الحرب العالمية الثالثة.. هل هذا سيناريو البداية؟ ؟؟؟؟؟

في نهاية الأسبوع الماضي، قال العميد أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، إن المملكة مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية داخل سوريا، إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعمليات من هذا النوع.
وكشفت شبكة "CNN" الأمريكية، نقلًا عن مصادر سعودية مطلعة، عن خطة تدريبية تشمل نحو 150 ألف جندي معظمهم سعوديون، بالإضافة إلى قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل السعودية حاليًا، تمهيدًا للدخول إلى سوريا للقتال ضد داعش عبر الأراضي التركية.
وقالت، إن المغرب أرسلت قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، بالإضافة إلى تعيين السعودية وتركيا قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.
وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة "ماليزيا وإندونيسيا وبروناي"، التي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا الأولى في إرسال قواتها من هذا الثلاثي، إلى السعودية.
ومن جانبها، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن بيان السعودية حول إرسال قواتها إلى سوريا ناجم عن تنسيق مع تركيا، مشيرة إلى أن هاتين الدولتين مصممتان على إسقاط نظام بشار الأسد.
وحذر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم -من باب إثبات الوجود-، من أن أي "معتد" من قوات برية أجنبية تدخل بلاده “سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده”.
وسخر قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، من إعلان السعودية، استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا، قائلاً: "ردد (السعوديون) هذا الادعاء، لكنني لا أعتقد أنهم يملكون الشجاعة الكافية لفعل ذلك.. وحتى إذا أرسلوا قوات فإنها ستهزم حتمًا.. سيكون انتحارًا"، للتذكرة أن السعوديين، قالوا سوريا وليس إيران، ولكن هذا التصريح يعكس مدى انخراط طهران في الحرب الأهلية السورية، وأن الإيرانيين يعتبرون المعركة في سوريا حربا خاصة بهم.
بينما قال موقع "تابناك" الإيراني، المقرب من القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، إن تراجع قوات المعارضة السورية وخسارة مناطق واسعة في ريف حلب، بالإضافة لانشغال إيران في أزماتها الداخلية، دفع السعودية لاتخاذ قرار صعب برعاية أمريكية بإرسال قوات برية إلى سوريا لتعديل ميزان القوى.
وأشار "تابناك" إلى أن الدول التي تدعم السعودية في قرارها إرسال قوات برية نظامية إلى الأراضي السورية، تحاول إيقاف تقدم الجيش السوري في حلب، بعد كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، بالإضافة إلى تقوية موقف المعارضة السورية في مفاوضات جنيف بحيث يصبح موقف وفد النظام وحلفائه ضعيفا.
بداية النهاية
وحين تدخل القوات البرية التركية والسعودية، للأراضي السورية عبر حدود تركيا الشمالية، فإنها ستواجه قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمليشيات الشيعية المدعومة من طهران، إلى جانب قوات النظام السوري بالطبع.
وعند حدوث هذه المواجهة، ثمة نقطة رئيسية هي التي ستتحكم في تحول هذا الصراع من صراع بين قوى إقليمية تتصارع على النفوذ "إيران في مواجهة تركيا والسعودية" بعد انتهاء حالة الحرب بالوكالة، إلى حرب عالمية ثالثة، وتكمن هذه النقطة في ردة فعل الطيران الروسي الموجود في سوريا، ففي حالة رد الطيران الروسي على توغل القوات التركية والسعودية للأراضي السورية، فهو في هذه الحالة يهاجم قوات دولة عضو في حلف الناتو "تركيا"، والحليف التقليدي لأمريكا في المنطقة "السعودية"، وهنا ستكون مقاتلات التحالف الدولي -أغلبها من دول تابعة لحلف الناتو الذي غير استراتيجته العسكرية مؤخرا وجعل روسيا التهديد الأول للحلف- ليست ببعيدة لترد على العدوان الروسي على حلفائها، فطيران التحالف موجود فوق الأراضي طول الوقت وينفذ ضربات ضد تنظيم "داعش".
وعند حدوث هذه الاشتباكات فوق بقعة صغيرة من العالم "سوريا"، فأثرها لن يتوقف عن هذا الحد، بل سيطال باقي دول المنطقة، وينتشر ليشكل الحرب العالمية الثالثة، فبداية الحرب العالمية الأولى بدأت بمقتل ولي العهد النمساوي في البوسنة، والثانية باجتياح ألمانيا النازية لبولندا، وعند بداية الحرب سيهب الجيش الروسي لنجدة قواته المتواجدة في سوريا، لكي يحميها من افتراس قوات الناتو، وستجد أوكرانيا في الحرب فرصة سانحة لانشغال الجيش الروسي بالخارج، من أجل الانقضاض على المتمردين في شمال البلاد واستعادة شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا منذ 2014، وفي الداخل الروسي سيجد مقاتلو الشيشان وباقي دول القوقاز، فرصة مواتية للثأر من الدب الروسي وتوجيه طعنات مركزة في قلب الاتحاد الروسي.
أما عن التحالفات الدولية، فكما يبدو أن حلف الناتو، سيهب لنجدة عضو الحلف "تركيا"، وستطصف أغلب الدولة الإسلامية، إلى جانب السعودية "مركز الإسلام السني في العالم"، وفي مقدمتها الدول السنية الكبرى "مصر وباكستان وإندونيسيا"، أما التحالف الروسي فسيجد في ظهره إيران والنظام السوري والمليشيات العراقية وأذرع الحرس الثوري حول العالم "حزب الله اللبناني وأمثاله"، وقد تنضم كوريا الشمالية للمعمعة بغية الانتقام من أمريكا، وهنا سيكون موقف الصين غامضا كالموقف الإسرائيلي.
وستمتد الحرب لتشمل كل بلاد غرب آسيا، إضافة إلى روسيا ودول البلقان. ونظريًا هذه الحرب من المفترض أن تنتهي بهزيمة ساحقة لروسيا وحلفائها، وهذه الحرب لا يستبعد فيها استخدام القنابل الذرية وغيرها من الوسائل التسلحية الحديثة.
وفي خضم هذه الحرب ستصبح داعش، لاعبًا هامشيًا، كما سيكون وضع تنظيم القاعدة. وستصبح الكلمة العليا للجيوش النظامية المدربة المستعدة والمؤهلة لخوض هذه الحرب التي قد تأتي على منجزات الحضارة البشرية، وإن لم تنهها فستضربها في مقتل.
http://www.tahrirnews.com/posts/378650