[font=Arial][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين[/align]
[align=center]شرح الفصل الثالث من بردة المديح المباركة [/align]
[poet font="Arial,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيَى الظَّلاَمَ إِلَى ( 30 )= أَنِ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِن وَّرَمِ [/poet] ((ظلمت سنة من إلخ )) هذا تخلص للشروع فى المقصود ، وهو مدحه صلى الله عليه وآله وسلم والسنة لغة : الطريقة وشرعاً : الطريقة المسلوكة فى الدين من غير إفتراض ولاوجوب
وهذا البيت تتمة للبيت السابق له
[poet font="Arial,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ولاَ تَزَوَّدتُ قَبْلَ المَوتِ نَافِلة ً = وَ لَم أصَلِّ سِوَى فَرض ٍ ولَمْ أصُم (( 29 ))
[/poet]
والمعنى أنى بذلك الأمر الذى هو ترك النافلة خالفت طريق النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولم أتبعها فظلمتها حقها من الاتباع المأمور به فى غيرمانص و (( مَن )) واقعه على نبى ، وهو نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وقوله (( أحيا الظلام )) أى أنار الليل المظلم بالصلاة وقوله (( إلى أن إشتكت قدماه الضر من ورم )) إشتكاء القدمين كناية عن شدة الألم الحاصل لهما من كثرة القيام ، على وجه المبالغة . والورم : إزدياد الحجم على غير إقتضاء طبيعى
وفى الصحيح عن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال ، قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إنتفخت قدماه فقيل له : أتٌكَلَّفٌ هَذَا ، وقد غفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر ؟ قال { أفلا أكون عبداً شكورا؟} أخرجه البخارى فى صحيحه 2:36 ، ومسلم فى صحيحه صفات المنافقين 79،80 ، والترمذى فى سننه (412) وأحمد فى مسنده 251:4
وجاء فى صحيح الإمام البخارى أيضا عن أمنا الطاهرة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها وارضاها قالت قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تورمت قدماه ، وفى رواية حتى تفطرت قدماه ، فقلت له لِمَّ تصنع هذا يارسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر قال أفلا أكون عبداً شكوراً) صحيح الإمام البخارى 4/1830 حديث رقم 4556 وروى أنه لما تورمت قدماه صلى الله عليه وآله وسلم من القيام نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى :{ طه (1)مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ( 2 )إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ( 3 )تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى }..... الآية[/font]
[poet font="Arial,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وَشَدَّ مِنْ سَغَبٍ أَحْشَاءَهُ وَطَوى ( 31 ) =
تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُّتْرَفَ الأَدَمِ
[/poet]
[font=Arial]الشد : العصب والربط ، والسغب : الجوع ، و (( من )) الداخلة عليه للتعليل ، والأحشاء جمع حشى وهوكما فى الصحاح ماإنضمت عليه الضلوع ، وقيل : القلب ، وقيل : الأمعاء ، وفائدة هذا الشد إنضمام الأحشاء على المعدة ، فتخمد الحرارة بعض خمود
وروى الأمام مسلم فى صحيحه عن أنس قال: جئت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يوماً فوجدته جالساً مع أصحابه وقد عصب بطنه بعصابة، فقلت لبعض أصحابه: لم عصب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بطنه؟ فقالوا: من الجوع. فذهبت إلى أبي طلحة، وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت: يا أبتاه قد رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقالوا من الجوع. فدخل أبو طلحة على أمي فقال: هل من شيء؟ فقالت: نعم عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وحده أشبعناه، وإن جاء آخر معه قل عنهم. وذكر تمام الحديث.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فقالت: نعم، فأخرجت أقراصاً من شعير، ثم أخذت خماراً لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت به، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد، ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرسلك أبو طلحة؟" فقلت: نعم، فقال: "ألطعام" فقلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوموا" فانطلقوا بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم: قد جاء رسول الله بالناس وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هلمى ما عندك يا أم سليم" فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته، ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون. ((متفق عليه)).
وفي رواية: فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة، حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل، فأكل حتى شبع، ثم هيأها فإذا هي مثلها حين اكلوا منها.
وفي رواية: فأكلوا عشرة عشرة، حتى فعل ذلك بثمانين رجلا، ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت، وتركوا سؤراً. وفي رواية: ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم.
يتبع إن شاء الله تعالى
[/font]
_________________ لافتى إلا عــــــــلي ( عليه السلام ) ولاسيف إلا ذوالفقار
أَنا عبدٌ لسيّد الأنبياءِ وَولائي لهُ القديم ولائي رغم أنف الأدعيـــــاء ومنافقي بني الزرقـــــاء
|