موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أثر الدعوه الصوفيه في انتشار الإسلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 09, 2013 2:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45808
كان للطرق الصوفية دور كبير وبارز فـي نشر الإسلام وتعاليمه في العديد من الدول، ولقد تحدث في هذا الأمر الإمام محمد أبو زهرة في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" فقال: الدعاية الصوفية كانت تقوم على أمرين:

أحدهما: القدوة والاختلاط، والأخلاق الإسلامية والتسامح والرفق في المعاملة، والمثل الطيبة الواضحة في المعاملة الحسنة؛ وذلك أن أئمة الصوفية كالقطب عبد القادر الجيلاني، وأبي الحسن الشاذلي، والمرسي أبي العباس، وابن عطاء الله السكندري، كانوا على أخلاق إسلامية طيبة، وكانوا على سماحة تُدْني البعيد، وتثبت القريب، وبهذه الأخلاق التي سرت إلى بعض مريديهم وأتباعهم كانوا يجذبون إلى الإسلام طوائف من غير المسلمين الذين يختلطون بهم، فإن المعاملة الحسنة والاختلاط الذي يكون بعشرة طيبة يجذب النفوس، وتسري به العقائد الفاضلة، فتسري العقيدة العالية إلى ما دونها كما يسري الماء العذب من المكان المرتفع إلى المكان المنحدر.

وقد كان هؤلاء الآحاد من المتصوفة الذين لا يشعبذون بل يتعبدون ويختلطون بأهل إفريقيا الوثنيين، والمجوس والوثنيين في آسيا، فيؤثرون بمعاملتهم، وبسعة صدورهم، وعقولهم أكثر مما يؤثر القول، وقد كانت تقترن بهذه الأخلاق دعوات أحادية أحيانًا.

الثاني من الأمور التي كانت تقوم بها الدعاية الصوفية: مجالس الوعظ التي كان يعقدها الأئمة من الأقطاب، فقد كانت مجالس عامة يحضرها المسلمون، ويحضر فيها غير المسلمين فيتبعون الشيخ في مواعظه، ثم يعلو الاتباع حتى يتبعوه في عقيدة الوحدانية.

ثم تحدث عن الشيخ عبد القادر الجيلاني وكيف كان يحضر مجالس وعظه اليهودي والنصراني والمجوسي والوثني، وما كان المجلس ينفض إلا على إسلام كثيرين.

ومما يذكر في هذا المجال ما قام به شيخ الإسلام الدكتور عبد الحليم محمود من التزامه بواجب الصوفي إلى جانب واجبه الآخر كشيخ للإسلام؛ مما كان له أثره في أن أعلن على يديه أربعة آلاف ماليزي وعشرة آلاف ياباني، وما لا يحصى من الإندونيسيين الإسلام أثناء زيارته لهذه البلاد سنة 1974م، وقد ذكرت ذلك الصحف في حينه، وتراه مسجلاً في مجلة الأزهر عدد شوال 1397هـــ.

إن الصوفي الذي خرج من كل شيء في الوجود لسيده، حيث عرف أنه وجد في الكون ليكون خليفة عن ربه في كونه قام في كون الله بأمر الله فأصبح لا يخشى في الله لومة لائم، وجاهد في الله حق جهاده ووقف في وجه الظالمين، حيث كلت ألسن الضعفاء عن الجهر بالحق، كما عمل على نشر دين الله غير عابئ بما أعده له أعداؤه.

نعم، لقد استطاع الصوفية أن يحملوا الرسالة الإسلامية ويمشوا بنورها إلى آفاق لم يمتد إليها نفوذ الإسلام، ولم تبلغها دعوته، ففتحها الصوفية وهيمنوا عليها بنجاح ساحق، حتى إن قبائل وشعوبًا في آسيا وإفريقيا أسلمت كلها بفضل إخلاص رجال الطرق الصوفية ودعوتهم.

ويشير إلى هذه الحقيقة أيضًا الدكتور محيي الدين الألوائي في مقال له بعنوان "الدعوة الإسلامية وتطوراتها في شبه القارة الهندية" بمجلة الأزهر ذو القعدة 1397هـ قائلاً: ولم نر في تاريخ الدعوة الإسلامية الطويل في شبه القارة الهندية جماعة أو هيئة رسمية أو غير رسمية أنشئت لغرض الدعوة والتبليغ حسب منهج تبليغي منظم، وكل ما رأيناه في مجال الدعوة هو الجهود الفردية من الدعاة المخلصين من العلماء والوعاظ الصوفية الذين اتخذوا من مجالسهم العلمية إما في منزلهم أو في التكايا أو في المساجد مراكز لبيان محاسن الإسلام، وإبرازها ناصعة واضحة أمام الناس، كما كانوا يقومون برحلات وجولات في سبيل نشر دعوة الحق بطريق الموعظة والإرشاد، وفي جميع الأحوال كانوا قدوة حسنة وحية في حياتهم الخاصة والعامة للتحلي بالأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة والإخلاص والوفاء، كما كانوا يهتمون بتربية الناس على الطباع المستقيمة التي يدعو إليها الدين الحنيف.

