لما كانت مجالس التذكير تقتضى ذكر الحكايات عن السلف؛لأنها دليل السالك وقوت الطالب،وبها تقوى نفوس المريدين،عن مالك بن دينار قال:الحكايات تُحف الجنة،وقال الجنيد:الحكايات جُندُ من جنود الله،تقوى بها أبدان المريدين فقيل له:هل لهذا من شاهد؟قال:قوله تعالى: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)_هود:12
(حكاية ملك الموت مع رجل أسرف على نفسه فى جمع المال)
عن يزيد بن ميسرة قال:كان رجل ممن مضى جمع مالا وولدا فأوعى،ثم أقبل على نفسه وهو أهله،فقال:انعمنى سنين،فأتاه ملكُ الموتُ،فقرع الباب،فخرجوا إليه وهو متمثل مسكين،فقال لهم:ادعوا لى صاحب الدار،وصنع مثل ذلك. وقال أخبروه أنى ملك الموت.
فلما سمع سيدهم قعد فزعا،وقال:لينُوا له بالكلام،فقالوا:ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك،قال:لا. فدخل عليه،فقال له:قُم فأوص ما كنت موصيا،فإنى قابض نفسك قبل أن أخرج،فصاح أهله،وبكوا،ثم قال:افتحوا الصناديق والتوابيت وافتحوا أوعية المال،وافتحوا أوعية الذهب والفضة،ففتحوها جميعا.
فأقبل إلى المال يلعنه ويسبه ويقول:لُعنت من مال،أنت الذى أنسيتنى ربى تبارك وتعالى،وأغفلتنى عن العمل لآخرتى حتى بلغنى أجلى،فتكلم المال،فقال:لا تسبنى،ألم تكن وضيعا فى أعين الناس فرفعتك؟ ألم يُر عليك من أثرى وكنت تحضر سدد الملوك فتدخل،ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون؟ ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادةفتُنكح؟ ويخطب عباد الله الصالحون فلا يُنكحون؟ ألم تكن تنفقنى فى سبيل الجبت والطاغوت فلا أتعاصى،ولو أنفقتنى فى سبيل الله لم أتعاص عليك؟فأنت اليوم ألوم منى ! إنما خُلقتُ أنا و أنتم يا بنى آدم من تراب،فمنطلق ببر ومنطلق بإثم،فهكذا يقول المال،فاحذروا
_________________ أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
|