلاص منه، وفي مشاهدته فائدة عظيمة إن وفقت لها، وهو أن تشاهد من خبائث أحواله وأفعاله ما تستقبحه فتجتنبه؛ فالسعيد من وعظ بغيره، والمؤمن مرآة المؤمن، وقيل لعيسى عليه السلام: من أدبك؟ فقال: ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته. ولقد صدق - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم لكملت آدابهم واستغنوا عن المؤدبين.

بداية الهداية - (ج 1 / ص 22)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 05, 2016 8:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
الوظيفة الثانية
مراعاة حقوق الصحبة

فمهما انعقدت الشركة، وانتظمت بينك وبين شريكك الصحبة، فعليك حقوق يوجبها عقد الصحبة، وفي القيام بها آداب، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
(مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى)
ودخل صلى الله عليه وسلم أجدمعة، فاجتنى منها سواكين، أحدهما معوج، والآخر مستقيم، وكان معه بعض أصحابه، فأعطاه المستقيم، وأمسك لنفسه المعوج، فقال: يارسول الله أنت أحق مني بالمستقيم، فقال صلى الله عليه وسلم:
(ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا وسئل عن صحبته، هل أقام فيها حق الله تعالى أو أضاعه).

وقال صلى الله عليه وسلم:
(ما اصطحب اثنان قط إلا وكان أحبهما إلى الله تعالى أرفقهما بصاحبه).

وآداب الصحبة:
الايثار بالمال، فإن لم يكن هذا فبذل الفضل من المال عند الحاجة، والإعانة بالنفس في الحاجات، على سبيل المبادرة من غير احواج إلى التماس، وكتمان السر، وستر العيوب، والسكوت على تبليغ ما يسوؤه من مذمة الناس إياه، وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه، وحسن الإصغاء عند الحديث، وترك المماراة فيه، وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه
وأن ثني عليه بما يعرف من محاسنه، وأن يشكره على صنيعه في وجهه، وأن يذب عنه في غيبته إذا تعرض لعرضه كما يذب عن نفسه، وأن ينصحه باللطف والتعريض إذا احتاج إليه، وأن يعفو عن زلته وهفوته، ولا يعتب عليه، وأن يدعو له في خلوته في حياته وبعد مماته، وأن يحسن الوفاء مع أهله وأقاربه بعد موته، وأن يؤثر التخفيف عنه، فلا يكلفه شيئا من حاجاه، فيروح سره من مهماته، وأن يظهر الفرح بجميع ما يرتاح له من مساره، والحزن على نياله من مكارهه، وأن يضمر في قلبه مثل ما يظهره، فيكون صادقا في وده سرا وعلانية، وأن يبدأه بالسلام عند إقباله، وأن يوسع له في المجلس ويخرج له من مكانه، وأن يشيعه عند قيامه، وأن يصمت عند كلامه حتى يفرغ من كلامه، ويترك المداحلة في كلامه. وعلى الجملة، فيعامله بما يحب أن يعامل به، فمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأخوته نفاق، وهي عليه وبال في الدنيا والآخرة.
فهذا أدبك في حق العوام المجهولين، وفى حق الأصدقاء المؤاخين.

بداية الهداية - (ج 1 / ص 23)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 08, 2016 10:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
الفاضلة الكريمة المهاجرة ربنا يجبر بخاطرك
أستمري ....
ربنا يكرمك دنيا وآخره يارب

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 08, 2016 11:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
آداب العلاقة بالمعارف

وأما القسم الثالث، وهم المعارف:
فاحذر منهم؛ فإنك لا تر الشر إلا ممن تعرفه، أم الصديق فيعينك، وأما المجهول فلا يتعرض لك، وإنما الشر كله من المعارف الذين يظهرون الصداقة بألسنتهم.
فأقلل من المعارف ما قدرت، فإذا بليت بهم في مدرسة أو مسجد أو جامع أو سوق أو بلد، فيجب ألا تستصغر منهم أحدا؛ فإنك لا تدري لعله خير منك، ولا تنظر إليهم بعين التعظيم لهم في حال دنياهم فتهلك، لأن الدنيا صغيرة عند الله تعالى، صغير ما فيها. ومهما عظم أهل الدنيا في قلبك فقد سقطت من عين الله تعالى

وإياك أن تبذل لهم دينك لتنال به من دنياهم؛ فلا يفعل ذلك أحد إلا صغر في أعينهم ثم حرم ما عندهم.

