موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

فتاوي صوفيه
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=1362
صفحة 1 من 1

الكاتب:  almaamoun [ الجمعة مارس 11, 2005 7:37 am ]
عنوان المشاركة:  فتاوي صوفيه

[font=Tahoma]
الاخوة والأخوات أحباب سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه واله الطيبين المباركين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي الأحباب نبدأ بعون الله وتوفيقه باب جديد في منتدانا الحبيب وهو باب فتاوى صوفية

وهذا الباب يشمل الفتاوي التي سئل فيها ائمه الإسلام من المتقدمين والتأخرين

مثل الإمام السيوطي

والإمام العز بن عبد السلام وشيخ الإسلام الأنصاري والائمه الاربعه وذلك علي سبيل المثال

وليس الحصر

وهي الفتاوي التي تخص التصوف و المتصوفة

اسأل الله التسديد والتوفيق وان يمدنا بمدده ومدد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد صلي

الله عليه واله وسلم

تسليما عظيما يوافي حق قدركم يا سيدي يا رسول الله

ونبدأ هذا الباب بفتوى الإمام جلال الدين السيوطي في مقولة من اكتفي بالفقه دون

الزهد فقد فسق


مسألة :ــ

فيما نقله الحافظ أبو نعيم في الحليه عن أبى عبد الله محمد الوراق عن أشياء فعد منها بان

قال :

(من اكتفي بالفقه دون الزهد يفسق )

فما معني ذلك وما هو الزهد الذي يكتفي الفقه دونه ؟ وهل الفقيه إذا اكتفي بالفقه

وخرج من الخلاف

هل يعد ذلك من الزهد الذي عناه الشيخ ؟


الجواب :ــ

هذا كلام رجل صوفي تكلم بحسب مقامه فان الخواص يطلقون لفظ الكفر و الفسق

علي ما لا يطلق الفقهاء

كما قال بعض السلف : حسنات الأبرار سيئات المقربين فاطلق علي الحسنات سيئات

بالنسبة إلى علي مقامهم

و كما قال ابن الفارض رحمه الله :

وان خطرت لي في سواك اراده علي خاطري سهوا قضيت بردتي

ومعلوم أن هذا ليس برده حقيقية ومن هذا قول الصوفية : أن الغيبة تفطر الصائم

فكل هذا من طريقه الخواص

الذين يلزمون أنفسهم بما لا يلزم العامة
[/font]

الكاتب:  سلفية تائبة [ السبت مارس 12, 2005 4:40 am ]
عنوان المشاركة: 

[align=center] تطرق المأمون لنقطة غاية في الأهمية
حين أشار الي قول الصوفي أو احد الصوفية
فقال :[/align]
[align=center]
وان خطرت لي في سواك اراده علي خاطري سهوا قضيت بردتي [/align]
[align=center]ومعلوم أن هذا ليس برده حقيقية ومن هذا قول الصوفية : أن الغيبة تفطر الصائم [/align]
[align=center]هذه النقطة أو هذا التفسير للمعني يا المأمون من الممكن بل من المؤكد أنه سيكون له عامل غاية في الأهمية
لتغيير مسار أي من المناقشات .
هذا لو المحاور او المناقشة بين محاورين يريدون فعلا معرفة الحقيقة .
أن من يسمي هذه الأقوال بأقوال أحد الصوفية لهو من غاية التعظيم لهذا المنهج . الذي هو منهج المسلم الحكيم حامل الأنوار والأسرار المحمدية الخالدة خلود الرسالة الخاتمة الكبري .
ولكنها الأقدار التي جعلت من المسلمين من انحرفوا نحو المال والحكم والكبر وهوي النفس فمن أصبح معاويا ومن تشيع ومن تكبر وتجبر وبدّل فأغار بأفكار بدلت مسار بل مظهر المسلم .[/align]

[fot]وكان من المفروض أن نقول
قال المسلم ..
أو يقول المسلمون .
[/fot]

[align=center]والصوفي وما ينطق من أنوار وحكم وأسرار هي للمسلم وللمسلمين جميعا .
ولكنها أنوار أطفأها ذات المسلم بأيدي أعداء الاسلام .
فأصبح هذا يحمل النور وهذا يطفيئ نور ذاته .
ثم أتي هذا التيمي ليطفيء نور المسلم الصوفي , (( المسلم الحقيقي ))
بل ويطفيء ما بقي من أنوار أي ممن حملوا ولو بصيص من نور الأسلام .
انه النور
والنور بكيفيته أولويته أستمراره ذاتيته ..
انها حرب علي النور (( نور المسلم ))
فكانت الحرب من الله تعالي : " من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب "
فما بالك بمن يكذب ويجري هنا وهناك .
يشعلها نارا ويجري خلفها المسلم ..
يلهث خلفها وهي
نيران مؤججة
وعليك أيها المأمون دور كبير تحت هذه المشاركة الطيبة
لتعيد بل لتنير الأذهان بأقوال النور وباسرار
وتطفي بحكم الأقوال نيران
نرجوا الله تعالي أن تغمر المسلمين جميعا ,
وهي .. نور الكلام والمعاني .
لنعيد يا المأمون نور المسلم
وشكرا
[/align]

[fot]أرجوا من المأمون عند فتح الحوارات
أن يمد المحاورين
ب
أنوار (( الفتاوي الصوفية ))
وبوركت يا
almaamoun
[/fot]

الكاتب:  almaamoun [ الأحد مارس 20, 2005 5:02 am ]
عنوان المشاركة:  تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك الامام السيوطي

[font=Tahoma]تنوير الحلك

في إمكان رؤية النبي والملك

للسيوطي



‏الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي / الجزء الثاني

الفتاوى المتعلقة بالتصوف

تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك
















بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . وبعد



فقد كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وإن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه وادعوا أنه مستحيل فألفت هذه الكراسة في ذلك وسميتها تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك ونبدأ بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ، وأخرج الطبراني مثله من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي ومن حديث أبي بكرة ، وأخرج الدارمي مثله من حديث
أبي قتادة . قال العلماء اختلفوا في معنى قوله فسيراني في اليقظة فقيل معناه فسيراني في القيامة وتعقب بأنه بلا فائدة في هذا التخصيص لأن كل أمته يرونه يوم القيامة من رآه منهم ومن لم يره ، وقيل المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون مبشرا له أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته ، وقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم فلا بد أن يراه في اليقظة يعني بعيني رأسه وقيل بعين في قلبه حكاهما القاضي أبو بكر ابن العربي، وقال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في تعليقه على الأحاديث التي انتقاها من البخاري : هذا الحديث يدل على أنه من رآه صلى الله عليه وسلم في النوم فسيراه في اليقظة وهل هذا على عمومه في حياته وبعد مماته أو هذا كان في حياته وهل ذلك لكل من رآه مطلقا أو خاص بمن فيه الأهلية والإتباع لسنته عليه السلام اللفظ يعطى العموم ومن يدعي الخصوص فيه بغير مخصص منه
صلى الله عليه وسلم فمتعسف قال وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق بعمومه وقال على ما أعطاه عقله وكيف يكون من قد مات يراه الحي في عالم الشاهد قال وفي قول هذا القول من المحذور وجهان خطران أحدهما عدم التصديق لقول الصادق عليه السلام الذي

[ص 474]

لا ينطق عن الهوى والثاني الجهل بقدرة القادر وتعجيزها كأنه لم يسمع في سورة البقرة قصة البقرة وكيف قال الله تعالى ] فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى [([1]) وقصة إبراهيم عليه السلام في الأربع من الطير وقصة عزير فالذي جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا لحياته وجعل دعاء إبراهيم سبباً لإحياء الطيور وجعل تعجب عزير سبباً لموته وموت حماره ثم لإحيائها بعد مئة سنة قادر أن يجعل رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم سببا لرؤيته في اليقظة وقد ذكر عن بعض الصحابة أظنه ابن عباس رضي الله عنهما أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فتذكر هذا الحديث وبقي يفكر فيه ثم دخل على بعض أزواج النبي أظنها ميمونة فقص عليها قصته فقامت وأخرجت له مرآته صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه فنظرت في المرآة فرأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم أر لنفسي صورة قال وقد ذكر عن بعض السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه صلى الله عليه وسلم في النوم وكانوا ممن يصدقون بهذا الحديث فرأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التي منها يكون فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص قال والمنكر لهذا لا يخلو إما أن يصدق بكرامات الأولياء أو يكذب بها فإن كان ممن يكذب بها فقد سقط البحث معه فإنه يكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة وإن كان مصدقا بها فهذه من ذلك القبيل لأن الأولياء يكشف لهم بخرق العادة عن أشياء في العالمين العلوي والسفلي عديدة فلا ينكر هذا مع التصديق بذلك انتهى كلام ابن أبي جمرة. وقوله إن ذلك عام وليس بخاص بمن فيه الأهلية والاتباع لسنته عليه السلام مراده وقوع الرؤية الموعود بها في اليقظة على الرؤية في المنام ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذي لا يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبيل الموت عند الاحتضار فلا يخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده وأما غيرهم فتحصل لهم الرؤية في طول حياتهم إما كثيرا وإما قليلا بحسب اجتهادهم ومحافظتهم على السنة، والإخلال بالسنة مانع كبير .



