[b]بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحديث فى عهد رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
. كيفية تلقى الصحابة _ رضى الله عنهم _ عن رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _ الحديث وتثبتهم فى روايته :
أولاً : كيفية التلقى : تلقى الصحابة _ رضى الله عنهم _ عن رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _ بكل ما تيسر لهم من وسائل التلقى سماعاً للقول ، ومشاهدة للفعل ، وتعرفاً على الإقرار ، وتحققاً من الصفات ، وكان _ صلى الله عليه وسلم _ لا يخلو لحظة من نهار من جليس يجالسه ، أو متعلم يتعلم منه ، أو صاحب له فى السفر ، فأحصوا كل ما صدر عنه ، وعرفوا كل ما يتصل به .
ولم يقتصر الأمر فى ذلك على الرجال ، بل شارك فى ذلك النساء ، والأطفال . هذه السيدة عائشة _ رضى الله عنها _ تزوجت النبى _ صلى الله عليه وسلم _ وهى فى بداية الشباب ، وعاشرته عمره فى المدينة ، فعرفت من أحواله _ صلى الله عليه وسلم _ ما لم يعرفه غيرها ، وكانت تسأل عن الأحوال وتستفسر عن الأمور ، وتستدرك على غيرها من الصحابة _ رضى الله عنهم _ ، وبذلك أصبحت من عمد العلم بالحديث رواية ودراية . وقد بلغ ما روته ألفين ومائتين وعشرة أحاديث .
ومن أمثلة ذلك حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة : سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها أرأيت قول الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } . فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة قالت بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك قالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى { إن الصفا والمروة من شعائر الله } . الآية قالت عائشة رضي الله عنها وقد سن رسول الله صلى الله عليه و سلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما .
هذا عن النساء أما الأطفال فقد تحملوا عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ومن أمثلة ذلك روى مسلم بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ( بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِى مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ اللَّيْلِ فَأَتَى حَاجَتَهُ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ وَلَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّى كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ فَصَلَّى فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِيَدِى فَأَدَارَنِى عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ اللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَأَتَاهُ بِلاَلٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ فِى دُعَائِهِ « اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِى قَلْبِى نُورًا وَفِى بَصَرِى نُورًا وَفِى سَمْعِى نُورًا وَعَنْ يَمِينِى نُورًا وَعَنْ يَسَارِى نُورًا وَفَوْقِى نُورًا وَتَحْتِى نُورًا وَأَمَامِى نُورًا وَخَلْفِى نُورًا وَعَظِّمْ لِى نُورًا ».
اشترك الصحابة إذن رجالاً ونساء وأطفالاً فى تلقى الحديث عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ، ونعدد الوسائل التى تيسر لهم عن طريقها تلقى الحديث ، ومن هذه الوسائل ما يلى :.
1 – مجالس العلم التى يعقدها الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ للتعليم ، ولم تكن على وتيرة واحدة أو نظام خاص بل كانت بحسب الظروف ،ومقتضيات الحاجة ، وتوفر الوسائل للاستماع ، روى البخارى بسنده عن ابن مسعود قال : ( كان النبى _ صلى الله عليه وسلم _ يتخولنا بالموعظة فى الأيام كراهة السآمة علينا ) .
وكانت خطبة الجمعة هى الوسيلة الدائمة على نظام مرتب لا يختلف ..... وقد حفظت كتب السنة بعض مجالس العلم ، وما كان يدور فيها من مناقشات ، وما اشتملت عليه من وسائل التعليم والتفهيم فى عصر الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ونذكر من ذلك : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا ، وَهِىَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ ، حَدِّثُونِى مَا هِىَ » . فَوَقَعَ النَّاسُ فِى شَجَرِ الْبَادِيَةِ ، وَوَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَاسْتَحْيَيْتُ . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا بِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « هِىَ النَّخْلَةُ » .
وكانت مجالس العلم تعقد للنساء كما كانت تعقد للرجال روى البخارى بسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ وَاثْنَتَيْنِ فَقَالَ وَاثْنَتَيْنِ.)
يتبع إن شاء الله
[/b][/size][/size][/b][/b]
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|