وإن عادوك فلا تقابلهم بالعداوة؛ فإنك لا تطيق الصبر على مكافأتهم، فيذهب دينك في عداوتهم، ويطول عناؤك معهم، ولا تسكن إليهم في حال إكرامهم إياك وثنائهم عليك في وجهك وإظهارهم المودة لك؛ فإنك إن طلبت حقيقة ذلك لم تجد في المائة واحداً، ولا تطمع أن يكونوا لك في السر والعلن واحد

ولا تتعجب إن ثلبوك في غيبتك ولا تغضب منه؛ فإنك إن أنصفت وجدت من نفسك مثل ذلك، حتى في أصدقائك وأقاربك، بل في أستاذك ووالديك؛ فإنك تذكرهم في الغيبة بما لا تشافههم به، فاقطع طمعك عن مالهم وجاههم ومعونتهم؛ فإن الطامع في الأكثر خائب في المال، وهو ذليل لا محالة في الحال.

وإذا سألت واحدا حاجة فقضاها، فاشكر الله تعالى واشكره، وإن قصر فلا تعاتبه ولا تشكه فتصير عدواة له

وكن كالمؤمن يطلب المعاذير، ولا تكن كالمنافق يطلب العيوب، وقل لعله قصر لعذر له لم أطلع عليه.

ولا تعظن أحدا منهم ما لم تتوسم فيه أو مخايل القبول، وإلا لم يستمع منك وصار خصما عليك، إذا أخطئوا في مسألة، وكانوا يأنفون من التعلم منك، فلا تعلمهم؛ فلا تعلمهم؛ن فإنهم يستفيدون منك علما ويصبحون لك أعداء، إلا إذا تعلق ذلك بمعصية يقارفونها عن جهل منهم، فاذكر الحق بلطف من غير عنف.

وإذا رأيت منهم كرامة وخيرا، فاشكر الله الذي حببك إليهم. وإذا رأيت منهم شرا، فكلهم إلى الله تعالى، واستعذ بالله من شرهم، ولا تعاتبهم، ولا تقل لهم: لمِ لَم تعرفوا حقي؛ وأنا فلان بن فلان، وأنا الفاضل في العلوم؟
فإن ذلك من كلام الحمقى، وأشد الناس حماقة من يزكي نفسه ويثني عليها.

واعلم أن الله تعالى لا يسلطهم عليك إلا بذنب سبق منك، فاستغفر الله من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة من الله تعالى.

وكن فيما بينهم سميعا لحقهم، أصم عن باطلهم، نطوفا بمحاسنهم، صموتا عن مساويهم، واحذر مخالطة متفقهة الزمان، لا سيما المشتغلين بالخلاف والجدال.

واحذر منهم؛ فإنهم يتربصون بك - لحسدهم - ريب المنون، ويقطعون عليك بالظنون، ويتغامرون وراءك بالعيون، ويحصون عليك عثراتك في عشرتهم، حتى يجبهوك بها في حال غيظهم ومناظرتهم، لا يقيلون لك عثرة، ولا يغفرون لك زلة، ولا يسترون لك عورة، يحاسبونك على النقير والقطمير، ويحسدونك على القليل والكثير، ويحرضون عليك الإخوان بالنميمة والبلاغات والبهتان، إن رضوا فظاهرهم الملق، وإن سخطوا فباطنهم الحنق، ظاهرهم ثياب وباطنهم ذئاب.
هذا ما قطعت به المشاهدة على أكثرهم، إلا من عصمه الله تعالى؛ فصحبتهم خسران، ومعاشرتهم خذلان.