أخرج مسلم في صحيحه عن مطرف قال : قال لي عمران بن حصين قد كان

[ص 475]

يسلم علي حتى اكتويت فترك ثم تركت الكي فعاد وأخرج مسلم من وجه آخر عن مطرف قال بعث إلى عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فقال إني محدثك فإن عشت فاكتم عني وإن مت فحدث بها إن شئت إنه قد سلم عليّ ، قال النووي في شرح مسلم معنى الحديث الأول أن عمران بن حصين كانت به بواسير فكان يصبر على ألمها وكانت الملائكة تسلم عليه واكتوى وانقطع سلامهم عليه ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه، قال وقوله في الحديث الثاني فإن عشت فاكتم عني أراد به الإخبار بالسلام عليه لأنه كره أن يشاع عنه ذلك في حياته لما فيه من التعرض للفتنة بخلاف ما بعد الموت، وقال القرطبي في شرح مسلم يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه إكراما له واحتراما إلى أن اكتوى فتركت السلام عليه ففيه إثبات كرامات الأولياء انتهى، وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه من طريق مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال اعلم
يا مطرف أنه كان يسلم على الملائكة عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجرة فلما اكتويت ذهب ذاك قال فلما برأ كلمه قال اعلم يا مطرف أنه عاد إلي الذي كنت اكتم علي حتى أموت. فانظر كيف حجب عمران عن سماع تسليم الملائكة لكونه اكتوى مع شدة الضرورة الداعية إلى ذلك لأن الكي خلاف السنة، قال البيهقي في شعب الإيمان لو كان النهي عن الكي على طريق التحريم لم يكتو عمران مع علمه بالنهي غير أنه ركب المكروه ففارقه ملك كان يسلم عليه فحزن على ذلك وقال هذا القول ثم قد روي أنه عاد إليه قبل موته انتهى. وقال ابن الأثير في النهاية يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السلام عليه لأن الكي يقدح في التوكل والتسليم إلى الله والصبر على ما يبتلى به العبد وطلب الشفاء من عنده وليس ذلك قادحا في جواز الكي ولكنه قادح في التوكل وهي درجة عالية وراء مباشرة الأسبات ، وأخرج ابن سعد في الطبقات عن قتادة أن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى فتنحت عنه، وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة

[ص 476]

عن يحيى بن سعيد القطان قال ما قدم علينا البصرة من الصحابة أفضل من عمران ابن حصين أتت عليه ثلاثون سنة تسلم عليه الملائكة من جوانب بيته، وأخرج الترمذي في تاريخه وأبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة عن غزالة قالت كان عمران بن حصين يأمرنا أن نكنس الدار ونسمع السلام عليكم السلام عليكم ولا نرى أحدا ً، قال الترمذي هذا تسليم الملائكة . وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال ثم أنني لما فرغت من العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية والقدر الذي اذكره لينتفع به أنني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطرق الله وأن سيرهم وسيرتهم أحسن السير وطريقهم أحسن الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء لغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظواهرهم وبواطنهم مقتبس وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به إلى أن قال حتى أنهم وهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد ثم يرتقي الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق هذا كلام الغزالي، وقال تلميذه القاضي أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية في كتاب قانون التأويل ذهبت الصوفية إلى أنه إذا حصل للإنسان طهارة النفس في تزكية القلب وقطع العلائق وحسم مواد أسباب الدنيا من الجاه والمال والخلطة بالجنس والإقبال على الله تعالى بالكلية علما دائما وعملا مستمرا كشفت له القلوب ورأى الملائكة وسمع أقولهم واطلع على أرواح الأنبياء وسمع كلامهم، ثم قال ابن العربي من عنده ورؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن للمؤمن كرامة وللكافر عقوبة انتهى. وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد الكبرى وقال ابن الحاج في المدخل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة باب ضيق وقل من يقع له ذلك إلا من كان على

[ص 477]

صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالبا مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله في ظواهرهم وبواطنهم . قال وقد أنكر بعض علماء الظاهر رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وعلل ذلك بأن قال العين الفانية لا ترى العين الباقية والنبي صلى الله عليه وسلم في دار البقاء والرائي في دار الفناء. وقد كان سيدي أبو محمد بن أبي جمرة يحل هذا الإشكال ويرده بأن المؤمن إذا مات يرى الله وهو لا يموت والواحد منهم يموت في كل يوم سبعين مرة انتهى. وقال القاضي شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم البارزي في كتاب توثيق عرى الإيمان قال البيهقي في كتاب الاعتقاد الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء وقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج جماعة منهم وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه وأن سلامنا يبلغه وأن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء قال البارزي وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيا بعد وفاته قال وقد ذكر ذلك الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو البيان نبا ابن محمد بن محفوظ الدمشقي في نظيمته انتهى . وقال الشيخ أكمل الدين البابرتي الحنفي في شرح المشارق في حديث من رآني: الاجتماع بالشخصين يقظة ومناما لحصول ما به الاتحاد وله خمسة أصول كلية الاشتراك في الذات أو في صفة فصاعداً أو في حال فصاعداً أو في الأفعال أو في المراتب وكل ما يتعقل من المناسبة بين شيئين أو أشياء لا يخرج عن هذه الخمسة وبحسب قوته على ما به الاختلاف وضعفه يكثر الاجتماع ويقل وقد يقوى على ضده فتقوى المحبة بحيث يكاد الشخصان لا يفترقان وقد يكون بالعكس ومن حصل الأصول الخمسة وثبتت المناسبة بينه وبين أرواح الكمل الماضين اجتمع بهم متى شاء. وقال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في رسالته والشيخ عفيف الدين اليافعي في روض الرياحين قال الشيخ الكبير قدوة الشيوخ العارفين وبركة أهل زمانه أبو عبد الله القرشي لما جاء الغلاء الكبير إلى ديار مصر توجهت لأن أدعو فقيل لي لا تدع فما يسمع لأحد منكم في هذا الأمر دعاء .

[ص 478]

فسافرت إلى الشام فلما وصلت إلى قريب ضريح الخليل عليه السلام تلقاني الخليل فقلت يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لأهل مصر فدعا لهم ففرج الله عنهم . قال اليافعي وقوله تلقاني الخليل قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال التي يشاهدون فيها ملكوت السماء والأرض وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه السلام في الأرض ونظره أيضا هو وجماعة من الأنبياء في السماوات وسمع منهم مخاطبات وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي.



وقال الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء قال الشيخ عبد القادر الكيلاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي يا بني لم لا تتكلم قلت يا أبتاه أنا رجل أعجمي كيف أتكلم على فصحاء بغداد فقال افتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعا وقال تكلم على الناس وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فارتج عليّ فرأيت عليا قائما بأزائي في المجلس فقال لي يا بني لم لا تتكلم قلت يا أبتاه قد ارتج علي فقال افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستا فقلت لم لا تكملها سبعا قال أدبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توارى عني فقلت غواص الفكر يغوص في بحر القلب على در المعارف فيستخرجها إلى ساحل الصدر فينادي عليها ترجمان اللسان فتشتري بنفائس أثمان حسن الطاعة في بيوت أذن الله أن ترفع. وقال أيضا في ترجمة الشيخ خليفة بن موسى النهر ملكي كان كثير الرؤية لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما فكان يقال أن أكثر أفعاله متلقاة منه بأمر منه إما يقظة وإما مناما ورآه في ليلة واحدة سبع عشرة مرة قال له في إحداهن يا خليفة لا تضجر مني كثير من الأولياء مات بحسرة رؤيني . وقال الكمال الأدفوي في الطالع السعيد في ترجمة الصفي أبي عبد الله محمد بن يحيى الأسواني نزيل أخميم من أصحاب أبي يحيى بن شافع كان مشهورا بالصلاح وله مكاشفات وكرامات كتب عنه ابن دقيق العيد

[ص 479]

وابن النعمان والقطب العسقلاني وكان يذكر أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به. وقال الشيخ عبد الغفار بن نوح القوصي في كتابه الوحيد من أصحاب الشيخ أبي يحيى أبو عبد الله الأسواني المقيم بأخميم كان يخبر أنه يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ساعة حتى لا تكاد ساعة إلا ويخبر عنه. وقال في الوحيد أيضا كان للشيخ أبي العباس المرسي وصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه السلام ويجاوبه إذا تحدث معه . وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن قال رجل للشيخ أبي العباس المرسي يا سيدي صافحني بكفك هذه فإنك لقيت رجالا وبلادا فقال والله ما صافحت بكفي هذه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وقال الشيخ لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين. وقال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في رسالته والشيخ عبد الغفار في الوحيد حكي عن الشيخ أبي الحسن الوناني قال أخبرني الشيخ أبو العباس الطنجي قال وردت على سيدي أحمد بن الرفاعي فقال لي ما أنا شيخك شيخك عبد الرحيم بقنا فسافرت إلى قنا فدخلت على الشيخ عبد الرحيم فقال لي عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لا قال رح إلى بيت المقدس فحين وضعت رجلي وإذا بالسماء والأرض والعرش والكرسي مملوءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى الشيخ فقال لي عرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال الآن كملت طريقتك لم تكن الأقطاب أقطاباً والأوتاد أوتاداً والأولياء أولياءً إلا بمعرفته صلى الله عليه وسلم وقال في الوحيد وممن رأيته بمكة الشيخ عبد الله الدلاصي أخبرني أنه لم تصح له صلاة في عمره إلا صلاة واحدة قال وذلك أني كنت بالمسجد الحرام في صلاة الصبح فلما أحرم الإمام وأحرمت أخذتني أخذة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إماما وخلفه العشرة فصليت معهم وكان ذلك في سنة ثلاث وسبعين وستمائة فقرأ صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى سورة المدثر وفي الثانية عم يتساءلون فلما سلم دعا بهذا الدعاء : اللهم اجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين لا طمعا في برك

[ص 480]

ولا رغبة فيما عندك لأن لك المنة علينا بإيجادنا قبل أن لم نكن فلك الحمد على ذلك لا إله إلا أنت. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم الإمام فعقلت تسليمه فسلمت. وقال الشيخ صفي الدين في رسالته: قال لي الشيخ أبو العباس الحرار دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم مرة فوجدته يكتب مناشير للأولياء بالولاية وكتب لأخي محمد منهم منشورا قال وكان أخو الشيخ كبيرا في الولاية كان على وجهه نور لا يخفى على أحد أنه ولي فسألنا الشيخ عن ذلك فقال نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه فأثرت النفخة هذا النور . قال الشيخ صفي الدين ورأيت الشيخ الجليل الكبير أبا عبد الله القرطبي أجل أصحاب الشيخ القرشي وكان أكثر إقامته بالمدينة النبوية وكان له بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلة وأجوبة ورد للسلام حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة للملك الكامل وتوجه بها إلى مصر وأداها وعاد إلى المدينة ، قال وممن رأيت بمصر الشيخ أبا العباس العسقلاني أخص أصحاب الشيخ القرشي زاهد مصر في وقته وكان أكثر أوقاته في آخر عمره بمكة يقال أنه دخل مرة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الله بيدك يا أحمد . وحكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثا فقال له الولي هذا الحديث باطل فقال الفقيه ومن أين لك هذا فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف على رأسك يقول أني لم أقل هذا الحديث وكشف للفقيه فرآه. وفي كتاب المنح الالهية في مناقب السادة الوفائية لابن فارس قال سمعت سيدي علي رضي الله عنه يقول كنت وأنا ابن خمس سنين أقرأ القرآن على رجل يقال له الشيخ يعقوب فأتيته يوما فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما وعليه قميص أبيض قطن ثم رأيت القميص علي فقال لي اقرأ فقرأت عليه سورة والضحى وألم نشرح ثم غاب عني فلما أن بلغت إحدى وعشرين سنة أحرمت لصلاة الصبح بالقرافة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبالة وجهي فعانقني وقال لي ] وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [([2]) فأوتيت لسانه من ذلك الوقت انتهى . وفي بعض المجاميع حج سيدي

