|
من كتاب سيدى الدكتور محمود صبيح قال فيه :
سألنى أحد الأحباب مرة عن الظلم الذى ظلم أبو بكر الصديق نفسه به
ظلماً كثيراً كما ورد فى الحديث .
فقلت :
أما عن الحديث فهو عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه أنه قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم " علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى
فقال صلى الله عليه وسلم " قل اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا
ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى إنك أنت
الغفور الرحيم "
قلت له :
أن النبى صلى الله عليه وسلم أعظم وأعلم وأعلى وأحب خلق الله الى
الله التجليات عليه مستمرة لا تنقطع , ولا ينصرف نظر المولى عنه أبدا
فلما كان الصديق دائم الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما كان الصديق رضى الله عنه لا يستطيع استيعاب حجم ولا سرعة
ولا نوع ولا … ولا… التجليات على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما كان حال الصديق التمتع بالنظر الى وجه النبى صلى اله عليه وسلم
الكريم , أشار له النبى صلى الله عليه وسلم أن اللحظة السابقة التى
نظرت إلىّ فيها يا أبا بكر غير اللحظة التى فيها أنا الآن
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
أنا فى كمال فى كمال , زج بى فى بحار الأنوار , وأنا فى ترق مستمر
اللحظة التى الآن استوعبها أنا لكنك تستوعبها بعد فترة , وقد قال لى :
( لا تحرك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقرءانه * فإذا قرأناه فاتبع
قرءانه * ثم إنّ علينا بيانه ) هذا لى فما بالك بقدرتك أنت
فنظراتك وإن كانت محبة وكاملة إلا أنها أقل من الحقيقة التى أنا فيها الأن
ففى اللحظة التى نظرت إلىّ فيها استوعبت فيها أنواراً وأهوالاً خاصة بى
فى نفس اللحظة أنا فى زيادة لاتستطيع يا ابا بكر استيعابها فعندك قصور
ليس بخاطرك ولكن أنت صديق
فأنا من أسرى به الله عز وجل , وأنت من صدقنى , وقد خصك الله بصحبتى
فخذ منى الاستغفار , فأنا أيضاً استغفر سبعين مرة أو مائة مرة
( استغفار كما قالوا من شدة الأنوار , لا من ذنوب ومعاصى وتقصير )
فاستغفر أنت أيضاً يا أبا بكر فبنفسك لا تستطيع صحبتى , ولكن بالله
ورسوله عز وجل ثم بى تقدر على صحبتى .
الأنوار المحمدية تظهر بقدر , وكلما زاد الإنسان محبة لله ورسوله , يؤيد
بظهور الأنوار المحمدية له أكثر وأكثر .
مرة أخرى لو ظهرت جميع الأنوار المحمدية لأصبح الإيمان بالله ورسوله
نوع من أنواع القهر , والله لا يريد القهر ويريد للناس أن يؤمنوا بظاهر
الغيب اختياراً ثم يأتى التثبيت برؤية الأنوار المحمدية , وكلما زاد الإنسان
محبة تظهر الأنوار أكثر وأكثر يظهر ذلك فى التربية المكية , والتربية المدنية
وما بينهما , كم من الناس آمنوا لما رأوا الأنوار المحمدية فى مكة ؟ !
كان الإيمان , لقوة العقيدة .
فى طريق الهجرة من مكة الى المدينة بدأت الأنوار المحمدية فى الظهور
كأنها نوع من أنواع الدعوة , كما يظهر من وصف أم معبد وغيرها
وبدأت الدعوة بكثرة ظهور المعجزات والأنوار المحمدية .
فالله عز وجل يريد للإنسان أن يؤمن أولاً , ثم يرى الجمال المحمدى
يؤمن أولاً إيمان توحيد , وبسيدنا رسول الله إيمان تصديق
وذلك بالنسبة لأهل مكة .
أما المسلمون فإيمانهم إيمان زيادة وتنوع ومحبة , لأنهم مصدقون .
قال الله تعالى :
( ياأيها الذين ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب
الذى أنزل من قبل )
عندما كان يخرج العرق النبوى الشريف _ وكان النبى صلى الله عليه وسلم
كثير العرق من شدة التجليات _ كانت الأمة تأخذ حقها من فضل طيب
ريحه ورائحته صلى الله عليه وسلم
ومن هنا كانت السيدة أم سلمة تسلت العرق عن النبى صلى الله عليه
وسلم وتضعه فى زجاجة , فلها حال مع النبى صلى الله عليه وسلم
عجيب _ وهى التى احتفظت بجزء من التربة التى قتل فيها مولانا الحسين
والتى أتى بها جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم _ .
فى مجالس الذكر العالية بعض الناس تشم روائح طيبة , وهذه الروائح تدل
على وجود أرواح طاهرة , قد يراها البعض ويحجب عنها البعض .
فاللهم لا تحرمنا , ولا تقطعنا , ولا تحجبنا .
اللهم آمين آمين آمين .
وصل اللهم على سيدنا محمد الطيب الزكى الطاهر الروح والجسد
خير من قام وركع وسجد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