بداية الهداية - (ج 1 / ص 24)

يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 14, 2016 12:25 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
المهاجرة كتب:
آداب العلاقة بالمعارف

وأما القسم الثالث، وهم المعارف:
فاحذر منهم؛ فإنك لا تر الشر إلا ممن تعرفه، أم الصديق فيعينك، وأما المجهول فلا يتعرض لك، وإنما الشر كله من المعارف الذين يظهرون الصداقة بألسنتهم.
فأقلل من المعارف ما قدرت، فإذا بليت بهم في مدرسة أو مسجد أو جامع أو سوق أو بلد، فيجب ألا تستصغر منهم أحدا؛ فإنك لا تدري لعله خير منك، ولا تنظر إليهم بعين التعظيم لهم في حال دنياهم فتهلك، لأن الدنيا صغيرة عند الله تعالى، صغير ما فيها. ومهما عظم أهل الدنيا في قلبك فقد سقطت من عين الله تعالى

وإياك أن تبذل لهم دينك لتنال به من دنياهم؛ فلا يفعل ذلك أحد إلا صغر في أعينهم ثم حرم ما عندهم.

وإن عادوك فلا تقابلهم بالعداوة؛ فإنك لا تطيق الصبر على مكافأتهم، فيذهب دينك في عداوتهم، ويطول عناؤك معهم، ولا تسكن إليهم في حال إكرامهم إياك وثنائهم عليك في وجهك وإظهارهم المودة لك؛ فإنك إن طلبت حقيقة ذلك لم تجد في المائة واحداً، ولا تطمع أن يكونوا لك في السر والعلن واحد

ولا تتعجب إن ثلبوك في غيبتك ولا تغضب منه؛ فإنك إن أنصفت وجدت من نفسك مثل ذلك، حتى في أصدقائك وأقاربك، بل في أستاذك ووالديك؛ فإنك تذكرهم في الغيبة بما لا تشافههم به، فاقطع طمعك عن مالهم وجاههم ومعونتهم؛ فإن الطامع في الأكثر خائب في المال، وهو ذليل لا محالة في الحال.

وإذا سألت واحدا حاجة فقضاها، فاشكر الله تعالى واشكره، وإن قصر فلا تعاتبه ولا تشكه فتصير عدواة له

وكن كالمؤمن يطلب المعاذير، ولا تكن كالمنافق يطلب العيوب، وقل لعله قصر لعذر له لم أطلع عليه.

ولا تعظن أحدا منهم ما لم تتوسم فيه أو مخايل القبول، وإلا لم يستمع منك وصار خصما عليك، إذا أخطئوا في مسألة، وكانوا يأنفون من التعلم منك، فلا تعلمهم؛ فلا تعلمهم؛ن فإنهم يستفيدون منك علما ويصبحون لك أعداء، إلا إذا تعلق ذلك بمعصية يقارفونها عن جهل منهم، فاذكر الحق بلطف من غير عنف.

وإذا رأيت منهم كرامة وخيرا، فاشكر الله الذي حببك إليهم. وإذا رأيت منهم شرا، فكلهم إلى الله تعالى، واستعذ بالله من شرهم، ولا تعاتبهم، ولا تقل لهم: لمِ لَم تعرفوا حقي؛ وأنا فلان بن فلان، وأنا الفاضل في العلوم؟
فإن ذلك من كلام الحمقى، وأشد الناس حماقة من يزكي نفسه ويثني عليها.

واعلم أن الله تعالى لا يسلطهم عليك إلا بذنب سبق منك، فاستغفر الله من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة من الله تعالى.

وكن فيما بينهم سميعا لحقهم، أصم عن باطلهم، نطوفا بمحاسنهم، صموتا عن مساويهم، واحذر مخالطة متفقهة الزمان، لا سيما المشتغلين بالخلاف والجدال.

واحذر منهم؛ فإنهم يتربصون بك - لحسدهم - ريب المنون، ويقطعون عليك بالظنون، ويتغامرون وراءك بالعيون، ويحصون عليك عثراتك في عشرتهم، حتى يجبهوك بها في حال غيظهم ومناظرتهم، لا يقيلون لك عثرة، ولا يغفرون لك زلة، ولا يسترون لك عورة، يحاسبونك على النقير والقطمير، ويحسدونك على القليل والكثير، ويحرضون عليك الإخوان بالنميمة والبلاغات والبهتان، إن رضوا فظاهرهم الملق، وإن سخطوا فباطنهم الحنق، ظاهرهم ثياب وباطنهم ذئاب.
هذا ما قطعت به المشاهدة على أكثرهم، إلا من عصمه الله تعالى؛ فصحبتهم خسران، ومعاشرتهم خذلان.

بداية الهداية - (ج 1 / ص 24)

يتبع

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 15, 2016 11:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
نكمل ماسبق
هذا حكم من يظهر لك الصداقة، فكيف من يجاهرك بالعداوة؟
قال القاضي ابن معروف رحمه الله تعالى:

فَاحذَر عَدوكَ مَرَة ... وَاحذَر صَديقَكَ أَلفَ مَرَة

فَلَرُبَما اِنقَلَبَ الصَديقُ ... فَكانَ اَعرَف بِالمَضَرَة

وكذلك قال أبو تمام:

عَدوُكَ مِن صَديقِكَ مُستَفاد ... فَلا تَستَكثرِنَ مِنَ الصَحابِ

فَإِنّ الدَاءَ أَكثَرَ ما تَراهُ ... يَكون مِنَ الطَعامِ أو الشَرابِ

وكن كما قال هلال بن العلاء الرقى:

لَما عَفوتَ وَلَم أَحقِد عَلى أَحد ... أَرحتَ نَفسى مِن هُم العَداواتِ

إِني أَحيى عَدوى عِندَ رُؤيَتِهِ ... لأَدفَعَ الشَرَ عَنى بِالتَحياتِ

وَأَظهَر البَشَر لِلإِنسانِ أَبغُضُهُ ... كَأَن قَد مَلا قَلبى مَرات

وَلسَت أَسلَمَ مِمَن لَستَ أَعرِفُهُ ... فَكَيفَ أَسلَم مِن أهلِ المَوَداتِ

الناسُ دَاء دَواءِ الناسِ تَركُهُم ... وَفي الجَفاءِ لَهُم قِطَعُ الأَخواتِ

فَسالِم الناسَ تَسلَم مِن غوائِلِهِم ... وَكُن حَريصاً عَلى كَسبِ التقياتِ

وَخالِق الناسَ وَاصبِر ما بُلَيتَ بِهِم ... اَصَمٌ اَبكَمٌ اَعمى ذا تقيات

وكن أيضا كما قال بعض الحكماء:
الق صديقك وعدوك بوجه الرضا، من غير مذلة لهما ولا هيبة منهما
وتوقر من غير كبر، وتواضع من غير مذلة
وكن في جميع أمورك في أوسطها، فكلا طرفى قصدن الأمور ذميم، كما قيل:
عَلَيكَ بِأَوساطِ الأَمورِ فإِنّها ... طَريقٌ إِلى نَهجِ الصِراط قَويمُ