[ص 481]

أحمد الرفاعي فلما وقف تجاه الحجرة الشريفة أنشد :



في حالة البعد روحي كنت أرسلها
1

تقبل الأرض عني فهي نائبتي
1

وهذه نوبة الأشباح قد حضرت
1

فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
1




فخرجت اليد الشريفة من القبر الشريف فقبلها. وفي معجم الشيخ برهان الدين البقاعي حدثني الإمام أبو الفضل ابن أبي الفضل النويري أن السيد نور الدين الأيجي والد الشريف عفيف الدين لما ورد إلى الروضة الشريفة وقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وسمع من كان بحضرته قائلا من القبر يقول وعليك السلام يا ولدي. وقال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن هبة الله بن المسلمة أنا أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور قال حكى شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرخي قال حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا جالس عند الحجرة إذ دخل الشيخ أبو بكر الديار بكري ووقف بإزاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال السلام عليك يا رسول الله فسمعت صوتا من داخل الحجرة وعليك السلام يا أبا بكر وسمعه من حضر. وفي كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام للإمام شمس الدين محمد بن موسى بن النعمان قال سمعت يوسف بن علي الزناني يحكي عن امرأة هاشمية كانت مجاورة بالمدينة وكان بعض الخدام يؤذيها قالت فاستغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم فسمعت قائلا من الروضة يقول أما لك فيّ أسوة فاصبري كما صبرت أو نحو هذا قالت فزال عني ما كنت فيه ومات الخدام الثلاثة الذين كانوا يؤذونني. وقال ابن السمعاني في الدلائل أخبرنا أبو بكر هبة الله بن الفرج أخبرنا أبو القاسم يوسف بن محمد ابن يوسف الخطيب أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن تميم المؤدب حدثنا علي بن إبراهيم بن علان أخبرنا علي بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن الهيثم الطائي حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله

[ص 482]

عنه قال قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا من ترابه على رأسه وقال يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت عن الله فأوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك ] وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً [([3]) وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك ، ثم رأيت في كتاب مزيل الشبهات في إثبات الكرامات للإمام عماد الدن إسماعيل بن هبة الله بن باطيس ما نصه: ومن الدليل على إثبات الكرامات آثار منقولة عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم منهم الإمام أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال لعائشة رضي الله عنها إنما هما أخواك وأختاك قالت هذان أخواي محمد وعبد الرحمن فمن أختاي وليس لي إلا أسماء فقال ذو بطن ابنة خارجة قد ألقى في روعي أنها جارية فولدت أم كلثوم . ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة سارية حيث نادى وهو في الخطبة يا سارية الجبل الجبل فأسمع الله سارية كلامه وهو بنهاوند ، وقصته مع نيل مصر ومراسلته إياه وجريانه بعد انقطاعه. ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه قال عبد الله بن سلام ثم أتيت عثمان لأسلم عليه وهو محصور فقال مرحبا بأخي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الخوخة فقال يا عثمان حصروك قلت نعم قال عطشوك قلت نعم فأدلى لي دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت حتى أني لأجد برده بين ثدييّ وبين كتفي فقال إن شئت نصرت عليهم وإن شئت أفطرت عندنا فاخترت أن أفطر عنده فقتل ذلك اليوم انتهى. وهذه القصة مشهورة عن عثمان مخرجة في كتب الحديث بالإسناد أخرجها الحارث بن أبي أسامة في مسنده وغيره وقد فهم المنصف منها أنها رؤية يقظة وإن لم يصلح عدها في الكرامات لأن رؤية المنام يستوي فيها كل أحد وليست من الخوارق المعدودة في الكرامات ولا ينكرها من ينكر

[ص 483]

كرامات الأولياء . ومما ذكره ابن باطيس في هذا الكتاب قال ومنهم أبو الحسين محمد بن سمعون البغدادي الصوفي قال أبو طاهر محمد بن علي العلان حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم فكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعاس ونام فأمسك أبو الحسين ساعة من الكلام حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه فقال له أبو الحسين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في نومك قال نعم قال أبو الحسين لذلك أمسكت عن الكلام خوف أن تنزعج وينقطع ما كنت فيه. فهذا يشعر بأن ابن سمعون رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لما حضر ورآه أبو الفتح في نومه، وقال أبو بكر بن أبيض في جزئه سمعت أبا الحسن بنانا الحمال الزاهد يقول حدثني بعض أصحابنا قال كان بمكة رجل يعرف بابن ثابت قد خرج من مكة إلى المدينة ستين سنة ليس إلا للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجع فلما كان في بعض السنين تخلف لشغل أو سبب فقال بينا هو قاعد في الحجرة بين النائم واليقظان إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول يا ابن ثابت لم تزرنا فزرناك.



(تنبيهات) الأول: أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر ، وقد تقدم الأمران في كلام القاضي أبي بكر بن العربي لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني لا يدرك حقيقته إلا من باشره . وقد تقدم عن الشيخ عبد الله الدلاصي فلما أحرم الإمام وأحرمت أخذتني أخذة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار بقوله أخذه إلى هذه الحالة. الثاني: هل الرؤية لذات المصطفى صلى الله عليه وسلم بجسمه وروحه أو لمثاله؟ الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني وبه صرح الغزالي فقال ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثالا له صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسه قال والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية والنفس

[ص 484]

غير المثال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق قال ومثل ذلك من يرى الله تعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله كما تقول في حق غيره انتهى .

وفصل القاضي أبو بكر بن العربي فقال رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال . وهذا الذي قاله في غاية الحسن ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي . وقد ألف البيهقي جزءا في حياة الأنبياء . وقال في دلائل النبوة الأنبياء أحياء عند ربهم كالشهداء. وقال في كتاب الاعتقاد الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء . وقال الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي المتكلمون المحققون من أصحابنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم حي بعد وفاته وأنه يبشر بطاعات أمته ويحزن بمعاصي العصاة منهم وأنه تبلغه صلاة من يصلي عليه من أمته . وقال أن الأنبياء لا يبلون ولا تأكل الأرض منهم شيئا . وقد مات موسى في زمانه فأخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه رآه في قبره مصليا. وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السماء الرابعة ورأى آدم وإبراهيم وإذا صح لنا هذا الأصل قلنا نبينا صلى الله عليه وسلم قد صار حيا بعد وفاته وهو على نبوته انتهى. وقال القرطبي في التذكرة في حديث الصعقة نقلا عن شيخه : الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء فالأنبياء أحق بذلك وأولى . وقد صح أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء ورأى موسى قائما يصلي في قبره وأخبر صلى

[ص 485]

الله عليه وسلم أنه يرد السلام على كل من يسلم عليه إلى عير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم موجودين أحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله تعالى بكرامته انتهى. وأخرج أو يعلى في مسنده والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله تعالى حتى ينفخ في الصور. وروى سفيان الثوري في الجامع قال : قال شيخ لنا عن سعيد بن المسيب قال ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين ليلة حتى يرفع. قال البيهقي فعلى هذا يصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث ينزلهم الله تعالى. وروى عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن أبي المقدام عن سعيد ابن المسيب قال ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما، وأبو المقدام هو ثابت بن هرمز شيخ صالح وأخرج ابن حبان في تاريخه والطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحا . وقال إمام الحرمين في النهاية ثم الرافعي في الشرح روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث، زاد إمام الحرمين وروي أكثر من يومين. وذكر أبو الحسن بن الزاغوني الحنبلي في بعض كتبه حديثا أن الله لا يترك نبيا في قبره أكثر من نصف يوم . وقال الإمام بدر الدين بن الصاحب في تذكرته .

(فصل) في حياته صلى الله عليه وسلم بعد موته في البرزخ وقد دل على ذلك تصريح الشارع وإيماؤه ومن القرآن قوله تعالى ] وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [([4]) فهذه الحالة وهي الحياة في البرزخ بعد الموت حاصلة لآحاد الأمة من الشهداء وحالهم أعلى وأفضل ممن تكن له هذه الرتبة لا سيما في البرزخ ولا تكون رتبة أحد من الأمة أعلى من رتبة النبي صلى الله عليه وسلم بل إنما حصل لهم هذه

[ص 486]

الرتبة بتزكيته وتبعيته وأيضا فإنما استحقوا هذه الرتبة بالشهادة والشهادة حاصلة للنبي صلى الله عليه وسلم على أتم الوجوه وقال عليه السلام مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره. وهذا صريح في إثبات الحياة لموسى فإنه وصفه بالصلاة وأنه كان قائما ومثل هذا لا يوصف به الروح وإنما وصف به الجسد، وفي تخصيصه بالقبر دليل على هذا فإنه لو كان من أوصاف الروح لم يحتج لتخصيصه بالقبر فإن أحدا لم يقل ان أرواح الأنبياء مسجونة في القبر مع الأجساد وأرواح الشهداء أو المؤمنين في الجنة. وفي حديث ابن عباس سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال أي واد هذا فقالوا وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى واضعاً أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية مارا بهذا الوادي ثم سرنا حتى أتينا على ثنية قال كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء عليه جبة صوف مارا بهذا الوادي ملبيا، سئل هنا كيف ذكر حجهم وتلبيتهم وهم أموات وهم في الأخرى وليست دار عمل وأجيب بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا ويتقربوا بما استطاعوا وأنهم وإن كانوا في الأخرى فإنهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدتها واعتقبتها الأخرى التي هي دار الجزاء انقطع العمل. هذا لفظ القاضي عياض فإذا كان القاضي عياض يقول أنهم يحجون بأجسادهم ويفارقون قبورهم فكيف يستنكر مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم لقبره فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان حاجا وإذا كان مصليا بجسده في السماء فليس مدفونا في القبر انتهى. فحصل من مجموع هذا النقول والأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حي بجسده وروحه وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شيء وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله رفع الحجاب عمن أراد إكرامه برؤيته رآه على هيئته التي هو عليها لا مانع من ذلك ولا داعي إلى التخصيص برؤية المثال. الثالث: سئل بعضهم كيف يراه الراؤن المتعددون