منقوووووووول

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أثر الدعوه الصوفيه في انتشار الإسلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 09, 2013 2:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45808
وأهم الطرق الصوفية التي كانت أحد العوامل المهمة في نشر الإسلام في غرب إفريقيا: الطريقة القادرية في القرن السادس الهجري التي كان يتزعمها سيدي عبد القادر الجيلاني، والتي أسست لها مراكز في غينيا والسودان الغربي، وامتدت أيضًا من السنغال إلى مصب نهر النيجر.

وكانت التجانية أيضًا من أهم الفرق الصوفية بزعامة الشيخ أحمد التجاني، واتخذ من مدينة فاس بالمغرب مركزا لنشاطها إلى جانب المراكز الأخرى التي انتشرت في أرجاء أخرى من القارة، وكما ذكر محمد فتح الله الزيادي في كتابه "انتشار الإسلام": وهاتان الفرقتان كان لهما دور كبير وبارز في نشر الإسلام بين الإفريقيين بطرق سليمة بحتة وبإقناع بالحجج والبراهين، ودونما استخدام أي سيف أو ضغوطات أخرى.

ويقول أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": وفي غرب إفريقيا كانت هناك طائفتان قائمتان بصفة خاصة على نشر الإسلام، هما: القادرية والتجانية.

ويتحدث أيضًا عن أثر الطريقة الإدريسية والميرغانية، فيقول عند حديثه عن الحركات التي عملت على نشر الإسلام في إفريقيا: ومن أسبق تلك الحركات، حركة يُعْزَى قيامها إلى السيد أحمد بن إدريس، وقد أرسل قبل موته عام 1835م أحد أتباعه ويدعى محمد عثمان الأميرغني في رحلة إلى إفريقيا لنشر تعاليم الإسلام.

ويقول الإمام محمد أبو زهرة في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": وكان للصوفية فضل كبير في هذا؛ فإن أتباع أبي الحسن الشاذلي، والمرسي أبي العباس، ونشاط ابن عطاء الله السكندري، كان لهم دخل بالقدوة والمسلك في إفريقيا، والفضل الواضح الأثر كان للتجانية والسنوسية في القرون الأخيرة.

فقد كانت التجانية لها عناية شديدة بالدعوة إلى الإسلام في غرب إفريقيا ووسطها، حتى إنك ترى الكثرة الكاثرة في ساحل الذهب، وساحل العاج، وغانا، وغينيا، والسنغال، والكونغو، ونيجيريا من المسلمين الأقوياء في تدينهم.

ويَذكر كذلك أنه استجابةً لدعوة السنوسية القوية المستمرة دَخَلَ عدد لا يحصى بألوف الألوف في نيجيريا وغانا وغينيا والسنغال والكونغو وتشاد وأوغندا وغيرها من وسط إفريقيا.

ويُرْجِع أسباب الحروب التي شنها الاستعمار على الصوفية بكل الطرق المحللة في قانون الأخلاق والمحرمة على سواء، يُرْجِع ذلك إلى إحساس الدول التي باشرت استعمار إفريقيا كفرنسا وإنجلترا وإيطاليا بخطر الدعوة الإسلامية التي يقوم بها الصوفية على مطامعهم الاستعمارية، وفشل المبشرين الأوروبيين في مباراتهم في ذلك.

أما في آسيا؛ فقد انتشر الإسلام في القوقاز وداغستان عن طريق دعاة مسلمين كان في مقدمتهم الشيخ الشافعي أبو مسلمة، ثم ساعد ظهور الطريقة النقشبندية في إذكاء روح الدعوة إلى الإسلام واستمرار انتشاره، وتحدثنا الروايات التاريخية أن بعضهم قد خرج إلى الصين، وكان لسلوكياتهم وتصرفاتهم الإسلامية الأثر الكبير في إقناع الكثيرين من الصينيين باعتناق الإسلام.

وكذلك كان انتشار الإسلام في ماليزيا والملايو وإندونيسيا وغيرها من بلاد شرق آسيا نتيجة لجهود المخلصين من التجار وأتباع الطرق الصوفية.

وهكذا الأمر أيضًا بالنسبة لانتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا؛ فقد ذكر كثير من المفكرين الذين أسلموا حديثًا كغارودي الفرنسي وهوفمان الألماني وغيرهم أن الذي جذبهم إلى الإسلام الروح التي وجدوها في الصوفية وافتقدوها في الحضارة الأوربية المادية.

وقد أجرت مجلة "منار الإسلام" التي تصدرها دولة الإمارات العربية استطلاعًا عن دخول غير المسلمين للإسلام في الدول العربية، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن أكثر عدد من الأوربيين يدخل الإسلام في الدول العربية يتم في دولة المغرب، ويرجع ذلك إلى حلقات الذكر التي يقيمها المتصوفة هناك، فتجذبهم بروحانيتها، فيلتفون حولها ليشاهدوها، ولشدة تأثرهم بها ينخرطون فيها فجأة وبدون مقدمات، ويكون ذلك مقدمة لإعلانهم الدخول في الإسلام.


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 109 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط