2 – مقام سيدنا ابراهيم من اعظم ىيات الله البينات في حرم الله:
قال الله تعالي : ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعلمين * فيه ءايت بينت مقام ابراهيم) يبين الله تعالي لعباده ان في بيته المحرم المعظم المبارك ايات بينات واضحات الدلالة , " وان مقام ابراهيم وامن الداخل الي الحرم جعلا مثالا مما في حرم الله من الايات , وخصا بالذكر لعظمهما".
•وهذة الاية العظمي ( مقام سيدنا ابراهيم) هي في نفسها تشتمل علي عدة ايات واضحات عجيبة , ومعجزات باهرة , اظهرها الله سبحانه في ذلك الحجر الكريم , فهي ايات في اية , ومن هذة الايات في مقام سيدنا ابراهيم ما يلي : •اثر القدمين الشريفتين في الصخرة الصماء اية •وغوصهما فيها الي الكعبين اية •وإلانة بعض هذا النوع دون بعض اية •وارتفاع المقام لسيدنا ابراهيم الخليل في السماء حين ارتفع بالبناء اية , وكذلك حين علاه للأذان بالحج حتي كان كأطول جبل •وابقاؤه علي مر الزمان اية •وحفظه ألوف السنين من الأعداء مع كثرتهم وشدة عدائهم اية
•ومن حفظ الله لهذا المقام , انه في سنة 317 هـ حين اعتدي القرامطة علي الحرم , وانتشر فسادهم , واخذ ابو طاهر القرمطي الحجر الاسود , جاء ليأخذ حجر المقام , فلم يظفر به , لان سدنه الكعبة غيبوه في بعض شعاب مكة
ثم اعيد الي الحرم بعد ان انطفأت الفتنة , ولا يزال ولله الحمد الي يومنا هذا محروسا بحفظ الله وعنايته , والي ما شاء الله حتي يرفع الي الجنة ويعود اليها
ومن ايات مقام سيدنا ابراهيم ان الله تعالي حفظه من عبادة المشركين له يقول الشيخ محمد طاهر الكردي المكي رحمه الله :
" ومما هو جدير بالذكر والالتفات اليه ان العرب في جاهليتها مع عبادتهم الاحجار , وبالاخص حجارة مكة والحرم , لم يسمع عنهم ان احدا عبد الحجر الاسود او حجر المقام , مع عظيم احترامهم لهما , ومحافظتهم عليهما .
ولقد تأمل الكاتب في سر ذلك وسببه , فظهر له ان ذلك من عصمة الله تعالي , فإنهما لو عبدا من دون الله في الجاهلية , ثم جاء الاسلام بتعظيمهما باستلام الركن الاسود , والصلاة خلف المقام , لقال المنافقون واعداء الاسلام :
ان الاسلام اقر احترام بعض الاصنام , وانه لم يخلص من شائبة الشرك , ولتمسك بعبادتهما من كان يعبد احدهما من قبل , فلهذا حفظ الله تعالي هذين الحجرين الكريمين من ايام سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الي يومنا هذا الي ماشاء الله من عبادة اهل الجاهلية لهما , كما حفظ بيته الحرام من عبادتهم ايضا , ولا يخفي ان هذه نقطة دقيقة لا يتنبه اليها كا احد " اهـــــــــ
وايضا فيه دلالة قوية علي قدرة الله تعالي , وهذه اية ودلالة علي توحيد الله تعالي , لأنه جعل للحجر رطوبة الطين , حتي دخلت قدميه فيه , وذلك لا يقدر عليه إلا الله
والمقام معجزة لسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام , ودليل علي نبوته وبهاتين الايتين في الحرم : مقام سيدنا ابراهيم وامن الداخل , تقوم علي الحجة علي كفار قريش , إذ هما عظيمتان شهيرتان عندهم , وهم المدركون لهما بحواسهم , فكان ( المقام ) حجة عليهم في توحيد الله وإفراده بالعبودية
ومن ايات المقام ايضا انه لا تخلو لحظة من اللحظات من قائم وراكع وساجد خلف المقام , تحقيقا لقوله تعالي : " واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي " , فسبحان الله المعبود الصمد علي الدوام جل وعلا .
|