[ص 487]

في أقطار متباعدة فأنشد :



كالشمس في كبد السماء وضوؤها
1

يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً
1




وفي مناقب الشيخ تاج الدين بن عطاء عن بعض تلامذته قال حججت فلما كنت في الطواف رأيت الشيخ تاج الدين في الطواف فنويت أن أسلم عليه إذا فرغ من طوافه فلما فرغ من الطواف جئت فلم أره ثم رأيته في عرفة كذلك وفي سائر المشاهد كذلك فلما رجعت إلى القاهرة سألت عن الشيخ فقيل لي طيب فقلت هل سافر قالوا لا فجئت إلى الشيخ وسلمت عليه فقال لي من رأيت فقلت يا سيد رأيتك فقال يا فلان الرجل الكبير يملأ الكون لو دعي القطب من حجر لأجاب فإذا كان القطب يملأ الكون فسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم من باب أولى. وقد تقدم عن الشيخ أبي العباس الطنجي أنه قال وإذا بالسماء والأرض والعرش والكرسي مملوءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم . الرابع: قال قائل يلزم على هذا أن تثبت الصحبة لمن رآه . والجواب أن ذلك ليس بلازم أما أن قلنا بأن المرئي المثال فواضح لأن الصحبة إنما تثبت برؤية ذاته الشريفة جسدا وروحا. وإن قلنا المرئي الذات فشرط الصحبة أن يراه وهو في عالم الملك وهذه رؤية وهو في عالم الملكوت وهذه الرؤية لا تثبت صحبته. ويؤيد ذلك أن الأحاديث وردت بأن جميع أمته عرضوا عليه فرآهم ورأوه ولم تثبت الصحبة للجميع لأنها رؤية في عالم الملكوت فلا تفيد صحبته .



(خاتمة) أخرج أحمد في مسنده والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أبي العالية عن رجل من الأنصار قال خرجت من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت أن لهما حاجة قال الأنصاري لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت ارثي له من طول القيام فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرثى لك من طول القيام قال ولقد رأيته قلت نعم قلت أتدري من هو قلت لا قال ذاك جبريل مازال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ثم قال أما إنك لو سلمت رد عليك السلام. وأخرج أبو موسى المديني في المعرفة عن تميم

[ص 488]

بن سلمة قال بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انصرف من عنده رجل فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد أرسلها من وراءه قلت يا رسول الله من هذا قال هذا جبريل. وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الدلائل عن حارثة بن النعمان قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل فسلمت عليه ومررت فلما رجعنا وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل فسلمت عليه ومررت فلما رجعنا وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال هل رأيت الذي كان معي قلت نعم قال فإنه جبريل وقد رد عليك السلام. وأخرج ابن سعد عن حارثة قال رأيت جبريل من الدهر مرتين. وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس قلت كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا فقال لي أبي يا بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني قلت يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه فرجع فقال يا رسول الله قلت لعبد الله كذا كذا فقال أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد قال وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال ذاك جبريل هو الذي يشغلني عنك. وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال رأيت جبريل مرتين. وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل فلما دخل لم ير أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت تكلم قال يا رسول الله دخل علي داخل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلسا ولا أحسن حديثا منه قال ذاك جبريل وإن منكم لرجالاً لو أن أحدهم يقسم على الله لأبره. وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف عن أبي جعفر قال كان أبو بكر يسمع مناجاة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن حذيفة بن اليمان أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكياً ترضى به عني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك ملك أتاك

[ص 489]

يعلمك تحميد ربك، وأخرج محمد بن نصر عن أبي هريرة قال بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله قال فذكر الحديث نحوه. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر عن أنس بن مالك قال : قال أبي بن كعب لأدخلن المسجد فلأصلين ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد فلما صلى وجلس ليحمد الله ويثني عليه إذا هو بصوت عال من خلف يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره لك الحمد إنك على كل شيء قدير اغفر لي ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني أعمالا زاكية ترضى بها عني وتب علي فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص عليه فقال ذاك جبريل. وأخرج الطبراني والبيهقي عن محمد بن مسلمة قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا خده على خد رجل فلم أسلم ثم رجعت فقال لي ما منعك أن تسلم قلت يا رسول الله رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد من الناس فكرهت أن أقطع عليك حديثك فمن كان يا رسول الله قال جبريل. وأخرج الحاكم عن عائشة قالت رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه فقلت يا رسول الله من هذا قال بمن شبهته قلت بدحية قال لقد رأيت جبريل. وأخرج البيهقي عن حذيفة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج فتبعته فإذا عارض قد عرض له فقال لي يا حذيفة هل رأيت العارض الذي عرض لي قلت نعم قال ذاك ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبلها استأذن ربه فسلم علي وبشرني بالحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. وأخرج أحمد والبخاري تعليقا ومسلم والنسائي وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن أسيد بن حضير أنه بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فسكت فسكنت فرفع رأسه إلى السماء فإذا هي بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت تنظر الناس

[ص 490]

إليها لا تتوارى منهم. وأخرج الواقدي وابن عساكر عن عبد الرحمن ابن عوف قال رأيت يوم بدر رجلين عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما وعن يساره أحدهما يقاتلان أشد القتال ثم ثلثهما من خلفه ثم ربعهما رابع أمامه . وأخرج إسحاق ابن راهويه في مسنده وابن جرير في تفسيره وأبو نعيم البيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه أنه قال بعد ما عمي لو كنت معكم ببدر الآن ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى، وأخرج البيهقي عن أبي بردة بن نيار قال جئت يوم بدر بثلاثة رؤوس فوضعتهن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أما رأسان فقتلتهما وأما الثالث فإني رأيت رجلا أبيض طويلا ضربه فأخذت رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك فلان من الملائكة. وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال كان الملك يتصور في صورة من تعرفون من الناس يثبتونهم فيقول إني دنوت منهم فسمعتهم يقولون لو حملوا علينا ما ثبتنا ليسوا بشيء فذلك قوله تعالى ] إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا [([5]). وأخرج أحمد وابن سعد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو وكان أبو اليسر رجلا جموعا وكان العباس رجلا جسيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا اليسر كيف أسرت العباس قال يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده هيئته كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم، وأخرج ابن سعد والبيهقي عن عمار بن أبي عمار أن حمزة بن عبد المطلب قال يا رسول الله ارني جبريل في صورته قال أقعد فقعد فنزل جبريل على خشبة كانت في الكعبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارفع طرفك فرأى قدميه مثل الزبرجد الأخضر، وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب القبور والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال بينا أنا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبد الله اسقني وخرج رجل من تلك الحفرة في يده سوط فناداني يا عبد الله لا تسقه

[ص 491]

فإنه كافر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال لي أو قد رأيته نعم قال ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة، محل الاستدلال رؤيته الرجل الذي خرج عقبه وضربه بالسوط فإنه الملك الموكل بتعذيبه، وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية الصحابي رضي الله عنه أنه كان يحب أن يقبض فكان يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قال فبينما أنا يوما في مسجد دمشق وأنا أصلي وأدعو أن أقبض إذا أنا بفتى شاب من أجمل الرجال وعليه رواج أخضر فقال ما هذا الذي تدعو به قلت وكيف أدعو قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل قلت من أنت يرحمك الله قال أنا رتابيل الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين ثم ألتفت فلم أر أحدا، وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سعيد بن سنان قال أتيت بيت المقدس أريد الصلاة فدخلت المسجد فبينما أنا على ذلك إذ سمعت خفيفا له جناحان قد أقبل وهو يقول سبحان الدائم القائم سبحان الحي القيوم سبحان الملك القدوس سبحان رب الملائكة والروح سبحان الله وبحمده سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى ثم أقبل خفيف يتلوه ويقول مثل ذلك ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون بها حتى امتلأ المسجد فإذا بعضهم قريب مني فقال آدمي قلت نعم قال لأروع عليك هذه الملائكة.



(تذنيب) ومما يمكن أن يدخل هنا ما أخرجه أبو داود من طريق أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار أن عبد الله بن زيد قال يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما. وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين أن عبد الله بن زيد قال لولا اتهامي لنفسي لقلت أني لم أكن نائما . وفي سنن أبي داود من طريق ابن أبي ليلى جاء رجل من الأنصار فقال يا رسول الله رأيت رجلا كأن عليه ثوبين أخضرين فأذن ثم قعد قعدة ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول قد قامت الصلاة ولولا أن يقول الناس لقلت أني كنت يقظانا غير نائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أراك الله خيرا. فقال الشيخ

[ص 492]

ولي الدين العراقي في شرح سنن أبي داود قوله أني لبين نائم ويقظان مشكل لأن الحال لا يخلو عن نوم أو يقظة فكان مراده أن نومه كان خفيفا قريبا من اليقظة فصار كأنه درجة متوسطة بين النوم واليقظة. قلت أظهر من هذا أن يحمل على الحالة التي تعتري أرباب الأحوال ويشاهدون فيها ما يشاهدون ويسمعون ما يسمعون والصحابة رضي الله عنهم هم رؤس أرباب الأحوال . وقد ورد في عدة أحاديث أن أبا بكر وعمر وبلالاً رأوا مثل ما رأى عبد الله بن زيد. وذكر إمام الحرمين في النهاية والغزالي في البسيط أن بضعة عشر من الصحابة كلهم قد رأى مثل ذلك. وفي الحديث الذي نادى بالأذان فسمعه عمر وبلال وجبريل أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، ويشبه هذا ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن محمد بن المنكدر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر فرآه ثقيلا فخرج من عنده فدخل على عائشة ليخبرها بوجع أبي بكر إذ دخل أبو بكر يستأذن فدخل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتعجب لما عجل الله له من العافية فقال ما هو إلا أن خرجت من عندي فغفوت فأتاني جبريل عليه السلام فسطعني سطعة فقمت وقد برأت فلعل هذه حال لا غفوة نوم.





تم بحمد الله



--------------------------------------------------------------------------------

(1) (البقرة: من الآية73)

(1) (الضحى:11)

(1) (النساء: من الآية64)

(1) (آل عمران:169)

(1) (الأنفال: من الآية12)
[/font]

الكاتب:  الطارق [ الأربعاء مارس 23, 2005 2:11 am ]
عنوان المشاركة: 

[font=Arial]جزاء الله خير الجزاء أخي المأمون على هذه المشاركة العطرة

وعلى هذا الجهد المبارك...

ورحم الله الإمام السيوطي وسائر الأئمة الذين كانوا على جادة الطريق..

وصل اللهم على معلم الناس الخير بحر الأمداد صاحب الكمال والجلال والجمال ..

سيدي ومولاي رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ..
[/font]

الكاتب:  almaamoun [ الأربعاء إبريل 06, 2005 3:37 am ]
عنوان المشاركة: 

[font=Arial]
مسأله :
في قول الشيخ ابي العباس المرسي في حزبه : الهي معصيتك نادتني بالطاعه وطاعتك نادتني بالمعصيه ففي ايهما اخافك وفي ايهما ارجوك ان قلت بالمعصيه قابلتني بفضلك فلم تدع لي خوفا وان قلت بالطاعه قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاءا فليت شعري كيف اري احساني مع احسانك ام كيف اجهل فضلك مع عصيانك ؟ ق ج سران من سرك وكلاهما دالان علي غيرك فبالسر الجامع الدال عليك لا تدعني لغيرك انك علي كل شئ قدير
[/font]


[B]الجواب :
حسبما ظهر قوله إلهى معصيتك نادتنى بالطاعة يعنى لما يتسبب عنها من الندم و الخوف و الانكسار و الذل و رجاء التوبة و العتراف بالتقصير و نزول المرتبة , و طاعتك نادتنى بالمعصية لما قد ينشأ عنها من اضداد ذ لك من كخالطة العجب و الرياء , و فى معنى ذلك ما أخرجه ابو الشيخ بن حيان فى كتاب الثواب عن كليب الجهنى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز و جل: " لولا ان الذنب خير لعبدى المؤمن من العجب ما خليت بين عبدى المؤمن و بين الذنب " , و ما أخرجه ابو نعيم و غيره من حديث انس , و ابى سعيد مرفوعا " لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو اكبر من ذلك العجب العجب " و اخرج ابن ابى الدنيا فى كتاب الأولياء . و أبو نعيم فى الحلية من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه و سلم عن جبريل يقول الله :و إن من عبادى المؤمنين لمن يسألنى الباب من العبادة فاكفه ان لا يدخله عجب فيفسده ذلك – ذكره فى اثناء حديث طويل , أيضا فالطاعة قد تكون مذمومة لنقصانها بتخلف أمور ينبغى ان لا يتخلف عنها كالذكر ينبغى ان يقارنه حضور القلب و لهذا قال بعض الاولياء : استغفارنا يحتاج الى استغفار و كالامر بالمعروف و النهى عن المنكر ينبغى ان يقارنه الائتمار و الانتهاء , و لهذا قال الله تعالى فى معرض الانكار و التوبيخ : (أتأمرون الناس بالبر و تنسون انفسكم ) فى احاديث كثيرة فى ذم من أمر بالمعروف و لم يأتمر به و نهى عن المنكر و لم ينته عنه و كالصلاة ينبغى ان تكون ناهية عن الفحشاء و المنكر كما وصفها الله تعالى بذلك و كا لصوم ينبغى ان ينزه عن الغيبة و نحوها كما قال عليه الصلاة و السلام:" من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه و شرابه" الى غير ذلك من أفراد الطاعات التى لا تحمد مالم تبلغ رتبة الكمال و تخلص من شوائب النقصان ,
قوله : ان قلت بالمعصية قابلتنى بفضلك اى ذكرتنى فضلك و سعة رحمتك و مغفرتك فلم تدع لى خو فا و فتحت ابواب الرجاء , فى الحديث " لولا انكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " الى ذلك من الاحاديث فى هذا المعنى. قوله : و ان قلت بالطاعة قابلتنى بعد لك اى ذكرتنى مالى من الذنوب و ما فى طاعتى من التقصير الذى يكاد ان يمنعها من الاعتداء بها فضلا عن تكفير الخواتم . قوله : فلم تدع لى رجاء لا تساع الخوف حينئذ عل – فى الحديث- أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت هرماً فى مرضات الله لخفره يوم القيامة . قوله : فليت شعرى كيف ارى احسانى مع احسانك اى كيف اعده إحسانا يستوجب الجزاء مع ان اقدارى عليه احسان منك و نعمة تستوجب الشكر و المزيد فى العمل و كل ما وقع منى شئ من ذلك فالامر فيه كذلك و هلم جرا مع مزيد الاحسان و جزيل الافضال الخارج عن هذه الجملة تناسب جملة الرجاء , قوله : ق ج سران من سرك الظاهر و الله اعلم انه اخذ هذين الحرفين من وصفين من صفاته تعالى كما هو رواية عن ابن عباس فى اوائل السور الم . و طس . و ق . و ن . و ص انها حروف مقطعة من اسماء الله تعالى فالقاف مأخوذة من قدير او مقتدر و الجيم من جواد و كلاهما مناسبان لما تقدم من الخوف و الرجاء فالخوف يناسبه القدرة أو الاقتدار و الرجاء يناسبه الجود , قوله : كلاهما دالان على غيرك يحتمل امرين احدهما أن المراد أحدهما أن المراد ان لهما تعلقا بالغير فان القدرة تتعلق بمقدور و الاقتدار بمقدور عليه و الجود بمتفضل عليه .
[size=12]
[/B[/size]
]
[font=Andalus][saa]يتبع ان شاء الله[/saa][/font]

الكاتب:  almaamoun [ الأربعاء إبريل 13, 2005 10:31 pm ]
عنوان المشاركة: 

[font=Arial]الثاني
: أن المراد انه يجوز شرعا أن يوصف بهما غيرهما غيره تعالي وان يطلقا عليه ولذا قال عقبه فبالسر الجامع الدال عليك أي بالاسم الخاص بك وهو الله فانه لا تعلق له بالغير ولا يجوز أن يسمى به غيره تعالى و هو الاسم الأعظم فيما روى عن غير واحد من السلف وهو الدال على الذات وهو الجامع لجميع الصفات بخلاف سائر الأسماء فإنها خاصة بالوصف بمدلولها ,
قوله :
لا تدعني لغيرك بل اجعلني لك عبادتي و دعائي و خوفي و رجائي و توجهي و حركاتي و سكناني , هذا ما ظهر ثم رايته بعد ذلك كلاما للشهاب احمد بن عبد الواحد بن اليملق على هذا الفصل قال :
قول الأستاذ يعنى أبا العباس المرسى رضى الله عنه : إلهي معصيتك نادتني بالطاعة يحتمل و الله اعلم أن يكون مشيرا إلى انه سبق تعلق علمك بها و قدرتك بإيجادها و إرادتك بتخصيصها فتعين و جودا على حسب تعلق العلم و القدرة و الإرادة تعيينا لزوميا للعبد ضرورة بطلان تعلق العلم و تبدله جهلا و تعلق القدرة و تبدلها عجزا و تعلق الإرادة و تبدلها قصرا فليس إلا وقوع هذا المقتضى على حسب سابق القضاء فإني يمكن العبد الحول عنها و وقوعها حتما عدلا من القهار لا ظلما فلهذا كانت مناديه عليه بالطاعة أي بالدخول تحت مجارى القهر استسلاما للقهار كما قال جل وعلا :
( ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها وللأرض اءتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين )
فهذه الطاعه المشار إليها في كلام الأستاذ والله اعلم , و سيأتي بيان أنها مجاز في تلو هذا الكلام .
و قوله رضى الله عنه :
و طاعتك نادتني بالمعصية يحتمل والله اعلم أن يكون مشيرا إلى ما سبق تعلق العلم و القدرة و الإرادة كما ذكرنا بدأ بالطاعة التي جرت على يد العبد فكان الحق وقوعها و الباطل امتناعها لما تقدم بيانه هذا مع أن العبد يرى انه قد أطاع و ما خالف فيكون مناديا على نفسه بلسان حال رؤيته طاعته مولاه بدعوى القدرة على المخالفة في حال الإطاعة حقيقة فعدل عن المخالفة للطاعة فاطاع و إذا كان بهذه الحالة في حال جريان الفضل المقدور المسمى بالطاعة فهو في عين المعصية فتبين من هنا أن نسبة الطاعة له مجاز كنسبتها للسموات و الأرض و قد فهم الغرض إن شاء الله , و من هذا الموطن يفهم معنى قوله عز و جل لسيد خلقه عليه و على آله افضل الصلاة و السلام : ( ليس لك من الأمر شئ) و قوله تعالى أيضا له صلى الله عليه و آله و سلم :
( و إليه يرجع الأمر كله فاعبده و توكل عليه ) ,
ثم قال :ففي آيهما أخافك و في أيهما أرجوك إن قلت بالمعصية قابلتني بفضلك فلم تدع لي خوفا أو قلت بالطاعة قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاءا .
يريد و الله اعلم إن رأيت معصيتي لك منى من حيث الأدب الشرعي قام الخوف بي منك أطفأه و أراد الفضل منك علي باشهادى الحقيقة من لدنك ( و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) فينزهق الخوف هنا ,
و قوله رضى الله عنه:
و إن قلت بالطاعة قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاءا
يريد و الله اعلم وان رأيت طاعتي منى لك حيث النسب الشرعي قام الرجاء بي فأفناه و أرد العدل منك على باشهادى الحقيقة من لدنك (و ربك يخلق ما يشاء و يختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون ).
و إذا تقرر هذا فلتعلم أن للفضل تعلقات و للعدل تعلقات و كلاهما دالان على غناه سبحانه و تعالى عن كل شئ , فمن تعلقات فضله ما يعامل به من عصاه من ستر و بر و عطف و لطف و حنان و إحسان و جود و بسط يد الرحمة للعاصي من غير حدود , و من تعلقات عدله ما يعامل به من اطاعه من قبض في الرزق و دحوض بين الخلق و ضعف في الجسد و قلة حظ في الأهل و المال و البلد و الإخوان و الأخدان و الولد .
و إذ قد تبين هذا فاعلم أن مقابلة العاصي بأثر من آثار الفضل في حال عصيانه ربما يزيل عنه الخوف , و مقابلة الطائع بأثر من آثار العدل في حال طاعته ربما يزيل عنه الرجاء و ذلك لانه لا بد له من ورود اثر الفضل على سلامة العاقبة و لا بد له من ورود اثر العدل على عطب العاقبة و إذا كان الأمر كذلك و قع الإبهام على الخلق فجاء المراد بقوله تعالى ( و إليه يرجع الأمر كله فاعبده و توكل عليه ) و هو رؤية الأشياء منه حقيقة مع التبرأ من الحول و القوة منها حقيقة و رد الأشياء اللائقة بالنسب للعباد كسبا شريعة مع الانسلاخ عن لحوظ الحظوظ توكلا عليه و استسلاما أليه و فناء له بين يديه و هذا مقتضى العبودية و العبادة في ضمن ما أشار إليه الأستاذ حسب فهمي عنه في هذا القول
و الله أسال المغفرة و هو حسبي و نعم الوكيل .
[/font]