وَلا تَكُ فيها مُفرَطا أَو مُفرَطا ... فَإِنّ كُلا حالِ الأُمورِ ذميمُ

ولا تنظر في عطفيك، ولا تكثر إلى وارئك الالتفات، ولا تقف على الجماعات، وإذا جلست فلا تستوفز، وتحفظ من تشبيك أصابعك، وكثرة بصاقك ونخمك، وطر الذباب عن وجهك، وكثرة التمطى والتثاؤب في وجوه الناس في الصلاة وغيرها وليكن مجلسك هادئا، وحديثك منظوما مرتبا، واصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك من غير إظهار تعجب مفرط، ولا تسأله إعادته، واسكت عن المضاحك والحكايات، ولا تحدث عن إعجابك بولدك وشعرك وكلامك وتصنيفك وسائر ما يخصك، ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين، ولا تتبذل تبذل العبد،ولا تلح في الحاجات، ولا تشجع أحداً على الظلم، ولا تعلم أحدا من أهلك وولدك فضلا عن غيرهم مقدار مالك؛ واجفهم من غير عنف، ولن لهم من غير ضعف، ولا تهازل أمتك ولا عبدك، فيسقط وقارك من قلوبهم، وإذا خاصمت فتوقر، وتحفئ من جهلك وعجلتك، وتفكر في حجتك، ولا تكثر الاشارة بيدك، ولا تكثر الالتفاف إلى من ورائك ولا تجث على ركبتيك، وإذا هدأ غضبك فتكلم. وإذا قربك السلطان فكن منه على حد السنان، وإياك وصديق العافية؛ فإنه أعدى الأعداء، ولا يجعل مالك أكرم من عرضك.

بداية الهداية

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب وأخلاق (محمدية ) في حياتنا اليومية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 16, 2016 1:53 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وأحبابه ومن تبعهم وأحبهم وسلم تسليما كثيرا كبيرا

كان مالك بن دينار رحمه الله يسير في بعض شوارع البصرة فناداه أحدهم من بعيد: يا مرائي!! يامرائي!! يقول لمن؟ لمالك بن دينار!! الإمام الكبير والعارف بالله من كبار أئمة السلف من رجال الرسالة القشيرية، يقول له: يامرائي!! تخيل أنك خرج من الجامع الأموي، صليت العشاء جماعة وصليت السنة وحضرت درس علم وأنت خارج شخص قال لك : أنت كذاب ومرائي غير صادق في الحضور تريد تظهر في التلفاز، كيف ستكون إجابتك عليه؟ أعوذ بالله من سوء الظن ياأخي، هذا لو كنت محترم أو جزاك الله خيراً، شكراًعلى النصيحة الله يصلح قلوبنا، وفي قلبك أنت مغتاظ من الرجل الذي قال لك هذه الكلمة، هذأ في أحسن الاحوال، هذا إذا لم تضاربه وتقول له انظر لنفسك ..
لكن اسمع مالك بن دينار شوف نفسك مالك بن دينار وهو يمشي في الطريق قال له: يامرائي فالتفت الإمام إلى الرجل وهومتبسم وقال له: من الذي دلك على اسمي الذي أخطأه أهل البصرة؟ كيف عرفت؟ أنا المرائي. ..لماذا لم يلعب به هذا الإنسان؟ ..لماذا لم يستفزه هذا الإنسان السفيه الذي قال لمالك بن دينار يامرائي، هذا السفيه الذي قال للامام يا مرائي، لكنه لماذا لم ينجح بأن يخرج مالك ابن دينار عن حاله مع الله؟ لأن مالك بن دينار في الأصل هو متهم لنفسه، هو معترف فيما بينه وبين الله، هو مطلع على أمور أرقى بكثير، لهذا كانوا يقولون حسنات الأبرار سيئات المقربين، أحد المقربين يرى شيئاً يعتبره سيئة لو كان عند أحد من الأبرار لكان من الحسنات ..من الأشياء الطيبة أن تتهم نفسك ..
اتهم نفسك .. إذا اتهمت نفسك وكرهت الفعل من نفسك والتجأت إلى الله أعطاك، لكن تريد الخلاصة تجمع لك جميع الأعمال التي يمكن أن تعملها للتخلص من الرياء، اشتغل بملىء قلبك بعظمة الله لأن الرياء يدل على خلو قلب صاحبه من عظمة الله. لو امتلأ القلب بتعظيم الله لما احتجت أن ينظر غير الله إلى عملك أما كفاك نظره إليك؟ أما كفاك علمه بما تصنع؟ هذا ينزع من القلب حب الدنيا وحب المنزلة بين الناس ويورث القلب الامتلاء بعظمة الله سبحانه وتعالى.

الحبيب علي الجفري ......

اللهم صل وبارك على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وأحبابه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 45 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط