الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
مسألة ينبغي أن تُـحفظ وذلك لكثرة مَن قال بخلاف الحق وهي قول كثير من أدعياء العلم في هذا العصر (( إن الإسلام أعطى حرية الفكر والدين )) وهذا كفر وقد استدلوا لمقالتهم هذه بآيات منها قوله تعالى : { لا إكراه في الدين قدْ تبيّنَ الرُّشدُ من الغي } وقولـه تعالى : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } وقد كذّبوا بذلك القرءان والحديث وإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم ، فإن الإسلام جاء بإبطال كل دين سوى الإسلام ولِكف الناس عن الفكر الذي يخالف الإسلام .
وأما قولـه تعالى : { فمن شاءَ فليؤمن } فمعناه من ءامن فإنه ناج من النار ومن شرب الحميم أي الماء المتناهي في الحرارة ، أما { ومن شاءَ فليكفر } فهو تهديد لأنه أتـبَعَ ذلك بقولـه : { إنا أعتدنا للظالمينَ } أي للكافرين { ناراً أحاطَ بهم سُرادِقُها وإن يستغيثوا يُغاثوا بماءٍ كالمُهلِ يشوي الوجوه بِئسَ الشَّرابُ وساءت مُرْتَفقا } معناه من كفر فله هذا ، { أحاط بهم سُرادِقُها } معناه هذه النار لـها غشاوة لـها غِطاء ليزيد حرهـا وإن طلبوا الشرب من شدة العطش يُسقَون من ماء شديد الحرارة أي نهاية في الحرارة .
وأما قولـه تعالى : { لا إكراه في الدين قد تبيّنَ الرشدُ من الغي } لا تُكرهوا الناس على الدخول في الإسلامِ قد تبين الحق من الضلال وهذا قبل الإذن للرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد ، ثم بعد الهجرة إلى المدينة جاء الإذن بالجهاد وكان ءاخر ما نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام : { قاتلوا الذين لا يؤمنونَ بالله ولا باليومِ الآخر ولا يُحرِّمونَ ما حرَّمَ اللهُ ورسولُـهُ ولا يدينونَ دين الحق من الذينَ أوتوا الكتابَ حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } معناه يجب قتال الكفار من أهل الكتاب وغيرهم من المشركين وقد نص الفقهاء من المذاهب الأربعة على وجوب قتال الكفار مرة في السنة على الأقل إن لـم يحتلوا أراضي المسلمين أما إن احتلوا أراضي المسلمين فيجب إخراجهم إن كان ذلك في الوسْع .
ثم لو كان للناسِ حريـة الدين والفكر لِمَا بعث الله الأنبياء كان ترك الناس يعيشون بدون الأنبياء ما كان الله أرسل الرسل ليدعوا الناس إلى دين واحد هو الإسلام مع ما يُقاسيه الرسل من الأذى من هؤلاء الناس ، وقد قُتل كثير من الأنبياء بين موسى وعيسى عليهما السلام ، يحيى عليه السلام ذُبح ذَبْحا ، زكريا عليه السلام فرَّ من الكفار ودخل جوف شجرة ثم إبليس دلّ الكفار أن زكريا عليه السلام في هذه الشجرة فنشروه بالمنشار . فلو كان الأمر كما يقولون هؤلاء : (( إن الإسلام أعطى حرية الفكر والدين لـما بعث الله الأنبياء )) لِمَا بعث الله الأنبياء .
سبحانك هذا بهتان عظيم
_________________ توسّلت بالهادي البشير محمد إلى اللّه في أمر تعسّر حلّه ، إذا ضاق صدري و الكروب تزايدت فليس لها إلا الذي عمّ فضله ، هو السيد المختار من ءال هاشم عليه صلاة اللّه ثم سلامه.
|