الكاتب:  almaamoun [ السبت مايو 21, 2005 8:09 am ]
عنوان المشاركة: 

[font=Andalus][align=center]الحاوي للفتاوي/ لجلال الدين السيوطي
الجزء الثاني.
الفتاوى المتعلقة بالتصوف.
الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال.[/align]
[/font]


[align=justify][font=Tahoma]بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي فاوت بين خلقه في المراتب وجعل في كل قرن سابقين بهم يحيى ويميت وينزل الغمام الساكب والصلاة والسلام على سيدنا محمد البدر المنير وعلى آله وأصحابه الهداة الكواكب.
[/font][/align]

[align=justify]وبعد فقد بلغني عن بعض من لا علم عنده إنكار ما اشتهر عن السادة الأولياء من أن منهم أبدالا ونقباء ونجباء وأوتادا وأقطابا، وقد وردت الأحاديث والآثار بإثبات ذلك فجمعتها في هذا الجزء لتستفاد ولا يعول على إنكار أهل العناد وسميته الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال والله الموفق فأقول ورد في ذلك مرفوعا وموقوفا من حديث عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأنس وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وابن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وعوف بن مالك ومعاذ بن جبل وواثلة بن الأسقع وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأبي الدرداء وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم ومن مرسل الحسن وعطاء وبكر بن خنيس ومن الآثار عن التابعين ومن بعدهم ما لا يحصى:

حديث عمر قال أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ثنا السري بن يحيى ثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن أبي عمر عن زيد بن اسلم عن أبيه قال كان الشام قد أسكن فإذا اقبل جند من اليمن وممن بين المدينة واليمن فاختار أحد منهم الشام قال عمر رضي الله تعالى عنه:
يا ليت شعري عن الأبدال هل مرت بهم الركاب؟
أخرجه بن عساكر في تاريخ دمشق، وأخرج أيضا من طريق سيف بن عمر عن محمد وطلحة وسهل قال كتب عمر إلى أبي عبيدة إذا أنت فرغت من دمشق إن شاء الله فاصرف أهل العراق إلى العراق فإنه قد ألقى في روعي أنكم ستفتحونها ثم تدركون إخوانكم فتنصرونهم على عدوهم وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به وذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم فجعل إذا سرح قوما إلى الشام قال ليت شعري عن الأبدال فهل مرت بهم الركاب أم لا وإذا سرح قوما إلى العراق قال ليت شعري كم في هذا الخير من الأبدال.
(حديث علي) قال الإمام أحمد ابن حنبل في مسنده ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان عن شريح بن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأبدال بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب - رجاله رجال الصحيح غير شريح بن عبيد وهو ثقة.
(طريق ثانية) قال ابن عساكر في تاريخه أنا أبو القاسم الحسيني ثنا عبد العزيز بن أحمد الكناني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بين حبيب ثنا زكريا بن يحيى ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا يا أمير المؤمنين العنهم فقال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق، قال ابن عساكر هذا منقطع بين شريح وعلي فإنه لم يلقه. (طريق أخرى عنه) قال ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء حدثني أبو الحسن خلف بن محمد الواسطي ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا مجاشع بن عمرو عن ابن لهيعة عن إبراهيم عن عبد الله بن زرير عن علي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأبدال قال هم ستون رجلا فقلت يا رسول الله حلهم لي قال ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبتدعين وبالمتعمقين لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاةولا صيام ولا صدقة ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة لأئمتهم أخرجه الخلال في كرامات الأولياء وفيه بدل (ولا بالمتعمقين) (ولا بالمعجبين) وزاد في أخرى أنهم يا علي في أمتي اقل من الكبريت الأحمر.
(طريق أخرى عنه):
قال الطبراني ثنا علي بن سعيد الرزاي ثنا علي بن الحسين الخواص الموصلي ثنا زيد ابن أبي الزرقاء ثنا ابن لهيعة ثنا عياش بن عباس القتباني عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال، قال الطبراني لم يرو هذا الحديث إلا زيد بن أبي الزرقاء قال ابن عساكر هذا وهم من الطبراني بل رواه الوليد بن مسلم أيضا عن ابن لهيعة ثم قال أنا أبو طاهر محمد بن الحسين أنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن سليمان الربعي ثنا علي بن الحسين بن ثابت ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد ابن مسلم ثنا ابن لهيعة به، قال ورواه الحارث بن يزيد المصري عن ابن زرير فوقفه على علي ولم يرفعه اخبرناه أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو بكر محمد بن علي المقري أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ثنا أحمد بن علي بن محمد أنا أبي أنا عمرو محمد بن مروان ابن عمر السعيدي ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول حدثني عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وسبوا ظلمتهم- أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق أحمد بن الحارث بن يزيد به وقال صحيح وأقره الذهبي في مختصره. (طريق أخرى عنه موقوفة): وبه إلى أبي عمرو السعيدي ثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب ثنا أبو داود الطيالسي عن الفرج بن فضالة ثنا عروة ابن رويم اللخمي عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حومل عن علي بن أبي طالب قال لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال. وقال الحارث يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن الله تعالى اختص أهل بيسان برجلين صالحين من الأبدال لا يموت واحد إلا أبدل الله مكانه واحدا ولا تذكر لي منهما متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهما الأبدال، له طرق عن الفرج بن فضالة.
(طريق أخرى عن علي موقوفة): قال ابن أبي الدنيا ثنا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال: قال رجل يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسب أهل الشام فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال فإن بها الأبدال أخرجه البيهقي والخلال وابن عساكر، وله طرق عن الزهري وفي بعضها عن صفوان بن عبد الله بدل عبد الله بن صفوان وفي بعضها عن الزهري عن أبي عثمان بن سنة عن علي وفي بعضها عن الزهري عن علي. (طريق أخرى عنه): قال يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن أبي صادق قال سمع على رجن وهو يلعن أهل الشام فقال علي لا تعمم فإن فيهم الأبدال.
(طريق أخرى عنه): قال ابن عساكر أنبأنا أبو البركات الأنماطي أنا المبارك ابن عبد الجبار أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة أنا أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي ثنا عثمان بن محمد ثنا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام فقال له ويحك لا تعمم فإن منهم الأبدال ومنكم العصب، وبالسند السابق إلى أبي عمرو السعيدي ثنا الحسين بن عبد الرحمن أنا وكيع عن فطر عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه قال الأبدال بالشام والنجباء بالكوفة، وقال ابن عساكر أنبأنا أبو الغنائم عن محمد ابن علي بن الحسن الحسني ثنا محمد بن عبد الله الجعفي ثنا محمد بن عمار العطار ثنا علي ابن محمد بن خبية ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن فطر عن أبي الطفيل عن علي قال إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة وأما الأبدال فمن أهل الشام.
(طريق أخرى عنه): وبه إلى محمد بن عمار ثنا جعفر بن علي بن نجيح ثنا حسن بن حسين عن علي بن القاسم عن صباح بن يحيى المزني عن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال: قال علي ألا أن الأوتاد من أبناء الكوفة ومن أهل الشام أبدال.
(طريق أخرى): قال الخلال ثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري ثنا علي بن محمد بن كلس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب حدثني ابن لهيعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن أبي هلال عن علي رضي الله تعالى عنه قال قبة الإسلام بالكوفة والهجرة بالمدينة والنجباء بمصر والإبدال بالشام وهم قليل- أخرجه ابن عساكر من طريق أبي سعيد بن الأعرابي عن الحسن بن علي بن عفان به.
(طريق أخرى عنهم): قال ابن عساكر أنا نصر بن أحمد بن مقاتل عن أبي الفرج سهل بن بشر الأسفراييني أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال أنا الحسن بن رشيق ثنا أبو علي الحسين بن حميد العك ثنا زهير بن عباد ثنا الوليد بن مسلم عن الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتياني أن علي بن أبي طالب قال الأبدال من الشام والنجباء من أهل مصر والأخيار من أهل العراق.
(طريق أخرى عنه): قال الحافظ أبو محمد الخلال في كتاب كرامات الأولياء ثنا عبد الله بن عثمان الصفار أنا محمد بن مخلد الصفار ثنا أحمد بن منصور زاج ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عمار الذهبي عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن علي قال إن الله تعالى ليدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونون فيها.
حديث أنس قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ثنا عمر بن يحيى بن نافع الأيلي (ح) وقال ابن عدي وابن شاهين والحافظ أبو محمد الخلال في كتاب كرامات الأولياء معا ثنا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي ثنا عمر بن يحيى بن نافع ثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البدلاء أربعون رجلا اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحدا أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة.
(طريق ثان عنه): قال الحافظ أبو محمد الخلال في كتاب كرامات الأولياء أنا أبو بكر بن شاذان ثنا عمر بن محمد الصابوني ثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش ثنا أبو عمر الغداني ثنا أبو سلمة الخراساني عن عطاء عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبدال أربعون رجل وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكان رجل ولكما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة- أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريق أخرى عن إبراهيم بن الوليد.
(طريق ثالث عنه): قال ابن لال في مكارم الأخلاق ثنا عبد الله بن يزيد بن يعقوب الدقاق ثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا عثمان ين الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاتهم ولا صيامهم ولكن دخولها بسلامة صدورهم وسخاوة أنفسهم- أخرجه ابن عدي والخلال وزاد في آخره والنصح للمسلمين.
(طريق رابع عنه): قال ابن عساكر قرأت بخط تمام بن محمد أنا ابو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثنا زكريا بن يحيى ثنا المنذر بن العباس بن نجيح القرشي حدثني أبي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن دعامة أمتي عصب اليمن وأبدال الشام وهم أربعون رجلا كلما هلك رجل أبدل الله مكانه آخر ليسوا بالمتماوتين ولا بالمتهالكين ولا المتناوشين لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم ولا صلاة وإنما بلغوا ذلك بالسخاء وصحة القلوب والمناصحة لجميع المسلمين. وقال ابن عساكر أيضا أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري بمكة ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن ثنا بكر بن محمد بن سعيد ثنا نصر بن علي ثنا نوح بن قيس عن عبد الملك بن معقل عن يزيد الرقاشي عن أنس به .
(طريق أخرى عنه): قال الطبراني في الأوسط ثنا عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل خليل الرحمن فبهم يسقون وبهم ينصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر، قال قتادة لسنا نشك أن الحسن منهم، قال الحافظ أبو الحسن الهيتمي في مجمع الزوائد إسناده حسن.
(حديث حذيفة بن اليمان): قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ثنا أبي ثنا سليمان ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن محمود بن لبيد عن حذيفة بن اليمان قال الأبدال بالشام وهم ثلاثون رجلا على منهاج إبراهيم كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر عشرون منهم على منهاج عيسى بن مريم وعشرون منهم قد أوتوا من مزامير آل داود. (حديث عبادة بن الصامت): قال الإمام أحمد في مسنده ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخلال في كرامات الأولياء ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد وقد وثقة العجلي وأبو زرعة.
(طريق ثان عنه): قال الطبراني في الكبير ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن الفرح ثنا زيد بن الحباب أخبرني عمر البزار عن عبيسة الخواص عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض وبهم تمطرون وبهم تنصرون، قال قتادة إني أرجو أن يكون الحسن منهم.
(حديث ابن عباس): قال الإمام أحمد في الزهد ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله بهم عن أهل الأرض- أخرجه الخلال. (حديث ابن عمر): قال الطبراني ثنا محمد بن الخزر الطبراني ثنا سعيد بن أبي زيدون ثنا عبد الله ابن هارون الصوري ثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانه قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله، أخرجه أبو نعيم وتمام وابن عساكر من هذا الطريق وأخرجه ابن عساكر أيضا من طريق آخر عن محمد بن الخزر ولفظه كلما مات بديل، وأخرجه من طريق آخر عن سعيد بن عبدوس عن عبد الله بن هارون بلفظ كلما مات أحد بدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل في الخمسمائة مكانه.
[/align]
[align=center]
[saa][font=Andalus]يتبع ان شاء الله [/font][/saa][/align]

