اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
وصية
إذا كنت جنبا ولم تغتسل فتوضأ إن كان لك ماء وإلا فتيمم ... وإذا أردت أن تعاود فتوضأ بينهما وضوءا ... وإذا أردت أن تنام وأنت جنب فتوضأ ... وإن لم تكن جنبا فلا تنم إلا على طهارة ... وإذا أردت أن تأكل أو تشرب وأنت جنب فتوضأ
وإياك والتضمخ بالخلوق فإن الله لا يقبل صلاة أحد وعلى جسده شىء من خلوق ...
يقول الفقير مريد الحق :
الخلوق نوع من الطِّيبِ يُتَّخَذُ من الزَّعْفَرانِ وغيرِه ، وتَغْلِبُ عليه الحُمْرَةُ والصُّفْوَةُ ، وإِنَّما نُهِى عَنْه لأنَّهُ من طِيبِ النِّساءَ . يعنى ريحة من الروائح الخاصة بالحريم وقتها . انتهى
عودة لمولانا ابن عربى .. قال :
وثبت أن الملائكة لا تقربه ولا تقرب الجنب إلا أن يتوضأ إنه قد ثبت أن الملائكة لا تقرب جيفة الكافر
فإياك أن تنزل نفسك بترك الوضوء فى الجنابة منزلة جيفة الكافر فى بعد الملك منك .. فإنهم المطهرون بشهادة الله فى قوله تعالى {إنه لقرآن كريم • فى كتاب مكنون • لا يمسه إلا المطهرون} يعنى بالكتاب المكنون الذى هو {صحف مكرمة • مرفوعة مطهرة • بأيدى سفرة • كرام بررة} .
وإياك والغَدرَ ... وهو أن تعطى أحدا عهدا ثم تغدر به ... فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلام المغيرة .. وما قبِل غدرته بصاحبه مع كون صاحبه كافرا ... فكيف حال من يغدر بمؤمن ... فإن الله قد أوعد على ذلك الوعيد الشديد وليس من مكارم الأخلاق ولا مما أباحته الشريعة .
وإياك وعقوق الوالدين إن أدركتهما ... فأشقى الناس من أدرك والديه ودخل النار . قال : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا} وقال فى الوالدين إذا كانا كافرين {صاحبهما فى الدنيا معروفا} وقال {أن اشكر لى ولوالديك} ... ورجح الأم وقدمها فى الإحسان والبر على أبيك
ثبت أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : من أبرُّ ؟ قال له ( أمك ) .. ثم قال له : من أبر ؟ قال ( أمك ) ثلاث مرات ... ثم قال فى الرابعة : من أبر ؟ قال ( أمك .. ثم أباك )
فقدم الأم على الأب فى البر وهو الإحسان .. كما قدم الجار الأقرب على الأبعد .. ولكل حق وإن لم تكن لك أم وكانت لك خالة فبرها فإنها بمنزلة الأم ... فإن النبى صلى الله عليه وسلم أوصى ببر الخالة
يا أخى ... وما أوصيتك فى هذه الوصية بشىء استنبطته من نفسى فإنى لا أحكم على الله بأمر فى حق أحدهما أوصيتك فى هذه الوصية إلا بما أوصاك به الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم .. إما معينا فأذكره على التعيين .. وإما مجملا فأفَصِّله لك غير ذلك ما أقول به
|
|