[font=Arial] مسأله : في قول الشيخ ابي العباس المرسي في حزبه : الهي معصيتك نادتني بالطاعه وطاعتك نادتني بالمعصيه ففي ايهما اخافك وفي ايهما ارجوك ان قلت بالمعصيه قابلتني بفضلك فلم تدع لي خوفا وان قلت بالطاعه قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاءا فليت شعري كيف اري احساني مع احسانك ام كيف اجهل فضلك مع عصيانك ؟ ق ج سران من سرك وكلاهما دالان علي غيرك فبالسر الجامع الدال عليك لا تدعني لغيرك انك علي كل شئ قدير [/font]
[B]الجواب : حسبما ظهر قوله إلهى معصيتك نادتنى بالطاعة يعنى لما يتسبب عنها من الندم و الخوف و الانكسار و الذل و رجاء التوبة و العتراف بالتقصير و نزول المرتبة , و طاعتك نادتنى بالمعصية لما قد ينشأ عنها من اضداد ذ لك من كخالطة العجب و الرياء , و فى معنى ذلك ما أخرجه ابو الشيخ بن حيان فى كتاب الثواب عن كليب الجهنى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز و جل: " لولا ان الذنب خير لعبدى المؤمن من العجب ما خليت بين عبدى المؤمن و بين الذنب " , و ما أخرجه ابو نعيم و غيره من حديث انس , و ابى سعيد مرفوعا " لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو اكبر من ذلك العجب العجب " و اخرج ابن ابى الدنيا فى كتاب الأولياء . و أبو نعيم فى الحلية من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه و سلم عن جبريل يقول الله :و إن من عبادى المؤمنين لمن يسألنى الباب من العبادة فاكفه ان لا يدخله عجب فيفسده ذلك – ذكره فى اثناء حديث طويل , أيضا فالطاعة قد تكون مذمومة لنقصانها بتخلف أمور ينبغى ان لا يتخلف عنها كالذكر ينبغى ان يقارنه حضور القلب و لهذا قال بعض الاولياء : استغفارنا يحتاج الى استغفار و كالامر بالمعروف و النهى عن المنكر ينبغى ان يقارنه الائتمار و الانتهاء , و لهذا قال الله تعالى فى معرض الانكار و التوبيخ : (أتأمرون الناس بالبر و تنسون انفسكم ) فى احاديث كثيرة فى ذم من أمر بالمعروف و لم يأتمر به و نهى عن المنكر و لم ينته عنه و كالصلاة ينبغى ان تكون ناهية عن الفحشاء و المنكر كما وصفها الله تعالى بذلك و كا لصوم ينبغى ان ينزه عن الغيبة و نحوها كما قال عليه الصلاة و السلام:" من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه و شرابه" الى غير ذلك من أفراد الطاعات التى لا تحمد مالم تبلغ رتبة الكمال و تخلص من شوائب النقصان , قوله : ان قلت بالمعصية قابلتنى بفضلك اى ذكرتنى فضلك و سعة رحمتك و مغفرتك فلم تدع لى خو فا و فتحت ابواب الرجاء , فى الحديث " لولا انكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " الى ذلك من الاحاديث فى هذا المعنى. قوله : و ان قلت بالطاعة قابلتنى بعد لك اى ذكرتنى مالى من الذنوب و ما فى طاعتى من التقصير الذى يكاد ان يمنعها من الاعتداء بها فضلا عن تكفير الخواتم . قوله : فلم تدع لى رجاء لا تساع الخوف حينئذ عل – فى الحديث- أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت هرماً فى مرضات الله لخفره يوم القيامة . قوله : فليت شعرى كيف ارى احسانى مع احسانك اى كيف اعده إحسانا يستوجب الجزاء مع ان اقدارى عليه احسان منك و نعمة تستوجب الشكر و المزيد فى العمل و كل ما وقع منى شئ من ذلك فالامر فيه كذلك و هلم جرا مع مزيد الاحسان و جزيل الافضال الخارج عن هذه الجملة تناسب جملة الرجاء , قوله : ق ج سران من سرك الظاهر و الله اعلم انه اخذ هذين الحرفين من وصفين من صفاته تعالى كما هو رواية عن ابن عباس فى اوائل السور الم . و طس . و ق . و ن . و ص انها حروف مقطعة من اسماء الله تعالى فالقاف مأخوذة من قدير او مقتدر و الجيم من جواد و كلاهما مناسبان لما تقدم من الخوف و الرجاء فالخوف يناسبه القدرة أو الاقتدار و الرجاء يناسبه الجود , قوله : كلاهما دالان على غيرك يحتمل امرين احدهما أن المراد أحدهما أن المراد ان لهما تعلقا بالغير فان القدرة تتعلق بمقدور و الاقتدار بمقدور عليه و الجود بمتفضل عليه . [size=12][/B[/size]]
[font=Andalus][saa]يتبع ان شاء الله[/saa][/font]
_________________ يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم
|