الكاتب:  almaamoun [ الأربعاء مايو 25, 2005 3:17 am ]
عنوان المشاركة: 

[font=Arial][align=right][size=24]
[color=#990000] (طريق ثان):

قال الخلال في كتاب كرامات الأولياء ثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبد الصمد بن علي بن مكرم ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا يحيى بن بسطام ثنا محمد بن الحارث ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أربعون رجلا يحفظ الله بهم الأرض كلما مات رجل ابدل الله مكانه آخر وهم في الأرض كلها. واخرج أبو نعيم في الحلية ثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل ابن عبد الله ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض ابن عبد الله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل قرن من أمتي سابقون.

وقال الحكيم الترمذي:
حدثنا أبي ثنا محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن المبارك ثنا ليث بن سعد عن محمد بن عجلان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل قرن من أمتي سابقون.

(حديث ابن مسعود):
قال أبو نعيم ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن السري القنطري ثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ثنا عبد الرحيم بن يحيى الأرمني ثنا عثمان بن عمارة ثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة بدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحيى ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء قيل لعبد الله بن مسعود وكيف بهم يحيى ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء، أخرجه ابن عساكر.

(طريق آخر)"
قال الطبراني في الكبير أنا أحمد بن داود المكي ثنا ثابت بن عياش الأحدب ثنا أبو رجاء الكلبي ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أربعون رجلا من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام يدفع الله بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال إنهم لن يدركوها بصلاة ولا صوم ولا بصدقة قالوا يا رسول الله فبم أدركوها قال بالسخاء والنصيحةللمسلمين

حديث عوف بن مالك:
قال الطبراني ثنا أبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا عمرو بن واقد عن يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف ابن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم الأبدال بهم تنصرون وبهم ترزقون، أخرجه ابن عساكر من هذا الطريق ومن طريق هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ورجال الإسناد ثقات غيره فإن الجمهور ضعفوه ووثقه محمد ابن مبارك الصوري وشهر مختلف فيه.

(حديث معاذ بن جبل): قال أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب سنن الصوفية ثنا أحمد بن علي بن الحسن ثنا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي ثنا عبيد بن آدم عن أبيه عن أبي حمزة عن ميسرة بن عبد ربه عن المغيرة بن قيس عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضا بالقضاء والصبر عن محارم الله والغضب في ذات الله، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس.

(حديث واثلة):
قال ابن عساكر قرئ علي أبي محمد بن الأكفاني وأنا أسمع عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي الدمشقي ثنا أبو سهل سعيد به ابن الحسن الأصبهاني ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن عبد الله بن عامر عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهن وأكثره أبدالا وأكثره مساجد وأكثره زهادا وأكثره مالا ورجالا واقله كفارا وهي معقل لأهلها.

(حديث أبي سعيد الخدري):
قال البيهقي في شعب الإيمان أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد ثنا ابن أبي شيبة ثنا محمد بن عمران بن أبي ليل أنا سلمة بن رجاء كوفي عن صالح المزي عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو غيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال إنما دخولها برحمة الله وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور ورحمة لجميع المسلمين، قال البيهقي رواه عثمان الدارمي عن محمد بن عمران فقال عن أبي سعيد لم يقل أو غيره وقيل عن صالح المزي عن ثابت عن أنس.

(حديث أبي هريرة):
قال ابن حبان في التاريخ ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الرحمن بن مرزوق ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون.

(طريق ثان عنه):
قال الخلال كتب إلي أحمد بن هشام بالكوفة يذكر أن عبد الله ابن زيدان حدثهم ثنا أحمد بن حازم ثنا الحكم بن سليمان الحبلى ثنا سيف بن عمر عن موسى بن أبي عقيل البصري عن ثابت البناني عن أبي هريرة قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أبا هريرة يدخل علي من هذا الباب الساعة رجل من أحد السبعة الذين يدفع الله عن أهل الأرض بهم فإذا حبشي قد طلع من ذلك الباب أقرع أجدع على رأسه جرة من ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة هو هذا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات مرحبا بيسار وكان يرش المسجد ويكنسه وكان غلاما للمغيرة بن شعبة.

(حديث أبي الدرداء):

قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ثنا عبد الرحيم ابن حبيب ثنا داود بن محبر عن ميسرة عن أبي عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أن الأنبياء كانوا أوتاد الأرض فلما انقطعت النبوة أبدل الله مكانهم قوما من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لم يفضلوا الناس بكثرة صوم ولا صلاة ولا تسبيح ولكن بحسن الخلق وبصدق الورع وحسن النية وسلامة قلوبهم لجميع المسلمين والنصيحة لله.

(حديث أم سلمة):
قال أبو داود في سننه ثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتوا أبدال أهل الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه - الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في المصنف وأبو يعلى والحاكم والبيهيقي وله طرق سمي في بعضها المبهم مجاهدا وفي بعضها عبد الله بن الحارث.


(مرسل الحسن)
قال ابن أبي الدنيا في كتاب السخاء ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام ثنا صالح المزي عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاتهم ولا صيامهم ولكن دخلوها بسلامة الصدور وسخاوة أنفسهم، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي عبد الله الحافظ عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسين عن داود بن الحسين عن يحيى بن يحيى عن صالح المزي به، وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ثنا أبي ثنا عبد العزيز ابن المغيرة البصري ثنا صالح المزي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن دخلوها برحمة الله وسلامة الصدور وسخاوة الأنفس والرحمة بجميع المسلمين.

(مرسل عطاء)
قال أبو داود ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا ابن فضيل عن أبيه عن الرجال بن سالم عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبدال من الموالي أخرجه الحاكم في الكنى (مرسل بكر بن خنيس) قال ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن بكر بن خنيس يرفعه علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا.
[/align][/color][/font][/size]

الكاتب:  almaamoun [ الأربعاء يونيو 01, 2005 6:55 pm ]
عنوان المشاركة: 

[align=justify][font=Arial]
الاثار:
أثر عن الحسن :
أخرج ابن عساكر عن الحسن البصري قال لن تخلو الأرض من سبعين صديقا وهم الأبدال لا يهلك منهم رجل إلا أخلف الله مكانه مثله أربعون بالشام وثلاثون من سائر الأرضين.

اثر عن قتادة : أخرج ابن عساكر عن قتادة قال لن تخلو الأرض من اربعين بهم يغاث الناس وبهم ينصرون وبهم يرزقون كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه رجلا قال قتادة والله إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.

أثر عن خالد بن معدان:

أخرج الخلال وابن عساكر عن خالد بن معدان قال قالت الأرض رب كيف تدعني وليس على نبي قال سوف أدع عليك أربعين صديقا بالشام.

اثر عن شهر:

أخرج ابن جرير في تفسيره عن شهر بن حوشب قال لن تبقى الأرض إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها إلا زمن إبراهيم فإنه كان وحده.

