[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=0 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=white,strength=5)"]
لمـعـت نـارهـم وقـد عـســعـــس الـــلـــيل =ومـــلَّ الـــحـــادي وحـــار الـــدلـــيل
فتـأمـلـتـهـا وفـــكـــري مـــن الـــبـــين عـلـ=يلٌ ولــحـــظ عـــينـــي كـــلـــيل
وفـؤادي ذاك الـــفـــؤاد الـــمـــعـــنـــى=وغــرامـــي ذاك الـــغـــرام الـــدخـــيل
ثم قـابـلـتـهـا وقـلــت لـــصـــحـــبـــي=هذه الـنـار نــار لـــيلـــى فـــمـــيلـــوا
فرمـوا نـحـوهـا لـحـاظـــاً صـــحـــيحـــاتٍ= فــعـــادت خـــواســـئاً وهـــى حـــول
ثم مـالـــوا إلـــى الـــمـــلام وقـــالـــوا=خلـــبٌ مـــا رأيت أم تـــــــخـــــــييل
فتـجـنـبـتـــهـــم ومـــلـــت إلـــيهـــا=والـهـوى مـركـبـي وشــوقـــي الـــزمـــيل
ومـعـي صـاحـــب أتـــى يقـــتـــفـــي الآثار= والـحـب شـرطـــه الـــتـــطـــفـــيل
وهـي تـعـلـو ونـحـــن نـــدنـــو إلـــى أن= حجـزت دونــهـــا طـــلـــولٌ مـــحـــول
فدنـونـا مـن الـطـــلـــول فـــحـــالـــت=زفـــراتٌ مـــن دونـــهـــا وغـــلــــيل
قلـت: مـن بـــالـــديار؟ قـــالـــوا: جـــريحٌ= وأســـيرٌ مـــكـــبـــلٌ وقـــتـــــــيل
ما الـذي جـئت تـبـتـغـي؟ قـــلـــت: ضـــيف=جاء يبـغـي الـــقـــرى فـــأين الـــنـــزول
فأشـارت بـالـرحــب دونـــك فـــاعـــقـــرها= فـمـا عـنـــدنـــا لـــضـــيفٍ رحـــيل
من أتـانـا ألـقـى عـصـا الــســـير عـــنـــه= قلـت: مـن لـي بـهـــا وأين الـــســـبـــيل؟
فحـطـطـــنـــا إلـــى مـــنـــازل قـــومٍ=صرعـتـهـم قـبـل الـمــذاق الـــشـــمـــول
درس الـوجـــد مـــنـــهـــم كـــل رســـمٍ=فهـو رســمٌ والـــقـــوم فـــيه حـــلـــول
منـهـم مـن عـفـا ولـم يبـــق لـــلـــشـــكوى= ولا لـــلـــدمـــوع فـــيه مـــقــــيل
ليس إلا الأنـفـــاس تـــخـــبـــر عـــنـــه=وهـو عـنـــهـــا مـــبـــرَّأ مـــعـــزول
ومـــن الـــقـــوم مـــن يشـــير إلـــى وجدٍ= تـبـقَّـى عـلـيه مـــنـــه الـــقـــلـــيل
ولـــكـــلٍ رأيت مـــنـــه مـــقـــامـــاً= شرحـه فـي الـكــتـــاب مـــمـــا يطـــول
قلـت أهـل الـهـــوى ســـلامٌ عـــلـــيكـــم=لي فـؤادٌ عـنـكـم بــكـــم مـــشـــغـــول
وجـفـونٌ قـد أقـرحــتـــهـــا مـــن الـــدمع= حـثـيثـــاً إلـــى لـــقـــاكـــم ســـيول
لم يزل حــافـــز مـــن الـــشـــوق يحـــدوني= إلـيكـــم والـــحـــادثـــات تـــحـــول
واعتذاري ذنبٌ فهل عند من= يعلم عذري في ترك عذري قبول
جئت كي أصطلي فهل لي إلى= ناركـــم هـــذه الـــغـــداة ســـبــــــيل
فأجـابـت شـواهـد الـــحـــال عـــنـــهـــم=كل حـدٍّ مـــن دونـــهـــا مـــفـــلـــول
لا تروقنّك الرياض الأنـيقـات= فمن دونها ربًى ودحـول
كم أتاها قومٌ على غـرّةٍ مـنها= وراموا أمراً فعزًّ الوصول
وقفوا شاخصين حتـى إذا مـا= لاح للوصل غرّةٌ وحـجـول
وبدت راية الوفـا بـيد الـوجد= ونادى أهل الحقائق جولـوا
أين من كان يدَّعينا فـهـذا اليوم= فيه صبغ الدعاوى يحول
حملوا حملة الفحـول ولايصرع= يوم اللقاء إلا الفـحـول
بذلوا أنفساً سخت حين شحَّـت=بوصالٍ واستصغر المبـذول
ثم غابوا من بعد ما اقتحموهـا=بين أمواجها وجاءت سـيول
قذفتهم إلى الرسـوم فـكـلٌّ=دمه في طلولها مـطـلـول
نارنا هذه تضيء لـمـن يسري= بليلٍ لكنـهـا لا تـنـيل
منتهى الحظ ما تزوّد منها اللحظ= والمدركـون ذاك قـلـيل
جاءها من عرفت يبغي اقتباساً=وله البسط والمنى والـسُّـول
فتعالت عن المنـال وعـزَّت=عن دنوٍّ إليه وهـو رسـول
فوقفنا كما عـهـدت حـيارى= كلُّ عزمٍ من دونها مخـذول
ندفع الوقت بالرجاء ونـاهـيك= بقلبٍ غذاؤه الـتـعـلـيل
كلما ذاق كـأس يأسٍ مـريرٍ= جاء كأسٌ من الرجا معسـول
فإذا سوَّلت له النفـس أمـراً=حيد عنه وقيل: صبرٌ جمـيل
هذه حالنا وما وصل الـعـلم= إليه، وكلُّ حـال تـحـول
[/poet]
من شعر أبو محمد عبد الله بن القاسم بن المظفر بن عليّ بن القاسم الشّهرزوريّ المنعوت بالمرتضى و هي قصيدة على طريقة الصوفية كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان
و عنها يقول ابن خلكان في وفيات الأعيان:
"وإنما أثبت هذه القصيدة بكاملها لأنها قليلة الوجود وهي مطلوبة.
وحكي عن بعض المشايخ أنه رأى في النوم قائلاً يقول: ما قيل في الطريق مثل القصيدة الموصلية، يعني هذه"
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|