اثر عن أبي الزاهرية ومن بعده :

أخرج ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال الأبدال ثلاثون رجلا بالشام بهم يجارون وبهم يرزقون إذا مات منهم رجل ابدل الله مكانه، وأخرج عن الفضل بن فضالة قال الأبدال بالشام في حمص خمسة وعشرون رجلا وفي دمشق ثلاثة عشر وببيسان اثنان، وأخرج عن الحسن بن يحيى الخشني قال بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا وببيسان أربعة، واخرج ابن أبي خيثمة وابن عساكر عن ابن شوذب قال الأبدال سبعون فستون بالشام وعشرون بسائر الأرضين وأخرج من طريق عمان بن عطاء عن أبيه قال الأبدال أربعون إنسانا قلت له أربعون رجلا قال لا تقل أربعون رجلا ولكن قل أربعون إنسانا لعل فيهم نساء
وأخرج ابن عساكر من طريق أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سلميان
يقول الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق، وأخرج هو والخطيب من طريق عبيد الله بن محمد العبسي قال سمعت الكناني يقول النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النبجاء مصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايا الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته.
وأخرج ابن أبي الدنيا ثنا محمد بن ادريس أبو حاتم الرازي ثنا عثمان بن مطيع ثنا سفيان ابن عيينة قال: قال أبو الزناد لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الأبدال لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه وهم أوتاد الأرض قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر حليم ولب رحيم وتواضع في غير مذلة لا يلعنون أحدا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه ولا يحسدون أحدا فوقهم ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين ولا معجبين لا يحبون لدنيا ولا يحبون الدنيا ليسوا اليوم في وحشة ولا غدا في غفلة،
وأخرج الخلال عن إبراهيم النخعي قال ما من قرية ولا بلدة إلا يكون فيها من يدفع الله به عنهم. وأخرج عن زادان قال ما خلت الأرض بعد نوح من اثني عشر فصاعدا يدفع الله بهم عن أهل الأرض،
وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن كعب قال لم يزل من بعد نوح في الأرض أربعة عشر يدفع الله بهم العذاب،
وأخرج أبو الحسين بن المنادي في جزء جمعه في أخبار الخضر قال ثنا أحمد ابن ملاعب ثنا يحيى بن سعيد السعدي أخبرني أبو جعفر الكوفي عن أبي عمر النصيبي قال خرجت أطلب مسألة من مصقلة بالشام وكان يقال أنه من الأبدال فلقيته بوادي الأردن فقال لي ألا أخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي فقلت بلى قال دخلت فإذا أنا بشيخ يصلي إلى شجرة فألقي في روعي أنه إلياس فدنوت منه فسلمت عليه فرد عليّ فقلت من أنت يرحمك الله قال أنا الياس النبي فقلت يا نبي الله هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد قال نعم هم ستون رجلا منهم خمسون بالشام فيما بين العريش إلى الفرات ومنهم ثلاثة بالمصيصة وواحد بأنطاكية وسائر العشرة في سائر أمصار العرب،
وأخرج اسحاق بن إبراهيم الختلي في كتاب الديباج له بسنده عن داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عن رجل كان مرابطا بعسقلان قال بينا أنا أسير بالأردن إذ أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي فوقع في قلبي إنه الياس فذكر نحو ما قبله، ولفظه قلت فكم الإبدال قال هم ستون رجلا خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات ورجلان بالمصيصة ورجل بأنطاكية وسبعة في سائر الأمصار بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على العدو وبهم يقيم الله أمر الدنيا حتى إذا اراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعا.
وفي كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى ببركته قال بعض العارفين: الصالحون كثير مخالطون للعوام لصلاح الناس في دينهم ودنياهم والنجباء في العدد أقل منهم والنقباء في العدد أقل منهم وهم مخالطون الخواص والأبدال في العدد أقل منهم نازلون في الأمصار العظام لا يكون في المصر منهم إلا الواحد بعد الواحد فطوبى لأهل بلدة كان فيها اثنان منهم والأوتاد واحد باليمن وواحد بالشام وواحد في المشرق وواحد في المغرب والله سبحانه يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه غير أنه يرى عالما كجاهل ابله كفطن تاركا آخذا قريبا بعيدا سهلا عسرا آمنا حذرا وكشف أحوال الأوتاد للخاصة وكشف أحوال البدلاء للخاصة والعارفين وستر أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض وكشف حال الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وعدة النجباء ثلاثمائة والنقباء أربعون والبدلاء قيل ثلاثون وقيل أربعة عشر وقيل سبعة وهو الصحيح والأوتاد أربعة فإذا مات القطب جعل مكانه خيار الأربعة وإذا مات أحد الأربعة جعل مكانه خيار السبعة وإذا مات أحد السبعة جعل مكانه خيار الأربعين وإذا مات أحد الأربعين جعل مكانه خيار الثلاثمائة وإذا مات أحد الثلاثمائة جعل مكانه خيار الصالحين وإذا أراد الله أن يقيم الساعة أماتهم أجمعين وبهم يدفع الله عن عباده البلاء وينزل قطر السماء انتهى.
ثم قال وقال بعض العارفين والقطب هو الواحد المذكور في حديث ابن مسعود أنه على قلب إسرافيل ومكانه من الأولياء كالنقطة في الدائرة التي هي مركزها به يقع صلاح العالم قال وقال بعضهم لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحدا على قلبه إذ لم يخلق الله في عالم الخلق والأمر أعز وألطف وأشرف من قلبه صلى الله عليه وسلم فقلوب الأنبياء والملائكة والأولياء بالإضافة إلى قلبه كإضافة سائر الكواكب إلى كمال الشمس انتهى،
وأخرج القشيري في الرسالة بسنده عن بلال الخواص قال كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت فألهمت أنه الخضر عليه السلام فقلت له بحق الحق من أنت قال أخوك الخضر قلت أريد أن أسألك قال سل قلت ما تقول في الشافعي قال هو من الأوتاد قلت وما تقول في أحمد بن حنبل قال رجل صديق قلت ما تقول في بشر الحافي قال لم يخلق بعده مثله قلت بأي وسيلة رأيتك قال ببركة أمك،
وأخرج الإمام أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا وأبو نعيم والبيهقي وابن عساكر عن جليس وهب بن منبه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله اين بدلاء أمتك فأومأ بيده نحو الشام قلت يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد قال بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه.
واخرج أبو نعيم عن داود بن يحيى بن يمان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله من الأبدال قال الذين لا يضربون بأيديهم شيئا وأن وكيع بن الجراح منهم،
وأخرج ابن عساكر عن أبي مطيع معاوية بن يحيى أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط فإذا فوارس قد لقى بعضهم بعضا قال بعضهم لبعض من أين قدمتم قالوا أولم تكونوا معنا قالوا لا قالوا قدمنا من جنازة البديل خالد ابن معدان قالوا وقد مات ما علمنا بموته فمن استخلفتم بعده قالوا أرطأة ابن المنذر فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه فقالوا ما علمنا بموت خالد بن معدان فلما كان نصف النهار قدم البريد بخبر موته.
وفي كفاية المعتقد لليافعي عن بعض أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني قال خرج الشيخ عبد القادر من داره ليلة فناولته إبريقا فلم يأخذه وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب فخرج وخرجت خلفه ثم عاد الباب مغلقا ومشى إلى قرب من باب بغداد فانفتح له فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلقا ومشى غير بعيد فإذا نحن في بلد لا أعرفه فدخل فيه مكانا شبيها بالرباط وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه والتجأت إلى سارية هناك وسمعت من جانب ذلك المكان أنينا فلم نلبث إلا يسيرا حتى سكن الأنين ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت فيها الأنين ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه ودخل آخر مكشوف الرأس طويل الشارب وجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه وشاربه وألبسه طاقية وسماه محمدا وقال لأولئك النفر قد أمرت أن يكون هذا بدلا عن الميت قالوا سمعا وطاعة ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه ومشينا غير بعيد وإذا نحن عند باب بغداد فانفتح كأول مرة ثم أتى المدرسة فانفتح له بابها ودخل داره فلما كان الغد أقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت قال أما البلد فنهاوند وأما الستة فهم الأبدال وصاحب الأنين سابعهم كان مريضا فلما حضرت وفاته جئت أحضره وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصا فأبو العباس الخضر عليه السلام ذهب به ليتولى أمره وأما الرجل الذي أخذت عليه الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصرانيا وأمرت أن يكون بدلا عن المتوفي فأتى به فأسلم على يدي وهو الآن منهم.

(فائدة)
أخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي يزيد البسطامي أنه قيل له إنك من الأبدال السبعة الذين هم أوتاد الأرض فقال أنا كل السبعة.
(فائدة)
أخرج الشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجة على تارك المحجة بسنده عن أحمد ابن حنبل أنه قيل له هل لله في الأرض أبدال قال نعم قيل من هم قال إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعرف لله أبدالا.
وقال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخ بغداد أنشدنا محمد بن ناصر السلامي أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنشدنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري لنفسه:


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عاب قوم علم الحديث وقالوا= هو علم طلابه جهال
عدلوا عن محجة العلم لما=دق عنهم فهم العلوم وقالوا
إنما الشرع يا أخي كتاب الله=لا هوية به ولا إشكال
ثم من بعده حديث رسول الله=قاض يقضي إليه المآل
وطريق الآثار تعرف بالنقـ = ل وللنقل فاعلمنه رجال
همهم نقله ونفي الذي قد=وضعته عصابة ضلال
لم ينوا فيه جاهدين ولم تقـ = طعهم عن طلابه الاشغال
وقضوا لذة الحياة اغتباطا=بالذي حرروه منه وقالوا
ورضوه من كل شيء بديلا=فلعمري لنعم ذاك البدال
ولقد جاءنا عن السيد ألما=جد خلف العلياء فيهم مقال
أحمد المنتمي إلى حنبل أكـ = رم به فيه مفخر وجمال
إنه أبدال أمة المصطفى أحـ = مدهم حين تذكر الأبدال
[/poet]


(فائدة)
قال سهل بن عبد الله: صارت الأبدال أبدالا بأربعة قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام واعتزال الأنام، وأخرج أبو نعيم في الحلية عن بشر بن الحارث أنه سئل عن التوكل فقال اضطراب بلا سكون رجل يضطرب بجوارحه وقلبه ساكن إلى الله تعالى لا إلى عمله وسكون بلا اضطراب رجل ساكن إلى الله تعالى بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الأبدال،
وأخرج عن معروف الكرخي قال من قال في كل يوم عشر مرات اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الأبدال،
وأخرج عن أبي عبد الله النباجي قال إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله شيء إلا أحبه.

(فائدة)
في كتاب كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى به قيل إنما سمي الأبدال أبدالا لأنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم وبني على ذلك ما حكي عن الشيخ مفرج الداماميلي أنه رآه بعض أصحابه يوم عرفة ورآه آخر في مكانه من زاويته بدماميل لم يفارقه في جميع ذلك اليوم فلما رجع الحاج ذكر كل واحد منهما ذلك لصاحبه وتنازعا في ذلك وحلف كل بالطلاق فاختصما إليه فأقرهما وأبقى كل منهما على الزوجية فسئل عن الحكمة في عدم حنث الاثنين مع كون صدق أحدهما يوجب حنث الآخر فقال: الولي إذا تحقق في ولايته مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في جهات متعددة فالصورة التي ظهرت لمن رآها بعرفة حق والصورة التي رآها الآخر في مكانه في ذلك الوقت حق وكل منهما صادق في يمينه ولا يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لأن ذلك إثبات تعدد الصور الروحانية لا الجسمانية انتهى.
وقد قررت نظير ذلك في الروح بعد الموت في باب مقر الأرواح في كتاب البرزخ قال شمس الداودي قال مؤلفه شيخنا رضي الله عنه وأرضاه
ألفته يوم السبت ثامن محرم سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة أحسن الله ختامها بمحمد وآله أجمعين
[/font]
[/align]

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/